رواية ❤️ما ذنبي انا ❤️..
الحلقة الثانية والعشرون ..
فتنهدت ثم قالت :لقد نسيت تلك الحادثة يا شاكر ..لماذا تريد فتح الماضي الاليم ..لقد كرهت الدنيا باسرها في ذلك الوقت ..
فضرب المقود بيده وقال بغضب :وانا كرهت نفسي ..اسمعيني ولا تقاطعيني ..
وعندما لاذت حنين بالصمت ..واستتلى شاكر :حنين ..لا انكر اني اكن لك مشاعر خاصة .هذا اولا ..واشعر انك مسؤولة مني ..هذا ثانيا ..اما ثالثا ..فعليك
ان تحاولي اقناع والدك بالعمل ..يستطيع ان يكون سمسارا للشقق ..فهو لديه الخبرة الكافية في هذا المجال ..وسازوركم انا كل زمن بعيد لاطمئن على احوالكم ..وقد اتصل بين الفينة والاخرى ..وان احتجت لاي شيئ ..فانا موجود ..اما
هذه اللقاءات الكثيرة فهي تؤذيني ولا اريد ان اراك كثيرا ..فانا اشعر بالضيق من هذا الامر ..وبالنسبة لاخيك ..فهو غدا سيخرج من السجن ..والآن ..ساقلك الى المنزل ..ولا تنسي هذه التعليمات ..اتفقنا ..
فقالت بهمس :اتفقنا ..
وبالفعل فهذا ما قد حصل ..حيث خرج اخوها من السجن في اليوم التالي ..ووعد اخته انه لن يعود الى ممارسة السرقة ..وشكرها على وقوفها الى
جانبه ..والآن عليها ان تقوم بالمهمة الاصعب ..وهي اقناع والدها بالعمل ..فهل تراه سيقتنع ..وهو لم يحتفل بخروج ابنه من
السجن حتى ..بل على العكس من ذلك تماما ..وبعد عدة ايام ..قالت حنين لوالدها :ابي ..اعلم انك لم تفرح لخروج اخي ..واعلم السبب ايضا ..اما وقد زاد المصروف في المنزل ..فعليك ان تعمل ..
فنظر اليها بحنق وقال: وما حاجتي الى العمل وانت تصرفين على المنزل ..
فقالت له :افرض اني تزوجت ..او مت ..فكيف ستقوم بالصرف على المنزل ..هيا اخبرني ..
قال لها :انا مرتاح هكذا ..
فقاطعته :اعلم انك ماهر في السمسرة ..يكفي ان تدبر الشقق ..وتاخذ السعر المعقول لقاء ذلك ..انه عمل سهل ويدر عليك مصروفك الشخصي ..
وبعد هذا الكلام ..اصابه اعصار السعال ..ربما لان الكلام لم يعجبه من جهة ..وربما لانه مريض بسبب افراطه في الشرب ..وتركته ابنته حتى اكمل
سعاله ..ثم قالت: لا اقول لك ان تذهب وتمارس عملك بشكل رسمي ..ولكن يكفي ان ياتيك الزبون الى المنزل وان تقوم بارشاده الى مطلبه ..حتى لو انتجت مئة دولار في الشهر ليس اكثر ..
فرفع يده مشيرا الى قبوله هذا الامر على هذا النحو من جهة ..والى صمتها من جهة اخرى ..
فتركته على راحته ..ولكن سعاله اشتد كثيرا ..فذهبت اليه ..وقالت له: ان كنت مريضا فاذهب الى الطبيب ولا تهمل نفسك كثيرا ..
قال لها: لقد ذهبت.. وطلب مني شراء دواء باهظ الثمن ودائم ولكني لم اطلب منك المال ..لاني اعلم وضعك ..ولا اريد ان ازيد عليك اكثر ..فيكفي ان
تدفعي فاتورة الماء والكهرباء والغاز ..لا اتخيل المنزل بدون هؤلاء الثلاثة ..
فقالت له غاضبة :اعطني فاتورة الدواء ولا تقلق بهذا الشأن فواجبي تجاهك يحتم عليّ ذلك ..مهما فعلت معي سابقا ..يكفي انك عرفتني الى صديقك المحامي الذي انقذني من مصيبتي ..
فادخل يده الى جيب قميصه ..واخرج الفاتورة ..واعطاها اياها وهو ينظر الى الارض .
.فاخذت الورقة ..وذهبت مباشرة الى الصيدلية المجاورة ..واشترت الدواء بثمن لا يستهان به وقالت لنفسها: لابأس ..مهما يكن ..فانا احب والدي ولا اتمنى له الا الخير .
ثم عادت الى المنزل واعطته الدواء ..وقالت له :لا بد وان الطبيب قد حذرك من الشرب
..فارجوك ان تكف عن هذا الامر ..من اجل صحتك ..فبفعلتك هذه لا تضر الا نفسك صحيا ..وتضرنا جميعنا معنويا ..
فلم يجبها ونظر الى الدواء بطريقة غريية ..وتركته ابنته ليجلس مع نفسه عله يفكر في حاله وحال عائلته ..
ثم دخلت الى غرفتها ليلحق بها اخوها ..ويقول لها: اختي انا احتاج المال ..
فقالت له :لقد اعطيتك مبلغا منذ ايام ما بك ارحمني يااخي ..
ثم فكرت قليلا ..وخشيت ان يعود للسرقة ..ثم فتحت خزانتها ..واخرجت مبلغا من المال
امامه ..يالذكاءك الذي خانك هذه المرة ..فهل من الصائب ان نضع الجبن امام القط ..??
ومرت سنتان على هذا المنوال ..وسامر كان كل ثلاثة او اربعة اشهر ..ياخذ مبلغا بسيطا
لقاء سمسرته ..وشاكر قد خفت اتصالاته لانه وجد راحته في ذلك ..
وذات يوم وبينما كانت حنين عائدة من عملها ..شعرت ان احدهم يلحق بها من
الشارع الاساسي ..فكانت تنظر وراءها بخوف وترقب.. يا لوقاحة هذا الشخص ..فقد وصلت الى الباب ..ووصل معها مراقبها
..وما ان وضعت المفتاح في الباب ..حتى اصبح خلفها تماما ..ويرتدي بذلة خاصة بالضباط ..فازداد خوفها ..وظنت ان اخاها قد فعل مصيية ما ..وخاصة بعدما سالها: هل هذا منزل سامر ..
قالت بعد ان تنهدت ;نعم ..
فسالها :هل انت ابنته ..?
فقالت :نعم كيف يمكنني ان اخدمك ..?
فاجاب الضابط :اريد رؤيته لامر هام ..هل هو موجود في الداخل ..
فقالت بتلكؤ: وهل تظنني اضرب بالمندل ..لقد اتيت لتوي ..وما تعرفه عن وجوده اعرفه انا ..
الحلقه الثالثه والعشرون من هنا
