رواية ❤️سنين عمري الضائعة❤️..
الجزء السادس ..
ولم يكن هذا السبب الوحيد الذي ادى الى اتخاذ قراره اللئيم بحقه وحق حبيبته ..بل الضغوطات التي عانى منها من اهله من جهة ..ومن مجتمعه من جهة اخرى.. بالاضافة الى انه كان مضطرا الى اللجوء الى الكذب ..وهذا ليس من طبعه ..فهو لم يكن يشعر بالراحة ..في ظل تلك العلاقة ..وكانه كتب عليه ان يبقى فارا من هنا وهناك. .وان لم يكن الحب مترافقا بالشعور بالامان فانه يعد حبا ناقصا ..ربما بسبب الاشخاص انفسهم ..وربما بسبب الظروف التي ادت الى ذلك ..مع انه لم يبالِ بالاسباب التي كان يشيدها العتب من قبل اهله… والتي كانت بسبب اللقاءات المظلمة بنظرهم.. اضافة الى طريقة لباسها.. وتعاطيها مع من حولها ..فهم يفضلون ان يكون ابنهم مرتبطا بفتاة ملتزمة واعية تحترم نفسها وتحترم غيرها ...وكل هذا لم يكن مقنعا لميثم ..فكل الذي يعرفه انه يحبها ..ويحبها فقط ..وبالرغم من الانفصال الا انه ظل يحتفظ بحبها في قلبه ..واحيانا كان يشعر انه يكرهها ..ونفسه لا يدري ما السبب ..ربما لانه اراد ان ينساها فقرر ان يكرهها ..او ربما لانها تتصرف بطريقة تستدعي النفور ..فهي تتصرف كالاطفال ..فبمجرد ان تنزل الى الشارع حتى توزع ضحكاتها وتحاياها يمينا وشمالا ..بطريقة غير واعية ..وتطلق المزاح هنا وهناك مع الصغار والكبار ..والشيوخ والاطفال ..والشباب والشابات.. وهكذا طبع كان يستفز ميثم ..من الفتاة التي فكر يوما في الارتباط بها ..وقد نصحها سابقا ..ان تبني لنفسها مساحة من الهيبة والاحترام ..فالمزاح ليس دائما وليس مع كل الاشخاص لانه بذلك يفقد قيمته ..والاجدر بالفتاة ان تكون جدية احيانا حتى يتمنى اي شخص التحدث اليها ..اما الحديث معها فقد كان متاحا للجميع.. وبالرغم من ان هذه الشخصية تستفز ميثم الا انه احبها ..واناس آخرون على عكسه فهم يفضلون هكذا شخصية ..لانها قد تنقل اليهم عدوى الحيوية والنشاط والضحك ..ولكن كما قلت سابقا ..كل شيئ في وقته حلو ...فان ذهبتُ لاحضر جنازة مثلا ..اكثر ما يلفت نظري اولئك الناس الذين يضحكون بدون مبالاة بمشاعر من حولهم ..
والجدير بالذكر ان ملاك كانت تحب ميثم حبا كبيرا لم ارَ مثله قبلا ..فعندما صدر قرار الانفصال ..امضت وقتها بالبكاء والحزن ..وتتمنى لو يتم تعديل هذا القرار ..وقد ارسلت مرارا الى ميثم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ..وكان يجيبها ببرود.. ويرافق رسائله كلمة اختي ..تلك الكلمة المستفزة التي كانت كافية لتفهمها انك اصبحت محرمة علي ..وكم من المؤلم سماعها ممن كان حبيبها يوما..
اختي!! انها لكلمة قاسية بالفعل ولكنها غير صادقة ..فميثم كان مخطئا في تقديره ..فهو لا زال يحبها ..ولكن ما باليد حيلة..
وفضل ان يبقى متجاهلا احاسيسه ..لعدة اسباب ..فهو كان يخاف ان تتجرع الامل مجددا ..في حبه اياها ..و قد تخونه جراته في مواجهة اهله لاقناعهم بوجودها في حياته ..وكيف سيكون موقفه امام اهلها واحبائها واقاربها ..وميثم كان على علاقة وطيدة بعمها وزوجته ..وهو لا يحب لنفسه ان يكون صاحب موقف ضعيف خجول كيف هذا وهو شاب ذو شخصية قوية ومميزة ..ايعقل انه ليس لديه القدرة ليواجه اهله ليدافع عن. حبه ..??الافضل ان تبقى العلاقة على ما هي عليه.. حتى لا يشعر انه صغير في عين احدهم ..وهذا ما لا تطيقه نفسه ..لانه لديه عزة نفس وكرامة يصعب تجاهلهما..
ومع هذا فكل اقارب ملاك ..كانوا يوافقونه الراي في موقفه منها ..وان امه على حق في القرار الذي اتخذته ..فملاك قد اخطات خطا لا يستهان به ..بالاضافة الى خروجها المتكرر هنا وهناك لانه وبراي الحنونة ..فعلى الفتاة ان ترافق امها او احد اقاربها في بعض الزيارات ..وان تصون نفسها بحيث لا تكون سلعة رخيصة في ألسنة الذين يستحقون او لا يستحقون ..تلك التصرفات الغير مسؤولة كانت تستفز ام ميثم كثيرا ..وتستفزه هو ايضا… ولكنه في ذلك الوقت قبل انفصاله عنها كان يتجاهلها ..لانه لا يجدها سببا مقنعا للانفصال ..بالرغم من انها كانت بمثابة مختار الحي ..في الضحك واللعب. .والسخرية من هذا او ذاك ..وقد كان بحوزتها اخبار الحي باكمله ..!!
حتى ان زوجة عمها والتي هي صديقة ميثم ..كانت دائمة النصح لها بان تكون رصينة ..وتصنع لنفسها شخصية صعبة المنال من الالسن ..او الانتقادات ..ورغم كل تلك الاخطاء بنظر من حولها ..كان ميثم يتساءل دائما ..هل هذه التصرفات تحتم عليه ان ينفضل عنها ?الم يكن الاجدر هو محاولة الاصلاح والتغيير ?وهذه الاسئلة كان يطرحها على مسامع عائلته ..اما هو فكان مقتنع كل الاقتناع ان ما حدث لم يكن اكثر من طيش فتاة في سن المراهقة ..وبما ان القرار صدر من محكمة الاهل ..اصبح من الصعب طعنه!!..
ومرت الايام والشهور على تلك الحال ..وملاك كانت تتجرع الالم يوميا ..اما ميثم فكان يتظاهر ان مشاعره باردة او على الاقل اقنع نفسه بذلك ..لانه لا بديل عن نسيانها ..وذان يوم ذهب لزيارة عمها ..وبينما كانوا يتناولون اطراف الحديث ..وكان ميثم يحمل المفتاح بيديه ويقوم باللعب معه في الهواء ..سمع ان ملاك قد خطبت لاحدهم ..ووقع المفتاح فجأة من يده !
