رواية جنازه بدون ميت
الفصل الثالث
الكاتبه / مي علي
وصلنا لحد ما عاطف روح يفرح امه بالنتيجه ولكنه ملقهاش فوق
فقال يمكن تكون عن استاذته كوثر تحت
نزلت لقيت في زحمه جوه
بصيت لواحده ست من اللي كانو واقفين
كانت غريبه معرفهاش
وقولت ...
لو سمحتي هو فيه اي
بصتلي وقالت....
البقاء لله
برقت ساعتها وقلبي وقف
وجريت زي المجنون ع الاوضه اللي متجمعين فيها
دخلت وانا متوقع اشوف امي قدامي ميته
بس لقيتها قاعده ع السرير ماسكه المصحف وبتقرأ قرءان
اللي ماتت كانت ابله كوثر
هتصدقوني لو قولتلكو أن الوجع واحد
الست دي ليها فضل كبير عليا
طلعت مني ابتسامه ممزوجه بالعياط
اني شوفت امي بخير
وف نفس الوقت خسرت اكتر انسانه ربنا جعلها سبب في نجدتي من وانا صغير
متكلمتش انا وامي ولا كلمه
وشويه وجه ابنها ومعاه واحده ست باين عليها المغسله
وخرج كل الناس دي بره
ماعدا امي وكام واحده
تقريبا اخواتها
وف خلال ساعتين زمن
كانت خارجه من البيت متشاله ع الاكتاف
مكنش في ناس كتير ف الجنازه
بس كل اللي كان موجود كان بيبكي بحرقه
ده عمل الواحد ف الدنيا انك تسيبها وطوب الأرض يفتكرك بالخير
كنت شايل النعش علي كتافي زي ما اكون انا ابنها
ونزلت معاه ودفنتها وانا ببكي بالدموع
بفتكرها لما كانت ماسكه ايدي ومدياني بنفسها لما نقلتني من الفصل
ولما طلعت عملت مشكله بسببي عند المديره
وياه علي أيام كنا بنسهر انا وهي وابنها وامي نضحك ونهزر
وياما كلنا عيش وملح سوا
اصعب حاجه لما تفتكر ذكرياتك مع شخص مش هتشوفه تاني
الله يرحمها ويحسن إليها
كان جوزها متوفي ومكنش عندها غير ابنها
وبعد اسبوع من الحزن
قفل الشقه لأن خالتو أصرت يروح يعيش معاها تخدمه
للكاتبه مي علي
قال انو مسيرو راجع تاني
وكان محتاج يبعد حبه عن البيت اللي كل حته فيه سكناه ريحتها
ورجعنا انا وامي لوحدنا
كانت هتموت من زعلها وقعدت من غير اكل ولا شرب
لدرجة خفت اخسرها انا كمان
اكتشفت قيمتها دلوقتي
اد اي انا بحبها
ويارب ما يفرقني عنها
عدا كام شهر
وبدأت دراسه ف الجامعه
خدت اول سنه عادي
وبعدين حولت انتساب
لاني مكنتش عارف اوازن بين الشغل وبين امي
والبيت اللي احنا ساكنين فيه اتباع لراجل طيب اوي
اسمه علوان
والشقه اللي تحت فضاها وعملها مخزن ومحلين جمل بعض واحد للخضار والفاكهه والتاني بقاله
والست صاحبة البيت فهمته ظروفنا
وده اللي مكنتش اعرفه الا لما طلع خبط عليا
قال ....
سلامو عليكو
رديت ..
وعليكم السلام مين حضرتك
- انا الحاج علوان صاحب البيت الجديد
- اه اهلا وسهلا بحضرتك
طب اتفضل
- يدوم العز بس ملوش لزوم انا جاي بس اقولك كلمتين ونازل
- عارف حضرتك هتقول اي
الايجار اللي حضرتك هتحدده انا هتكفل بيه بأذن الله
- انت بتشتغل اي
- والله اديني بعافر ف اي حاجه
- بص يابني انا عارف ظروفكم الست صاحبة البيت قبل ماتمشي فهمتني كل حاجه
وانا مش جاي اقولك ايجار وبتاع
دي حتة اوضه يعني ملوش لزوم ايجارها وربنا يقدرنا علي فعل الخير
للكاتبه مي علي
- ربنا يكرمك يا حاج
- انا كنت قاصدك ف حاجه تانيه
- اتفضل عنيا ليك
- زي مانت شايف انا فتحت الشقه اللي تحت وظبطها علي انها تبقي محل
وكان كبير فقسمته نصين
وعملت الباقي مخزن
- ربنا يزيد ويبارك يا حاج
- الله يراضيك يابني
المهم انا كنت جاي اعرض عليك تشتغل معايا
ف إدارة المحلات
- انا ؟!
- ايوه انت
انت متعلم ومتثئف وانا عاوزك معايا وباليوميه اللي تريحك
- بس انا يا حاج مفهمش ف شغل البقاله والخضار ده
- تتعلم الكار ده كاري من وانا صغير
هعلمك الشغل بيمشي ازاي
اي قولك
- معنديش مشكله علي بركة الله يا حاج
- حيث كده بقي تلبس وتحصلني
- علي طول يا حاج علي طول
ونزل ودخلت لامي فرحتها
يا فرج الله
ونزلت وابتديت أتعلم منه واحده واحده
ومسكتله الحسابات والمخزن وكلو
وساعات كنت ببيع مع الصبيان
والمحل كان بيكسب
وكان بيديني يوميه كويسه
ناكل ونشرب ونلبس ونحوش كمان بيها
وكان حنية الدنيا فيه
كان متجوز تلت مرات
الأولي طلقها عشان كان فاكر أنها مبتخلفش
والتانيه اتوفت
والتالته كانت عيله صغيره كان عاوز يتجوزها عشان يخلف
لانه مخلفش قبل كده
بس البت كانت ناصحه واخدته للدكتور لما كان عاوز يطلقها
والدكتور أكد أن العيب من عندو هو وانو عندو ضمور مستتر من وهو صغير يمنعه من الخلفه
وعاش وحيد وهيموت وحيد
زي حلاتي كده
فضلنا زي السمنه ع العسل
لحد ما فاجأني بطلبه انو عاوز يتجوز امي
انا اتعصبت
- انت بتقول اي يا حاج
- يابني اسمه
اسمحلي اقولك يابني انت فعلا زي ابني اللي مخلفتوش
انا وحيد وانتو زي حلاتي لازم علاقتي بيكو تاخد شكل غير ده
- تقوم تطلب ايد امي يا حاج ومني كمان
- وفيها اي يابني هو الجواز حرام
وبعدين مانت بكره تتجوز وتسيبها وتعيش هيا لوحدها
- ومين قالك اني هسيبها
وبعدين انا مش موافق وهيا كمان لا يمكن توافق
- طب بس استهدي بالله ومتاخدش الدنيا علي اعصابك
فكر ولو مفيش فايده اعتبر كأن مفيش حاجه حصلت
هه سلامو عليكو
وقام مشي
وانا كنت متعصب ومغلول
امي انا علي اخر الزمن وبعد العمر ده تتجوز
العند ركب دماغي
لدرجة منزلتش المحل يومين
وهو كان مقدر الصراحه
لما هديت وبصتلها من ناحيه تانيه لقيت انو ليه لا
للكاتبه مي علي
قولت ف نفسي ...
ليه لا يا عاطف
الراجل محترم وحنية الدنيا فيه وبيعتبرك زي ابنه
وامي ماهي لسه بردو صغيره يكش بس الزمن والممرمطه اللي شافتها عجزوها
ليه لا متبقاش حمقي كده
مانت مسيرك هتسيبها خليها تعيش يومين زي الناس
تلبس هدمه نضيفه وتاكل لقمه نضيفه وتلاقي اللي يعوضها عن سنين الشقا دي
اهو حتي ابقي متطمن عليها وانا سايبها كده وف الشغل
واخدت رأيها وواضحتلها وجهة نظري
قالت ...
بقي هو ده اللي كان معكر مزاجك
- لا ياما انا عاوزك مبسوطه
اي رأيك في اللي قولتهو لك
- ههههه ياواد يا عاطف هناخد زمنا وزمن غيرنا
علي اخر الزمن بعد ما شبت هبقي عروسه
- ياما شبتي اي بس ده انتي بدر منور
اقلعي بقي الهم والغم اللي ملو وشك
انا موافق وبصراحه مش هنلاقي زي الحاج علوان ياما
- اللي تشوفه يا عاطف
- ياختي بطه مكسوووفه
- بس اولا هههه
- ربنا ميحرمني من ضحكتك ياما
أما اقوم انزل بقي وافرحه
وفعلا نزلتلته وقابلني بوش بشوش وحضني
حتي من قبل ما اقلو حاجه
للكاتبه مي علي
بصتله وقولتله ...
انا موافق يا حاج
كان هيطير م الفرحه زي مايكون مراهق واتقدم لبنت واهلها بعد عذاب وافقوا
وجبلها شبكه ووضبلها شقه وشالها كده فوق راسه ولا كأنه هيتجوز بنت بنوت
سكنوا ف الشقه اللي ف التالت
وطبعا انا ف اول فتره ف جوازهم
كنت لسه ساكن ف السطوح
ومع الوقت ساعات كنت بنزل اقعد معاها
وطبعا شغل المحل
والمذاكره
والرزق ذاد
واشتري ارض واشتري بيت
وجدد المحل والحمد لله كانت الاشيه معدن
وكمان عمرو مكان بيستخسر فيا حاجه
وف يوم لقيته جاي بدري من الأرض
وقالي وهو طالع ...
قفل حساباتك بدري عشان في ضيوف جايلنا
للكاتبه مي علي
- ضيوف مين دول يا حاج
- والله يابني هو معرفه قديمه كنا بنتحدث وكده لقيته عزم نفسو عندي من غير عزومه مرضتش اكسفو
إنما أنا محبش ابدا حد يدخل بيتي دي وعلي حريمي وعزومات وحاجات ملهاش لازمه
فخلص اوام اوام عشان تبقي معايا
وفعلا خلصت واخدت خضار لامي وحاجات عشان تطبخلهم
لازم نشرفه قدام ضيوفه
كان فاضل بس اجيب حاجه ساقعه
وكانت خلصانه من عندنا ف المحل
ف روحت اجيب من حته قريبه جمبنا
وجبت الحاجه وطلعت
كان في الجزم قدام الباب ف عرفت انهم وصلو
للكاتبه مي علي
فتحلي الحاج وهو مبتسم وبيقول ...
ادخل يا عاطف
دخلت بس الصالون كان بعيد فمشوفتهمش
دخلت ع المطبخ لقيت امي واقفه تراقب من بعيد ووشها مش مظبوط خالص
- امسكي ياما الحاجه الساقعه
- عاطف
- اي ياما مالك في اي وشك مش طبيعي
عم الحاج نده عليا
- يا عاطف
ثواني ياما وجايلك اشوف الحاج عاوز اي
مسكت ف دراعي ...
لا لا متخرجش يا عاطف متخرجش
- ياما في ايه بس
نده تاني ...
يا عاطف
- ياما حاسبي هشوفه بس وراجعلك
خرجت وانا مش عارف مالها متوتره كده ليه
وانا داخل عم الحاج قال ...
اهو ده بقي عاطف ابني ودراعي اليمين يا حاج بطراوي
رفعت عيني ف وش الضيف المعرفه القديمه
لقيت عيني جت ف عين البطراوي ......
