رواية❤️ما ذنبي انا ❤️..
الحلقه الحادية عشر
وفي اليوم التالي ..اشرقت الشمس باشعتها الذهبية ..غير مميزة بين الغني والفقير
والسعيد والحزين ..ولا بين اي نقيضين في هذه الدنيا .
.وجهزت حنين نفسها لتذهب الى عملها ..وبينما كانت تحاول
الخروج ..وجدت رجلا غريبا يقف الى جانب الباب ..وسالها مباشرة :هل انت السيدة حنين ..??
فقالت بحذر :لماذا ??
وكان يحمل بين يديه اوراقا ..فاعطاها احدى الاوراق قائلا :لو سمحت ..امضِ هنا ..لديك استدعاء من المحكمة ..
ثم حملت الورقة بين يديها وبدات تتصفحها ..وعرفت ان محسن قد ادعى عليها في المحكمة ليحصل على ماله.. ولكن بكم القيمة يا ترى ..?
ووصلتها رسالة الى هاتفها من محسن :المبلغ اصبح ستون الف دولار لقاء رفضك اياي ..فلست
انا من يقال له كلا ..وبالمناسبة ..لم اعد اريدك كزوجة لي ..لذا لن تنفع محاولاتك باللحاق بي ايتها اللصة ..
فضحكت ساخرة ..وقالت بهمس :لا ادري من يكون اللص هنا انا ام انت ..
ثم حملت القلم بين يديها وزينت الورقة بامضائها ..
وبعدها اكملت طريقها لتجد
محسن يجلس بسيارته ..وهو ينظر اليها بعين الغضب
..وشعرت بالخوف منه ..ولم يكن امامها الا ان تكمل طريقها ..وما ان مرت امامه ..حتى فتح نافذة السيارة وقال :موعدنا
القادم في المحكمة ..وساكون
انا وزوجتي هذه المرة ..لقد اخبرتها باستدانتك للمال ..وانك فتاة محتالة ..لم استطع ان
اتفاهم معك ..فربما هي تفعل ذلك ..ولا تنسي ان النساء يفهمن لغة بعضهن ..
ثم اصدر صوتا مخيفا بسيارته ..مما اشعرها بالذعر ..وارتعدت فرائصها ..وهي تردد :الغريق
لا يخشى من البلل ..وليس
امامي سوى ان اسجن ..يا لروعة هذا الحظ ..على الاقل انام وانا مرتاحة البال ..!
وما ان وصلت الى المدرسة
حتى لاحظت المديرة انها ليست على ما يرام ..فسالتها :ما بك يا حنين.. ?
اجابت حنين بحزن :انها الدنيا ومتاعبها ..لا تقلقي بشأني ..فقد فقدت الاحاسيس والمشاعر ..
واصبحت اتمنى الموت باية لحظة ..
فضحكت المديرة وقالت :كل هذا ولا اقلق بشأنك ???هل هناك اصعب من هذا ..?!
فهزت راسها وقالت :لقد بدات حصتي اراك لاحقا ..علي افرغ احزاني بضحكات الاطفال
الذين لا يعرفون شيئا عن خبث هذه الحياة ..انني اغبطهم .
.فليتني اعود طفلة الى حضن امي ..ما اصعب اليتم يا عزيزتي ..
لا شيئ يعوض حنان الام ..فكيف ان لم يحن عليك احدا من
الاساس ..الا لاستغلالك ..هذه انا بكل بساطة ..وتساليني لماذا وجهي شاحب ???!هل اكمل ??
فاشارت اليها بيدها ان تذهب وتكمل عملها وهي تدعو لها ان يحل الله لها امورها لانها
انسانة ذكية ولطيفة ورائعة ولا تستحق الا كل خير ..
وفي الصف لم تركز حنين في طريقة شرحها للدروس ..ونظرت الى الاطفال واحدا واحدا
..وبدات تتصفح وجوههم البريئة
..ثم قالت لهم: كونوا دائما خيرين يا اطفالي ..ولا تدعوا مكانا للشر في طريقكم ..واحبوا
والدتكم… ولا تتركوا حضنها ..ولا تسيئوا اليها ولا تعذبوها ..لانكم عندما تكبرون ..ستجدون العثرات في طريقكم ..واول ما ستفكرون به هو امكم ..لانها الاصدق في مشاعرها تجاهكم ..
فسالها احد الطلاب :اين هي امك يا آنسة ??
فقالت بحسرة :لقد تركتني منذ زمن ..
فسالها آخر: هل هي مطلقة .??
فاجابت :ليتها كذلك ..لكان الامر اهون بالنسبة الي ..لقد خطفها الموت ..
فقال احد الاطفال ببراءة: تبا للموت ..بالامس اخذ جارتنا ايضا ..واولادها جلسوا حولها يبكون ..
ولم تتمالك حنين نفسها .
.حتى تمردت دموعها ولم تستطع سجنها داخل مقلتيها ..ثم جلست على الكرسي ..ووضعت راسها على الطاولة ..وبدات
تبكي ..وعندما رأوها التلامذة
على تلك الحالة تجمعوا حولها ..وقالوا لها بصوت واحد :نحن نحبك يا آنسة حنين ..لا تبكِ....
ولم تعرف من اين اتت الايادي الحنونة التي لمستها محاولة التخفيف عنها ببراءة
..فرفعت راسها ..ومسحت دموعها ..ونظرت اليهم بحب وحنان
..وقالت لهم :وانا احبكم يا صغاري… هيا فليذهب كل واحد منكم الى مقعده حتى نبدا شرح الدرس ..
فهلل جميعهم ..تلك الفوضى التي حدثت في الصف كانت استثنائية ..ولكنها كانت جديرة
باعادة ترتيب التوازن العاطفي عند حنين ..التي قالت لنفسها :فعلا الاطفال كالملائكة ..ليتني
بقيت طفلة او مت وانا طفلة…
وانتهى الدوام المدرسي لتعود المعلمة الى منزلها ..ويعود اليها التفكير القاسي ..وهذه المرة
كان والدها في المنزل وحده ..وكان بانتظارها على ما يبدو ..فقالت له: خير ان شاء الله ..ليس من عادتك ان تنتظرني في المنزل ..
فاجاب بتجاهل: لقد تذكرت مشكلتك ..هل حدث شيئ جديد ..
قالت :نعم ..لقد قام محسن بالادعاء علي في المحكمة ..ساسجن يا ابي ..وستتحمل مصروف المنزل وحدك ..
فاطرق راسه ارضا وقال :ربما يكون الحل عندي هذه المرة ..من يدري ??
