روايةمن أنت
الفصل السادس عشر
وكيف أساندك في أمر أنا غير مقتنع به ..من تحبينه لا زال لاعبا مبتدئا ...
-ولكنه سيصبح لاعبا مشهورا وسينافس في البطولات العالمية ..
-من أين أتيت بكل تلك الجرأة ..
فتنهدت وقالت :إنه الحب يحتاج إلى الشجاعة ..أما الجبناء فلا مكان للمشاعر في قلوبهم سوى الخوف.. الخوف الذي يقتل الكثير من العلاقات ..هل فهمتني الآن ..؟
يا للعاشقة الجديدة التي وضعت إصبعها على الجرح ..أنا بالفعل رجل جبان أمام لمى.. وجبني نابع من بحر عينيها ..فكم أخشى أن ترفضني وتصدمني لأصبح زبونا لأحد الأطباء النفسيين..
فأمسكت يد علا وهمست :نحن القتيلان في بحر الحب ..
ثم قلت لها: سأقف إلى جانبك لا تقلقي ..
-لم أتوقع غير هذا ..ما لا يعجبني في عائلتي هي تلك القوانين التي تسنها علينا جميعا ظنا منها أنها خلاصنا وهي في الحقيقة مقتلنا ..يبدو أنه أمامنا معركة ضارية مع من نحب في سبيل من نحب ..
-علا ..سأعترف لك بأمر خطير ..أناحقا أحب لمى ..ولكن لا أعلم شعورها تجاهي ..
-هل. تريدني أن أخرج روح هولمز الآن ؟؟
فابتسمت منتظرا إكمال جملتها: وهل هناك فتاة عاقلة لا تحبك ..أنت لا تدرك قيمة نفسك يا أخي ..ولو أنك لست أخي لأحببتك أنا أيضا ..
-مشاكسة..
-لا أعلم إن كان علينا حل مشاكلنا لننعم بالحب ..أو أن الحب من يعطينا الدافع لحل مشاكلنا ..
-ماذا تقصدين؟
-لدى لمى الكثير من العقبات ..بما يتعلق بأمر ولدها ..هذا ما أخبرتني به علا ..فهي خائفة أن يسلبها ذلك اللعين حق حضانة فادي ..فهل هي ستفكر بالحب بعدما تنتهي من تلك المشاكل ..أم أن الحب الذي هو أنت سيساعدها لتحلها..
-أنت تفترضين جازمة حب لمى لي ..ولكنها لا تفكر بهذا ..لم. تظهر لي أي مشاعر ..
ثم تراءى إلى نظري لهفتها وهي تقول لي :لا تتركني ..هل أنا واهم بهذا ؟؟لا أريد أن أقتل نفسي بالوهم ..وعندما تحين الفرصة سأصرح عن مشاعري فإما أفيض بها ..وإما أقتلها ..الحيرة هي أسوء ما في الحب ..لذلك الشجعان هم الفائزون مهما كانت النتيجة.. إما يفوزون بمن يحبون وإما يفوزون بأنفسهم ..
*-*********************--*****************
في اليوم التالي ..استيقظت وأنا خائفة من هذا النهار اللعين ..سيتحدد مصيري بلا شك ..وسأعرف نية طليقي راشد ..وبالفعل ..فبعد الظهر 🕛..قدم إلينا الفارس المغوار ..ولكنه كان وحده ..حيث كنت ألاعب فادي بالألعاب التي أحضرها له حامد بالأمس ..ورن جرس الباب ..وهرع الصغير ليفتحه وصرخ :باباااااا ..هاي… لقد أتى بابا ..
وظهر لي من كنت أتمنى وجوده دوما يوما ما ..وكشر عن أنيابه قائلا :مرحبا لمى .
-أهلا ..حمدا لله على سلامتك ..
ثم احتضن فادي بذراعيه ..ولم أشعر بالرغبة في ذلك أبدا ..لقد ماتت كل مشاعري ..وعاشت في مكان آخر ..في قلب حامد ..نعم ..يبدو أني عشقت ذلك الرجل في غير أوانه ..فماذا يخبئ لي المستقبل ..وبعدها قال لفادي: اذهب إلى غرفتك الآن ورتب ألعابك أيها الشطور..
كان يريد إصرافه حتى يتسنى له الحديث معي ..
-بالرغم من أنك ترتدين السواد بسبب الحزن ..إلا أنه لاق بك كثيرا ..
-شكرا لك ..
-ها ..ماذا قررت بالنسبة للعرض الذي عرضته عليك البارحة..
-قررت أن أقتلك ..فهل يحق لي ..ولم لا يحق لي وأنت قتلتني بكلماتك السامة ..سكين الكلمات أشد فتكا بنا من سكين الجذارين أيها الجذار ..
-حسنا ..بما أن الأمر كذلك ..فإن فادي سيكون معي في الفترة المقبلة إلى أن تقرري قرارا صائبا.. سأبقى أسبوعا كاملا هنا ..فإما أن أمدد المدة لنكون عريسين متحابين ..وإما أن أعود بعد فترة قصيرة لآخذ فادي معي ..بكل الأحوال زوجتي ستسافر بعد أسبوع واحد ..ولا تقلقي ..فأنت زوجتي في لبنان ..وهي زوجتي في السفر ولن ينقصك أي شيئ ..ولا مكان للمكائد بينكما ..لن تريا بعضكما أصلا ..
-حقيررر… فعلا أنت رجل حقير ..
فابتسم ساخرا مني :نو نو نو ...ما بال نعجتي الصغيرة تحولت إلى لبوءة ..
ثم نادى فادي بأعلى صوته :فادي!!
وعندما حضر الصغير مهرولا قال له :جهز نفسك أيها البطل ...سنذهب إلى منزل 🏠 جدك لمدة أسبوع كامل ..وبعدها نقرر إن كنت ستعود إلى هنا أو ستسافر معي ..
-بالطبع أريد العودة إلى هنا ..فأنا أحب أمي كثيرا ..
-هذا ما تقرره أمك ..
بعد ربع ساعة من الصمت الذي خيم بيننا ونحن في انتظار فادي ليجهز نفسه ..أخذه أمامي بلا رحمة ..ولم أستيقظ من هول الصدمة إلا ودموعي قد بللت وجنتاي ..وبدأت عبير تهدئ من روعي ..
شعرت أن المنزل خال من الحب ..بعد وفاة أمي الحبيبة ..وبعدما ذهب فادي لزيارة والده ..وأرجو أن يقف الأمر عند حدود الزيارة ..لن أتزوجه بتلك الطريقة ولا بغيرها مهما كلف الثمن ..ولكن خبثه سيجعله يتلاعب بي بالورقة الرابحة التي يستخدمها معظم الرجال لكسر قلوب النساء وإذلالهن ..وهذا ما يسمونه الحب في عرفهم ..ولكنه في الحقيقة ما هو إلا مرض نفسي منتشر في البلدان العربية ..
مضى يومان ثلاثة ..ولم أرَ فادي أو أتحدث إلى راشد ..اتصل بي فادي مرة واحدة أخبرني أنه سيذهب إلى مدينة الألعاب
مع والده وامرأة أجنبية وأخته الصغرى ..وقد أقفل مسرعا حتى يجهز نفسه ..أما أنا فقد حان وقت عودتي إلى العمل ..ولا أخفيكم سرا ..ففي ظل كل تلك الأحداث الغريية اشتقت لحامد ..أحببت أن أراه للمرة الأخيرة قبل أن أنتقل لعملي الجديد.. وما إن وصلت إلى مكتبه حتى دخلت دون استئذان من سكرتيرته البغيضة مما زاد لهيب غضبها بعد رؤيتي ..
