توقفنا فيما سبق حينما كانت ساره توريد معرفه قصه يونس ، وكيف اصبح على هذه الحاله ، وحاولت ان تتقرب من يونس حتى تعرف منه ما هى قصته ، ولكن اكتشفها يونس ورفض ان يخبرها باى شيء .
لم تكن ساره من الشخصيات التى تستسلم بسهوله ، ولكنها تركت الامر بعض الوقت حتى تستطيع الوصول للحقيقه ، مر يومان اخران على ساره وهى تنتظر اللحظه والطريقه المناسبه لمعرفه قصة يونس ، فى احدى الايام كان يونس يساعد فريق عمل ساره وكان معه حسين صديق يونس ، كان حسين فى الخمسه والثلاثون من عمره ، كان ما يميز حسين انه يظهر للاخرين انه يفهم ويعرف كل شيء ، يحب التفاخر بنفسه كثيرا ، ورغم ذلك كان انسان سهل جدا وكما يقولون على نياته ، لا يتمتع باى ذكاء ، وكل احلامه تتمثل فى انه يريد الزواج من فتاه تشبه فتيات الاعلانات التى تظهر بالتلفزيون ، كان حسين مغرم بصور الممثلات المصريه والعربيه والهنديه ايضا ، كان مثالا للشاب ذو الشخصيه السطحيه ، ولكنه طيب القلب ، وكان صديقا ليونس منذ ان كان عمرهم عشره اعوام تقريبا ، ومازال يونس متمسك بصداقته بحسين هذا رغم جميع عيوبه .
كان حسين يتحدث مع يونس ويقول له : بقولك ايه يا يونس انا كنت عاوز اكلم كفى موضوع كدا ، بس بصراحه خايف تضحك عليا .
تبسم يونس لحسين وقال : ايه الكلام دا يا حسين ، عيب عليك الكلام دا ، هو انا عمرى ضحكت عليك .
حسين : يوووه كتير ، انت كل ما بكلمك بتضحك على كلامى .
ضحك يونس وقال : طيب يا عم ، اوعدك هحاول مضحكش عليك تانى ، قول بقى وخلصنا .
حسين : انا نويت اروح اعترف لوحده انى بحبها وعاوز اتجوزها .
يونس : يخربيت عقلك هو انت مابتحرمش من اللى بيحصلك ، انا كام مره بلحقك قبل ما تجيب لنفسك نصيبه ، يا ابنى افهم احنا فلاحين يعنى مينفعش اللى بتقوله دا ، لو عجباك وحده روح لابوها واطلب ايديها ، يا ابنى ارحمنى بقى من المسلسلات الهنديه اللى لحست دماغك .
حسين : يا عم اصبر عليا افهمك ، منا مش مختار وحده فلاحه .
يونس : اومال عرفتها منين دى ، اوعى تكون انحرفت يا حسين وبتقعد على النت وتخش على مواقع التعارف والزواج والكلام دا ، نصيبى يا حسين لو عاوز تتجوز واحده من على الفيس بوك وقيلالك اسمها توتا وفى الاخر يطلع اسمها تفيده ، دا لو ابوك عرف ان انته تتجوز من على الفيس هيطلق امك ويروح هو كمان يعمل حساب على الفيس ويسمى نفسه صاحب الشعر الابيض ، واخذ يونس يضحك بشده بعد قوله لهذا الكلام .
حسين : شوفت يا يونس ، انت طول عمرك كدا ، بتتريق على كلامى ، وعمال تحور فى حورات علشان تضحك عليا وبس ، فيس ايه وبتاع ايه انا عاوز اتقدم لساره بتاعت الشبكات دى .
ضحك يونس مره اخرى وقال له : والله انت فقرى يا حسين ، ملقتش غير دى ، هههههه والله دى كانت تمشيك على العجين متلخبطهوش .
حسين : فى ايه يا عم انت ، هو كل ما اقولك حاجه هتقعد تضحك كدا زى ما يكون حد بيزغزغك ما تهدى شويه خلينا نعرف نتكلم .
يونس : عندك حق يا حسين حقك عليا ، بجد بجد مش هضحك تانى ، قولى بقى انت حبتها كدا من بعيد لبعيد ولا حصل حاجات واستلطاف والكلام دا ، انت فاهم يا عم حسين .
حسين : يعنى هكون حبتها باللاسلكى ياعنى ، ما تبقى لماح يا يونس ، اومال انت معاك دكتوراه ازاى ، فعلا النباهه مش بالتعليم ، دى جينات يا يونس .
تبسم يونس وقال : مقبوله يا عم النبيه ، قولى بقى وقعت فى حبها ازاى يا عم الحبيب .
حسين : بص يا يونس واتعلم ، انا من اول يوم عينى وقعت عليها ، بصراحه البت عجبتنى ، وحطيتها فى دماغى ، وانت عارف بقى صحبك حسين لما يحط حد فى دماغيه ، يبقى يلا السلام .
يونس : يبقى ربنا يستر .
حسين : بتقول ايه يا يونس مش سمعك .
يونس : لا متخدش ببالك انت عارفنى بحب ابرطم كتير ، كمل يا فلانتينو قريه العيسوى .
حسين : بص بقى انا كدا قعدت اشد انتباهها بكلامى ومعلوماتى ، وانت عارفنى انا كومبيوتر متحرك .
يونس : مهى المصيبه انى عرفك ، كمل يا جامد .
حسين : حسيت كدا ان البت معجبه بيا ، بس هى ايه تقيله اوى فى نفسها ، مهى عرفه انها حلوه ، بس على مين انا بردو حلو ، ولا انت عندك رأى تانى ؟
يونس : وهو فى رأى بعد رائيك يا توم كروز بلدنا .
حسين : مين توم كروز دا يا يونس ، اوعى تكون بتتريق عليا .
يونس : لا ابدا هو انا اقدر اتريق عليك ، توم كروز دا احمد عز بتاع امريكا ، كمل كمل يا جامد .
حسين : مفيش يا سيدى ، انا لحظت من نظراتها ، وحركتها انى عجبها بس هى مستنيانى اخد اول خطوه ، ما انت مش فاهم ، البنات المصاروه دى بيحبو الراجل الجريء كدا ، هو انت مابتشفش البطل فى المسلسلات الهنديه بيعمل ايه .
يونس : اه مسلسلات هندى ، تمام يا وحش عاش ، عوزك بقى تبقى جرىء كدا ومتخفش حاجه ، وتكلمها بثقه كدا ، مش عوزها تحس انك متردد .
حسين : عيب عليك يا يونس ، هو انت مش عارف صحبك ولا ايه ؟
يونس : مهى النصيبه انى عارف صحبى ، يلا توكل على الله ومتقلقش ، لو حصل حاجه انا معاك نادى عليا بس .
ذهب حسين على الفور لمفاتحه ساره بحبه ورغبته فى الارتباط بها ، كانت ساره فى تلك الاثناء ، تكتب بعض الملاحظات عن العمل فى اللاب توب بتعها ، وجائها حسين وجلس بجوارها ، واخذ يتحدث اليها وهى مشغوله بما تقوم به ، فقال لها : بقوليك ايه يا ساره ، مش حابه تعيش فى بلادنا على طول ؟
ساره : اه طبعا يا ريت ، بلادكم حلوه يا حسين ، واهلها طيبين .
فرح حسين باجابه ساره عليه ، فلقد ظن انها تعرف ما يلمح به وموافقه عليه ، حينها تشجع حسين وقال : طيب بصى انا بحبيك اوى اوى .
ظنت سار هان حسين يقول هذا الكلام من منطلق اخر غير الحب الذى يقصده ، تظنه يقول ذلك من باب الترحيب بها فقط لا اكثر ، فقالت له وهى لا تهتم : انا ايضا احبك يا حسين .
حسين : ايوه كدا يا سيدى يا سيدى ، ومن فرحت حسين اخذ يضرب بيده على لوحه مفاتيح اللاب توب الخاص بساره ، فضغط بيده على زرار المسح فمسح معظم الشغل الذى كانت ساره تقوم به ، حينها تعفرتت ساره وهاجت واخذت تشتم فى حسين وتقول : يحرقك ، يخربيتك ، ربنا يخدك وارتاح منك ومن غبوتك ، ايه اللى عملته دا يا حمــــــار .
حسين : هو انتى اتحولتى كدا ليه ، هو انا عملتك ايه .
ساره : ما انت مش هتفهم علشان حمار ، وادى اللاب توب ، ثم قامت ساره باغلاق اللاب توب ووضعه بعيد عنها ، وقالت لحسين : قولى بقى يا عم حسين انت عاو زايه .
حسين : ايوه اهدى كدا ، هو فى حد يقول لجوزه المستقبلى انت حمار .
ساره : كتك عقربه لما تتجوزك ، انت اهبل يا حسين صح .
حسين : هو انتى بتتحولى كدا ليه ، مكنا زى السمنه على العسل ، هو انتى مجنونه ولا ايه .
فتقربت منه ساره وقالت له بصوت منخفض : قولى يا حسين هو فى حد فى عليتكم لامؤخذه أهبل
حسين : لا ليه .
ساره : مهو الهبل اللى انت فى دا اكيد وراثى ، ونصيحه من اختك ساره لازم تروح تتعالج منه ، امشى يا حسين من قدامى بدل ما اخبطك بحاجه ، وادخل فيك السجن ، وابقا اتسجنت فى اهبل .
تحرك حسين ليارك ساره ويبتعد وهو يقول : ماشى يا ساره ، وانت كمان يا يونس شكلك كنت عارف اللى هيحصل وسبتنى اجى من غير ما تقولى انها مجنونه .
سمعت ساره ما قاله حسين فنادت عليه وقالت له : تعالى يا حسين ، هو يونس عارف ان انت جاى تقول الكلام الاهبل دا .
حسين : طبعا عارف يونس يعرف عنى كل حاجه ، وانا اعرف عنه كل حاجه .
ساره : مش تقول كدا يا حسين ، ظلمتك معلش ، تعالى تعالى ماتقلقش منى هقولك حاجه سر بينى وبينك ، انت عارف بصراحه انت عجبنى مش هنكر وممكن افكر فى طلبك بس عوزه اطلب منك طلب صغير خالص .
حسين : اطلبى عيونى ادهملك عن طيب خاطر .
ساره : لا يا سحس ، خلى عيونك مكنهم اصل بقرف ، قولى بقى هو ليه يونس مش شغال دكتور بشهادته ، وليه متبهدل بالشكل دا ، من الاخر عوزه اعرف كل حاجه عنه ، يلا يا سحس خلينى اعرف غلوتى بقلبك قد ايه ؟
