رواية سر الحياة الفصل التاسع9بقلم ليلي مظلوم

رواية سر الحياة 
الفصل التاسع9
بقلم ليلي مظلوم 
 


-حسنا يا سيد هاني !!


-كفي عن مناداتي ب سيد ..


-ولكن هذا نوع من الإحترام والشكر لك ..


-وهو أيضا نوع من الحواجز ..فمن تناديه باسمه سيشعر بتقربك منه إن كان 

يفهم معناه ..ومن يعتبره قلة احترام عليه ان يراجع معنى الإحترام مع نفسه ..فالاله نناديه الله وفخامة الإسم تكفي ..


وذهبت جوليا إلى الجامعة ..لتجد راشيل بانتظارها ..وقد سألتها عن كمال ..وحكت

 لها كل ما جرى معها وشعرت أنها صديقتها المقربة وعبرت عن ذلك ..فابتسمت راشيل وقالت :

-من أجمل الأمور يا صديقتي أن نعبر لمن نحبهم عن مشاعرنا ونطلق لذلك العنان.. 


-جميل… كيف هي علاقتك مع حسان ؟؟


-إنها جميلة جدا ..ولكنه مع الأسف لن يسمح لي برؤية كمال ..إنني أشفق عليه ..ساعديه 

يا جوليا فالحب يصنع المعجزات ..وأظن أنك اكثر إنسانة تقدرين على ذلك ..


-ربما ..أتعلمين أفكر في اتخاذ خطوة جريئة جدا بعد فترة قصيرة ريثما يراجع كمال

 حساباته ..أظن أنه يفكر بكل ما جرى اليوم وأرجو أن يكون إيجابيا في تفكيره ..


وبالفعل قررت جوليا  قرارا جريئا وقلما يكون مقبولا في وطننا العربي ..ولكن لا بد من بعض

 الترتيبات قبل ذلك.. وعند المساء اتصلت بكمال ..والغريب أنه أجابها بسرعة ..ويعرف أنها هي المتصلة بالرغم من عماه ..رنة الهاتف ثانيا وقلبه أولا ..


-كيف حال بطلنا اليوم ؟؟


-لا زلت لا أستطيع الرؤية ..


-كف عن التذمر ..وإلا سأهبك عيوني ما رأيك؟؟!!


فالتزم الصمت للحظات ثم قال :

-أوتفعلينها ؟؟؟؟!!


-لم لا ؟؟!!غريب أليس كذلك ..أنت تظن أن مشاعري وليدة سماعي بحادثتك ..ولكن هذا ليس صحيحا ..فمنذ فترة وأنا لا أستطيع الكف عن التفكير بك ..


-جوليا!!!! هل أنت صادقة ؟؟!


-ولم  لا أكون كذلك ..وأنا أوقن أنك تبادلني المشاعر ذاتها ..اسأل قلبك وهو سيخبرك ..أم أنه هو أعمى أيضا ؟؟!


-لا ليس أعمى ولكني مستغرب ..ماذا ستكون نهاية هذا الحب غير الدموع والفراق ..


-إن كان كذلك فإنه ليس حبا ..


-مممم حسنا علي أن اقفل الآن ..


-كمااال أريد أن أطلب منك طلبا مهما بالنسبة إلي فهلا نفذته ؟؟!


-أهديك روحي يا جوليا ..وليس بالكلام وحسب بل أنا مستعد لذلك حقا ..


-حسنا سأخبرك بطلبي غدا ..فلا تمنعني من الذهاب إليك ..


-وهل سأقدر أن أنام بعد هذا الكلام ..ماذا تريدين وكفاك غنجا !!


-غدا ..قلت لك غدا ..


ثم أقفلت الهاتف ..وتركت كمال لوساوسه ..تراها ماذا تريد مني ؟؟المال ؟؟سيارة؟؟شهادة مزورة؟؟ماذا يمكنني أن أعطيها ..وبقي طوال الليل بين هرج 

ومرج ..ومعركته الداخلية كانت طاحنة ..وانتهت بابتسامة ارتسمت على شفتيه كلما نطق قلبه باسم جوليا…


وفي اليوم التالي توجهت جوليا إلى المشفى وهي مطمئنة إلى القرار الذي اتخذته ..وما إن

 وصلت إلى غرفة كمال ..حتى ألقت بتحيتها ورحب بذلك كثيرا ..فعلى ما يبدو أن ثورته الداخلية بدأت تهدأ ..ما هو السبب يا ترى ..فقال لها: 

-ها أخبريني ..ماذا تريدين ..؟


-جئت لاطلب يدك للزواج فهل تقبل بي ؟؟


وهنا لم يعرف كمال نفسه هل يفرح لهذا الخبر أم يحزن ؟؟هل تطلب منه ذلك شفقة ..وهل باستطاعتها العيش مع رجل أعمى ..لذلك اكتفى بالصمت الخارجي وبالضجيج داخل قلبه وعقله ..فقالت :

-أعلم بم تفكر يا كمال ..ولكن ثق أنني أحبك حقا ..وأريد أن أكمل حياتي معك ..وسأكون عيونك التي ترى بها ..والسند الحقيقي لك ..آملة ألا تخذلني ..


-ولكن؟؟!!


-أكره هذه الكلمة إنها تذكرني بالنقيض ..أحدثك عن السعادة والأمان وترد ب لكن !!هل أنت رجل عاقل ؟!


-لا أريدك أن تندمي يا جوليا ..هذا الاندفاع قد يتلاشى إن أصبح الأمر جديا ..


-عليك أن تثق بنفسك قبل أن تثق بي ..هل تريد وقتا لتفكر ؟؟


-كان هذا هدفي الأسمى قبل الحادث أما الآن ..


-حسنا حسنا يكفيني هذا !!! اخرح من المشفى اليوم لا داعي لبقائك هنا ..ولن أحدثك حتى تتصل بي لتأخذ موعدا لزواجنا ..وإن لم تفعل فانسني وابق حطبا لنار أفكارك السوداء ..وداعا ..


وخرجت جوليا وهي على يقين بنجاح مهمتها ..

وبالفعل بعد يومين اتصل بها كمال طالبا منها إخبار أهلها بقدومه لخطبتها ..وأخبرها 

أنه خرج من المشفى واستغرب أهله هذا القرار المفاجئ ..ففرحت لذلك فرحا شديدا ..وحان الموعد ..وكانت أمه متحمسة جدا لمعرفة الفتاة التي أنقذت ابنها من الغرق على حد

 تعبيرها ..وتوجهت مع ابنها إلى المنزل ..وفي الطريق تأففت قليلا ..ولم يعرف كمال السبب حتى وصل إلى هناك وكانت المفاجأة الكبرى.. 

          الجزء العاشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>