رواية من أنت
الفصل الخامس عشر
ليس سرا عن أهلي والمجتمع هنا ..بل سرا عن زوجتي الثانية… أنت لا تعلمين كم تحبني ..وكم ساعدتني في الغربة ..
ولم أعد أتحمل كلماته السخيفة لذلك أقفلت الهاتف ..لا أريد أن أسمع صوته ..ما أغباني عندما أحببته ..أنا الآن أحتقره بصدق ..يريد الزواج سرا ذلك الأبله ..ولا أفهم حقا ما هي حكمة الرب بوضع قوانين تنصف الرجل ..هل لأنه لم يطلع على سيكولوجية المرأة ..أم أن رجال دينه شوهوا تلك التعاليم ..مهما يكن ..فلو سألت أيما امرأة في العالم كله هل ترضين أن يتزوج زوجك امرأة أخرى ..وأترك لكم معرفة الجواب ..إلا ما ندر من أولئك المخبولات المثاليات ..هذا شرع الله ولا أعارضه ..هذا النفاق بحد عينه أن نستسلم لكل ما ينسب إلى الله والله بريئ من كل ظلم وهوان ..
ومضت ثلاث ساعات حتى عاد إلي فلذة كبدي ومعه صديقه الجديد حامد ..يبدو أنه اعتاد على وجوده بسرعة فقد كان محملا بالهدايا التي يحبها ..والأطعمة التي يفضلها ..وكان فرحا جدا ..فهل يسعني أن اشكر الرجل الذي رسم الابتسامة على وجه طفلي ..فكما يقولون لا بد من وجود العنصر الذكوري والأنثوي في تربية الاطفال تربية سليمة ..بكل الأحوال فإن والده سيكون هنا غدا وسيضع لمسته السحرية في شفائه هوه!! ..وكم أتمنى من كل قلبي ألا يحرمني منه ..وبالتأكيد ستقف المحاكم والشرائع والقوانين المجتمعية إلى جانبه لا سيما أنه عرض علي الزواج السري لا سامحه الله ..
سلمني حامد الأمانة وهو ينظر إلي بطريقة غريبة ..وابتسامته أغرب ..من يراه يظنه العاشق الولهان ..ومن يسمع بتصرفه مع سماهر وإصراره على عودتها يدرك أن الأمر مجرد تمثيل بتمثيل ..أو هكذا يخيل إلي.. بينما هو رجل عادي مشاعره متزنة ..وأراه أنا بعين مشاعري ..أشفق على فادي ليس أكثر ..ومن واجبي أن أشكره على حسن معاملته بكل الأحوال ...قلت بصوت متقطع حنون :شكرا لك ..وأرجو ألا يكون قد سبب لك الإزعاج ..
فداعب شعره بكلتا يديه وقال واثقا :لا أبدا بل على العكس تماما فأنا من كنت بحاجة للخروج أكثر منه ..
-ولكن أين علا؟
-لقد أوصلتها إلى المنزل قبل مجيئي إلى هنا ..
ثم حدق حوله بطريقة غريية ..وبعدها نظر إلى مقود سيارته.. وأشار إلي أنه يريد الرحيل ..فقلت مباشرة :رافقتك السلامة ..
*****************************
لقد أوصلت صديقي الجديد إلى منزله.. وتخيلت لو أصبحت أمه زوجتي فإننا سنكون عائلة سعيدة ..هاه ما أغباني كيف أنافس طليقها على أمر كهذا ..لا بد أنها ستختاره وهي مغمضة العينين ..في حالة هدوء أو غضب نتحاور مع عقلنا ونصدر القرارات الحاسمة ..سنفعل كذا وكذا ..ولكن بمجرد أن نرى من نحب تتلاشى المعاهدات في بحر العشق ..ويكون للقلب قرار آخر ..قرار وليد اللحظة ويا لها من مفاجآت ..
نظرت إلى مقود السيارة وتمنيت لو أنه يتوقف هنا مع حبيبتي ولا يقودني إلى أي مكان آخر ..وأشرت إلى لمى برحيلي ..منتظرا منها أن تقول لي :ابق معي لا تتركني ..كما فعلت عندما كنا على الشاطئ ولم أستغل تلك الفرصة بسبب غبائي ..ولكنها خيبت أملي وقالت :رافقتك السلامة ..
ولكن عندما حاولت الإنطلاق نادتني بصوت فزع: سيد حامد ..
فأدرت المفتاح بيدي المرتجفتين وأوقفت تشغيل 🔛 المحرك ..ونظرت إليها بشغف :ماذا هناك ؟
-لقد أخبرتني سماهر أنها باشرت العمل في مكتبي السابق اليوم ..
وعندما سمعت باسم سماهر عرفت أنها قد خربت شيئا ما ..
فأجبتها: نعم صحيح ..وبعد أيام ستباشرين أنت عملك أيضا ..أليس كذلك ..؟
-صحيح ..وبعد خمسة وعشرين يوما سأرحل من شركتك شاكرة إياك على كل شيئ .
-حسنا ..عندما تباشرين العمل ..اذهبي إلى مكتبي مباشرة لأخبرك بمكان عملك الجديد ..اتفقنا ..
-اتفقنا ..
ثم غادرت المكان وأنا مبتسم الثغر ..لأنني سأعلم سماهر درسا كيف تكون المكائد ..وكنت قد اتفقت مع صديقي الجديد فادي أن يتصل بي كلما احتاج إلى المساعدة ..ودونت له رقم الهاتف في ورقة صغيرة ..
عدت إلى منزلي ..وأنا مشتاق للسهر في الحديقة ..وللتحديق في النجوم عندما تظهر في المساء.. وأنى لي أن أجلس وحدي ولدي أخت مشاكسة كعلا ..
قالت لي بمكر: ما أخبار العاشق الولهان ..
-علا!!! لا داعي لهذه السخرية ..
-لقد تأكدت اليوم أن حبيبتك هي لمى وليست عبير ..
-وكيف تأكدت سيدة هولمز ؟؟
-من خلال معاملتك اللطيفة لفادي ...ولكن هل تعتقد أن أهلي سيوافقون على هذه العلاقة ؟؟
-يا لك من فتاة بلهاء...لقد اخترعت العلاقة أيضا ؟؟!!ليس بيننا إلا العمل والعمل فقط .
-حامد !!!حامد!!
-نعم؟؟!
-هل تريد أن تشرب النسكافيه ؟؟
-لا بل عصير الليمون لأتحمل ترهاتك ..
فرمقتني بمكر ..وذهبت إلى المطبخ لتحضر العصير . وفي ذهني ألف سؤال وسؤال ..أليس الأولى أن أحصل على قلب حبيبتي ..وبعدها نتباحث في أمر أهلي ..لقد عجلت علا الأحداث ..لتضعني في حيرة من أمري ..وسرعان ما عادت تلك. المحتالة ..وقالت بابتسامة تحمل الكثير من المعاني :تفضل!!
ارتشفت من الكوب ووضعته أمامي على الطاولة ..وهي تنظر إلي بطريقة غريبة ..ث
م قالت: سأقف إلى جانبك في محنتك العاطفية ..إن وقفت أنت إلى جانبي ..فأهلي غير موافقين على حبي لذلك اللاعب بحجة أنه سيكون كثير السفر ..ولا يمكن للمرأة أن تنافس عشق كرة القدم في قلب رجل يدمن تلك اللعبة. .
