رواية❤️سنين عمري الضائعة❤️
الجزء الخامس عشر ..
وهنا صدم ميثم صدمة كبيرة لا يستهان بها ابدا ..وخافت عليه والدته لدرجة انها اخبرت زوجها وهو ايضا مسافر الى نفس البلد الذي يسكن فيه ميثم واخوه كذلك.. ان يذهب الى العمل لاحضار ميثم بنفسه من هناك .. لانه صدم صدمة العمر كما يقولون !!ولم يستوعب الامر ..كيف لفتاة ان تطلب الطلاق بهذه السهولة وفي الليلة السابقة كانت تغازله وتبدي حماسها لامر الزفاف ..!!
وقد خرج عن توقعات ميثم ان تطلب الطلاق يوما لانه كان مصدر تهديد لها بفترة من الفترات ..ولم يصدق ما الذي يجري ??اين اختفى الحب والعشق والهيام والوعود ?وهاجمت راسه سبع سنين من الذكريات بحنانها وحلوها واشواقها ..نظرات ملاك ..ضحكاتها ..بكاؤها.. احتضانه له عندما فاجأها بوجوده في لبنان ..التنزه ..كل كل شيئ.. كيف امكنها فعل ذلك?? ما الذي حصل يا عالم ??ولو سالت كل من يعرفهما ..لقال لك :من المستحيل ان ينفصلا عن بعضهما البعض !!..هل راقب احدكم كيف تدافع القطة عن اولادها ..فملاك وميثم دافعا عن حبهما بنفس الطريقة ايضا ..لم يستطع ميثم ان يستوعب ما الذي يجري !!فاغلق مكتبه بدون اذن من المدير ولم تهمه النتائج المترتبة من جراء هذا الفعل ..ثم استقل سيارة الاجرة ..وعاد الى منزله جسدا بلا روح ..وتفاجا هناك ان والده واخاه قد عرفا بالامر ايضا ..ودخل اخوه الى غرفته ملهوفا ..ثم قال له بقسوة :اسمعني يا ميثم ..اياك ان تغضب.. وهذا الامر يجب ان يكون من آخر همومك ..اوتحزن من اجل فتاة قامت ببيعك بهذه الطريقة الخسيسة !!
ولم يستطع ميثم ان يجيبه .لان الصدمة قد تملكت منه بشكل شرس ..وكان ينظر الى الارض تحته ..واضعا كفيه فوق راسه ..وهو يفكر محاولا معرفة السبب..
وحضر والده الى المكان ايضا ..وقال له بكل هدوء عل ميثم يهدأ قليلا :ميثم يا ولدي ..الفتاة لا تستحقك ..ولا تعرف ما معنى الوفاء والمسؤولية ..اخبرني ماذا يمكنك ان تفعل??
كانت كلمات المواساة التي اطلقها اهل ميثم بحقه ..لتهدئته فقط ..والا فان الشعور بالصدمة قد طالهم ايضا ..
وبعد ساعات من التفكير ..قام ميثم بالاتصال بوالد ملاك وقال له: لقد طلبتم الطلاق مني ..وانا ليس لدي مانع ..ولكن هل لي ان اعرف سببا واحدا يستدعي ذلك ?وانا الذي احدثك من بلاد الغربة الآن بسببها ..والا كان يمكنني الانتظار قليلا وايجاد عمل في لبنان !والباقي انت تعرفه ..من تجهيزات في المنزل وتحديد الزفاف ..ووووو حتى اني حجزت لها بطاقة سفرها !!
فاجابه بكل برود :خير ان شاء الله ..سابحث معها الامر ..
وكانت اجابة الوالد تدل على انه لم يعرف بقرار ابنته ..مع ان الامر ليس كذلك ..
وجن جنون ميثم ليعرف ما هو السبب الحقيقي وراء هذا القرار المفاجئ? لذلك اتصل بصديقه هاني ..واخبره بالامر ..
فقال له بغضب :افرح انك تخلصت منها ..!ويمكنك تجديد حذائك كلما اردت ..
فقال ميثم: ما يهمني الآن هو ان اعرف السبب!! الامر ليس هينا كما تظنون ..انه قرار مصير حياة باكملها!!
وصدم ايضا هاني بدوره ..وكذلك عمها وريما اصابتهما الدهشة ..على الرغم من اواصر القربى التي تجمعهما معها ..
وما زاد جنون ميثم ..هو ان ملاك قد اتصلت به وقالت له بكل برود واستهتار :ان كان امر طلاقنا يزعجك الى هذا الحد ..فانا اتراجع عن قراري ..
فقال لها بعتب :وهل نحن نلعب ..او نبيع بضاعة ..??هل تقدرين ما معنى جملتك ??
فقالت له :ان كان الامر كذلك ..واصبح محسوما عندك ..اذن طلقني ..ودعنا ننتهي من الامر !
عندها قال لها :حسنا لك هذا ..
فاجابته ببرود وكأن الامر عاديا بالنسبة اليها: حسنا ..وداعا..
فعلا اي جنون واي استهتار هو هذا ??!!
وعندما وجدت ام. ميثم ان ابنها متضايق لهذه الدرجة ..قررت الذهاب برفقة احد اخوة ميثم الى منزل ملاك علها تفهم شيئا مما حدث ..وبعد تداول الاحاديث هنا وهناك ..ومحاولة استكشاف الاسباب ..قالت ملاك دون احترام لوجود اهلها او الموجودين حتى وبطريقة مستفزة ومستهترة:لقد قررت الطلاق وانتهى الامر ..
فقالت لها ام ميثم :اتعلمين الاصول ??فتاة في موقفك كان يجب ان تكون في غرفتها ..ولا ترفع راسها مثلك وتاتي الى هنا بوقاحة قبل التشاور مع اهلك والبحث في الامر ..ولا تقلقي فالقرار لك ..ولن نجبرك على شيئ!!
ثم نظرت الى والد ملاك وقالت :هل هذه هي تربيتك يا حاج ??
ولم يعقب الاب على كلامها ..فهو يعرف ان ابنته مخطئة ..وان اهل ميثم قد عاملوها بلطف وطيب كرمى لولدهم العاشق ..
ولكن الامر لم يعد يحتمل.. فاتصلت ام ميثم بزوجها ..وتم تطليق ملاك بعد اخذ الوكالة من ميثم ..الذي كان يتلقى صدمة تلو الاخرى..وخانته دموعه لتنهمر على خديه ..علها تخرجه من العاصفة التي كانت تزمجر بعقله وروحه.. وقد استمرت العاصفة لثلاثة ايام متواصلة ..وشعر صديقنا المخذول باليأس ..والملل ..وكره كل شيئ حوله.. وكل من كان يحب ميثم قد نفر من ملاك وكرهها ..لانها تصرفت بطريقة غير منطقية ..وغير اخلاقية ..والجميع يعرف من هو ميثم ..باخلاقه والتزامه.. وكان الكل يقول له: احمد الله انك نفدت بريشك منها ..
حتى اقرب الناس اليها قالوا ذلك ايضا ..ووصل الخبر الى ميثم ..وكان هذا النوع من الكلام يشعره بالقوة وراحة الضمير لانه لم يخطئ!! وبقي محافظا على وعده في عدم تركها واخلت به هي ..ولكنه مع كل هذا ..يريد ان يفهم السبب الحقيقي وراء هذا القرار الصارم ..وهي تذرعت بعصبيته ..الا ان هذا الذريعة لم تكن مقنعة بالنسبة اليه وقرر معرفة السبب الحقيقي.. فهل سيقدر على ذلك ?
