رواية سر الحياة الفصل السادس6بقلم ليلي مظلوم


رواية سر الحياة 

الفصل السادس6

بقلم ليلي مظلوم 

-كماااال تعرض لحادث مؤسف منذ عدة أيام وكان في غيبوبة ..وبمجرد أن استفاق طلب رؤيتك ..


-رؤيتي ؟؟!!!


-نعم!! لقد اتصل بي منذ قليل ..وطلب مني أن أخبرك بما حصل معه وبأنه يتمنى رؤيتك وحالا ..


-لكننن ..لماذا لم يتصل بي ؟؟!


-على ما يبدو أنه خجل منك ..أرجوك دعي الخصام بينكما جانبا ..واذهبي إليه ..أعتقد أن حالته صعبة ..


-مممم أنذهب سوية ؟؟!


-جوليا ؟؟!!!!هل أنت جدية ؟؟!!


-أوووه لقد نسيت أن حسان لا يطيقه ..


-بالمناسبة أود شكرك لأنك كنت السبب في تحسين علاقتنا ..


-ليس لأجلكما بل لأجلي ..نتحدث في هذا الأمر لاحقا ..ولكن إن قررت الذهاب إلى المشفى الآن ..ماذا سأقول لأمي ..؟


-الحقيقة ..ولا شيئ غير الحقيقة ..لقد تعلمت في هذه الحياة أن الكذب من أسوء الأمور التي تدمر حياتنا عاجلا أم آجلا ..


-ماذا تقولين ؟؟؟لا أعتقد أنها ستوافق على هذا ...


-المهم أنني أوصلت رسالتي إليك ..والكرة في ملعبك ..


أقفلت جوليا الهاتف ..وفهمت لماذا كان قلبها منقبضا طوال النهار ..فهي وإن كانت تتمنى 

الإنتقام من كمال ..فإنها  تشعر تجاهه بالشفقة في الوقت ذاته ..أو ربما الحب ..لكن لم يخطر إلى بالها أبدا أن يتعرض لحادث مزعج ..

ها هي نبضات قلبها قد تسارعت ..ماذا تفعل ؟؟ولا يمكن إخبار أمها بالخروج من المنزل بهذا الوقت ..فهي ليست معتادة على ذلك ..وبنفس الوقت هي

 متحمسة للتحدث إليه ..ومعرفة ما الذي يريده منها ..فما كان منها إلا أن حملت هاتفها واتصلت به ويداها وقلبها وكل جسدها يرتجف في آن واحد ..وكل نبضة من قلبها كانت تخفق 

إخفاقا كبيرا مع كل رنة ..ولكن ما باله لا يجيب الآن ؟؟لو كان نائما لما اتصل براشيل ..أو على ما يبدو أنه مشغول بزواره المحبين الذين يسعون إلى 

رضاه ..ممممم أيعقل أن أحاول مرة أخرى ..أخجل من هذا ولا أريد أن أبدو خفيفة المشاعر ..أووووه ما هذا يا الله ..!!


تلك الليلة لم تمضِ بسهولة وقد انتقمت من عيون جوليا أشد انتقام وبقيت مفتوحة طوال الليل ..والغريب أنه عندما حل الصباح كانت العاشقة في قمة نشاطها ..ارتدت أجمل ما لديها ..وأول شيئ فعلته بعد 

خروجها هو الذهاب إلى المشفى لرؤية كمال ..وصلت إلى هناك وقد شعرت أن الطريق طويلة ..مع أنها هي هي ..إنه الوجدان هو الذي يحدد المسافات  والأزمنة !!فهي تقصر وتطول بحسب اللهفة والشوق والإحساس وليس حسب الكيلو مترات أو الساعات أو الدقائق ..!!


ابتسمت بلهفة للمرأة الواقفة على منصة الاستعلامات وسألتها :

-هل يمكنني رؤية السيد كمال مهران ؟؟!


-ألديك موعد معه؟؟


-وهل زيارة المرضى تحتاج إلى موعد ؟؟!


-ليس الأمر هكذا يا آنسة ..ولكنه طلب منا ألا ندخل أيا كان إلى غرفته وعلينا احترام قراره ..


-مممم حسنا أعتقد إن أخبرته باسمي فسيوافق بالطبع !!


وقبل أن تكمل كلامها رن هاتفها وكان كمال ..فأجابت بلهفة ونظرة انتصار على الواقفة أمامها :

-أهلا سيد كمال ..أنا في المشفى الآن ..أخبر الممرضة أنك تسمح لي بزيارتك ..


ثم أعطتها الهاتف ..وقالت لها :اسمعي بنفسك إنه يطلبني شخصيا!! 

أخذت العاملة الهاتف وقالت بتمتمة بعد أن استمعت إلى الرجل :حسنا يا سيدي كما تريد ..


وقالت جوليا :هل تستطيعين إعطائي رقم الغرفة الآن ؟


-أنا آسفة جدا ..ولكنه طلب مني عدم السماح لك بزيارته ..


-ماذا تقوليييين ؟؟!!لماذا اتصل بي إذا ؟؟


-لا أدري ولكن هذه تعليماته الصارمة وهذا حقه ..


-أرجوك أرشديني إلى رقم غرفته ..وأنا أضمن لك أنك ستكونين بخير ..


-أنا آسفة ..


-أرجوكِ… 


-أنا آسفة حقا ..ولكني قد أساعدك بأمر ما ..يأتي لزيارة السيد كمال شخص واحد كل يوم ..ويعد المؤثر الفعال لقراراته ..


وما إن أكملت جملتها حتى أشارت ..

-إنه قادم الآن اذهبي إليه وكلميه بهذا الشأن ..ولا تقولي أنني من أخبرتك ..


وبمجرد أن رأى الرجل جوليا حتى قال لها: 

-جوليا! 


-نعم ولكن من أين تعرف اسمي ؟


-أوووه إنها قصة طويلة ..هل رأيت كمال ؟؟


-كلا لم يرضَ بمقابلتي ..فهلا أقنعته بذلك ؟؟!


-غريييب !!


-ما أعرفه أنك لا تطيقين رؤيته ما الذي جرى الآن ..


-لا يهم ..ولكنه أرسل إلي البارحة بالحضور واليوم تخلّف عن ذلك ..لماذا ؟؟؟!!


فحدق الرجل في الأرض وكأنه يفكر بشيئ ما ثم قال 

-حسنا تعالي معي سنذهب سوية إليه ..


وما إن همت لتذهب حتى استوقفتها الممرضة مانعة إياها من الذهاب ..فقال الرجل :لا عليك أنا أتحمل المسؤولية كاملة وأنت تعرفين هذا ...


ومشت جوليا إلى جانب الرجل كالمحارب الذي يتبع القائد ..وهي لا تصدق نفسها أنك

 سترى كمال ..وما إن وصلت إلى باب  الغرفة حتى انقبض صدرها… وأشار إليها الرجل بالبقاء خارجا لبضع دقائق… 

              الجزء السابع من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>