رواية❤️سنين عمري الضائعة ❤️
الجزء الرابع..
والجدير بالذكر ان والدة ميثم كانت لا تطيق ابدا لاحد من اولادها ان يتصرف اي تصرف خارج الحدود الاخلاقية او التربوية التي وضعتها لهم ..فهي المسؤولة الاولى عن تربيتهم بحكم عمل زوجها الذي يمضي اغلب وقته في السفر ..وقد تعبت في مهمتها حقا !!!واثمرت نتائج عطاءاتها اربعة رجال اشداء يبتعدون عن الاخطاء ..وتشعر اي ام بالفخر لمجرد النظر اليهم ولسلوكهم المحبب ..ثم ياتي الآن ولدها ميثم ليقترف هذا الخطأ الكبير الذي لم يعتبره خطأ في ذلك الوقت او لم ينتبه اليه لاني وكما اخبرتكم سابقا فالحب اعمى ..
وحذرت ميثم من لقاء ملاك مرة اخرى ..فهي تدرك وتعي النتائج جيدا ..وباقل تقدير .فانه ليس مؤهلا للزواج والارتباط من جهة ..وحتى سلوك ملاك نفسه ليس كما تحب من جهة اخرى ..وكانت انسانة محترمة ..ومعروفة باخلاصها وصدقها وادبها واخلاقها بين الجيران ..وعمل ميثم هذا احرجها جداااا ..كيف ستواجه نظرات الجيران الذين يعاتبونها على الاقل حسب احساسها هي ..لذا لا بد من المراقبة والتعزيزات الأمنية كي تمنع ابنها من الاستمرار في تهوره ..وكيف يمنع شاب عاشق لا يرى امامه الا ملاكه ..حتى مخيلته اكتفت اما بصورتها او التفكير والتخطيط لرؤيتها ..وكانت دائمة التحذير لولدها :ما بك يا ميثم ..هل تريد ان تفضحنا ??تذكر ان والدك شيخا ..ويضرب المثل به ..فلا تهتك حرمتك وحرمته… ومن ناحية اخرى ..فليس من اللائق والاخلاقيات ان تتجاهل سمعة تلك الفتاة ..الكل يتحدث بامركما ..وان لم تكن من نصيبك ..فان هذا سيؤثر عليها لاحقا.. وتصبح المسكينة ضحية الاعيبك الآن ..
وبما ان ميثم كان يحب ملاك بصدق ..لم يفكر بكلمة الاعيب ..وليست ضمن قاموسه الاخلاقي اساسا ..فهو ليس من هذا النوع ..انما هو مجرد عاشق .لا يفكر في اكثر من ان يرى حبيبته امام ناظريه ..ويتحدثان في الأمور الآنية فقط ..ومع هذا ..فكان ميثم يتغلب على مراقبة والدته ..لانه كان دائم التخطيط ليخلص نفسه من براثن اهتمامها ..واحيانا فرحته لا تكتمل حتى وان استطاع لقاء ملاك ..لانه وبعد اللقاء ومعرفة امه بالأمر… هناك درس اخلاقي وعتابات وووو… وكل هذا لا يهمه ابدا ..فداء لعينيه اللتين تتوقان لاحتضان صورة ملاكه ..وبما انه كان يملك اجهزة لاسلكية ..فلا بد من الاستفادة منها في قصة عشقه.. حيث ترك جهازا مع احد اخوته ..واحتفظ بالجهاز الآخر لنفسه ..طالبا من اخيه ان يخبره عن تحركات والدته ..التي مجرد ان يغيب ولدها عن المنزل هذا يعني انه برفقة حبيبته في احدى الزوايا ..ولا يفعل شيئا سوى التحدث عن نفسه ومغامراته ..ولو انه كان يرى ملاك في النور وامام الجميع لكان افضل له ..ولكن ماذا يفعل بالخوف ..فهو في قرارة نفسه يدرك ان هذا الامر خطأ… الا انه الحب يا سادة ..يصنع المعجزات احيانا… ويعمي القلوب والبصائر احيانا اخرى ..وكانت مهمة الاخ هي اخبار اخيه بامر تصرفات امه كما اخبرتكم ..فان احست بشيئ ما ..وبدات تقوم بمراقبته وعملية التحري كان على ميثم ان يفكر في الخلاص مما قد يتعرض له عند رؤيتها ..وربما يغيب عن ناظربها ويهرب من مواجهتها علها تنسى…
وفي بعض الاحيان كان يرى ملاك امام مدخل البناية ..وهو ينظر في الوقت نفسه الى الطابق السابع ..والذي هو منزلهم ..حتى تعرضت رقبته للالتواء 😂فداء للعشق ..واحيانا كان ينشغل بالحديث وينسى المراقبة ..فيأتيه الالهام لينظر الى شرفة منزلهم حيث تقوم الحنونة والملهوفة بالنظر والمراقبة من خلف الستار ..وماذا باستطاعتها ان تفعل اكثر من هذا ..كيف يمكن افهام هذا الشاب الشقي ان ما يفعله يمس بسمعته ..وسمعة ملاك ايضا ..بل على العكس فسمعة ملاك اكثر خطرا عليها ..اين والدتها ..??لماذا لا تمنعها عن اقتراف هذه الافعال المجنونة ??ايعقل انها لم تسمع بالقصة كما سمعت بها ام ميثم ??ايعقل انها لم تفتقدها من كثرة تغيبها عن المنزل ??انها فتاة ..والحظر يجب ان يكون مضاعفا بالنسبة اليها لان مجتمعنا هو هكذا !!
وذات يوم كان يقف ميثم كعادته وهو يتحدث مع ملاك ..وصديقه هاني بالقرب منهما ..واتاه الالهام ليقول له :انظر الى منزلكم ..
وعندما نظر وجد امه بثوبها الاسود( العباءة)..وهي تطل عليه ..وتعاتبه ..فنظر ميثم الى هاني وابتسم بخوف واحراج ..لانه كان محرجا من فكرة انه يخاف من والدته لانه يتحدث الى فتاة ..ايعقل هذا ??!!وخاصة امام اصدقائه الذين يعتبر اهلهم ان هذا الامر عاديا ..
ولكني اشد على يد ام ميثم فيما فعلته ..فهي انسانة مدركة وواعية ..ولا تفرق بين خطأ يرتكبه شاب او فتاة فالخطا خطأ ..والاخلاق هي الاخلاق !!واعدك يا ميثم انك ستدرك جيدا في وقت لاحق ان الحنونة كانت على حق !!
ولكن تعالوا لنفكر مع ميثم ما الذي سينقذه الآن ..وقد رفعت امه اصبعها تناديه مهددة اياه انك ستلقى جزاءك ..ورفع الاصبع هذا يعني ان تعالَ الى هنا بسرعة !!مما زاد من احراجه امام هاني وملاك ..ولكن لابد من الذهاب.. فتوجه الى المصعد وهو مقطب الحاجبين ونبضات قلبه تتسارع ..بحيث لو امكنك سماعها لظننت ان. الحرب قد بدات مجددا…
