أخر الاخبار

رواية امراة من فولاذ كاملة من الاول حتي الاخير بقلم ليلي مظلوم


رواية 🌹إمرأة من فولاذ❤️..

الجزء الأول ..

بقلم ليلي مظلوم

-يا ابا حلا… يا أبا حلا ..لم تأت ابنتنا بعد لقد تأخرت ..أيعقل أن صاحب الحافلة قد خطفها ؟؟


-هدئي من روعك ولماذا سيخطفها ؟؟هل لدينا المال لإعطائه إياه ..لا أظن هذا !..انتظري قليلا بعد .!!.


-قلبي لا يتحمل ..إنها لا تزال طفلة في الخامسة من عمرها ولا تعرف شيئا عن هذه الحياة ..أرجوك اتصل بصاحب الحافلة على الأقل حتى يطمئن قلبي !!


-يا أم حلا.. لا تبالغي في الأمر ..سأتصل به حتى ترتاحي ..مع أنه قد يتأخر بسبب ازدحام السير ..


بعد هذا الحوار سأعرفكم إلى حلا وعائلتها تلك الفتاة المدللة التي حظيت بحب عائلة أمها وأبيها لأنها الحفيدة الأولى في العائلتين.. ولأنها تتمتع بمزايا

 خاصة قلما تجدها في جيلها ..فهي فتاة ذكية ..وتفرض وجودها بسبب ظرافتها وردات فعلها الغير متوقعة ..والكل كان يحاول استفزازها ليراقب تصرفاتها وحديثها العجيب ..إضافة إلى أسئلتها التي يعجز الكبار عن إجابتها ..


وقد التحقت في المدرسة بسن الرابعة ..ولاحظ المعلمون أنها مميزة وأنها أكبر من سنها ..أما الحوار الذي جرى بين أمها وأبيها فعندما كانت في السنة الدراسية الثانية فعلى ما يبدو أن صاحب الحافلة قد نسيها أمام المدرسة ..وانطلق غير منتبها بأنها قد تضيع هناك لأن جميع الحافلات قد عادت إلى منازلها ..وبسبب شغبها المعهود فقد

 ابتعدت عن المدرسة ...وبدأت تتجول في الشوارع خائفة وتبحث عمن يذهب بها إلى حضن أهلها ..وأخيرا وقفت إلى جانب الطريق واستسلمت

 للبكاء ردا على بكاء والدتها في المنزل التي عرفت بأمر الحافلة بعدما اتصل زوجها بالرجل وأخبره أنها لم تكن مع باقي التلاميذ ..ولا يمكنني أن أصف لكم لوعة أمها التي أصيبت بهيستيريا خانقة وهي تردد :

-لقد ضاعت حلا يا أبا حلا !!!


-اهدئي قليلا ..سأذهب للبحث عنها بجانب المدرسة  لابد وأنها تنتظر هناك ..


فنظرت إليه بحزن وغضب ولوعة ثم قالت: 

-وكأنك لا تعرف شغب حلا ..لا أظن أنها ستبقى هناك ولكن هيا لنجرب حظنا ..


فترجل سيارته برفقة زوجته وانطلق إلى المدرسة مسرعا لتتحقق نبوءة أمها التي  قالت أنه يستحيل أن تبقى هنا وحدها ..ودموع المسكينة تنهمر على خديها كشلال من النيران لا يطفئها إلا رؤية تلك الطفلة واحتضانها ..


أما حلا فكانت ترتجف من الخوف والقلق ..لدرجة أن الرجل الذي كان يتحدث إليها أحضر لها حلوى الكاستر إلا أنها لم تستطع تناولها مع أنها  الحلوى المفضلة لديها ..وقال الرجل لنفسه :يا إلهي كيف سأساعد تلك المسكينة لا بد وأن أهلها يبحثون عنها ..


فخفض جسمه إلى مستوى جسمها وقال لها بحنان :

-أخبريني ما الذي جرى لك ..ولم أنت هنا ..؟


-لقد ترركنني صااحب الحاافلة ..


-هل تعلمين اسم مدرستك ؟


-نعم ..بالطبع !!


وبعد أن أخبرته عن اسمها. ..قال لها: 

-لقد قطعت كل تلك المسافة سيرا على الأقدام ..حسنا ..هل تعرفين كيف تعودين إلى منزلك الآن ؟؟


فأشارت إليه برأسها وشعرها يتراقص على الجانبين أن كلا ..فسألها عن أهلها ..ولكنه لا يعرف أحدا بتلك العائلة ..فقال لها: 

-حسنا ما رأيك أن آخذك إلى المدرسة الآن فربما يكونون أهلك هناك ؟؟


وبعد أن سمعت باسم أهلها وافقت مباشرة ..وبالفعل عندما وصلت إلى هناك ..وجدت  أمها واقفة إلى جانب البوابة وهي تضرب كفيها ببعضهما البعض ..وتحوقل ..ولا يمكنك أن تميز بين عيونها ونبع ماء يتفجر في فصل الربيع ..وبمجرد أن رأتها هرعت إليها وقالت: 

-ماما أنا هنا !!


ولم تصدق أمها أذنيها حتى احتضنتها كشيئ ثمين وبدأت تراقصها بحب ولهفة وهي تقول: حبيبتي !!لقد علمت أنك ستعودين إلى هنا ..


ثم التفتت إلى الرجل وشكرته على معروفه ..ثم قالت: 

-لقد ذهب زوجي ليبحث عنها ولكني أصريت على البقاء هنا لعلها تعود وبالفعل عادت ..فشكرا لك من كل قلبي أنت لا تدري عمق هذا المعروف الذي صنعته لي لقد اعدت روحي إلي ..


ثم حملت هاتفها واتصلت بزوجها لتخبره بعودة حلا فعاد مسرعا إلى المكان وشكر الرجل بدوره ..ثم احتضن ابنته بين ذراعيه وشكر الله على عودتها.. 


وبالفعل كانت الفتاة تعيش في ظل عائلة حنونة ..ملؤها الحب والتفاني ..ولم يقف حظها إلى هذا الحد ..فكانت محظوظة حتى في ألعاب الحظ في   الدكاكين واليانصيب ..(سحبة)..فكلما اختارت ورقة كانت الرابحة لدرجة أن صديقاتها كن يطلبن منها اختيار الورقات ولكن الحظ لا يحالفها إلا إن كان الأمر يخصها ..


وبقيت على تلك الحال إلى أن أصبحث في الثامنة من عمرها وانقلبت حياتها رأسا على عقب ..وكأنك انتقلت من الصيف إلى الشتاء..وتحول المنزل الحنون الهادئ إلى منزل مليئ بالمشاكل والصعاب والصراخ والتهديد 

والوعيد والضرب والأذى ..كل هذا لأن والدها قد خسر عمله ..وكان أثر ذلك عليه سلبيا جدا ..ونقل العدوى إلى عائلته ..ولم تجد العائلة زيتا لتخلطه بالصعتر فكانت تخلطه بدموع عيونها ..إنه الحرمان الذي يفتك بالإنسان ..(لو كان الفقر رجلا لقتلته )..


وكانت تلك المسكينة عندما تذهب إلى الدكان حتى تشتري الخبز ..تنتظر ساعات طوال ..حتى يحين دورها ..كيف


لا والبائع يعرف أنها أتت لتتدين ..وليس المدين كمن يدفع الأموال !!!



                 الفصل الثاني من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-