رواية يونس الجزء الاول1والثانى2 بقلم ياسر عوده


 
روايه يونس ( الجزء الاول )

ساره مهندس تعمل فى احدى شركات الاتصالات الكبيره بمصر ، تم تكليفها بالذهاب الى احدى قرى محافظه الغربيه ، لتقوم ببناء شبكه لتقويه الاتصالات بها ، ذهبت ساره ومعها فريق العمل المكلفين بمساعدتها لبناء تلك الشبكه الخاصه بالاتصالات ، بعد ان قام فريق العمل بتجهيز كل شيء تحركوا باتجاه قريه العيسوى ، قريه كبيره بمحافظه الغربيه ، كان بانتظار المهندسه ساره وفريق عملها شريف ، رجل يعرف القريه جيدا ومكلف بتسهيل الامور امام تلك المجموعه .


كان شريف بانتظار المهندسه ساره ومجموعتها ، بالفعل وجدوه بانتظارهم خارج القاريه ، كانت ساره متسرعه لانهاء عملها باقرب فرصه ممكنه ، عندما قابلت شريف طلبت منه الاسراع بعرض خريطه القريه حتى يحددو مكان عمل الشبكه الخاصه بالاتصالات ، فقال شريف : الصبر يا باش مهندسه الموضوع مش بالساهل كدا .


ساره : انا معنديش وقت ، المكان اللى هنختاه هنبنى فيه الشبكه ، والشركه هتتكفل بالتعويض المناسب لصاحب المكان .


شريف : يا باش مهندسه ، الموضوع مش موضوع فلوس ومكان ، الموضوع اكبر من كدا ، القريه دى ليها كبير لازم نستأذنه ونرجعله ، ومحدش هيوافق ان احنا نبنى طوبه هنا من غير موفقه الراجل دا ، وانا شاي فان الصبر جميل فى الحالات دى ، انا كلمته وهو طلب يقابل مسئول من شركتكم الاول ، فحضرتك تقبليه وتقنعيه وبعد كدا اعملى اللى انتى عوزاه .


ساره : يعنى ايه اقنعه ، يعنى لو هو مفهمش الافاده من الشبك هدى مش هنقدر نبنى هنا ، انت بتتكلم ازاى ، انا شايفه ان احنا بحدد المكان ونشتريه ونخلص ، واعلى ما فى خيله يركبه .


شريف : كلام حضرتك ميمشيش هنا ، اولا الحاج فاضل العيسوى بيمتلك اكتر من نص القريه دى ، وليه عند كل واحد عايش هنا جمايل كتير ، ومساعد كل اهل القريه ، اللى مش عارف يجوز بنته ولا ابنه بيسعده ، واللى محتاج عمليه بيتكفل بيه ، واللى مش قادر على مصاريف التعليم بيتكفل بيه ، وهو اللى بانى المستشفى والمدرسه اللى بالقريه من فلوسه واهل القريه بيتعلجوا فيها مجانى ، دا حتى القاريه اسمها على اسم عائله الحاج فاضل العيسوى .


ساره : خلاص يا شريف انته تقول فيه شعر ، عرفنا يا عم انه رجل كريم ، ممكن بقى تودينى ليه خلينى اتكلم معاه .


ذهبت ساره وفريق عملها مع شريف لمقابله الحاج فاضل ، كانت سيارات ساره وفريق العمل يسيرون فى صف واحد طول الطريق ، وكانت سياره ساره فى المقدمه وركب معها شريف بجوارها ، لم يكن الطريق يتسع لسيارتان بجانب بعضهم البعض ، والطريق ظهر قطيع كبير من الاغنام والماشيه ، كان ذلك القطيع يقطع الطريق الذى تمشى فيه ساره وفريق عملها للوصول الى بيت الحاج فاضل ، توقفت ساره بالطبع ، لم تستطيع التحرك ، وشعرت بالغضب من تلك العطله التى سببها لها ذلك القطيع ، قامت ساره بالضغط على ادات التنبيه 

بالسياره فكان الصوت مرتفع وازعج ذلك القطيع فاخذ القطيع 

ينفصل عن بعضه وظهر حاله من الفوضه بالقطيع ، وحينها 

رجل يبلغ من العمر ثلاثون عام تقريبا ، كان هو من يقود ذلك 

القطيع ويعبر به الطريق ، شعر هذا الرجل بالغضب الشديد من 

ما فعلته ساره وتسببت به من فوضى للقطيع ، وهنا تقدم الى 

سيارتها وقال لها : هو انتى فكره لما تعملى كدا القطيع هيفهم 

ان انتى مستعجله ، اهوه القطيع هاج وهتتعطلى اكتر .


ساره : مهو لو انت بتفهم وعندك مخ ، كنت عرفت تسوق القطيع ، بس من الواضح كدا ان انت كمان عاوز اللى يوجهك .


غضب ذلك الرجل من كليمات ساره ، ولكن تدخل شريف على 

الفور ونزل من السياره ، واخذ يهدء هذا الرجل واعتذر له وقال 

له انهم ضيوف الحاج فاضل ، وعندما سمع ذلك الرجل انهم 

ضيوف الحاج فاضل هدء على الفور وعمل على ابعاد القطيع 

عن الطريق حتى يمر موكب ساره .


بعد بعض الوقت مرت ساره وباقى السيارات ، وكانت غاضبه 

مما حصل معها منذ قليل ، فاخذ شريف يهدءها ويقول لها : يا 

باش مهندسه ، عصبيتك دى مش هتنفع هنا ، الناس هنا 

مينفعش تتعصبى عليهم ، هما مش شغلين تحت قيادتك 

بالشركه ، دوول فلاحين ودمهم حامى ، وحضرتك كدا هتقعى 

فى مشاكل كتير اوى ، احنا فى غنى عنها .


ساره : خلاص يا شريف ، هحاول اكون هاديه ، بس اعمل ايه مشفتش البتاع د ابتاع البهايم بيقولى ايه .


شريف : دا واحد من الشغالين عند الحاج فاضل ، والقطيع دا ملك الحاج فاضل .


ساره : حصلنا الشرف يا عم شريف ، المره الجايه هنزل واسلم على القطيع خروف خروف .


تبسم شريف من كلام ساره وقال : دا الموضع مش هيبقا سهل خالص ، ربنا يستر .


وصلت ساره امام منزل الحاج فاضل ، كان منزل كبير وضخم 

للغايه ، نزلت ساره وشريف من السياره وبقى فريق العمل حتى 

تقوم ساره بمقابله الحاج فاضل ، دخلت ساره وشريف منزل 

الحاج فاضل ، ولكن بعض العاملين به اخبروها حتى ينتهى 

الحاج فاضل من جلسه الشكاوى ، وهى عباره عن اجتماع 

يعقده الحاج فاضل لاهل قريته يستمع فيها للشكاوى 

والخصومات التى تحدث بين اهل وسكان القريه ويختصموا 

بعضهم امام الحاج فاضل ويقوم هو بالحكم بينهم ، وكان 

حكمه نافذ لا يستطيع احد الاعتراض عليه مهما كان حكمه ، 

فهو ما يسمى بالمجالس العرفيه فى بعض البلدان .


انتظرت ساره وشريف قرابه نصف ساعه تقريبا حتى ينتهى 

الحاج فاضل من جلسه الشكاوى ، وبالفعل انتهت اخير ، 

ودخلت ساره وشريف لمقابله الحاج فاضل بعد انصراف اهل القريه .


شريف : السلام عليكم يا حاج فاضل ، دى الباش مهندسه ساره ،

 من شركه الاتصالات اللى كلمت حضرتك عليها يا حاج ، 

الشركه بعتاها لحضرتك علشان هما عوزين يعملوا شبكه تقويه 

لزياده قوه الارسال فى القريه دى والقرى المجاوره .


الحاج فاضل : قوليلى يا باش مهندسه ، الشبك هدى هتخدم اهل القريه ولا ايه ؟


ساره : اكيد يا حاج هتخدم القاريه بشكل كبير ، دا بجانب انها 

هتقوى الارسال للموبيل وكمان هتقوى استخدام الانتر نت 

بالقريه دى والقرى اللى حوليها .


الحاج فاضل : واشمعنا قريتنا ، ما كنت ممكن تبنوها باى قريه 

جنبنا ، وطبعا كنا هنستفاد من قوه الارسال بردو صح ولا كلامى غلط .


ساره : كلامك صح يا حاج ، بس احنا اخترنا القريه دى اولا 

لانها فى منتصف القرى اللى جنبها ، فهتوزع الارسال بشكل 

قوى وعادل وفى جميع الاتجاهات ، وثانيا معظم المبانى فى 

قريتكم منخفضه جدا تقريبا محدش بيصل اكتر من دورين 

بس ، ودا هيخدم الشبكه جدا ، ومفيش مبانى هتقلل او تضعف 

الارسال خالص ، غير ا نفى دراسات وحاجات خاصه بينا 

كشركه الاتصالات بترجحلنا قريتكم وبتفضلها .


الحاج فاضل تبسم قليلا وقال : من الواضح كدا ان الشركه بتاعتكم ناجحه ، علشان بتعين موظفين فهمين زيك يا باش مهندسه .


تبسمت ساره وقالت : افهم من كدا يا حاج ان حضرتك موافق .


الحاج فاضل : هبعت حد معاكم من الشغالين عندى ، ولما 

تختارى المكان اللى يناسب الشبكه ، لو بتاعى هدهلكم من غير 

مقابل ، بس لو ملك لاى حد من الفلاحين انا اللى هشتريه 

واخليكم تبنى عليه الشبكه بردو من غير مقابل .


ساره : انا متشكره لحضرتك يا حاج ولكرمك ، بس حضرتك 

متكلفش نفسك باى مصاريف ، احنا مستعدين ندفع اى مبلغ 

حضرتك هتطلبه او صاحب الارض اللى هنختار نعمل فيه الشبكه ، متقلقش من النحيه دى .


الحاج فاضل : انتى مش فاهمه يا باش مهندسه ، احنا فلاحين 

ومبنفرتش فى ارضنا ، الارض عندنا زى اولدنا وعيالنا ، 

ومحدش بيبيع اطفاله يا باش مهندسه ، انا هديكم الارض اللى 

محتاجنها مدام هيخدم مصالح اهل القريه .


تبسمت ساره من حكمه ذلك الرجل وشعرت بانها قد تسرعت 

بالحكم عليه ، ولذلك قالت له : انا متشكره جدا يا حاج ، وكمان 

بعتذر انى فهمت حضرتك غلط من الاساس ، وسعيده انى 

اتعرفت وقابلت راجل زى حضرتك .


تبسم الحاج فاضل قليل ، واشار الى احد العاملين عنده وقال 

له : روح ابعت يونس وقوله يلازم الباش مهندسه والناس اللى 

معاهم ويحضرلهم الاماكن اللى يستريحوا فيه وكل طلباتهم 

يعتبرها اوامر منى انا ، فانصرف ذلك الرجل ليخبر يونس بما قاله الحاج فاضل .


خرجت ساره وشريف معها من منزل الحاج فاضل وظل 

منتظرين ظهور ذلك المدعو يونس حتى يقوموا بالبدء بعملهم ، 

وبعد قليل جاء يونس ، وعندما شهدته ساره عرفته ، انه نفس 

الرجل الذى كان يقود القطيع على الطريق ، وتقدم يونس 

باتجاهها وقال : انا يونس ، بلغونى انى ابقى مع حضراتكم 

واشوف طلابتكم ، وانا تحت امر حضراتكم 


روايه يونس ( الجزء الثانى )


توقفنا فيما سبق حينما حينما عرفت ساره ان يونس الذى تنتظره امام منزل الحاج فاضل هو نفس الشخص الذى قابلته على الطريق واغضبها كلامه بشده ، كان الامر يزداد سوء مع ساره فهيا الان مجبره على التعامل مع هذا الشخص .


تنفست ساره اكثر من مره ، فهى تريد تهداءه نفسها ولا تريد افتعال المشاكل وانهاء عملها باسرع وقت ممكن ، تقبلت ساره الامر وقالت ليونس ، حسب الخريطه اللى شفتها انا لقيت المكان المناسب ، بس مش عارفه انت هتفهم لما تشوف الخريطه وتعرف المكان اللى انا اقصده ولا لاء .


يونس : ممكن حضرتك تورينى وانا هحاول وربنا يسهل .


اشار شريف الى يونس المنطقه التى تريدها الباش مهندسه ، وبالفعل استطاع يونس معرفه هذا المكان ، واخبرهم انه ملك للحاج فاضل ، واخذهم اليه حتى يتم معاينه المكان على الطبيعه ، ويبداءو بالعمل على بناء تلك الشبكه .


امر الحاج فاضل ان يتم تجهيز استراحات للعاملين بتلك الشبكه ، وبالفعل حدث ما امر به ، كان يونس ملازم لساره المجموعه التى معها يعمل على خدمتهم وتلبيه طلباتهم ، لاحظت ساره امر غريب شد انتباهها ان ا ناهل تلك القريه يعاملون يونس باحترام شديد ، وكانت تتعجب من ذلك الامر ، انه مجرد خادم ورغم ذلك تتم معاملته بهذا الاحترام والتبجيل كان الامر محير ، ولكنها بررت لنفسها الامر بانه يتم معاملته بهذا الشكل لانه يعمل عند الحاج فاضل .


كانت ساره منفعله من يونس دائما ، فهى لم تنسى الموقف الذى حدث بينهم ، ولكنها مع الوقت بداءت تتقبل يونس وتتعامل معه بشكل افضل .


فى اليوم التالى تذكرت ساره انها قد نست شغل لها على اللاب التوب الشخصى بتعها ، وقامت بالاتصال باخيها محمد ، وهو يعمل طبيب بيطرى ، وطلبت ساره من اخيها الدكتور محمد ان يحضر لها اللاب توب وهو ذاهب للعمل بمحافظه مجاوره لمحافظه الغربيه ، وقد حدث ذلك وقدم الدكتور محمد وسئل عن مكان عمل ساره وذهب اليها وقال لها وهو يحضر اللاب توب : على اخر الزمن انا هشتغليك ساعى بريد .


ساره تبسمت وقالت : لا انت هتزلنى بقى علشان خدمه صغيره زى دى .


محمد : خدمه صغيره ايه ، دا انا معطل نفسى وسايب شغلى وحيواناتى ، وجيلك هنا وانتى مفيش دم خالص ، حتى مشربتنيش شويه شاى .


ساره : قول كدا ، انت داخل على طمع بقى ، مش عاوز مصروفك بالمره .


محمد : اتلمى يا ام لسان طويل ، انا اخوكى الكبير ، دا انا اوزنيك فلوس .


ساره : مش اوى كدا يا دكتور ، متنفش ريشك علينا .


وفى اثناء حوارهم هذا شاهد الدكتور محمد يونس ، فقال لساره : ثوانى وجايلك ، وترك ساره وتقدم مسرعا باتجاه يونس وهو ينادى : يا يونس ، يا دكتور يونس .


بالطبع صمدمت ساره من اخيها عندما تحدث ونادى على يونس وقال له يا دكتور ، واخذت المفاجأت تتوالى على ساره الواحده تلوى الاخرى ، فهى واقفه بعيده عن اخيها ويونس بعددة خطوات ولا تسمع ما يقولون ولكنها تشاهد الترحيب بين محمد اخيها ويونس واستقبال بعضهم بالاحضان ، كان من الواضح ان اخيها محمد يعرف يونس معرفه قويه او تربطهم صداقه ما او ذكريات قديمه على اقل تقدير ، ظل محمد ويونس يتحدثون بعض الوقت ، اما ساره فكانت تشاهد والفضول يقتلها ، ولكن كل ما فعلته هو الانتظار بجانب سياره اخيها محمد حتى تسئله عن يونس هذا ، بالطبع مر الوقت على ساره ببطء شديد ولكن ها هو محمد اخيها يودع يونس ويعود لاخته للتوديعها للمضى لعمله وقال لها : والله يا بت يا ساره ، الحسنه الوحيده فى مشوارك دا انى قابلت يونس ، يلا انا ماشى علشان متاخر اوى سلام .


مسكت ساره يد اخيها وقالت : سلام ايه يا عم انت ، اقف هنا وفهمنى ، انت تعرف يونس دا منين .


محمد : من كتر قعاديك بالشارع ومرمطيك بين المحافظات بقيتى زى المتشردين ، ولا اكنيك مهندسه ، فى بنت مهندسه محترمه ومتربيه تقول لاخوها الكبير يا عم انت ؟


ساره : سيبك يا عم محمد من حصه الاخلاق دى وتعديل السلوك نبقى نشوفها بعدين وجاوبنى ، انت تعرف يونس دا منين ، وبعدين سمعتك بتقوله يا دكتور ، دا صحيح ولا انا لسعت وبيجيلى تهيؤات ؟


محمد : لا موضوع انك لسعتى دا من زمان وانتى لسعه اساسا ، بس انا مش فاهم ايه المشكله فى انى اعرفه .


ساره : يوه يا محمد ، عامل زى خلتى اللتاته والرغايه ، ما تجاوبنى وتخلص وتخلصنى .


محمد : ماشى بس حسابك معايا بعدين ، دا يونس كان دفعتى ، بس هو كان متفوق شويه ولما خلصنا سافر بعثه لفرنسا مدتها كانت سنه تقريبا ، ومن ساعتها مشفتهوش ، ولما شفته هنا سلمت عليه بس ايه المشكله بقى .


ساره : انت متاكد ا ندا يونس اللى تعرفه ، وانه دكتور وكمان كان متفوق .


محمد : انتى هبله صح ، بقوليك كان صحبى ودفعتى فى الجامعه .


ساره : لا دا كدا حكيته حكايه ، وانا لازم اعرفها .


محمد : حكايه ايه يا ساره ، انا مش فاهم حاجه .


ساره : انت عارف انه شغال هنا خدام ، فى بيت كبير القريه دى .


محمد : شكليك هبله صح ، يونس طول عمره برنس ، ابن ناس اغيه ، دا من اكبر العائلات بالغربيه ، دا احنا جنبهم غلابه .


ساره : يا عم اتلقيه كان بيشتغلكم ولا حاجه ، ال برنس ال .


محمد : والله شكليك انتى اللى غلبانه ، دا احنا كنا بنقول عليه فى الكليه البرنس يونس العيسوى


انتبهت ساره لاسم العسوى الذى قاله محمد وهنا سئلته وقالت : هو انت تعرف اسمه ايه بالظبط


محمد : على ما اظن اسمه يونس فاضل العيسوى .


هنا كانت الصدمه الثانيه لساره فى ذلك اليوم ، اصبح الفضول يقتلها ، فهى علمت حينها ان هناك قصه كبيره وغريبه وراء يونس هذا ، ذهب محمد الى عمله اما ساره فظلت مشغوله بيونس كثيرا ، هناك العديد من الاسئله تجوب بخاطرها ، كيف لطبيب مثله يصبح خادم وليس خادم عند اخد وانما خادم بمنزل ابيه فاضل العيسوى ، الرجل المعروف بالتقوى والعطاء ، فهو يساعد الغرباء ولكن كيف يترك ابنه على هذا الحال ، هناك العديد من الاسئله والفضول يتزايد بداخل ساره ، توريد ان تعرف قصه يونس هذا الذى تحول من طبيب عائد من فرنسا الى خامد .


ولكن كيف لساره وهى غريبه عن تلك القرية تسئل عن يونس ، وحينها قررت سار هان تتقرب الى يونس هذا وتحسن علقتها به حتى تستطيع بعد ذلك ان تسئله عن اى شيء تريده ، فاكثر ما يقلق الشخص هو الفضول ، فهوناك فضل يلقى بصاحبه الى المشاكل العديده ، من منا لا يقوده فضوله للكثير من المشاكل كان فى غنى عنها .


بداءت ساره تتعامل مع يونس بشكل جيد ، فكانت تجلس معه فترات كبيره بعد ان تنهى عملها ، تتحدث معه فى امور كثيره حتى انها كانت تتحدث معه عن عائلتها ، بالطبع كانت تريد ان يتطرق حديثهم للحديث عن اخيها محمد وانها عرفت منه انه طبيب مثل اخيها فقالت له : على فكره يا يونس ، انا اخويا محمد ، اللى كلمك من يومين ، كنت انا نسيت شغل على اللاب توب بتاعى وجبهولى ، ولما شافك لقيته راحلك يسلم عليك ، وبصراحه اتصدمت لما عرفت انك كنت زميله وكمان سافرت فرنسا لبعثه ، اومال ايه اللى حصل يا يونس وخلاك كدا .


ضحك يونس بصوت مرتفع جدا وقال لها : علشان كدا طريقه كلاميك معايا اتغيرت صح ، فضوليك خلاكى تتنزلى وتقعدى وتتكلمى معايا ، طيب يا ستى انا بقى مش هريح فضولك ، خليكى كدا على ناره ، ثم ضحك يونس مره اخره وترك ساره بمفردها وذهب ، تركها وهى تشعر بالغيظ الشديد منه ، فهيا لم تستطيع معرفه شيء عن قصته حتى الان 

                   الجزء الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>