رواية وعود متناثرة الفصل الحادي عشر11الاخير بقلم ليلي مظلوم


رواية وعود متناثرة

 الفصل الحادي عشر11الاخير

 بقلم ليلي مظلوم

فقال الموظف خجلا :بصراحة اعجبتني ابنتك ..واريد ان اخطبها ..وانا لا احب المراوغة لذلك رايت انها افضل طريقة  لاحدثك بشانها ..


فتنفست ام كريستين الصعداء وقالت لنفسها: ايعقل ان الله استجاب لدعائي ..!!


ثم نظرت الى الشاب وقالت له: ساحدثها بهذا الامر ..انتظر قليلا ..


ونادت ابنتها ..واخبرتها بما حصل معها ..وقد ظنت كريستين ان الشاب الذي تقدم لخطبتها   هو نفسه من كان يسترق النظر اليها بين الحين والآخر ..وتفاجات انه ليس هو ..فقال الشاب :اسمي امير ..واطلب منك ان. تعطيني رقم هاتفك ..امام والدتك حتى نتعرف الى بعضنا اكثر… وبعدها ارسل والدتي ..هل توافقين على ذلك ..؟


ففكرت للحظات ثم قالت رقم. هاتفي هو :03..


ثم صمتت وبدلت رايها وقالت لنفسها: لا اريد… انا آسفة ..


ثم خرجت من الغرفة وقالت لوالدتها :انتظرك خارجا ..


وقد استاءت امها من تصرفها ..ولم تدرك ان كريستين قد خافت من هذه الخطوة… وهي بحاجة لان تفكر بهذا الامر قبلا ..


وفي الطريق كانت امها تعاتبها كل الوقت :هل انت مجنونة ؟..انه شاب مميز.. ويبدو عليها علامات التقوى ..


فقالت كريستين :ويامن كان يبدو عليه علامات التقوى ويحبني ايضا ..هل تريدين ان اقع في الفخ نفسه مرة اخرى ..؟!


فتنهدت امها. وقالت :ارى انك تسرعت في حكمك ..على الاقل اعطه فرصة ليعرفك الى نفسه اكثر ..يا حبيبتي ..الحب ليس كل شيئ ..ومن يخاف الله ..لا تخافي منه ..


واستمرت مدة اقناع ام كريستين لابنتها بذلك الشاب لمدة يومين ..حتى اقتنعت او تظاهرت بذلك… وقالت لها: ما نفع هذا الآن ..ليس لديه رقم هاتفي .فهل اذهب لاطلبه ..؟


ففكرت امها للحظات ثم قالت :المهم ان تقتنعي بالفكرة اولا !!


ثم راجعت الاوراق ..لتجد رقم ذلك الشاب مدونا عليها.. واتصلت به واعطته رقم كريستين ..واخبرتها بذلك ..وطلبت منها اعطاؤه فرصة ..والمدهش ان امير لم يكن قد انزل تطبيق الواتس اب سابقا  .فليس  لديه الوقت ليصرفه عليه ..ولكن كرمى لكريستين قام بتنزيله ..ثم ارسل اليها الرسائل ..وبدا يتحدث اليها يوميا لمدة شهر كامل  ..وقد ازداد اعجابه بها وبخجلها.. واتزانها وحسن اخلاقها ..الى ان اخبرها اخيرا انه سيرسل والدته للتعرف اليها وهذا ما قد حصل ..


في البداية كانت مشاعر كريستين باردة تجاهه ..ولكن مع مرور الايام ادمنته ..وبدا  يتسلل الى قلبها الى ان احتله اخيرا ..بحسن اخلاقه وطيبته وحنانه ..وكانت تحذره دائما من عدم التغير معها بعد الزواج ..وتم تحديد الزفاف ..وعندما عرف يامن بالامر جن جنونه ..وعادت اليه الذكريات التي جمعته بها ..ولكنه حاول اخفاء الامر  عن تهاني التي قلبت له المنزل راسا على عقب ..بنكدها ..واتهامه باتهامات باطلة. حينا وواقعية حينا آخر ..وعشعش سوء الظن بقلبها وعقلها ..فكلما حمل هاتفه او تاخر عن المنزل كانت تشاجره ..حتى عاش في حالة نفسية سيئة ..وكره المنزل بمن فيه ..ومن شدة سوء المعاملة ..تعرض لانهيار عصبي ..وتم نقله الى المشفى ..ليقول الطبيب ان اطرافه قد شلت ..وهو  يحتاج الى الرعاية والاهتمام ..فقالت تهاني :لست مجبرة على العيش مع رجل مشلول ..بالكاد اهتم بنفسي ..حتى اهتم بغيري ..ووقتي لا يسمح لذلك اساسا ..


ثم طلبت الانفصال عنه ..وفضلت العيش وحيدة على ان تعيش مع رجل مشلول ..وحوقلت ام يامن قائلة :كم احتاجك يا كريستين… ولكن عبث ..ليس باليد حيلة ..انت كنز لم نقدره الا بعد فوات الاوان ..


وبعد طلاق تهاني ..ومعرفة الناس انها تركت زوجها لذلك السبب اصبحت محط انتقاد الآخرين ..وعاشت في حالة نفسية سيئة جدا ..فقد  فقد كل من حولها الثقة بها ..واصبحت مدمنة لحبوب الاعصاب ..فلا صديق لديها ولا حبيب ولا زوج ..وبالفعل قد خسرت كل شيئ..


 وتناثرت وعودها ليامن في هواء الكذب والخداع والخيانة ..وبعد فترة حاولت العودة  اليه الا انه رفض ذلك لائما نفسه: انا الغبي الذي استبدلت ملاكي بشيطان مثلك ..وساشفى باذن الله منك ومن شللي…


اما كريستين ..فقد عاشت مع امير حياة هانئة هادئة سعيدة ..فقد كان حنونا وطيبا ..ويخاف الله بها ..ويعاملها معاملة حسنة لدرجة انها كانت

 تخجل من الغضب امامه.. والجدير بالذكر انه لم يطلق امامها اي وعود بعدم تركها ..بل  تصرف على هذا النحو بكل حذر ..وخاصة بعد ان انجبت له.. ولدين ..كانا كل حياتهما ..وانصرفا الى تربيتهما تربية حسنة ..


وهنا استذكر الآية التي تقول( واذكروا الله كذكركم آباءكم)..لابرهن ان الوعود ليست مجرد لقلقة لسان ..انما هي تصرفات حسنة يلحظها كلا

 الطرفين ..فهل الذكر يكون فقط باللفظ ..كأن اقول (حيدر حيدر حيدر حيدر )وهو   اسم والدي ..ام اتذكره عند فرحي وعند حزني ..والجأ اليه ..فهل اعادة هذا اللفظ مرات عديدة 

سينقذني من حالتي او سيزيدها فرحا ..؟؟ام عند تحسسي بحبه وعطفه وحنانه ..وخبرته والاستفادة من ذلك ..فاذكروا الله يذكركم ..باللجوء اليه والاعتماد عليه وسؤاله حل مشاكلكم ..وليس الذكر بارقام لا تسمن ولا تغني من جوع ..


قد لا يكون الربط متينا بين الحالتين .

.ولكن وددت الاشارة ..ان التصرفات والقلب والعقل اقوى من الف لسان ..



                            النهاية 

تعليقات



<>