قصة#الجنيۃ القرمزيۃ
الجزء الثامن
حزن حزنا شديدا عندما سرقت منه الفراشات ، وخشي على رحيق من معرفه الامر ..
حاول أن يخرج من الفقاعه بأقصي قوته ،وراء الحوت ، لكن هناك من وضع يده الثقيله على كتفيه ليمنعه من التحرك .
صوت قوى يردد كالصدى فى أذنيه ، يستدعى النفور ..
دق الرعب فى عروقه بالخوف وهو يرى ظلا ضخما لشئ يقف خلفه ... فالتفت ليري ...
...وعيناه جاحظه ....
الثوانى تمر سريعا ... عيناه تتقلب فى كل مكان
رجلا بجسد قوى ... عارى الصدر ... يرتدى بنطالا ... ويملك شعرا طويلا ... يظهر أنه بشري ...
_ كيف دخلت الى هنا ... هتف بها هذا الرجل الغريب ..
رد وسيم بتوتر ...
_ فى الواقع أنا لا اعرف كيف جئت الى هنا ، حتى لا اعرف ما هذا المكان ...
دهش الرجل الغريب وهو ينظر الى وسيم بتفحص ..، وقال ...
_ لا يستطيع أحد أن يدخل الى هنا ، الا اذا استدعى تيادو ...
_ تيادو ...؟؟.... من هم التيادو
_ أمرك عجيب حقا ... لكنى سعيد على التعرف على شخص جديد .. فقد مللت من الجميع هنا ....
قالها وهو يمسك وسيم من كتفيه .. ويتمشي به .. الى داخل المدينة العجيبة ...
شعر وسيم بالراحة فالرجل كلما يتكلم يربط على كتفيه ، ويحدثه بطيبة .... جرى داخله شعور بالسعادة وهو ينصت الى الرجل ... برغم صوته الحاد ... فقد تذكر والده وطيبتة عندما يري شخص غريب فى استضافته يعامله كانه يعرفه منذ زمن ...
وصلا الى المدينه الكبيرة ...
نظر وسيم فى كل مكان و لايري سوى الرجال ... أجساد ضخمه ... كاشفوا صدورهم ....
شعر طويلا املس ....
كلما ينظر الى الرجال وتتلاقى أعينهم ... يرحبون به ....
كانت القريه نظيفه للغاية ..يفوح منها عطور تنعش الجسد ...
فقال وسيم بحيرة ..
_ من أنتم ولما تعيشون هنا ...
تنهد الرجل وقال وقد تغير قسامته الى الحزن
_ نحن تيادو .. من فصيله الغزلان ..
دهش وسيم وهو ينظر اليه بصدمه وتمتم
_ غزلان ...؟ لكن كيف ...
_ وقعت علينا لعنه ياصديقى ... بسبب جنية مغرورة ...... لقد مرة مائة عام حتى أننى نسيت أسمها ..... عليها اللعنه هى ووصيفاتها ...
أتصدق بسبب تلك الغبية تم .. عزلنا فى تلك الفقاعه ... وحرمنا من ملامسة الماء للعودة الى طبيعتنا ....
تذكر وسيم تلك الحورية التى امتصت دماءه ... فانفتح عيناه بزهول فقال
_ إذا أنتم تمتصون....
فقال الرجل الغريب مقاطعا وقد مسك يد وسيم ينظر اليه بغرابة ...
_ هل قابلت غزلان ... ياصديقى ... لقد أمتصت دماءك
_ نعم فتاه ...
_ أعرف ..... يالك من محظوظ ....
...لا أتذكر أخر مرة رأيت فيها أنثى .. قبل مائة عام ....عليك اللعنه يا ملعونه... لقد ضاع عمرى وأنا هنا ...
قال وسيم وقد باد عليه التوتر أكثر ..
_ إذا هل تمتصون الدماء ...
_ هاها هل أنت خائف ... لا تقلق .. نحن لا نمتص الدماء بل الانثى فقط ...
نحن نتغذي على أعشاب البحر ...فقط ...
تنهد الرجل وأردف
_ اخبرني ياصديقي من أنت وماذا تفعل هنا ...؟؟
لم يتوف وسيم عن التنهد هو الاخر وقص عليه كل شئ ... تحت عيون الرجل الداهشة ... فقال
_ لما دائما المصائب تأتى من تحت أقدام الجنيات ...
لكن
الصخور التى اخذتها هل ماتزال معك ....
_ نعم ... معى ..
_ أسمع .. إن فركت هذه الصخور فى الماء سيلثمها الحوت ... ويأتى اليك ...ويوصلك الى المكان الذي تريده ...أما عن الجنية وصديقك نبيل ، لا بد أنهم قريبين منا ...
_ حقا ....
_ نعم نعم ... أنتظر هنا سأعود قريبا . قالها هذا الرجل الغريب ..، وهو يذهب الى الخارج ..
فى تلك اللحظة شعر وسيم بحركة خفيفة فى جيبه ... فمد يده بسرعة ... ليجد ... فراشة واحده ...
تبكي بحسرة ....
أبتسم وسيم بدهشه وهو ينظر اليها بعد أن وضعها على المائدة المقابله له ...
_ لا تبكى سنعود قريبا ....وأنت سمعتى ماقال ...
مالت الفراشه رأسها بالنفى ...
_ .... لا تقلقى ... لايظهر منهم اى خبث ...
كما أنهم عليهم لعنه مثلكم ...
لم تتوقف الفراشة عن البكاء خوفا على نفسها ...
احس وسيم بحركه الرجل الغريب ، وهو يدخل الى بيته ... فأعادها بسرعه الى جيبه ...
وابتسم وهو يري الرجل يمسك بيديه حساء يخرج منه بخور دافئة ورائحته الشهيه ....
تناول وسيم الطعام ... وما إن ابتعد الرجل قام بإخراج الجنيه .. وجعلها تتناول الطعام ....
... عاد الرجل مرة أخرى ... وهو مازال يبتسم ... ويقول ...
_ اتعلم لم اعرف اسمك بعد ....
_ وسيم .... وأنت
_ تيادو ...
رأى تيادو علائم الزهول طابعه على قسمات وسيم فأردف ...
_ دائما القائد يسمى باسم الفصيله ...
_ أأأه
هنا عطست الفراشة خمس مرات متتالية ... حتى أنتبه تيادو الي ذلك الصوت ...
ابتلع وسيم ريقه بصعوبة ، وشعر بالخوف على الفراشه ..
وقام يتحدث بكلمات بصوت مرتفع ..
لكن الفراشة صوتها يعلو تدريجا ..، وفجأة انفجر كومة غبار من كل مكان ... حتى دخل فى أعينهم .... بألم ...
مرة دقيقه تلو الاخرى وهم يفركوا أعينهم ....
وبعد ان فتحت أعينهم بصعوبة ، وما تزال الرؤية ضبابية حتى تلاشت ليروا ... فتاه ذات شعر قصير ... عيناها ، اظافرها ، شفتاها .... خضراء
تجلس فى المنتصف بينهم .. ....
_ لِيلا... أنت ايتها الخبيثة ....
هتف بها تيادوا بعد ان قام من مجلسه وينظر اليها بصدمه ،غضب .... للجنيه التى كانت تضع يدها على عينها لشعورها بالخجل من صدره المكشوف ....
****
بينما كان وسيم جالسا مع رجال التيادو ... كان نبيل يفتح عيناه ،بعدما فقد الوعي عندما رأى الحوت بهكيله المائي ...
تأوهااات باالم ....
سحب يده الاثنان ليراها مقيده بحديد ،فقام بلوعه وهو يجثو على ركبته ... ليرى انه فى مكان بضوء خافت ... ضيق عيناه ... حتى يرى اين هو ... فأخر مايتذكره هو الحوت ... وصوته ...
شعر ان احد يراقبه، فهتف بقوة
_ من أنت أظهر نفسك ....
همسات كثيرة ... تأتى من كل مكان ، فجأة علت الاضواء .. بقوة ...
ليري نفسه فى غرفه غريبة ....
فراش قطنى... الكثير من .... الحلزونات معلقه على الجدارن فى كل مكان ... بااحجام مختلفة ....
_ انه صياد ... كنت اعلم ، ماذا يجب علينا فعله الان .
التفت خلفه ،وعيناه جاحظه وهو يري صاحبت الهمسات ...ثلاث فتيات ...جميلات لدرجه الفتنة ... يتشابهون فى كل شئ ، كأنهم صورة منعكسه فى الاخرى ... يرتدون الملابس الكاشفه ...
وفتاة قصيرة الحجم، تقف خلفهم ، تبدو كاجنية بجناحيها الاسوديين الممزق ... بيضاء البشرة ،ذات شعر اسود يملك ظلام الليل ...
اقتربت فتاه منهم من نبيل الذي كان يشعر بالخجل من ملابسهم .
هتفت فتاه منهم فى الجنية البيضاء
_ تعالي الى هنا ...و قومى بلمسه ...
أقتربت الجنيه منه وقدماها ترتعش بتوتر ، وخوف ...
كلما تخطو خطوة وينظر اليها نبيل ،ترجع الى الخلف ...
علم نبيل انها جبانه الى حد الجنون ... وأشفق عليها من السباب الموجهه اليها من الفتيات
فظل صامتا حتى تأتى وتلمسه حتى ينتهى من الموضوع ...
وما ان لمسته ...
اشتدت الاضاءة الزرقاء بعينه ...
فقال
_ هل انتهيتم الان ....
هربت الفتيات وهم يصرخون بقوة ،كانهم رأوا شبحا ... وقاموا باغلاق الغرفه خلفهم وتركوا الجنيه البيضاء بمفردها مع نبيل .... مع الظلام ... واضاءه عينيه المخيفه ....
_ لا تخافى لن اوذيك ....
لم تعطى الجنيه البيضاء أى استجابة مهما تكلم معها ...
وبعد مرورك ساعات ... من بكاء الجنية .... حاول ان يتحدث معها بهدوء
فقال بصوت حنون هادئ
_ اعلم انك جنية .... ويمكننى ان اخرجك من هنا ... لكن ان ساعدتيني ....
التفتت الجنيه اليه ... ومسحت دموعها ... وحاولت ان تتجنب النظر الى عينيه المخيفه وقالت بتوتر
_ ماالذي يجعل صياد يساعد جنية ...
_ لا تخافى لست صيادا كما تعتقدين ...
تنهد ولا يعرف كيف يخبرها عن اضاءه عينه ... فقال
مااسمك ايتها الجنية
ردت عليه وماتزال شهقات دموعها فى ثغرها ...
- رحيق ....
