رواية سر الحياة الفصل السابع7بقلم ليلي مظلوم


 
رواية سر الحياة
 الفصل السابع7
بقلم ليلي مظلوم 

-انتظريني هنا… سأتحدث إليه وأعود إليك ..


دخل الرجل لبضع دقائق ..كان الجو هادئا في البداية ..ولكنه تحول إلى نوع من الشجار.. وسمعت الرجل يقول :

-إنها جوليا ..أتعلم ماذا يعني هذا ..؟


-لا يهمني ..طوال الليل كنت أفكر بهذا الموضوع ..ثم إنها ليست الوحيدة في حياتي ..


-كماااال !!!لا تضحك على نفسك ..


-هاني اذهب أنت أيضا من هنا لا أريد رؤيتك ..


-كمال !!!لا تدمر نفسك بقرارات طائشة ..


-يووووه لا أريد أن أراها ألا تفهم هذا ..!!


وهنا لم يعد بمقدور جوليا الانتظار ..فدخلت إلى الغرفة غاضبة وهي تقول :على أساس أنا من أقتل نفسي لأراك من تظن نفسك ؟؟!"


لتفاجأ فعلا أنها ترى كمال ولكنه لا يستطيع رؤيتها ..فنظره لم يكن مثبتا عليها ..رباه !!هل أصابه العمى؟؟!!


وهنا صرخ كمال غاضبا :خذها وارحل من هنا… ألم أقل للعاملة أنني لا أريد رؤية أحد ..ما بالكم كلكم متآمرون علي؟؟


واحتارت جوليا ماذا تفعل !!!كيف لتلك. العينين التي رأت العالم بكله أن تنطفئ بسبب حادث سخيف ..أين العدل هنا ؟؟ولماذا هو مصر على البقاء في المشفى؟؟ليهرب؟؟؟وهو من كان يلاحق الجميع دون

 خوف أو كلل ..يخاف من عماه!! ومن يضمن نفسه ألا يصبح مشوها في أي شيئ في جسده ..وأصعب وأقسى تشوه هو العقل ..ولا تدري نفسها من أين استجمعت قواها حتى اقتربت من كمال وأمسكت يده وقالت بلطف لأول مرة في حياتها :

-لا تغصب يا كمال ..فكلنا معرضون لما تعرضت له وربما أكثر !!


فحرر يده من بين يديها وقال بصوت خافت حزين متمرد :

-أنا لا أسمح لأي أحد بأن يشفق علي .ارحلي من هنا ...!


-ومن قال لك أنني أشفق عليك من أجل عماك المادي ..لكنك مسكين في طريقة تفكيرك ..هل تظنني غبية لهذه الدرجة حتى أتعاطف معك فقط لأنك خسرت نظرك ..


-لو كنت أرى لحدقت بناظريك وجعلتك تتوترين من كذبك وخداعك ..


-لماذا ارسلت إلي البارحة بالمجيئ إليك ؟


-لأنك لو أتيت حينها لأدركت شيئا آخر ..وطوال الليل أنا أشعر بالندم لأنني ذهبت بأفكاري بعيدا ..


-ماذا تعني؟؟


-لا شيئ…ولا أريد شيئا منك فقط اغربي عن وجهي ..


-حسنا أنا ذاهبة !!


فأشار إليها هاني بالبقاء.. وتظاهر أنه أغلق الباب ..ثم قال لكمال: 

-أمرك غريب حقا ..كيف تطردها وكنت تتمنى رؤيتها ؟؟!!


وعندما سمعت جوليا هذه الجملة نظرت إلى هاني باستغراب ..ولكنها أدارت سمعها إلى كمال ..

-رؤيتها ؟؟كيف سأراها وأرى غيرها بعد الآن ..ثم إنها مثلها مثل باقي النساء.. بالطبع ستتخلى عني وتتركني بعدما يزيد تعلقي بها ..


وهمت جوليا لتتدخل بالحديث ولكنها تذكرت عدم وجودها في الغرفة بالنسبة لكمال ..والتزمت الصمت مستمعة إلى الحديث ..

-ما بالك يا كمال ..لماذا تقسو على نفسك إلى هذه الدرجة .؟.


-هذه هي الحقيقة ..وهل تظنني أرغب أن أكون بهذا الوضع ..إنه الله هو من فعل بي هذا انتقاما للنساء!! 


-وهل الله قاسِ لهذه الدرجة؟؟!!


-بل هذا ما أستحقه ..لقد أغريت الكثير من الفتيات و..


فقاطعه هاني :

-كمال ..عليك أن تحب نفسك وتسامحها لتتخلص من كل هذه الطاقة السلبية المتجمعة داخلك !!


-وكيف أحبها وهي قد اقترفت الأذى الكثير ..


-لا أظن هذا فكلنا بشر وخطاؤون ..لا بد أن تعطي فرصة لنفسك وتسامحها وتعود إلى المنزل ..لا معنى لبقائك هنا ..واستمر بحياتك كأن شيئا لم يكن ..


-ما أهون الكلام يا هاني ..


ولم يعد باستطاعة كمال أن يكمل كلامه حيث خنقته العبرة ..وقال لهاني: 

-أحتاج أن أبقى وحيدا بعض الوقت لا داعي لأن ترى دموعي كل يوم ..


-كمال سأخرج بكل تاكيد ..وسأتركك تجلس مع نفسك ..واعلم أن الجلوس مع النفس ليس وحدة كما تظن ..احضن نفسك وعانقها بالأمل والحب ..


-أوووووه أنت مصر على هذا الكلام ولكنك لا تدري النار التي تضرم صدري.. 


-تحلّ بماء السكينة يا صديقي ..ولا تكن فريسة اليأس والتشاؤم ..صدقني الأمر أهون بكثير مما تظن ..غير موجة أفكارك ..أو تخلص من السوداوية ..


فضحك كمال كعصفور يرقص من الجراح التي سببها له الصياد الشرس ..ثم تمتم :

-كلام الجرائد هذا بعيد عن الواقعية… كن مكاني ..وبعدها انطق بما نطقت به !!الجمرة لا تكوي إلا صاحبها ..


وهنا لم يعد باستطاعة جوليا السكوت ..وفطرت من صومها على كلام قاسٍ:

-كمال… هيا استسلم لكل ما حل بك ..ما رأيك أن أحضر لك سكينا لتقتل نفسك وتتحرر من هذا العذاب ..!!


-جوليا !!ألا زلت هنا ..ما هذا الخداع ..ما هذا .؟؟!


-اطمئن سأرحل الآن لأنني مضطرة إلى ذلك ..وأنصحك ألا تلقي بأوامرك على العاملة

 بعدم السماح لي للمجيئ إلى هنا ورؤيتك عندما تسنح لي الفرصة ..لأنك إن طردتني من الباب سأعود إليك من الشباك ..هل فهمتني ؟؟!والآن وداعا ..

                 الجزء الثامن من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>