رواية هيلينا الفصل الحادى عشر11 بقلم ليلي مظلوم


 رواية🌸هيلينا 🌸

الجزء الحادي عشر ..


-من هذا الذي سيتزوج بامرأة مثلي ..محطمة ..ومجبولة من اليأس ..


-أنا!!! 


ووقفت كلمات ومشاعر العالم كلها هنا ..أتراه يمزح أم يقول  الحقيقة ..كيف يقول هذا ؟؟!!فتظاهرت أنها لم تسمع ثم قالت :سأجرب أن نكون زوجين مثالين للمرة الأخيرة ..وخصوصا أنه بدأ يتغير نوعا ما في الحادثة الأخيرة ..


-هيلينا هناك أمر ما يجب أن تعرفينه ..


-ما هو ؟


-زوجك يختبرك دوما ..وعلى ما يبدو أنه دبر للحادثة الأخيرة وما حصل مع اخيه باتفاق معه ..كي يختبرك ..وأنا جاد في طلبي منك ..لا أعلم كيف   تحولت أحاسيسي فجأة ..وأصبحت أحبك ليس بدافع الصداقة أو الأخوة ..وكم أتمنى لو تصبحين زوجتي ..


-أتمنى ذلك حقا ولكن ..كيف يكون هذا ؟؟


-تطلقي وبعدها لكل حادث حديث ..


-ولكن.. 


-بدون لكن… 


وما إن أكمل سامي كتابته ..حتى شعرت هيلينا بقدوم زوجها ..فأقفلت الهاتف بسرعة ووضعته تحت الغطاء.. ثم حملت طفلها ..وتظاهرت أنها تلاعبه ..فقال لها: أعطني الطفل أنا مشتاق إليه اليوم ..


ثم جلس على السرير وبدأ يلاعبه ..ثم قال :يبدو أنه جائع فهلا أحضرت له الطعام ..؟


وهرعت هيلينا إلى المطبخ لتحضر الطعام ..وفجأة سمع هادي صوت هاتفها يرن تحت الغطاء . فأمسكه بين يديه. ورأى الصورة التي يضعها سامي كصورة شخصية على الواتس أب وهو لا يعرف القراءة ..  و سرى   الشك إلى قلبه ..فوضعه بجيبه ..ثم  خرج من المنزل بسرعة ..ولم تفهم هيلينا ما الذي حدث ليخرج دون أن يودعها ..ونسيت أمر هاتفها ..وحملت طفلها لتطعمه ..أما هادي ..فقد أخذ هاتف هيليناإلى أحد الأشخاص الذين لا يعرفون سامي ..ثم قال له: أحتاج إلى مساعدتك ..


-ماذا هناك ؟


-أنت تعرف أني لا أعرف القراءة ..وأريدك أن تخبرني بالمحادثة التي تجري بين هذين الشخصين ..فأنا أعرف الفتاة جيدا وأود مساعدتها ..


وبدأ ذلك الشخص بقراءة كل المحادثة الأخيرة التي جرت بين هيلينا وسامي ..


أما هيلينا فقالت لنفسها :كم أنا غبية ..كيف قلت هذا لسامي ..؟؟!!لا بد وأنني أخطأت ..ولكن أين الهاتف ..؟؟


ثم تذكرت أنها وضعته تحت الغطاء.. وبدأت تبحث عنه بحرقة ..يا إلهي أين الهاتف ..لتسمع صوت زوجها يقول ..وقد حضر مكسور الخاطر ..

-أهذا ما تبحثين عنه أيتها الشريفة ؟


-هات الهاتف وكفاك مراوغة ..!!


-سأعطيك إياه ولكن كل المحادثة التي بينك وبين سامي أصبحت على هاتفي ..لقد نسختها كلها ..وبدون أي كلمة أو تبرير ..خذي كل أغراضك   وارحلي من منزلي ..لا يناسبني أن تكون زوجتي امرأة ساقطة ..وإن نجوت مني فذلك سيكون أعجوبة من أعاجيب هذا الزمان ..ولا تحلمي أن تري طفلك مجددا أيتها الأم الفاضلة ..


كان الحزن والغضب يقدح من عيون هادي ..ولا مجال للحديث معه ..فلملمت أغراضها على مهل عله يغير رأيه ..ولكنه لم يفعل ثم انطلقت إلى منزل أهلها تاركة زوجها وولدها  ..وعندما وصلت إلى الباب ناداها هادي ..وتسلل إلى قلبها بعض الأمل ..فهي تخشى الفضيحة   وتخشى أن تترك ابنها ..فقال لها وهو يحبس دموعه :خذي هاتفك معك ..لا حاجة لي به ..الله أعلم كم من المحادثات التي تدمي القلب مسجونة به ؟..


فأخذته منه من دون أن تنطق كلمة واحدة ..أما هادي فاتصل بسامي وقال له :هنيئا لك زوجتي الشريفة يا صديقي العزيز ..لقد تركتها لك ..أنتما تليقان ببعض ..


وأيضا لم يجبه سامي بكلمة واحدة ..وكان باله مع هيلينا ..ما هو وضعها الآن ؟؟وكيف   ستواجه أهلها ..وليس من المناسب أن يتصل بها ..ولا أن يذهب إلى منزل أهلها أيضا ..وكاد الإنتظار يفتك به ..


وما إن وصلت هيلينا إلى منزل أهلها ..حتى وجدتهم بحالة صعبة ..وكأنهم كانوا بانتظارها ..وبدأ الكل يلومها ويعاتبها ويرميها بكلمات قاسية ..وتوجهت عيونها نحو والدها الذي لم يستطع أن ينظر إليها ..كان جالسا وكأنه مكبل الأطراف ..والمدهش أن عادل أيضا كان حاضرا ..ولم يقصر في لومها وعتابها ..وعلى ما يبدو أنه سبقها إلى منزل أهلها ليريهم المحادثة ..كيف لا ..وهادي   أخوه ..لا بد من إظهار مظلوميته ..فقال :أنت فعلا امرأة مستهترة ..لقد فعل أخي ما لم يفعله رجل آخر لزوجته ..وسامحك في المرة الماضية ..ولكنك لم تتعظي ..فعلا اللي استحوا ماتوا ..ويجب أن تقطعي علاقتك بجميلة وهذا حقي !!


وهنا لم يعد بمقدور هيلينا السكوت أكثر من ذلك ..فقالت بصوت عال وكانت تريد أن يسمع كل من في الكون كلامها ..وتذكرت التشجيع الذي كانت    تحظى به من سامي ..فمدها بالقوة ..:فلتتكلم كل البشر عن الأخلاق ..إلا أنت يا سيد عادل ..هل نسيت ما فعلته بي منذ فترة حينما طردتك من المنزل بعد أن حاولت التحرش بي ؟؟!!


ولم تكمل هيلينا جملتها ..إلا وجميلة كانت في الشارع تركض مثل المجنونة لصعق ما سمعته   حتى أنها لم ترتدِ حجابها ..ولحقت بها إحدى أخواتها برفقة مصطفى ..حتى لا تؤذي نفسها ..

أما عادل فبقي ليدافع عن نفسه ..ويبرر موقفه ..ولا بد من إظهار الحقيقة الآن :أنا لم  أفعل هذا من تلقاء نفسي ..هادي هو الذي أرسلني لأنه كان يشك بأخلاقك ..ويبدو أنه كان محقا في ذلك ..


فأشا


حت هيلينا بوجهها عنه وتقدمت من والدها وقالت باكية: لا تصدقه يا أبي ..لم يلمس   أحدهم أي شعرة من رأسي سوى هادي ..أقسم بهذا ..لقد عاملني كالخادمة في منزله ..وأنا أخفيت الأمر عنكم ..أتعرف ما الذي طلبه مني ذلك الشريف ..لقد طلب مني أن أوقع زوج منى ليبتزه بالمال؟؟ولكني رفضت ذلك في اللحظة    الأخيرة ..يا أبي لا تقلق فأنا لم أفعل شيئا يشين العائلة أبدا كل ما في الأمر حديثي مع سامي إلى الهاتف فقط.. ولا أنكر أنني أكن له مشاعر خاصة أبدا ..سامحني يا أبي فقلبي ليس بيدي ..

            الجزء الثانى عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>