رواية وعود متناثرة الفصل الثامن8بقلم ليلي مظلوم


رواية وعود متناثرة 

الفصل الثامن8

بقلم ليلي مظلوم

يا لهذه المفاجاة المؤلمة !!!ايعقل هذا؟؟!!هل عدم سؤاله عنها واهتمامه بها بسبب تهاني ....يا الهي!!! تهاني ..صديقتها المفضلة ..والتي فتحت لها باب منزلها على مصراعيه لتدخل اليه متى وكيفما تشاء.. فعلا انها صفعة قاسية ..وفي ظل تلك العاصفة الهوجاء داخلها ..داعبها نسيم الامل ..ليقول لها: لا تظلميهما ..قد يكون المشهد عاديا ..وانت بسبب افكارك السوداء التي تحوم حولك ..قد ظننت السوء بهما… وكي تتأكد لتقصم ظهر البعير ..حملت   هاتفها بيديها المرتجفتين ..وتاملته بعينيها الذابلتين ..وضغطت على زر اسم تهاني ..وهي تراقبها ...لتتفحص ردة فعلها ..وما ان حملت تهاني الهاتف ..حتى تمتمت ببضع كلمات لم تستطع سماعها ..ثم اجابتها :اهلا كريستين ..كيف حالك ..؟


فقالت كريستين :اين انت؟؟اريد الذهاب اليك الآن ان كان لديك بعض الوقت ..فانا اشعر بالضيق يا صديقتي !!


فتغيرت نبرة تهاني وقالت: قد القاك مساء ان اردت ..اما الآن فانا مشغولة مع احد المرضى ..انا آسفة ..وداعا ..


ثم اقفلت الهاتف ..ووضعته في حقيبتها ..وهنا لم يكن امام كريستين الا الاتصال بزوجها  عله يجيبها هو ايضا بكذبة اخرى ..وبالفعل هذا ما قد حصل ..وما ان راى رقم هاتفها ..حتى ضرب يده في الهواء ..متاففا ..وتحسست كريستين ذلك بكل صفاء أسود ..ثم اجابها بنبرة قاسية :ماذا تريدين ؟؟الم اطلب منك عدم الاتصال بي وانا في العمل ..؟


قالت له: حقا؟؟!!هل لا زلت في العمل ..


فاجابها بسخرية :ما رايك ان اصور لك المكتب وارسل اليك الصورة لتصدقي.. ؟


قالت له وهي تحبس دموعها :كلا لا داعي ..فانا من سارسل اليك صورة تعنيك حقا ..وارجو الاحتفاظ بها جيدا ..


فقال لها بغضب :يا الهي كم انت نكدية… اتركيني لعملي وداعا !!


ثم قامت كريستين بالتقاط صورة ليامن وتهاني ..ثم ارسلتها لكليهما… وغادرت المكان ..وهي لا تعلم اين تذهب ..هل تعود لوالدتها وتخبرها بالذي   حصل معها ..ام تعود الى المنزل .؟.حتى البحر الذي كانت تقصده عندما تكون مشوشة ..قد احتله اعز شخصين على قلبها ..وفتكا به كمرض عضال ..!


ومشت بين السيارات وهي لا تدري اي وجهة تقصد ..ودموعها على خديها ..والصورة الاخيرة   المروعة امام ناظريها( يامن وتهاني)..واطرافها لا تسعفها على التوازن ..وعقلها يرفض تقبل ما اوصلته اليه العين من رسائل عصبية ..وماذا اخبركم عن قلبها ..؟؟لقد اصابه انفجار 

 داخلي ..لو امكن رؤية المشاعر حينها ..لاستغرب كل من رآها ..واشفق عليها.. وساقتها قدماها الى منزلها ..ذلك الذي جمعها مع من احبه قلبها ..واهداها وعودا زائفة ..والادهى انه اختار احدى صديقاتها ..الامر البديهي ان خيانة الزوج مزعجة ومؤذية ..ولكن خيانة

 الصديقات اكثر اذى.. وقد جلست في غرفتها تتاملها بطريقة غريبة… وكأنها تدخلها للمرة الاولى وبمشاعر مختلفة ..ورات الصورة التي تجمعها مع زوجها في يوم زفافها معلقة امامها على الحائط ..فاقتربت من   المكان بخطوات متثاقلة ..ونظرت في عيون 👀 زوجها وعاتبته بشدة :اخبرني ما الذي فعلته لك ..الم تجد الا تهاني امامك ..اعز صديقاتي ..او التي كانت اعزهن واقربهن الى قلبي ..


وبسرعة خاطفة ..بدات المشاهد التي جمعتها مع يامن وتهاني تهاجم مخيلتها ..وشعرت انها انسانة غبية ..غبية جدا ..كيف لم تلحظ كل ذاك ..كيف لم  ترَ الاهتمام وهو يحرف مساره تجاهها ..كم هو شخص لئيم ..لقد كان يسترق المعلومات عن عشيقته من زوجته ..وهي لم تدرك الهدف وراء كل ذلك الاهتمام المفاجئ ..ثم فتحت خزانتها ..ولملمت اغراضها ..فلم يعد لوجودها اي معنى ..في  

 المكان الذي لفظها بتصرفات زوجها السيئة تجاهها ..والاسوأ الا يكون هناك تصرفات اساسا ..حيث يكون الاهمال الظالم هو الذي يسود العلاقات ..ثم فتحت هاتفها ..ولاحظت ان تهاني وكريستين لم يفتحا هاتفهما

 ليريا الصورة ..فقالت   لنفسها: لقد انساهما الانس الهواتف ..ولكن لابأس ..علي ان احمد الله انه لم يرزقني بطفل يجمعني معه ..والا لكانت المصيبة اكبر ..


ثم حدثت نفسها :عليك ان تكوني هادئة يا كريستين ..انه لا يستحقك ..الخطأ ليس خطؤك انت ..ومن يخطئ عليه ان يشعر بالالم وليس مرتاح ☺ الضمير ..


ثم ارسلت اليهما رسالة اخرى: هنأكما الله ..انتما تليقان ببعضكما البعض ..صديقتي وزوجي ..اتمنى لكما حياة كئيبة ..


ثم حملت محفظة اغراضها ..وتأملت المنزل زاوية زاوية ..وحاولت الخروج ..وهي

 تمسح دموعها مودعة المكان ..لتفاجأ بوجود زوجها وراءها ..وما ان رآها على تلك الحالة   حتى قال لها: الم اطلب منك عدم الاتصال بي عندما اكون خارج المنزل ؟؟


فنظرت اليه بعتب واستغراب ..ثم قالت لنفسها :يبدو انه لم يفتح هاتفه بعد !!والا لما كان بتلك العصبية ..ولخجل من نفسه ..!


ولكنها لم ترد له جوابا ..بل توجهت نحو الباب ..واكملت خطوتها ..وسمعته يقول

 لها: ان خطت رجلاك خارج هذا الباب ..فاعلمي انك لن تعودي اليه ثانية ..!!


         الجزء التاسع من هنا 

تعليقات



<>