رواية هيلينا الفصل الثالث3بقلم ليلي مظلوم


رواية هيلينا
 الفصل الثالث3
بقلم ليلي مظلوم 

فنادت منى أمها وقد حضرت مسرعة من المطبخ :

-ماذا هناك ؟؟


-أتعلمين أن  ابنتك المدللة تريد أن تخطب ؟


-ماذا ؟؟هل هذا صحيح يا هيلينا ؟؟


فأجابت هيلينا ببراءة :

-نعم ..أريد ذلك ..والعريس ليس غريبا عنا ..إنه في الحديقة مع أيمن ومصطفى!! 


-هادي؟!!!!هل أنت مجنونة ؟؟؟ألا تخافين أن يكون كوالده وتكون حياتك كحياتي السابقة ؟؟


-أمي أنا أحب هذا الشاب ..وعندما يأتي والدي سأخبره بالأمر وأظنه سيوافق.. 


فصمتت أمها للحظات وتذكرت نفسها عندما تزوجت في مثل سنها ..وكيف كانت متحمسة   مثلها أيضا ..إن الفتيات في هذا العمر لا يعرفن معنى الزواج  كل الذي يهمهن أن يلبسن الثوب الأبيض ويتمخترن به أمام الحضور ..ويرقصن كالفراشات ..على أمل أن تكون أيامهن   أيضا بيضاء ..فلعب ومرح ودلال وغنج وذهاب وإياب وحرية ..وتكاد تصدق الفتاة نفسها أنها ملكة القصر ..وما إن تمر الأيام الأولى حتى تصطدم بالواقع فإما أن تكون ذكية وتحاول العيش بكل الألوان إلا الأسود ..وإما أن تقع فريسة السواد .   .وفي بعض الأحيان تكون هكذا تطلعات الرجال أيضا ..وخاصة أولئك الذين يبحثون عن الإستقرار ..فيرسمون حياة خاصة بهم منتقدين الطريقة التي كانوا يعيشونها في منزل أهلهم ..وما إن يصبح لديهم منزلهم الخاص حتى يقلدون أهلهم بتصرفات قد تخزنت في اللاوعي عندهم ..


وصمت أم هيلينا كان تطلعا عميقا لحياتها هي ..وهل يمكن أن يعيد التاريخ نفسه؟؟


وها قد حل المساء ..ومنى طوال الوقت تحاول إقناع أختها بالعدول عن رأيها ..وهيلينا    تعاند أختها أو بالأحرى كل أخواتها ..إلى أن وصل أسعد إلى المنزل ورآه في فوضى فكرية عارمة ..فسأل منى :ما الأمر ؟ماذا هناك ؟؟وأين مصطفى وأيمن ..؟


فأجابت بسخرية وتمرد :لقد ذهبا برفقة صهرنا العزيز !!


-من تعنين ؟؟وماذا تعنين؟


-هادي ..يريد أن يخطب هيلينا !!


-هيلينا!!!! 


فتدخلت هيلينا قائلة :أظن أن الموضوع يعنيني وحدي ..


ثم نظرت إلى والدها واقتربت منه كطفلة صغيرة تلاقي والدها عند الرجوع إلى المنزل وهمست له: إنه لا يريد الزواج في القريب العاجل ولكنه يحبني وأنا أحبه ..والافضل أن أراه في المنزل وعلى مرأى منك ..


فقاطعها قائلا :أنا موافق ..فليأت ويخطبك مني ..


وقفزت هيلينا  فرحا.. ثم نظرت إلى منى نظرة انتصار ..وبعدها تراجعت لتقول لها :يكفي أن تقولي لي مبارك يا أختى الكبرى ..


ولم تعرف هيلينا كيف مضى الوقت لترى هادي مجددا وتزف إليه البشرى ..وفرح هو أيضا ..ووعدها بإحضار والدته في القريب العاجل ..


وحان الوقت ..وارتدت هيلينا أجمل فستان 👗 لديها كي تبدو أكبر من عمرها ..ووضعت بعض مساحيق التجميل بطريقة خفية ..وكل الوقت كن

 أخواتها ينظرن إليها باستغراب غير مصدقات أن أختهن الصغرى ستتزوج قبلهن ..أما مصطفى وأيمن فلم يرق لهما الأمر في

 البداية ..ولكنهما بدلا رأيهما بعدما أيقنا إصرار والدهما على حرية اختيار هيلينا ..وهما   بالرغم من معرفتهما بفقر هادي ..ولكنهما يحبانه كثيرا ..كيف لا وهو يظهر أمامهما كل الأخلاق الفاضلة بطريقة مبالغ فيها ..فكرمال عين تكرم مرج عيون… 


وما هي إلا لحظات حتى حضر العريس مع والدته التي استغربت عندما رأت العروس في تلك السن الصغيرة ..ولكنها في الوقت نفسه أعجبتها فهي 

جميلة ورشيقة وبريئة والأهم من كل ذلك أنها تحب ابنها وابنها يحبها ..وبعد التي واللتيا ..قالت أم هادي :يشرفنا أن نطلب يد كريمتكم لابني هادي ..وحتى تكون الامور واضحة بيننا فإن فترة الخطوبة ستكون طويلة نوعا ما حتى تتيسر أحوال هادي المادية ..


فأجاب أسعد: المهم أن تغمر السعادة قلب ابنتي برفقة ابنكم ..والمال قد يكثر أو يقل ..فهو ليس الحاكم .


وقرئت الفاتحة على نية التوفيق للعروسين ..ومع مرور الوقت اعتادت عائلة هيلينا على فكرة ارتباطها ..ولم تعد الفكرة غريبة بالنسبة إليهم ..مرت سنة اثنان ..ثلاث سنوات ..أربع سنوات ..خمس سنوات ..وفي السنة السادسة أصبحت هيلينا في عمر التاسعة عشر ..وفكرة

 زواجها في هذه السن مقبولة ..ولكن مهلا ...الخطوبة ذات العمر الطويل قذ تزعج أهل العروس ..وقد تسئم العروسان

 أنفسهما… وحاول هادي جاهدا أن يحسن من وضعه المعيشي عله يشتري منزلا له ..فعمله بالكاد يكفي لاستئجار منزل خاص به وبزوجته ..وفكرة شراء المنزل كانت بعيدة عن باله ..وفي نهاية المطاف لا بد من الزواج مهما كلف الثمن ..وذات مرة كانت هيلينا تجلس حزينة ..و هي تفكر ..أيعقل أنها ستبقى مخطوبة

 طوال عمرها ؟؟فهي من ناحية تحب هادي ولا تفكر أبدا في تركه ومن ناحية أخرى

 لا يمكنها أن تبقى على ما هي عليه لا بد من إيجاد حل يرضيها ويرضي خطيبها ..خاصة أنه أصيب بحساسية عالية تجاه ذهابه إلى منزل خطيبته ..ووجدتها أمها على تلك الحالة ..فاقتربت منها واحتضنتها ثم قالت :

أعلم ما الذي تفكرين به يا ابنتي !!


-وما الحل يا أمي؟؟!


-ربما يكون لدي الحل ..ولكن أرجو أن يقبل هادي به ""


-ما هو ؟؟إن كان مناسبا لماذا سيرفض؟؟


-أنت تعلمين أن أختك منى ستسافر مع زوجها إلى


الولايات المتحدة الأميركية ..ولا أظن أنها ستحتاج إلى منزلها في الفترة المقبلة ..ما رأيك أن تشتريا المنزل  من زوجها مع دفع قسط شهري وكأنكما قد استأجرتماه وبذلك يصبح المنزل ملكا لكما.. 


-الفكرة مذهلة يا أمي ..ولكن ماذا عن الأثاث والأدوات الكهربائية وتكاليف حفل الزفاف والأمور الأخرى ..


-لا تقلقي يا حبيبتي ..لا تفكري في العرقلة بل فكري في تسهيل الأمور ..ولكل مشكلة حل يتبعها إن اهتدينا إلى الصراط المستقيم ..


-بكل الأحوال سأعرض الأمر على هادي وأرجو أن يقبل بهذا… ولكن متى ستسافر منى بالتحديد؟؟


         الجزء الرابع من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>