رواية ❤️ما ذنبي انا ❤️..
الحلقه الثامنه
فاجابت مباشرة عله يقول لها كنت امزح معك ..ولكنه خيّب املها قائلا: اخبري والدك اني سآتي لزيارتكم الليلة ..وبعد اسبوع سيكون زفافنا ..ومهرك ثلاثون… ثلاثوووون يا حلوتي..
فرمت هاتفها ارضا ..وهي تبكي بحرقة ..وتلعن وتسب حظها السيئ: تبا تبا تبااااا ..ماذا افعل الآن يا الهي ..ما هذه الحياة القاسية ..
ولم تعد تتمالك نفسها ..حتى كاد الجيران ان يسمعوا صوت نحيبها ..ثم قالت لنفسها: انه الموت الذي سيخلصني منك ايها الحقير ..ليس الا ..ليس الا ..حسنا ساقتل نفسي ..لاريح وارتاح ..
وهنا شعرت ان امها تناديها :اصبري يا حنين… اصبري ..
واجابت ذلك الخيال: لن اصبر سالحق بك يا غاليتي ..ليس لدي احد في هذه الدنيا ..ابي واخوتي تركوني… تركوني يا امي فريسة الذئاب ..
ثم كسرت المرآة التي امامها ..وحاولت ان تتناول قطعة الزجاج بين يديها ..الا ان احدهم قد فتح الباب بلهفة ..وهو يقول: انتظري ..ماذا تفعلين ايتها المجنونة ..?
فتسمرت مكانها للحظات ..ونظرت وراءها لتجد والدها وهو ينظر اليها بطريقة غريبة هذه المرة .. هل هي نظرات الحنان ام العتب او الخوف ..ام ماذا ??
ثم امسك يدها عنوة وابعدها عن الزجاج ..وهو يقول :اخبريني ما بك لعلي اساعدك ..لا شيئ يستحق الموت لاجله يا عزيزتي ..
فحدقت به جيدا: هل انت والدي حقا ..ام يخيل الي ذلك ..?
فقال بغضب وقسوة: بل والدك ..!!اخبريني ما بك ..ومهما كانت مشكلتك صعبة ساساعدك هذه المرة فقط ..لانه ليس لدي وقت للمرات القادمة ..انا اليوم اشعر بالفرح ..وقررت ان اقوم بواجب الابوة معك ليوم واحد ..ما بك ..?
وازدادت دموعها بالهطول ..نعم لقد تكلمت عيونها قبل لسانها ..وارتمت في احضان والدها للحظات ..ثم ابتعدت عنه ..وجلست على سريرها ..وهي تنظر الى يديها بخجل وخوف ..محاولة استعطاف والدها ..علها تشعر بالامان ولو لمرة واحدة في حياتها ..وبدات تسرد له ما حدث معها منذ ذلك اليوم المشؤوم ..ومع كل حرف كانت تغص الف غصة وغصة ..وتتوقف هنيهة لترى ردة فعل والدها ..الذي كان يستمع اليها بطريقة غريبة .وكانه بدأ يفكر بحل للمشكلة قبل ان يسمع نهايتها ..(ابي لقد استغل حاجتي للمال بسبب اخوتي ..وبسسب المصروف الذي اصرفه على المنزل ..وقرر ان يتزوجني سرا ..اتعلم لماذا ..لانه رآك مع احدى الفتيات ..وعرف بامر اخي المسجون ..فرآني فريسة سهلة امامه ..هل تسمح له بهذا يا ابي ..هو قالها لي بملئ فمه ..ساتزوجك رغما عنك ..لانك لن تجدي من يدافع عنك )..
وبعد ان اكملت حنين استفزته كلمتها الاخيرة ...وكانه يتحداه في حماية ابنته ...هذا ما فكر به بداية ..ولكن ان يكون لديه مالا هذا امر جيد ..ولم لم تقبل حنين به زوجا ..
فسالها بكل برودة مشاعر: ولكن لماذا ترفضين الزواج به ??
قالت بغضب :اولا لاني لا احبه ..ولا اشعر بالامان معه يكفيني ما اشعر به وانا الى جانبك انت واخوتي ..انا امراة وحيدة في هذا العالم ..وثانيا لانه رجل متزوج ..وان رضيت به فانه سيرميني كالقطع البالية في الشارع ..وكيف يمكنني الزواج برجل غيره بعد ذلك ..وزواجنا سري ..ايعقل انك تسال هذا السؤال ..لماذا انقذتني من الموت اذن ..?
فتافف غاضبا ثم قال :انها صفقة غير رابحة اذن.. كنت اريد استغلال ظروفه ..فآخذ ماله عنوة وبعدها اتخلص منه باي وسيلة قذرة ..لان القذر لا يفهم الا بالقذارة ..!
فتنهدت حنين وقالت :والادهى ان المبلغ سيتضاعف ليصبح ستون الف دولار بعد شهر واحد ..فان بعت نفسي لن استطيع ان احصل على هكذا مبلغ.. او ساسجن ..اليس من العار ان. تسجن ابنتك ..?
ثم ضحكت ساخرة :عن اي عار اتحدث وانت لا تهتم لامري ..ابي اخرج من هنا ارجوك ..فوعدك لي بحلك لمشكلتي هذه لم يكن جديا ..والدليل انه خطر الى بالك كيف تاخذ مال الرجل ..لا كيف ان تعطيه ماله حتى لا يستغل ابنتك ..فعلا كنت مخطئة حينما قررت ان اتخلص من حياتي ..استغفر الله العلي العظيم ..ولكنها لحظات الضعف التي تنهش في ايمان الانسان وثقته بالله ..
ثم اشارت الى الباب وقالت :اخرج يا ابي من هنا ..وساتصل باخوتي علني اجد المساعدة بين احضانهم ..وان لم اجد سادبر اموري بطريقة اخرى ..
ولم يعقب والدها على كلامها ..بل خرج من الغرفة ..كانه شخص آخر غير الذي دخل بلهفة ..لقد حصل على ما يريد .. وهو منعها من الانتحار ..ولكن هل خوفه نابع من حبه لابنته ..ام من خوفه على تحمل
مسؤولية المنزل وحده.. ?ثم جلس على الكنبة في الصالة ..وبدا يشاهد التلفاز وكأن كل امور منزله منظمة باتقان ..ولم تتأمل حنين منه خيرا بكل الاحوال ..فهو رجل اناني ..ولا يغيب عن ذهنها المشاهد التي كان يقسو فيها على امها امامها ويضربها امام الضيوف ويهينها كانها خادمة لديه ..
وفجاة رن جرس الباب ..وترفعت حنين عن فتحه وقد سجنت نفسها في غرفتها ..ولكنها تساءلت من الزائر يا ترى? لتسمع صوت شبحها🧐محسن .
