رواية سر الحياة الفصل الثالث3بقلم ليلي مظلوم


 
رواية سر الحياة
 الفصل الثالث3
بقلم ليلي مظلوم 

-إنه كمال !!ماذا أقول له ؟؟


فأخذت جوليا الهاتف ..وأجابت بسرعة وغضب :

-اسمعني أيها المعتوه افعل ما بدا لك ..لن أذهب معك ..أنا لست دمية هل فهمتني ؟؟


-أهذا كان اتفاقنا ..حسنا حسنا… سأريك ما أنا فاعل بك غدا ..


ثم زمجر غاضبا :

-لحظة لحظة ..ما الذي تفعله تلك المخادعة معك ؟وكيف استلمت هاتفها ..لي معها حساب آخر ..


ثم أقفل الهاتف… وركل دولاب سيارته وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة ..

-كم أنا غبي  لماذا أنا مصر على مرافقتها ..هل انقرضت الجميلات من على الكرة الأرضية ..فألف فتاة تتمنى مرافقتي ..بكل الأحوال لم تعد الحفلة تروق لي ..هيا يا كمال اعترف أن الفتاة تعجبك ..ولكن مهلا فكيف  سأعجب بفتاة مثلها ..سأدبر أمرها لاحقا ..


ثم صعد إلى السيارة ..ونظر إلى نفسه في المرآة الأمامية للسيارة وقال :

-إياك أن تحبها فكمال لا يعرف الحب ..كل ما في الأمر أنها عاندتني ..وهذا ما لايروقني ليس إلا.. 


لم ينم كمال في تلك الليلة ..ولم يذهب إلى الحفلة ..فكبرياؤه وغروره ومعارضة الجميلة لدعوته حالوا دون ذلك ..ولكن كان هناك نفحة من المشاعر الجميلة تخيم بين ضلوعه ..وسمح لمخيلته أن تخونه للحظات ..بأن تكون جوليا زوجة له ..أن يسلمها مفتاح قلبه فلا نساء بعد اليوم… جوليا وجوليا فقط ..ولكن ما الذي يميزها عن الأخريات ..هناك الكثيرات أجمل منها وأرغمهن على الخروج معه ..وعارضنه أحيانا ..إلا أن لجوليا شيئ خاص ..ربما هو التعلق وربما هو الحب ..وربما هي الخيبة ..مشاعر مختلطة لا بد من التمييز بينها ..


أما راشيل فقد أخبرت جوليا أنها تحب حسان ..وأصرت على إخباره بالحقيقة ووضع الكرة في ملعبه إن كان يحبها حقا فقد يغفر لها ويسامحهامن أعماق قلبه على ماضيها.. وطلبت من جوليا ألا تغضب منه فقد كان خائفا عليها ..ويعتبرها من مسؤولياته في هذه الحياة وشعر بالتقصير عندما علم أنها مهددة من قبل أحدهم ولم تشكُ له ..


أما جوليا فبدأت تبكي بحرقة… وأطلقت لمشاعرها العنان لتقول :

-أغبطك على حب حسان لك ..إنه رجل حنون إلى أقصى حد… وأنا أشعر بالإستياء لأنه غضب مني… لست معتادة على تلك اللهجة منه… 


-أتفكرين بحسان .؟؟

ماذا عن كمال ؟؟ألست خائفة من ردة فعله ؟؟


-كلا… فأقصى ما يمكن أن يفعله هو قتلي بمسدسه الذي يحتفظ به ..وأنا أتمنى لو يفعل ذلك… 


-لا تقولي هذا يا جوليا ..لا يجب أن نيأس عند أول عقبة نمر بها… وبصراحة أشعر أن كمال مهتم لأمرك… فمن عادته أن يتجاهل الفتيات اللاتي لا ينفذن طلباته ..

أما أنت فشيئ آخر… ومن ناحية أخرى إنه ليس بالسوء الذين تظنين ..كل ما في الأمر أنه يحب التباهي بأشيائه ..ويحب امتلاك كل ما هو جميل… .


-أليس هذا سيئا يا راشيل ؟؟


-لو حاولت أن تكوني شخصيته بتفكيره هو لتفهمت الأمر أكثر ولعاملته معاملة المريض ..


فغضبت جوليا وانتفضت من مكانها وقالت بعتب وتساؤل :

-ما رأيك أن أذهب معه إلى الحفلة إذاً ..وكأن شيئا لم يكن  ؟؟!!


-لا الأمر ليس كذلك ..ولا داعي لهذه العصبية يا جوليا… أنت مضطربة الأحاسيس وإن لم تهدئي فلا يمكنك أن تتفهمي ما سأقوله !!


-معك حق ..صدمتان في يوم واحد كفيلة بجنوني ..


-صدمتان ؟؟ماذا تعنين ؟؟


-لا شيئ… والآن أريد أن أنام ..أنا آسفة ..تصبحين على خير… 


ثم تركتها وذهبت إلى غرفتها وأطلقت لنفسها العنان متناسية واجب الضيافة… هذه المرة الأولى التي ستنام فيها ..وحسان غاضب منها… 

ثم تذكرت أنها أقفلت هاتفها… ولا بد أنه حاول الاتصال بها ومصالحتها…وقررت أن تشغّل الهاتف ..وما إن فتحته مباشرة حتى توالت عليها الرسائل من كمال مهددة إياها ..فتجاهلت كل شيئ ..وأرشدتها أصابعها إلى اسم حسان واتصلت به دون تردد ..

وعندما رأى الأخير اسمها أجاب بسرعة ..

-ألو ..


-ألو ..لم أستطع النوم قبل أن أسمع صوتك… 


-أنا لست غاضبا منك اطمئني ولكني قلق عليك كثيرا… وتأكدي أن ذلك الشاب ليس بمقدوره أن يفعل لك شيئا طالما أنا موجود…


-دعك مني وأخبرني هل تحب راشيل ؟؟


-ما رأيك أنت ِ؟؟؟لو لم أكن أحبها لماذا سأخطبها ؟؟


-لا أعلم… ربما ستغير رأيك لاحقا من يدري… 


-ممممم متى ستحدثينني عن خطيبك ؟؟


-لن أحدثك عنه اطمئن… فمن دق قلبي له يوما قد ارتبط بإنسانة أخرى… 


-من تراه يكون سعيد الحظ هذا ؟؟


-لن أخبرك… والآن تصبح على خير… 


-لن اتركك حتى أعرف من يكون ..

-حقا؟؟؟


-طبعا…… 


-أنت !!!


قالت كلمتها ثم أقفلت الهاتف وخلدت إلى النوم… .وهي غير خائفة من النتيجة !!!

           الجزء الرابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>