رواية سنين عمري الضائعة الفصل الثالث3 بقلم ليلي مظلوم


 رواية❤️سنين عمري الضائعة❤️

الجزء الثالث ..


وبعد هذا الدفع المترافق بكلمة :هيا ..راته ملاك ..ولم يعد هناك اي مجال للتراجع او الاختباء ..وما كان من ميثم الا التظاهر بالقوة ..فخطا خطواته بكل  ثقة ..وهو نفسه لا يدري كيف استجمع قواه ..وكانت تقف هي في احدى الزوايا المطلة الى الشارع ..فاقترب منها ..وقال بكل ثقة: سلام عليكم ..كيف حالك .?كيف صحتك ?


والجدير بالذكر ان ملاك كانت مريضة ..وكان ميثم على علم بذلك ..فوجد الاطمئنان   عنها بابا لبداية الحديث ..ومع هذا لم يكن يعرف كيف يبدا حديثه ..وكيف يخبرها بمشاعره ..اما ملاك ..فقد بدا عليها علامات الخجل ..لدرجة انها شعرت بالتعرق.. انه موقف صعب وجميل في ذات الوقت ..وهذا يدل على صدق وبراءة مشاعر الطرفين ..واعان الله صديقنا ليقول لها: انا معجب بك حقا!! 


مع انه لا يعرف معنى الاعجاب ..ولكن هذا ما خرج من فيه ..فهو لا يعرف سوى انه يحبها.. فمن اين اتى الاحساس بالاعجاب ..وهو قد تجاوز هذا الامر ..او بالاحرى كان الحب هو السباق ..ولكن هذا ما   كان متعارف عليه ..الاعتراف بالاعجاب اولا وبعدها يأتي الحب ..اي ظلم للمشاعر هو هذا !!وهو يجد نفسه انه احبها الآن ..وقد اخترقت قلبه وتربعت على عرشه ..واستتلى :اريد ان اتعرف اليك اكثر ..ما هو رايك? 


فاجابته: هل يمكنك ان تعطيني مهلة لمدة خمسة ايام كي افكر بالامر ?


وعندما سمع ميثم ذلك الجواب ..قال لنفسه ضاحكا :وبماذا ستفكر لست ادري !!وهل نحن  في متجر لبيع الخضرة!! ولكن هكذا جرت العادة عند الفتيات ..وهو ان يطلبن مهلة للتفكير ..


فقال لها وهو متيقن من الاجابة: لك هذا !!


ثم غادر المكان بخطوات سريعة ..وعاد الى قصره ليجد هاني بانتظاره ليعرف النتيجة ..وعندما اخبره ميثم بالامر ..قال له بكل ثقة: لا يهم ..انا متاكد انها ستوافق.. ولكن الفتيات هكذا.. ومن يحب عليه ان يتحمل ..


مر اليوم الاول ..الثاني ..وفي الثالث ..صدرت النتيجة ..ولم تكمل تفكيرها الى اليوم الخامس كما طلبت منه ..واعربت عن موافقتها .. وبالطبع ..فان ميثم فرح لذلك فرحا شديدا ..وكانه اجتاز امتحانا سهلا صعبا ..ولكن بتقدير امتياز ..


ولكن ياتي السؤال الآن ..اين ستكون لقاءاتهما ??ولم يجد العاشقان مكانا أنسب من المصعد ..حيث كان لقاءاهما الاول هناك ..ولكن الملفت في  الامر ..ان المصعد ..بدأ بعملية صعود ونزول مكررة وجديدة في تاريخه ..ليتسنى لهما التحدث اكثر واكثر ..وكلما ضغط احدهم على الزر لاستخدامه ..كانت انامل ميثم للضغط على زر التوقف هي السباقة ..حتى لا يشغله احد عن التعبير عن مشاعره لفتاته ..ويقول بينه وبين نفسه ضاحكا: اففف ما انكد البشر ..الا يتركونا نعبر عن مشاعرنا بسلام ..!!


وعندما يصر احدهم على طلب المصعد كان يضطر ميثم ان ينزل من احد الطوابق سيرا على الاقدام حتى لا يراهما اي احد ..ويفتضح امرهما !!واحيانا   اخرى كانا يتفاجآن بوجود اشخاص ينتظرون المصعد ..فيتظاهران بالبراءة.. ويخرج ميثم بكل ثقة ..وكأنه ذاهب الى مكان محدد ..وهو نفسه لا يعرف اين سيذهب !!??وبعدها يراقب رحيل المنتظرين المساكين ..ليعود مجددا ..ويلتقي بملاك ..ويعود المصعد الى مهمته الجديدة في الصعود والنزول !!ولا يهم احدهما ..كم سيكون الرقم المدون على فاتورة الكهرباء !

!المهم انهما يريان بعضهما البعض ..ويعيشان لحظاتهما السعيدة ..


ولكن كيف يخفى على الجيران مكيدة كهذه ..??فتواجد ملاك وميثم كان مكررا في المصعد الذي لم يتوقف عن مهمته .وبدا واضحا للجميع العلاقة التي جمعتهما !وقام المسؤول عن البناية بتغيير باب المصعد الى نوع من الزجاج الشفاف ..ليكتشف من بداخل المصعد ..

لذلك وجب تغيير مكان اللقاء.. ليتحول الى سفرة الدرج بين الطوابق ..!!اووه ما اصعب تلك اللحظات ..فما يجبر الانسان على تجرع مر اللقاء.. الا الأمر وهو الشوق !!وقد احكما الخطة ..بحيث ان. رآهما احدهم ..فهو يذهب الى منزله ..وهي تتظاهر وكانها نزلت عن   السطح ..وما سهّل مهمة. اللقاء اكثر ..هو المظاهرات التي كانت تعم البلد لاسقاط الحكومة ..فكانا يلتقيان بالمظاهرة ..ويتحدثان دون خوف من ان يراهما اي احد ..وكأن الامر يبدو عاديا ..!!


وانتهت فترة المظاهرات ..فما كان من ملاك وميثم الا اللجوء الى صاحبة الدكان القابعة اسفل البناية ..حيث كانت تساعدهما ليريا بعضهما ..مما يزيد الفضيحة ..وكأنهما يقولان للناس ..من منكم لا يدري بعلاقتنا… فليعرفها الآن !!

وهذا ما قد حدث ..حيث اصبحا لبانا في ألسنة العالم يمضغانهما باحاديثهم ..وهذا ما لم. يفكر به ميثم اساسا ..وهنا اتساءل :هل الحب يمنعنا من التفكير ..والتطلع الى النتائج ..ام ان الحب اعمى حقا!! واقول ميثم ..لان ملاك لم تفكر بهذا الامر اساسا.. ولا يهمها حتى ..


وبعد ان. عرف الجميع بامر هذا الحب الغريب ..انتقل الخبر الى والدة ميثم ..وهذا  ما كان يخشاه ..لانه يتوقع ويوقن ردة فعلها !!وحان الآن وقت المواجهة ..!!

                  الفصل الرابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات



<>