قصة الجنية القرمزية الجزء الخامس


 قصة#الجنيۃ القرمزيۃ

#الجزء الخامس 

وضع وسيم يده الاثنان على وجهه نبيل واقترب منه يتمعن فى عينيه بدهشة .........

و القزم يحاول أن يشم رائحة رحيق فى كل زاوية قريبة من وسيم ... ليفاجئ بيه وهو يمسك هذا الفتى المشكوك فيه ...  قال سائلا

_ هل تعرف ذلك الفتى ...؟

التفتت  اليه وسيم وقال وهو ينظر فى عين الرجل بغضب ...

_ مالذي فعلته بصديقي ...!

دهش نبيل من طريقته وتحدثه مع هذا القزم بتلك الطريقه فقال 

_ اهدى ياوسيم انه رجل كبير لا تتكلم معه هكذا ..

لم يعطي وسيم اعتبار لنبيل وامسك القزم من لياقه قميصه البالي يصيح به .... حتى القاه بعنف على الارض  وأمره أن يعيده كم كان ...

_ صدقنى لم افعل له شئ ان هذا الفتى به دماء صيادين ... ودمائه هى من جائتنى الى هنا ... 

_ صيادين ... !! 

أنتبه الجميع ... لتلك الكلمة الغريبة ... التى سبق وان قالها ... لكن لم يفهم مغزاها ...وقف القزم على قدميه ينفض التراب من جسده وهو يلهث .... وقال بنبرة حزن وفاضت الدموع من عينيه بآلم 

_ أنهم فئه من البشر يستطيعون أن يرونا وعند التعامل معنا يتحول بياض عينهم الى زرقة براقة ...وتستمر الى عده ايام حتى تزول ... لكن ان استمروا على عملهم معنا تبقي للابد ...  وهذا الفتى من الصيادين ... لكن رائحته يده تدل على عدم تعامله معنا من قبل .... 

انصدم نبيل عند سماعه هذا الكلام وعن تحول عينه الى الزرقة ... وراى لوح مرآة قديم ملقى على الارض  ، وعندما لمح نفسه ... شعر بالخوف الشديد ... خاصا أن وجهه تحول الى اللون الاصفر ... ايضا . ... ولايعلم اهو بسبب الضوء الخافت ...!

شعر وسيم بالندم عندما القى القزم على الارض ...  فحاول ان يخفف من الوضع ... برغم عدم اكتمال فهمه ... 

_ انا اسف ياعم زقزوق ... لا تبكي ... قالها وهو يربط عليه ...

لم تستوعب رحيق كلمه صيادين ...! وانهم من البشر ... فلم ترى اى بشري طوال فترة حياتها فى مملكه ابيها ... قبل أن تسحر وتسجن فى داخل الحذاء  ....

_ أخبره من هم الصيادين ...قالتها رحيق باهتمام لوسيم حتى يسأل العم زقزوق 

وبعد ان سأله رد عليه بأسي

_ انهم  أشرار يافتى يقتلونا ان لم ننفذ مطالبهم بالسرقة  ولاننا جن لايرونا معظم البشر... يستخلونا الى اقصي حد  نحن عبيد فى أعينهم ...لقد سرقوا زوجتى وابنتاى منى ... فى الوقت الذي كنت أحرث فيه هذا القصر ... 

كان الجميع يحلق فوق رؤسهم الطير ...  شاردين فى استنتاج عقلهم ... بذلك الكلام الغريب فقال نبيل بغرابة  

_ انتظر ...... مالذي تتحدث عنه ايها الرجل الغريب ... الست من البشر ...؟

رد عليه وسيم مهدئاً

_ سأحكى لك كل شئ  يانبيل... انتظر حتى افهم منه... رد نبيل وهو لا يستوعب اى شئ...

_لكنه يقول ان لى دماء الصيادين ! .... هذا مستحيل ان ابي وامى يعملون طوال الوقت فى الشركه الخاصه بهم  ولا يوجد بعيونهم اى زرقة ... 

لم يتوقف العم زقزوق عن البكاء كما لم تتوقف رحيق ... عن النحيب وخوفها من ان يبيع ملك البحر ابيها الى احد الصيادين كعبد ... 

تجمعت الفراشات حول اذن وسيم  تثرثر ... بانقاذهم من ملك البحر ... 

اتسعت حدقه نبيل من رؤية الفراشات... سيدات بحجم عقله الاصبع بجناحات وردية .... ....

_ كم هم رائعات الجمال .... هل هذه ملكتكم .... قالها وهو يشير الى رحيق... بعد أن تأكد ان عينيه نقلت الى عالم السحر والجمال .... 

_ نعم... نعم ...نعم... نعم... نعم 

وقفت الفراشات على كتف نبيل وقد نسوا كل شئ ..

_ هل تضحكون الان ...؟ قالها وسيم بحنق وهو يشير الى الفراشات 

ظهرالضيق على ملامح الفراشات لتزيد من رفرفة جناحاتهم بسرعه تطلق صوتا مزعجاً 

ذهبت رحيق..  تبحث عن وسيم بعد  ان جفت دموعها على مملكتها....  والمأساه التى حدث بعد ان اختفت..

كان  وسيم قد خرج من  القصر القديم وجلس  امام شاطئ  البحر هو ونبيل... يتحدثون..  .

اتجهت رحيق لتقف أمام وسيم تطلب برجاء أن يساعدها  ولا يخلف وعده..... والفراشات تردد خلفها .... 

كم يكره تلك الاصوات ... 

_ سأساعدك .....

هتف نبيل بحزم لتتطاير الفراشات حوله مرة أخرى ... وتعانق وجهه . بامتنان 

تعجب وسيم من رؤيه صديقه لم ينصدم حتى بعد أن قص عليه كل شئ  ومن طلبه بالذهاب معهم حتى يوصل الاميرة الى ابيها ...

_ مهلا ! .... هل ترانى ... 

_ نعم ايتها الاميرة الفاتنه ...وسأساعدك حتى تصلين الى ابيكي....

ــ اذن ستساعدانى انتما الاثنان....

ــ نعم سنساعدك  لا تقلقي.....

اتسعت ابتسامها وعينيها حتى طارت بجناحيها القرمزى والغبارالذهبي يتناثر على وجوههم ..

أطلق وسيم زفرة طويلة ..... بحنق ... وعينيه تتقلب على الجنية وهى تتحدث بحماس مع نبيل الذي كانت عيناه ستخترق حسن الجنية .... 

ابتعد عنهم وذهب بخطوات متثاقله الى العم زقزوق واعتذر منه مرة آخرى ...  وحكي له قصته مع رحيق وكيف لا تظهر الى العامة بفضل السحر الذي وقع عليها ....

_ هل تقصد أنها مسحورة ...... ومن يجروء على سحر الاميرة ... لقد بكي اخى رفروف كثير  عليهم واعتقد انهم قتلوا ... وان لم تكن الاميرة توفت اذا والدتها لم تتوفى ايضا .... 

دخل عليهم نبيل والجنية  بانتباه شديد ...  فقال وسيم لرحيق متسألا 

_ ان عمك يسألك من الساحرة التى احدثت اللعنه بكي ...

_ نعم نعم قل له ياوسيم أنها ..... 

لم تستطع رحيق أن تلفظ اسم الساحرة ... مهما حاولت  واستسلمت وأردفت  لا استطيع ..... لقد فعلت سحرها ايضا حتى لا ينفضح أمرها ... 

_ اذا هل فراشاتك يعرفون ..... نظرت الى فراشاتها بآلم يحركون راسهم بنفي ..... فعرف انهم ايضا لايستطيعون .... 

حزن نبيل وهو يتبع رحيق والدموع تهرب من عينيها .....

كم هى جميله وهى تبكي ....

قال نبيل بلهفة  للعم زقزوق 

_ هل تعرف ساحرات المملكة ... 

هنا انتبه الجميع اليه ... وقال العم زقزوق بايجاب 

_ نعم ثلاث ساحرات ... 

_ اذا علينا  اولا أن نبطل السحر ... عن الملكه رحيق ... ثم نوصلها الى بيتها ...

انزل العم زقزوق رأسه بحزن وقال 

_ لقد تدمرت المملكه وانتقل الجميع الى قصر ملك البحر يعملون عنده ... وكما قلت ان اخى رفروف سجينا لدى الملك ...  

_ قال وسيم وقد طفح الكيل يريد أن يتخلص من تلك المحنه فى اقرب وقت حتى تعود حياته السابقة الى عادتها ... 

_ اسمعو جميعا فى الصباح الباكر سنذهب الى الساحرات وبعد ذلك ستجرى الامور فى صالحنا تشجعوا ... لكن هناك امر ... كيف سنذهب وكل شئ فى البحر ... ايوجد سفينه ؟ 

_ قال العم زقزوق سنسافر الان لكن لن ابقي معك طويلا فالقصر  انا احرثه منذ زمن ولا استطيع أن ابتعد اكثر ... اما عن المركب نحن لا نلمس الارض كما ترى .. نحن نطير فى الهواء لذا سأمسك انت واطير بك الى الوجهه ونبيل ستساعده رحيق ...

هتف وسيم بسرعه 

_ لا سيذهب نبيل معك أنت ...

نظرات تتقابل بشرارة ....  فاقترب منه نبيل وقال هامسا 

_ لما لاتجعلني اذهب مع الاميرة رحيق ياصديقي ... أنا احب تلك الفتاه واريد التقرب منها ....

سأسدى اليك نصيحه ياصديقي تلك الفتاة ثرثارة وانا لا اريد لك أن تتعب ... 

وبعد محاولات كثيرة من النقاش.......   رسي الامر  بأنهم سيذهبون بقارب  تملكه عائلة نبيل .... 

وانتظروا فى الصباح  حتى يذهبوا الى بيت نبيل واحضار القارب..... 

وبالفعل تم تجهيز كل شئ....  وحان وقت الابحار.... 

لتبدأ مغامرة جديدة فى حياه وسيم التى كانت تقطر فراغا... 

....  كانت الامواج تتراقص  بماءها المالح  شديد الزرقه التى تناسب لون عين نبيل.....

 وبعد مرور ساعات حتى وصلت الشمس الى الغروب..... 

تحرك المركب بهتزاز غريب وكأن تحت الماء جسدا يحركه.....

نظر وسيم بسرعه يحاول ان يري  ما سبب اهتزاز المركب...

ليخرج اليه جسدا غريبا  من الماء ويقترب من وجهه...... بعيون رمادية وشعر احمر.....  تنظر فى عينيه بانبهار....... 

_احذر....  ياوسيم.... 


                  الجزء السادس من هنا

تعليقات



<>