رواية سنين عمري الضائعة الفصل الحادي عشر11 بقلم ليلي مظلوم


 رواية❤️سنين عمري الضائعة❤️ ..

الجزء الحادي عشر ..


وبدون ان تشعر ..ركضت نحو الباب مباشرة حتى انها لم تنتبه ان تغطي شعرها ..وفتحته صارخة باعلى صوتها: ميثمممممممم!! 


ثم قامت باحتضانه بلهفة وقوة وهي لا تصدق نفسها انه بين يديها الآن ..وبالطبع قام هو ايضا باحتضانها.. ودمعت عيناها ..دموع الفرح ..هل ما تراه حقيقة ام سرابا ..??وشدت اكثر واكثر على كتفيه حتى تتاكد انه موجود فعلا ولا يخيل اليها ابدا ..


كان لقاء جميلا ورائعا ..يحاكي كل معاني الشوق ..والحب ..يا لهذا الفتى كم يحب المفاجآت ..الم يخطر الى باله انه قد يغمى عليها ان راته متمثلا امامها .    وخاصة انها استبعدت فكرة عودته ..الا يعلم ان الحزن الكبير حينما يئست من عودته منذ لحظات ..ويرافقه الفرح الكبير بعد رؤيته قد يؤذي اعصابها ..انه اشبه بالانتقال من الموت الى الحياة ..فرفقا بها يا ميثم !!


ودخلا الى المنزل ..وتجمعت العائلة كلها ..وسهروا سوية وكان محور الحديث هو المفاجاة التي خطط لها ميثم سابقا !!


وامضيا سوية خمسة عشر يوم من المرح والفرح والتنزه والسهرات ..فميثم لا يمكنه ان يبقى اكثر من تلك المدة ..لان اجازته اساسا قد اخذها بحسابه هو ..وليس على حساب الشركة ..وعاد الى ارض  الغربة مجددا ..حيث قرر ان يجهز منزله هناك..لان عودته المقبلة الى لبنان ستكون من اجل اقامة حفل الزفاف ..ومرافقة ملاك معه الى بلاد الغربة ..ولا غربة مع من نحب ..حتى لو كنا في اقصى بلاد العالم ..!


وخلال تلك المدة بدات المشاكل بين ملاك وميثم تبزغ في فجر علاقتهما ..فملاك كانت من النوع الذي يغار جدا !!وكانت تتهم ميثم دائما انه يتحدث الى الفتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ..

اي جنون هو هذا .?!.الا تدركين يا ملاك انه ترك الدنيا لاجلك ..ولكن بعض البشر لا يكتفون ويتوقون الى نيل الكون كله وقد لا يشبعون !!


وليس لغيرتها اي معنى ??فهو لم يكن لديه صديقات ..وقد حذفهن جميعهن ..ولم يستقبل  صديقات جدد ..وبالاصل لم يكن عضوا نشطا على هذا الموقع !!وبما انها كانت ترفض فكرة وجود صديقات على حسابه ..فانه وجد انه من حقه هو ايضا ان يمنعها من استقبال اصدقاء على حسابها هي !!انه قرار عادل وبالتراضي ايضا!! 


ومع هذا كانت دائمة الاتهام له بانه يتحدث الى احداهن ..مما اثار ثائرته وقال لها: اسمعيني يا ملاك ..ان لم يكن لديك ثقة بي ..فهذه مشكلة عظيمة سنواجهها ..وان كنت ترينها سخيفة نوعا ما !!


وبما انها لم تقدر على استيعاب الموضوع وتقبله منه هو ..عندها لجأ ميثم الى التحدث مع ريما ..علها تفهمها بطريقتها الخاصة ..لان هذا الموضوع  بات يزعجه كثيرا ..فقال لريما: ايعقل انها تشك بي ..??!!الا تعلم انني حرمت على نفسي التحدث الى الفتيات من بعد كل المعضلات التي واجهناها ..!!هل جنت?? كيف سافعل هذا ..وقد عانينا ما عانيناه !!?حتى الابتسامة التي لا معنى لها لا اطلقها في وجه الفتيات ..!!


فقالت ريما: انا اعلم واعي هذا لا تقلق يا ميثم ..وساحاول ان القنها هذا!!


وبالفعل عندما تحدثت ريما الى ملاك حول هذا الامر ..تفاجات من ردة فعل ملاك التي قالت بيأس: نعم اوقن انه بريئ ..لقد اشتبه علي الامر واكتشفت هذا لتوي ..ولكن ماذا ساقول له بعد كل الاتهامات التي اطلقتها في وجهه ??!


فقالت ريما بابتسامة مشاكسة :يكفي ان تتحدثي اليه ..وتشرحي له الامر ..وتعتذري اليه ..فميثم صاحب قلب ابيض ناصع لا يعرف شيئا من الخبث والحقد ..وانا اعرفه جيدا ..لو لم يكن يهمه حزنك وغضبك لما تحدث الي ّ!!


عندها قامت ملاك بالاتصال بميثم ..الذي كان ينتظر اتصالها بشغف ..وقد ظن انها تريد ان تزيد من نسبة المشكلة بينهما ..الا انه تفاجأ من اعتذارها ..فقال لها: اسمعيني يا ملاك ..الامر عندي ليس قضية اعتذار  او عدمه !!الجوهر من القصة هو الثقة وعدمها ..وان كنت لا تثقين بي ..فالامور بيننا ستتعقد اكثر واكثر !!وانت تعلمين ما جرى بيننا سابقا ..وكم تعذبنا حتى نصل الى وصلنا اليه الآن ..وتدركين حجم اخلاصي لك !!ايعقل ان ادمر بلحظة ما تعذبت في بنائه لسنين طويلة ..ولسبب سخيف !!


ولم يكن امام ملاك بعد هذا الكلام الا ان تكثر من كلمات اعتذارها ..والاعتراف بغيرتها المجنونة على ميثم ..

اما ميثم فكان يحب الغيرة  الايجابية ويعشقها لانها دليل الحب ..اما ان تتحول الى مرض  عدم الثقة والشكوك الواهية فهذا  شيئ لا يطاق ..وقد يفتك بامتن العلاقات ..وقد جرحه هذا الاتهام فعلا ..لانه ليس من النوع الذي يلعب بمشاعر الفتيات !!


وبما انه يعشقها بجنون ..فقد تجاهل هذا الامر وتخطاه بالرغم من قساوته على نفسه ..وعادت المياه الى مجاريها ..


وكانت ملاك تذهب الى منزل اهل ميثم ..لزيارتهم والاطمئنان عنهم ..واحتساء النسكافيه مع ام ميثم ..من اجل التسلية… وتوطيد العلاقة اكثر ..واحيانا كانت ترافق ام ميثم في زيارتها للاقارب والاهل والجيران ..حتى تجعلها تعتاد على طبعهم وطقوسهم ..تجنبا للمشاكل   في المستقبل ..وذات مرة ذهبت لزيارة العائلة الثانية لها كعادتها ..وتفاجات ام ميثم من شكلها الفاضح في وضع مساحيق التجميل ..مع ان هذا الامر كان متفق عليه بين ميثم وملاك سابقا ..فقالت لها باستغراب :ما هذا الذي تضعينه على وجهك???!!


فاجابت ملاك بخجل وخذلان: لا شيئ!! 


قالت ام ميثم :كيف لا شيئ!! وهل انا عمياء لا ابصر ..او لا اعرف ان اميز ان كان هذا مسحوقا للتجميل او لم يكن !!


فاجابت ملاك: لا داعي لكل هذا الغضب ...كنت اتسلى في المنزل قليلا ..واحببت ان اغير من شكلي ..وخرجت من هناك الى هنا مباشرة !!



                الفصل الثانى عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



<>