رواية ❤️ما ذنبي انا ❤️..
الحلقة التاسعة عشر
وعادت حنين الى منزلها وهي تشعر براحة غير معهودة ..ولا زال صوت شاكر يرن في
اذنها كموسيقى هادئة عندما طلب منها الا تخاف طالما هو الى جانبها ..وبما ان الجلسة قد تأجلت
فان الخوف والقلق قد تاجل
معه ايضا .ثم ارتمت على سريرها وهي تقول ;نعم هكذا .فليعرف محسن وامثاله اني لست وحيدة ..
وفي اليوم التالي توجهت الى عملها الجديد بدون ان تتلفت يمينا وشمالا ..فمحسن الشرير ليس في الاجواء. وعلى حنين ان. تشكر الموت الذي شغله
عنها ..وهذا ليس نوعا من الشماتة كما يظن البعض بل هو شعور
بالامان بعد الذي تعرضت له سابقا ..اما في العمل فقد ابلت بلاء حسنا ..وبعد مرور عدة ايام من الاستقرار ..وبينما
حنين قد انهت عملها الذي ابدعت به ..خرجت من الشركة ..فوجدت شاكر بانتظارها ..فتفاجات من وجوده وقالت له: ماذا تفعل هنا ..?
فقال لها :لقد شعرت بالملل ..وقررت ان نذهب لنتزه سوية ..ما هو رايك ??
وشعرت حنين بالاحراج ..ما هذا الموقف الذي وضعها به شاكر ..ولا يمكن ان تقول له كلا ..
فلاذت بالصمت للحظات ..ثم ترجلت سيارته وقالت :حسنا… بما انه ليس لدي عملا الآن وسياتي والدي متاخرا الى المنزل كعادته ..
فسالها سؤالا ساما :وهل ان حضر احد غيري كنت ستذهبين معه??
ولم تصدق اذناها ماسمعت بداية ..ووضعت يدها على مقبض الباب لتنزل ..ولكنه لم يفتح ..فقال لها: الا تعلمين اننا يمكننا اقفال الابواب في السيارات الحديثة ..
فاجابته :ما بك انت ..ولماذا تفعل هذا بي ..?
فقال لها: وماالذي فعلته ..فهل الام لاني اخترتك من بين الآلاف من البشر لاتنزه معك ..?
فاجابته :للتنزه ام لاسماعي الاهانات يا سيد شاكر ..
فقال بتجاهل: لنذهب ..انا آسف ان اعتبرت سؤالي اهانة ..مع انه سؤالا عاديا ..
فاجابته بغضب ;ولكنه يرمي الى امور ..
فقاطعها قائلا: انا آسف ..لقد رايت زوجة محسن البارحة ..وسألتها عن موضوعك
..انها لا تعرفك.. ولكن يبدو ان زوجها قد كذب عليها كثيرا ..حيث اخبرها انه اعطاك المال بدافع الشفقة ..
فقالت غاضبة :انزلني يا سيد شاكر لا اريد ان اذهب معك ..وان اردت التحدث بهذا الامر ..فتعالَ الى منزلنا ..ولنتحدث امام والدي ..
فقال غاضبا مزمجرا: حنييييين كفي عن هذا الكلام ..لقد اعتذرت منك وانتهى الامر ..مع اني لم اخطئ.. فكل ما في الامر اني اردت ان ابين لك
اني مهتم لقضيتك وسعادتك ..فلن ياتي اي شخص لياخذك للتنزه ..يكفي هذا .!
.
وكانت حنين كل الوقت تشعر بالتوتر وعدم الراحة ..الا ان المحامي البارع قد امتص غضبها ..واستطاع ان يعدل مزاجها ...وتناست ما قاله لها… وتكررت
قصة خروجها معه ..بحجة قضيتها . ومساعدتها حتى اصبح جزءا لا يتجزأ من ايامها
..وباتت تفتقده كثيرا ..وتشكو له كل همومها واحزانها ..وامضيا معا اوقاتا
جميلة ..فتارة يذهبون الى البحر ليتحدثا ..واخرى الى الجبل ..واحيانا الى المطاعم ..وكل ذلك بعلم والدها الذي كان يثق بشاكر كثيرا ..وقد حاولت
نيفين تدمير تلك العلاقة الا ان سامر كان يصدها دوما ..ويهددها بتركها ان بقيت
على ذلك المنوال فتلتزم الصمت ..وخاصة ان فارق السن بين شاكر وحنين لا يثير الشبهات
ابدا ..واقترب موعد المحكمة ..وشعرت حنين بالتوتر والخوف ..الا ان شاكر قد
طمأنها ان كل شيئ على ما يرام ...وذات يوم اتصل بها واخبرها انها يحتاجها في موضوع هام ..وبالطبع لم ترفض رؤيته ..وعندما ذهبت الى مكتبه اخبرها ان كل الامور تسير على ما يرام ..
فقالت له: كان بامكانك اخباري بذلك على الهاتف ..
فقال باسما: اذن اعطني حجة اخرى كي اراك بها مباشرة .
فضحكت وقالت :اقولها لك مجددا وتكرارا ..ليتك تكون ابي ..فكم كنت ساكون محظوظة حينها ..
فتغيرت ملامحه ..ثم قال مازحا ربما: لن تكوني كابنتي يوما يا حنين !!
فاجابته :ولكنك كابي من ناحية رعايتك لي واهتمامك بي ..
فقال مستسلما :حسنا كما تريدين ..والآن هيا بنا لاوصلك الى المنزل !!
فقالت بارتباك :لا اريد ان اشغلك عن اعمالك ..اعرف الطريق جيدا.
فوقف ثم سار بضع خطوات قائلا: هيا بنا لا اريد المزيد من الكلام ..
وعندما وصلا الى المنزل ..ركن سيارته وكانه يريد النزول ..فاستغربت من ذلك ..وقالت له: هل تريد ان تزورنا اليوم ..?
فقال: انظري ان والدك في المنزل ..اليست تلك سيارته ..انا مشتاق اليه واريد ان اراه ..واتمنى ان يعود الى رشده ..
قالت بياس :ان كنت تستطيع ذلك فانا ممتنة لك ..
ثم نزل الاثنان من السيارة ..وكانت تخشى حنين من وجود نيفين في المنزل ..لانها
تحرجها بذلك ..ولاحظت ان الاضواء مقفلة والسكون يعم ارجاء المنزل ..فقالت لشاكر: يبدو ان والدي نائما !!ساذهب لايقاظه ..
وما ان اشعلت الاضواء.. حتى سمعت :عيد ميلاد سعيد يا حلوة ..
فقالت لنفسها: انه عيد ميلادي كدت انساه ..
