رواية وعود متناثرة
فحدق به والده جيدا بعتب قائلا: افعل ما يحلو لك ..لقد تطلقتما وانتهى الامر ..وهذه اختك امامك ..ان كنت ترضى ان يفعل بها زوجها هكذا ..افعل هذا بكريستين ..واحرص على الا تندم مستقبلا ..
فاحتلت جبينه عبسة مخيفة ومصرة ..وقال بحزم :المهم ان تكونوا يوم زفافي ..لانه بات قريبا…
ثم خرج من المنزل ..لتصفق والدته حزنا قائلة: سامحك الله يا ولدي ..انت تضرم النار في منزلك دون ان تشعر بعد ان كنت تنعم بجنة كريستين ..
ثم حملت هاتفها واتصلت بكريستين معبرة لها عن حزنها واستيائها ..وانها لا تريد ان تخسرها ..وحاولت اقناعها بالعودة الى ربوع العائلة ..ولكن كريستين رفضت ذلك بشدة ..وقالت لها: انتم لا علاقة لكم بذلك ..فالذنب ذنب يامن ..ولن اخلط الحابل بالنابل ..وابنتك ستبقى صديقتي ..وانت ووالد يامن ..سيبقى لكما محط احترام في قلبي ..اما يامن ..فلا يمكن ان اعود اليه ..حتى انه لم يطلب مني ذلك اساسا..
فعاتبتها ام يامن :ولكن لماذا لم تخبريني بهذا الامر ..؟
فقالت لها: وكيف افعل هذا وابنكم لم يفعل ..يبدو ان الحب قد اعمى قلبه ..
فقاطعتها والدته :واعمى له حياته ادرك ذلك جيدا ..فالتي تقدر على خيانة صديقتها ..تقدر ..
فقاطعتها كريستين :لو سمحتِ… لا تقولي هذا ..بكل الاحوال ..انا نسيت كل شيئ.. واريد ان انعم براحة البال ..لقد كانت صفعة قوية ..والضربة القاسية اما تقتل او تقوي ..وانا اخترت ان اكون قوية ..
وتم الزفاف ..وتزوج يامن بتهاني ..وقد حضر اهله الى الحفلة ..وهم مقطبين حاجبيهم ..ويتاففون بين الحين والآخر ..وام يامن حدقت بعيون تهاني لتلحظ بريق الخيانة في عينيها ..ومن شدة المها تعرضت لانهيار عصبي ..فهرع يامن اليها ..وذهب معها الى المشفى ..وبعد ان استيقظت قالت له: الآن ادركت من هي نذير الشؤم ..لدرجة ان زوجتك لم تكلف نفسها لتحضر الى هنا للاطمئنان عني ..
فقال لها: لا اريد ان ازعجك يا امي ..ولكنك تعلمين انها غير قادرة على المجيئ ..فهي لا تزال ترتدي فستان 👗 زفافها ..وليس من المعقول ان تاتي الى هنا ..
وعندما علم اهل كريستين بزواج يامن ..حاولوا النيل منه بالسباب والشتائم ..هو وتهاني… الا ان كريستين منعتهم ..قائلة :لا داعي لكل هذا فانه لن ينفع ولن يعيد اي شيئ الى مكانه ..ارجوكم ارحموا قلبي ..
واحترموا رغبتها ..واشفقوا على حالها ..وتمنت امها لها مستقبلا مزهرا مع رجل يستحقها ويدرك قيمتها ..ومرت عدة اشهر وتلاشى حزن كريستين ..التي شفيت تماما من تلك الصدمة بعد ان. كانت حبيسة. المنزل ..وفي احدى الايام ..استيقظت باكرا ..وفتحت ستائر غرفتها وكان الطقس ربيعيا يجذب الناس للخروج من المنزل ..ولكن الى اين تذهب؟ ..لتفاجا بامها تقول لها: انا ذاهبة الى المصرف ..لا تتعبي نفسك في الاعمال المنزلية ..
فقالت كريستين :ماذا ستفعلين هناك؟
فاجابتها: ساضيف مبلغا من المال ..كنت قد ادخرته لنوائب الدهر .
فقالت كريستين :انتظريني ..ساذهب معك..
فقالت امها: لا داعي لهذا.. لا تتعبي نفسك ..وليس لدي الوقت لانتظارك اساسا علي ان اكون هناك في الساعة الثامنة حتى لا انتظر كثيرا ..
فاصرت كريستين على الذهاب ..علها تتسلى قليلا ..وبعد الحاح منها وافقت والدتها ..وقد جهزت نفسها بدقائق معدودة… وانطلقتا سوية الى المكان المنشود…وجلستا على مقعد 💺 الانتظار ..وكانت كريستين تتامل المارة ..حيث قام احد الموظفين باختلاس النظر اليها بين الحين والآخر وكانه يرى فتاة لاول مرة في حياته ..ولكنه وسيم وجذاب ..وكلما نظر اليها كان يرمقها. بابتسامة جميلة ..فتتورد خداها ..واخيرا حملت هاتفها لتتظاهر انها مشغولة به ..وبصيرتها تنبؤها انه ينظر اليها ..ولكنها ترفعت عن التحقق من ذلك ..وقالت والدتها: انا ذاهبة لاتمام الاجراءات انتظريني هنا ..فقد مللت الجلوس ..
فقالت كريستين :حسنا ..ولكن حاولي الا تتاخري ..
فقالت امها: تحملي نتيجة اختيارك فانت من اصر على المجيئ الى هنا وكانك اتيت للتنزه ..!!
وفجاة اتت احدى الموظفات لتسالها: هل انت مرتبطة ..؟
قالت كريستين :انا مطلقة ..لماذا سالتني هذا السؤال ..
فاجابت الموظفة :وجدتك وحدك ..فحدثت نفسي ان آتي لاتحدث اليك ..هل لديك اولاد ..؟
فقالت بتنهد :الحمدلله ..لم. اعانِ من امر رباط الاولاد بيننا ..
وبعد دقائق غادرت الموظفة لتعود والدتها وهي تتافف :هذه المرة الاولى التي يتعرقل به مسير الاجراءات عساه خيرا ان شاء الله ..لقد تاخرنا كثيرا ..وعلينا العودة لطهي الطعام ..
وتذكرت كريستين سؤال تلك الموظفة لها فقالت لنفسها: ايعقل ان ذلك الشاب ارسلها ..؟
وفجاة جاء احد الموظفين قائلا :لو سمحت يا خالتي ..هل استطيع التحدث اليك على انفراد.. ؟
وتغيرت ملامح ام كريستين ..وقالت لنفسها: هذا ما كنت اخشاه ان يكون هناك لخبطة بالاوراق ..
ثم همست لابنتها: ادعي الله ان تتم الامور على خير ما يرام ..
وبعد ان ذهبت الى غرفة الموظف قال لها: بصراحة انا تعمدت تاخير الاجراءات قصدا… لا تقلقي ليس هناك اي عراقيل ..
فاشارت اليه بعينيها :ولكن ماذا هناك ؟؟
