رواية من انت الفصل الثامن عشر18 بقلم ليلي مظلوم


 روايةمن أنت .


الفصل الثامن عشر


تملكني الفضول لأعرف من  المتصل فقلت بخبث :لمى ..هاتفك يصرخ !!


-أسمع صراخه.. 


-أسكتيه إذاً..


ولكن الهاتف صمت لوحده ..ليصرخ مجددا ..فأجابت هذه المرة ..وقالت بصوت غاضب :نعم !!...حسنا ..أعده إلى المنزل ..ماذا؟؟..كلا ما هذا الإتهام ؟؟..أنا لم أعلمه أي شيئ ..ليس بحاجة لذلك ..أنت لا تستحق لقب الأبوة ..


ثم عبست غاضبة ..وقالت :تبا لك.. 


وأقفلت الهاتف ..من الواضح أن المتصل هو زوجها ..فسمحت لنفسي بالتدخل ..وقلت :هل يمكنني أن أقدم لك المساعدة ؟


-شكرا لك ..أحتاح المساعدة من نفسي.. هذا راشد يخبرني أن فادي يبكي كثيرا ويريد العودة إلى المنزل ..وأنه يغار من أخته ..ويتهمني أنني من علمته ان يتصرف على هذا النحو  ..ويريد أن يعيدني إلى عالمه من أجل فادي ..


فقلت بشغف :وما رأيك أنت ؟؟هل ستسمحين له باستغلالك ..


-هذا ما قصدته أنني أحتاج المساعدة من نفسي ..فأنا عاجزة عن اتخاذ القرار ..


وبعد أن برقت ورعدت انهمرت دموعها وقالت بصوت حزين مرتجف: أنا آسفة ..لقد أقحمتك في مشاكلي ..


-ولم الأسف ..بل على العكس أنا أتمنى أن تكون علاقتنا مترابطة ..حتى بعد أن تنتهي مدة العقد ..أريدك أن تبقي هنا ..لقد اعتدت على وجودك ..


-إن سويت الأمور بيني وبين راشد ..سأشترط عليه أن أترك العمل ويقوم هو بتحمل أعباء المصاريف ..هذا حقي أليس كذلك ؟


-وهل ستفعلين ؟؟هل ستعودين إلى النار بإرادتك ..أقصد هل تحبينه ..


-كلا ..ولكن مشاعرنا تتغير مع الأيام ..حب وكره وانتقام وتنافر ومن ثم حب ..


-وربما تكون إعجاب  فغيرة فلؤم فقسوة فحب ..


حاولت أن أفهمها مشاعري أنا في تلك الجملة ..ولكنها لم تفهم قصدي ..ووافقت دون سؤال عما أقصد ..

*************************************

يا إلهي لماذا أرتجف كلما نظرت إلى عيني حامد ..هذا ما ينقصني الآن ..ثم يأتي راشد ليتصل بي ويهددني بفادي ..وأنا بصراحة لم أعد قادرة حتى إلى النظر إليه أو تخيل أنه موجود في هذا العالم ..هل خطر إلى بالكم يوما لو يموت الأشخاص الذي يزعجوننا ..لنعيش بسلام ..إنه ليس الحقد ولا الخبث ولا الشر ..ولكنه اليأس من إيجاد الحل ..لو أنه يسافر ويتركني أعيش مع ابني بسلام ..لماذا عاد؟؟حتى لو طلق زوجته لم يعد له بقلبي بصيص مشاعر ..لقد أذلني وتركني في أحلك ظروفي ..وأعود مجددا لأضع اللوم عليه ..ما بالي أنا هل نسيت أنني تزوجته رغما عن أمي ..وتظاهرت بأن حياتي جنة حتى لا أسمع كلمات العتاب منها ..نعم ..علي أن ألوم نفسي وعلي أن أصلح ما أفسدته مشاعري ..سأحاول إقناعه بالذهاب بطريقة لطيفة عله يرحل ..


انتهى الدوام وعدت إلى منزلي غير متعبة ..فأنا لم أعمل شيئا… ولكن تعب النفس أصعب وأدهى ..فبمجرد أن وصلت حتى لاقاني فادي ..وهرول إلي ثم احتضنني بقوة ..رباه ما أجمل احتضان الأطفال نحن بحاجة إليه أكثر منهم ..وفجأة سمعت صوت 🔉 راشد يقول بخبث :إن كنت تحبينه إلى هذه الدرجة ..فكوني مضحية من أجله !!


-أيها الخبيث ما الذي أتى بك إلى هنا ؟؟


بعد أن قلت تلك الكلمة تذكرت عهدي على نفسي بأن أتحدث بطريقة لطيفة مع خنّاقي عله يلين ..ثم عدلت من جملتي بعد أن رسمت ابتسامة كاذبة على وجهي :أهلا راشد ..


-أهلا بك ..


-تفضل ..سأصنع لك فنجانا من القهوة ..


عدت بعد عشر دقائق بعد أن هدأت نفسي وأنا أراقب النار كيف تؤثر على القهوة التي ما هدأت إلا بعد أن أطفأت النار ..فمن يطفئ ناري ؟؟من؟؟

ثم قدمت له القهوة وجلست مقابلا له ..وعلى ما يبدو أنه تأمل خيرا مني .وضع رجله فوق الأخرى ..ثم أشعل سيجاره ..وبدأت ينفث الدخان ..ورتل: 

-ها ..هل أحضر الشيخ؟


-لماذا ؟

-كيف تصبحي زوجتي من جديد !


-لماذا؟؟


-لأني أحبك ..


-ومن يحب شخصا ما هل يفعل به ما فعلته أنت ؟؟


-أنت لا تعلمين الظروف التي مررت بها !


-ولا أنت تعلم ظروفي أنا ..أخبرتني أنك مسافر من أجل العمل ..ولم يمض شهرين إلا وطلقتني ..دون أن أعرف الذنب الذي ارتكبته حتى ..هل يفعل المحبون هذا ..وعلاوة على ذلك رفضت إخبار أهلك ..وأنا أخفيت الأمر عن أمي التي ماتت بعدما عرفت الخبر بأيام قليلة ..من أي طينة أنت ..


طأطأ رأسه أرضا منصتا إلى كلماتي.. منتظرا مني إكمالها ..علما أن كلمات العالم 🌎 كلها لا تكفي لأعبر له عن شعوري بقسوة ليلة واحدة ..


من أصعب المشاعر الجارحة هي أن تعاقَب على أمر لا تعرف سببه ..وتبدأ مخيلتك تجوب العالم لتلمس طرف الخيط لمعرفة السبب ..وبالنهاية يبقى خيالا ..يبقى نارا مستعرة تلتهمنا إلى أن نحصل على جواب ..


والغريب أنني وصلت إلى مرحلة مع راشد لا أريد أن أسمع تبريره ..لا أريد أن أعرف السبب ولكني عشت النتيجة وألمها ..ومع هذا قال بصوت مخنوق :كنت وحيدا ..وبحاجة لمن يساندني في الخارج ..بالكاد وجدت عملا متواضعا ..ثم تعرفت إلى إيلين التي أحبتني أكثر من روحها ..واشترطت علي تطليقك حتى نتزوج ..إنها امرأة غنية وذات أنوثة عالية لم أقوَ على مقاومتها ..إنها امرأة مميزة :جمال ودلال ومال ..مال يا لمى ..هل تعرفين معنى هذا ؟؟!!لقد ذق


ت الفقر هنا ..ولست مستعدا أن أخسرها صراحة ..


.-من أجل المال ؟؟!


-من أجل كل شيئ ..ولا أريد خسارتك أنت أيضا ؟


-لكنك فعلت يا راشد ..فعلت !!


-لا أفهمك أبدا ..لو أني تزوجت سرا ..وعشت معها في الخارج ..ومعك أنت هنا ..هل كنت  ستتخذين هذا القرار .؟؟ما الذي تغير ؟؟لا أستطيع أن أفهمكن أنتن النساء.. ما الذي ينقص من الرجل إن تزوج بأخرى ..


-مجنوووون مجنووون ما هذا التفكير 💭 الساذج ..هل ترضى أن أتزوج برجل آخر لو كان يحق لي ..هل أنت حقا إنسان عاقل ويفكر ؟؟!

                 الفصل التاسع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>