رواية❤️سنين عمري الضائعة ❤️
الجزء الخامس ..
كيف لا يمكننا ملاحظة النبضات ..واخونا ميثم ذاهب الى التحقيق ..وسماع محاضرات عن الاخلاقيات والسلوكيات التي رسمتها نبع الحنان لاولادها ..وعندما دخل الى المصعد للذهاب الى غرفة التحقيق ..هاجمته الافكار كيف يمكنه ان يخلص نفسه ..وماذا سيقول لوالدته ..وليس افضل من الكذب للنجاة من هذا الموقف الصعب ..وبدا يفكر اي نوع من الاكاذيب سيختلق ..!!ولا يمكننا احصاء تلك الكذبات التي حامت حول عقله في تلك الاثناء ..وهو البارع في الخلاص من تلك المواقف بداعي المشاعر التي يكنها لملاك ..وبالفعل فقد نجح اختراعه وتخلص من مواجهة امه ..التي تظاهرت ان تلك الكذبات قد مرت على ذهنها مرور الكرام ..لانه لا تريد احراج ولدها من جهة.. ولتترك له مساحة من التفكير ..عله يعود الى رشده ويحاسب نفسه ..ذاك الانسان الذي نهل من اخلاق والدته ..كيف يستطيع ان يكذب الآن ويتقمص شخصية تعادي شخصيته ..
واعود مجددا لاقول الحب والخوف هما سبب كل هذا ..وهذا ما سيعيه بطلنا لاحقا !!وساعد الله قلب كل والدة ترى فلذات اكبادها يحترقون امامها ..وعندما تاتي لتنقذهم بماء نصائحها تجدهم يحولون هذا الماء الى زيت من تساؤلاتهم ..لماذا امي لا تساندني في محنتي هذه وتقف عائقا بيني وبين رؤية حبيبتي ..والجواب بكل بساطة ان ما تفكر به الام هو العقل ..والنتائج التي تترتب من جراء هذا الفعل ..وقد نجد هذا التصور يحاكي البعض من الامهات المدركة ..وليس كلهن ..فأخريات قد لا يهتمين لسلبيات تلك النتائج ..الا ان ام ميثم كانت من النوع الاول ..
ومر يوم صديقنا بسلام ..ظنا منه ان كذبته قد لاقت تصديقا من والدته !!
وبقي ميثم على تلك الحالة لفترة طويلة ..قلبه مع ملاك ..ووجدانه معها الا عيونه كانت دائمة النظر الى شرفة منزلهم ..عل امه تكون واقفة هناك وتراقبه… لتناديه وتبدا بمواعظها مجددا ..فعلا انه لمن اصعب المواقف ان تعيش حالة الحب بخوف وذعر ورعب ..وتفاقمت المشاكل وزادت عن حدها ..بسبب كلام الناس.. الذين كانوا يروا ملاك وميثم ويخبران ام ميثم… التي كانت تجن لسماع تلك الكلمات وتشعر بالاحراج الكبير ..
وكان من المقرر ان يذهب ميثم لاحدى الدورات التي تخص احد الاحزاب ..مما يجبره على الابتعاد قهرا عن ذلك الحي الذي تقطن فيه ملاك ..وعند عودته تفاجأ ان الامر قد زاد عن حده بشكل لا يطاق ..لدرجة ان امه تدخلت في الامر تدخلا مباشرا ..وجزمت الامر بشكل جذري ..حيث طلبت من ملاك مباشرة بعدم التحدث الى ابنها مجددا مهما حصل.. وجن جنون ميثم ليعرف ما هو السبب القوي الذي ادى هذه النتيجة الصعبة والصارمة بحق قلبه ..وعندما تحقق من الامر عرف ان حبيبته قد ذهبت الى احدى المحلات في الحي ..وتحدثت الى صاحبه بخصوصيات علاقتها مع ميثم واهله ..ومن ضمنها ان والدة ميثم انسانة متكبرة وعنجهية ولا تطاق ..فقام صاحب المحل باخبار اخ ميثم الاكبر بهذه المعلومات الدسمة ..التي نقلها بدوره الى امه ..مما اغضبها ..
كيف فهمت ملاك الامر ..ولم تدرِ ان تصرفات ام ميثم كانت في صالحها ..ولانها تخشى عليها من الالسنة المغرضة ..وبالرغم من كل المواجهات التي تمت بين ميثم ووالدته سابقا ..الا انها كانت بالنسبة اليه خطا احمر يمنع تجاوزه ..حتى من قبل حبيبته ..وان كانت ملاك تعد بالنسبة اليه حياته.. فان والدته هي اكثر من مجرد حياة بالنسبة اليه ..انها كل شيئ ..وعاتب ملاك بينه وبين نفسه :حتى لو لم تعجبها امي بتصرف هنا او هناك ..فليس لديها الحق للتحدث عنها بشكل مخزٍ..عدا عن الغيبة وما شابه ..انها اسرار عائلية ..والاجدر ان تحتفظ برايها لنفسها وان لم يكن محقا ..
والعتب الآخر طال صاحب المحل ايضا ..فهو ليس لديه الحق بنقل ما سمعه ..والاجدر ان يدفن تلك الكلمات مكانها ..
وهنا اقول ..احيانا يصلنا كلمات من افواه بعض الناس ..كنا نظنهم مخلصين يوما ..فنتفاجأ برايهم ..صحيح ان النميمة محرمة وهي اشد من القتل لانها تدخل في دائرة الفتنة ..ولكنها نوعا ما تعد مفيدة في بعض الاحيان بحيث تكشف ما يفكره الآخرون تجاهنا ..فنلجا الى الحذر ..وانا من النوع الذي يذم النميمة الى درجة كبيرة ..ولا امارسها مهما كانت الاسباب بقصد ..وآخذ حذري ممن ينمون لي ..لان دوري سياتي ..ولا اثق بهم ..ومع هذا فكنت اتحرى سابقا عما اسمعه دون معاتبة ..الا انني الآن اسمع من هنا ..واتناسى من هنا ..لاني وجدت ان الدنيا تسير هكذا ..فاما علي ان اسير عكس التيار ..واما علي ان ابقى وحيدة في نهاية 🔚 المطاف ..مع العلم ان الذين يتحدثون عنا بسوء احيانا ..قد لا يكون بسبب الكره ..وهذا يشفع لتفهمهم ..والاجدر ابداء الراي مواجهة بطريقة حضارية ..وصاحب الضمير الحي لا يخشى شيئا ..
وميثم من النوع الذي يعطي الحق لوالدته دائما امام الناس حتى وان كانت على خطأ ..كيف لا وهي التي ضحت من اجله واجل اخوته ..فنيتها الحسنة تشفع لها دائما.. وهذا يعد نوع من البر ..طبعا مع التحذير عندما يكونان مع بعضهما البعض ..اما امام الناس فشيئ آخر ..وقرر ميثم قرارا محزنا في حينها ..وهو الانفصال عن ملاك ..
