رواية زوجتي المتمردة الجزء الخامس والاخير بقلم ريم السيد


 الجزء الأخير 


#زوجتي_المتمردة 


طرح أسامة فكرته الجهنمية واتفقنا على تنفيذها...قدمت لنا حنان الغداء الذي كان



 كالعادة مما لذ وطاب من وصفاتها وأنا مستمتع بفكرة أسامة التي قد سمع بها من قبل وكانت نتائجها مبهرة لكن ستكون أكثر 


نجاحا ان عادت سهام حقا الى المنزل ... ذهبت بعدها الى عيادتي


 لأنتهي من الحالات فأنا أحاول قدر المستطاع ألا أتغيب على


 المرضى فألم الأسنان لا أصعب منه أبدا ... مع كل حالة كان يدخل سعيد ولم يكن على مايرام أبدا وبعد أن انتهيت من جميع الحالات ...


-مالك ياسعيد

=بخير يادكتور الحمد لله

-فيه ايه بجد...المدام كويسة !؟ 

=والله بعافية شوية 

-ليه بس كفى الله الشر

=حالتها مش مستقرة والدكتور مصمم يولدها 

-طيب ما ده أحسن ليها ماتقلقش والقيصرية هتكون أمان حتى لو البيبي اتولد ضعيف شوية هيقعد شوية في الحضانة ويبقى تمام 

=ما انت عارف البير وغطاه يادكتور وانا مش حمل قيصرية وحضانة خالص (وانهمرت دموعه وانكسر صوته عاجزا وما بيده حيلة) 

-لا حول ولا قوة الا بالله ... اهدى كدة بس وعيب تقول كدة وانا موجود 

=يادكتور انت محترم وعداك العيب ودايما بتفرجها عليا بس والله ماهاخد منك حاجة تاني انا بحكيلك عشان اتخنقت ومش قادر احكي لحد ولا  عايز احس اني عاجز قدام زوجتي 

-انا مقابل كل حاجة كنت باخد دعوة منك ياسعيد بتفرج عليا اللي انا فيه انت مش متخيل ربنا بيرد الخير اللي بيتعمل ازاي .. ماتحرمنيش من ستر ربنا عليا .. وبص عشان ماتحسش بأي احراج شوف المبلغ اللي انت


 عايزه واعتبره سلفة وسددها براحتك أظن دي مافيهاش حاجة ..وربنا يفرجها عليا .. وحط ورقة على الباب بقى ان العيادة مقفولة تلت أيام عشان انت تبقى جنب مراتك وانا كمان أفصل من الشغل شوية 

=الله يجازيك خير يا دكتور ويرزقك الذرية الصالحة 

-الله يكرمك يا سعيد ويفك كربك 


غادرت العيادة وأنا بارتياح عظيم فتفريج كرب الناس من أعظم وأحب الأعمال الى الله وكما ندين ندان فليست الإدانة في الشر فقط فهي في


 الخير أيضا وبالتأكيد فرج الله قريب ... حملت معي بعض الأزهار الجميلة من التوليب وعشاء لذيذ لربما عادت سهام للمنزل ونحاول أن تتصافى النفوس بيننا لأن سهام إن عادت فذلك يعني



 تنازلها لأول مرة بحياتها ويدل على صلاح حالها ولن أشعرها حينها بأي حرج أو اذلال لها بل سأقدم لها الزهور لكي تشعر بحبي وتمسكي بها وتفهم أن لا كرامة أو حرج أو شعور بالذل بين الزوجين أما في حالة عدم عودتها فسأتناول عشائي وأضع الزهور في المزهرية وأنام في سبات عميق... 

حين عودتي كان ماتخيلته حقا سهام في المنزل وقد عادت لسابق عهدها كأول أسبوع 


بزواجنا ورائحة المنزل تفوح منه العطور ما إن رأيتها حتى احتضنتها بشدة وكأني نسيت كل ما كان ...


=انا اسفة يا أمير 

-ايه ده معقول ...سهام بتعتذر (وضعت أطراف أصابعي على أنفها مناغشا لها وأنا أضحك) 

=خلاص مش آسفة (تتظاهر بالغضب متدللة)

-رجوعك البيت هو اكبر علامة على حبك .. وما دام فيه بينا حب يبقى عمرنا ماهنفترق 

=أمير .. هو انت ازاي استحملت مني كل ده ! 

-عشان بحبك 

=بس انا كنت مش كويسة أبدا معاك .. انا لما قعدت مع نفسي وافتكرت كل اللي كنت بعمله وصبرك عليا .. ولما جيت البيت وانا طلبت اتطلق وبردو كنت هادي ومحترم أوي معايا حسيت اني لو ضيعتك هبقى أكتر واحدة ندمانة في الكون ... حتى لما قابلتك في الكافيه اتقبلت كلامي بمنتهى الهدوء 

-عشان كان معاكي حق ... انا للأسف ماحستش اني مقصر لمجرد اني بجيب طلبات بيتنا وبعزمك على خروجة اخر الشهر او بقعد معاكي يوم أجازتي ونسيت تمام ان الأهم اني اهتم بيكي واحسسك بحبي ليكي 

=انا اسفة يا أمير بجد ... وهتغير بجد عشان انت تستاهل مني كدة وتحملك ليا ده هيقابله تحملي ليك في كل ظروفك ... وانت كمان استحملنا

-استحملكم!؟

=اممم..انا و ..(اشارت الى بطنها)

-بجد! ... انتي حامل 

=ايوى 

-مبروك ياروحي ..(قمت من مكاني وأمسكت بيدها متهللا فرحا) . عرفتي من امتى 

=من يومين كدا ... وبصراحة أول ماعرفت كنت مبسوطة أوي وكنت عايزة أكلمك أقولك وحسيت ساعتها ان نفسي نكون مع بعض دايما وده اللي خلاني اقابلك في الكافيه اشوف ردة فعلك نحيتي ..

-والله اسعد خبر في الكون ... 


مضى يومنا بلطافة بالغة والبيت يملؤه حب وحياة مقبلة من الفرح والبهجة فهؤلاء هن السيدات عند شعورهن بتلك النطفة في أرحامهن تنتفض قلوبهن


 سعادة ويودون حينها لو جعلن العالم بأكمله أيقونة سعادة فتبث تلك النطفة بهن الأمل والحياة بل والتغير لحياة أفضل ومحاولة الإستقرار مع الشريك .. أوقن بشدة أن 


دعواتي لله كانت من أهم الأسباب في أن نعود لسابق عهدنا ولاسيما صبري وتريثي لسلوك زوجتي ومزاجها السيء لطوال تلك الفترة ومن الواضح أن 


السبب كانت هرمونات الحمل التي تقلب مزاج المرأة رأسا على عقب وتكون حينها كل ماتحتاجه الشعور بالحب والدفء تجاه شريكها لكن لم يخطر ببالي ذاك الأمر أبدا...


كان من الجميل أيضا أن اليوم التالي هو يوم الجمعة وليس لدي دوام وسأقضي اليوم بأكمله مع زوجتي وفرصة عظيمة لتنفيذ فكرة أسامة لنرى من


 فعل بنا ذلك ... اول ماقمنا به عند استيقاظنا هو الصلاة مع عهد بيننا أمام الله ألا نتركها أبدا ثم قمت بمساعدة سهام في أعمال البيت وصوت الشيخ ماهر المعيقلي يجوب أرجاء المنزل ...بعد عودتي من صلاة الجمعة ....


-سهام عايزين نعزم أصحابنا واهلنا النهاردة بالليل 

=فجأة كدا ...وليه !؟ .. خليها يوم تاني.. ايه المناسبة

-هههههه كل دي أسئلة .. عموما ياستي عادي .. نقعد سوا قعدة لطيفة يعني .. وكمان نقولهم على الحمل انتي عرفتي حد !؟

=لا ماقولتش .. طيب خليها بكرة عشان الحق اعمل حاجة 

-لا لا مش عايزك تعملي اَي حاجة انا هجيب النهاردة من برة شاورما وحلويات وتبقى قعدة خفيفة وحلوة 

=خلاص تمام ... هتصل بيهم أقولهم 

-تمام ياحبيبتي 


هكذا تسير الأمور على مايرام وأنا لا أريد أبدا أن اسبب القلق لسهام بشأن العمل المتواجد والذي أريد ان اعرف صاحبه من خلال تلك الجلسة رغم أني 


أعلم أنه لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا وكل مايحدث لا يحدث الا بأمر الله لكنه فضولي ومحاولة معرفة من يدس لي الشر هكذا ...

في المساء اجتمع الأهل والصحبة المقربين وتناولنا العشاء ومن ثم بعض الحلوى 


والمشروبات


 التي كنت قد أحضرتها وفاجأتهم سهام بخبر حملها وبارك لها الجميع بمنتهى الحب والود ومن ثم قمت أنا بإحضار العمل من الداخل ...


-يا جماعة تخيلو اني لقيت ده في الدولاب 

=ايه ده ... يانهار ابيض اوعى يكون اللي في دماغي 

-أيوى يا أمي شكله عمل .. لما روحت لشيخ قال...

=•ههههههه (قاطعتني هنا ابنة اسامة بتلك الضحكة 

-بتضحكي على ايه يا هنا 

=•اصل حضرتك بتقول عمل هههههه ...هو يعني ايه عمل يا ماما 

=*عيب كدة يا هنا اسكتي عشان عمو يكمل كلامه 

=•أصل دي بتاعتي 

-بتاعتك!؟ازاي

=•انا وسما لما جينا مع ماما بعد فرحكم جبنا دي هدية ... اهو ياعمو ده انت ودي طنط سهام وكاتبين ليكم ب ح ب ك م حطينا الحروف حولين 


الرسميتن عشان نزينهم وبعدين لفيناها بربطة الشعر بتاعتي عشان مش كان معايا غيرها ... بس هي مبلولة ليه يا عمو 


كنت سأموت ضحكاً أنا وأسامة لدرجة أن الجميع ضحكوا من منظرنا الأبله ونحن نضحك  


والحمد لله أن هنا أنقذت الموقف قبل أن أكمل في تنفيذ الخطة 

التي حين شرعت في تنفيذها شعرت أنها قد تفسد علاقتي بالجميع حيث كانت الفكرة هي أن أقول لهم أن الشيخ يقول


 أنه ان لم يعترف صاحب


 العمل به فإن عينيه اليسرى ستنفجر (كان أسامة قد سمع بتلك الحكاية أنها حدثت بالحقيقة واعترف


 صاحب العمل خوفاً على عينيه لذا اعتقد اننا حين ننفذها سنعلم) لكن أحمد الله 


حقا أني لم أكمل ... مضت تلك الجلسة بضحكات صاخبة هنا وهناك مما شجعني أنا وسهام أن نكررها 



في كل فترة مع وعدها 

أنها لن تقصر أبدا بحقي بعدما رأت مني تحملا كبيرا وتفانيا مني لإسعادها ولا شك أن



 والدتها أيضا حين رأت سعادة إبنتها ولمست حبي لسهام في


 تصرفاتي معها بدت لطيفة هي الأخرى معي وبالتأكيد سيصبح القادم أفضل بإذن الله ...

                     النهاية

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>