رواية وعود متناثرة الفصل السابع7بقلم ليلي مظلوم


 
رواية وعود متناثرة
 الفصل السابع7
بقلم ليلي مظلوم


وطبعا كان الكلام موجها الى يامن وليس الى كريستين ..فشعر بالشك تجاه كلماتها ..ورمقها بتلك النظرة ..قائلا :المخدر يذهب العقول فاحذري ..لا ينقصك جنونا علاوة على جنونك ..


فاجابته: المهم ان اشعر بالسعادة مع جنوني ..هذا هو الهدف.. 


فلم يعقب على كلامها ...واكمل طريقه موصلا اياها الى مكان سيارتها ..وبعد ان شكرته ..وركبت سيارتها ..ضغطت على الزمور..معلنة عن شكر آخر ..وانطلقت امامه وهو ينظر اليها باستغراب ..هامسا لنفسه: مجنونة وجذابة ..!


وبعدها عاد الى منزله ..لتستقبله زوجته بابتسامتها المعهودة ..قائلة بعتب وفرح :هل امضيت وقتا ممتعا مع صديقك؟؟


فاجابها بثقة: نعم ..وانا آسف لاني لم استطع الحضور ..


فوضعت يدها وراء راسها مداعبة شعرها ..وقائلة :اعتقد ان تهاني ستاتي لزيارتي هذه الليلة ..ان لم يعجبك الامر ..يمكنك الخروج للسهر مع اصدقائك ..


فامسك يدها محدقا بعينيها البريئيتين ..متأملا اهدابها قائلا: كل ما يخص كريستين هو مرحب به في منزلي ..ولكي اثبت لك حسن نيتي ..فاني ساستقبلها   معك وبحفاوة ايضا ..هل انا احمق لهذه الدرجة حتى اتاثر بآراء النساء..؟!صدقيني كلماتها لا تزعجني ابدا ..بل اشعر بالشفقة تجاهها ..والآن اخبريني عنها اكثر ..لاعرف كيف اتعامل معها ..؟


وكان يامن يريد ان يغوص في بحر تهاني اكثر ..فقد لفتت انتباهه بشكل كبير ..ونفسه  لم يعرف السبب ..وكلما سمع اسمها او  اي شيئ عنها ..كان قلبه يرتجف كورقة صفراء في فصل الخريف ..وهذا ما يحدث احيانا ..عندما نسمع باسماء الذين نحبهم ..او بافكارهم او  اي شيئ يخصهم ..فترتسم على شفاهنا ابتسامة الاعجاب عنوة ..ويبدا لساننا رحلة بحثه لمعرفة الامور التي تخصهم لنروي قلبنا وعقلنا ..وكلما رويناه ..كلما ازددنا تعطشا لمعرفة المزيد ..فهل يامن معجب بتهاني ؟؟والا لماذا يحاول معرفة المزيد عنها ..وماذا عن كريستين ..هل يسع قلبه لشخصين ؟؟ام ان الاعجاب شيئ والحب شيئ آخر ؟؟فالذي يعجب بفتاة  يتخلى عنها من اجل الفتاة التي يحبها وليس العكس ..وعندما نجبر انفسنا على الاختيار ..ندرك من نحب ومن نعجب به ..ومن هو الاغلى على قلوبنا ..بمقارنة صادقة مع انفسنا ..


وحضرت الضيفة الى منزل صديقتها وهي بابهى حلتها.. وكانت معظم احاديثها موجهة الى يامن ..وهو ايضا بدون ان يشعر اصبح كل اهتمامه موجها   اليها.. حتى باتت كريستين كتحفة جميلة.. تراقب الاحاديث ولا تتدخل مكتفية باطلاق ابتسامتها ..وشعرت بالملل والنعاس ..فقالت تهاني بعد فترة من جلستها :يبدو انك تشعرين بالنعاس ..انا آسفة ..ولكن الجلوس معكما مميز ويلتهم الوقت ..وانا الآن علي المغادرة فلدي عمل باكرا ..واخشى ان استيقظ في وقت متاخر ..


وما ان غادرت الضيفة ..حتى لجات كريستين الى سريرها ..ووغابت في نوم عميق ..اما زوجها المحب ..فاتصل بتهاني متذرعا انه يريد الاطمئنان عن وصولها.. وحديث من هنا ..ودعابة من هناك ..حتى    امضى الليل كله مع هاتفه وهو يتحدث اليها ..ليستيقظ في اليوم التالي بنشاط ..فهل الشعور بالنعاس يغيب عن جسد الانسان عندما يكون فرحا بمن يسهر معهم ..ام انه الحب ومعجزاته ..؟؟!!


واستمرت العلاقة بين يامن وتهاني تتطور الى ان وصلت الى مرحلة النضوج حتى اصبحت جزءا لا يتجزا من حياة الاثنين ..وبما ان الاهتمام اصبح موجها لشخص آخر فانه بدا يتلاشى شيئا فشيئا تجاه كريستين ..التي شعرت بهذا الامر ..فخروج يامن من المنزل اصبح مكثفا ..وتغيرت نبرته معها..وحدّثت نفسها انه ربما ملل ما بعد    الزواج ..وتذكرت كلمات البعض من صديقاتها ان الخطوبة شيئ والزواج شيئ آخر ..وحاولت لفت انتباهه بشتى الوسائل ..فتارة تحضر له هدية ..ليقول لها :هذا ليس وقت الهدايا ..هناك امور اهم علينا الاهتمام بها ..واخرى تدعوه الى العشاء خارجا ليقول انه مشغول مع اصدقائه ..وهكذا ..وتسلل الى قلبها الخوف ..وتذكرت وعده لها بالمحافظة عليها ..ولكن الوردة تحتاج الى الاهتمام والرعاية والماء. ..وما ان نهملها حتى تبدا بالذبول… وهذا ما حدث لكريستين ..والادهى انه    بدا يتهمها بالتقصير والعبوس ..حتى اصبح جو المنزل لا يطاق.. وقل تبادل الاحاديث فيما بينهما… ولاحظت امها ذلك فسألتها: هل هناك خطب ما ..؟؟لماذا اراك تذبلين امام ناظري ..بعد ان كنت تملئين المكان حيوية ونشاطا ؟؟هل يامن يؤذيك ؟


فصمتت قليلا ثم قالت: لا ..ابدا… اصلا انا  لا اراه حتى نتشاجر ..فقلما يتواجد في المنزل ..


فتنهدت امها وقالت: الزوجة الذكية هي التي تعطي زوجها الحرية في السهر مع اصدقائه  حتى لا يمل ..هي فترة قصيرة ..وبعدها سيعود اليك ..وخاصة ان انجبتما ولدا يجمعكما سوية ..


فقالت كريستين: خير ان شاء الله ..مع اني اوقن ان الاولاد ليس السبب الرئيسي في جمع الازواج ..بل الحب والاحترام والاهتمام اهم واكثر فعالية… 


وكانت كريستين عند والدتها عندما دار بينهما الحديث السابق ..وشعرت كريستين بالضيق ..فيامن لم يعد يسال عنها ليعرف اين تكون حتى ..وتراءى  الى مخيلتها ان تتمشى قليلا على شاطئ البحر عل الامواج تداعب قدميها وتسحب منها كل التوتر الذي تشعر به ..وبالفعل 

توجهت الى هناك ..والمفاجأة انها رات سيارة 🚗 يامن مركونة في احدى الزوايا ..وظنت  انه يخيل اليها ..حتى راته جالسا على احدى الصخور بالقرب من الشاطئ مع احداهن ..وحدقت بها جيدا لتفاجأ انها تهاني !!


          الجزء الثامن من هنا

تعليقات



<>