روايه أحنا اتقابلنا قبل كده
( الجزء التاسع )
توقفنا فيما سبق حينما اتصل جاسر بوكيل اعماله وطلب منه بيان مفصل عن هند .
مرت الساعه التى منحها جاسر لوكيل اعماله حتى ياتى بتقرير كامل ومفصل عن هند ، كان جاسر ينتظر مع زوجته وصول حامد ، حاول جاسر ان لا يظهر امام بنته روان اى شيء يقلقها ، فرغم صغر سنها الا انها تستطيع معرفه كيف يبدو والدها حينما يقلق .
حضر حامد اخيراً وجلس مع جاسر وزوجته رند ، واعطى لجاسر تقرير مفصل عن هند ، وبداء جاسر يتفقد التقرير ويحاول فهم شخصيه هند .
حامد : على فكره يا باشا ، هى فعلا شخصيه مشهوره جدا ، بس علشان اجيب الاسرار اللى ميعرفهاش حد دا كلفنى مجهود وفلوس كتير اوى .
نظر جاسر الى حامد باشمئزاز وقال له : كل اللى انت عوزه هتخده ، فى حاجه بره التقرير دا انت عرفها .
حامد : فى يا باشا ، معلومه عرفتها بالصدفه .
جاسر : ايه هى ؟
حامد : هند محبتش حد قبل كدا ، ومش عمله اى علاقات ، دا اللى الناس كلها تعرفه .
جاسر : وانت عرفت ايه الناس متعرفهوش ؟
حامد بابتسامه ماكره قال : هند محبتش فعلا غير مره واحده ، كان خطبها ، ومات لما كان مسافر .
جاسر باهتمام شديد : كان مسافر فين ؟
حامد : الامارات يا باشا .
جاسر : خطبها كان اسمه ايه ؟
حامد : تقريبا كدا عابد يا باشا .
رجع جاسر رأسه للخلف ليسندها على الكرسى الذى يجلس عليه ليستنشق نفسا عميقا ، فلم يعد هناك شك ، فصاحب القلب هو حبيب هند ، وشعرت رند بقلق زوجها فامسكت يداه ليشعر بانها تدعمه .
واعاد جاسر بنظره على حامد وسأله : جبتلى عناواين وتليفونات هند ؟
حامد : حصل يا باشا ، فى التقرير عنوان بتها ، وعنوان شغلها ، وارقام تلفوناتها ، حتى هى دلوقتى فى بتها .
جاسر : ماشى ، امشى انت دلوقتى يا حامد ، ومتقلقش هعملك مكافأه هتفرح بيها .
حامد : الف شكر يا باشا ، ثم قام حامد وذهب ، وترك جاسر مع زوجته .
رند : هتقابلها امتى ؟
جاسر : هروح اقابلها دلوقتى .
رند : هتتصل بيها تاخد ميعاد ؟
جاسر قام من على الكرسى وقال : لا هروح لغايه عنوان بتها ، واتصل بيها وانا قدام بتها ، مفيش وقت لازم اتكلم معاها ، هى من حقها تعرف ايه اللى حصل مع خطبها .
رند قامت هى الاخرى ، ووضعت يداها حول رقبه زوجها ، ونظرت اليه وهى لا تعرف هل سوف يتعرض زوجها لازمه صحيه مره اخرى او لا .
وقالت له : كان نفسى ابقى معاك ، بس هسمع كلام الدكتور ، بس لازم تطمنى عليك ، وكمان متنساش ، مراتك وبنتك مستنينك ؟
تبسم جاسر ابتسامه خفيفه ، وقبل زوجته بجبينها ، وقال لها : متقلقيش ، سواء كنت بقلب جاسر او حتى بقلب عابد ، انا عمرى ما اقدر انساكى او انسى روان .
ذهب جاسر الى عنوان منزل هند ، ووقف بسيارته امام منزله ، ثم قام بالاتصال بها .
هند : ايوه مين معايا ؟
جاسر : انا جاسر ، صاحب المصنع اللى حضرتك كنتى بافتتاحه امبارح .
هند : اه اهلا بحضرتك ، فى حاجه ممكن اسعدك بيها ؟
جاسر : انا واقف دلوقتى قدام بيتك ، وبستأذن عاوز اقعد مع حضرتك اتكلم فى موضوع مهم .
هند سكتت بضعه ثوانى لتفكر بالامر ، ثم قالت له : تقدر تتفضل يا استاذ جاسر ، انا فى انتظارك .
دخل جاسر وجلس مع هند ، لم يكن يعرف كيف يبداء الكلام فى موضوع عابد ، لم يكن يعرف ان الامر صعب للغايه ، فهو سيفتح جرح رغم التقامه الا انه سيعود للنزيف مره اخرى ، ظل جاسر جالس امام هند لا يعرف ماذا يقول ، واخذت هند تنتظر لتعرف ما سبب زياره جاسر لها ، وحينما طال سكوته قررت ان تتحدث هي .
هند : حضرتك يا استاذ جاسر طلبت تقابلنى ، وحضرتك قاعد قدامى بقالك كام دقيقه ومتكلمتش فى اى حاجه ، انا ممكن اعرف فى ايه ؟
جاسر بداء يتصبب عرق ، وظهر التوتر عليه بشده ، فقلب عابد حينما سمع صوتها لما اتصل جاسر بهند يستأذن مقابلتها ، حينها بداء دقاته تتسارع ، وصوتها يعلوا ، ولكن لم يشعر جاسر بالتعب او الالم ، وانما شعر بالتوتر الشديد ، لم يكن يعلم ان قلب عابد كانه يكافأه على مقابله هند ، لذلك لم يسبب له اى ألم ، وقرر جاسر ان يتحدث مع هند باقصر الطرق .
جاسر : انتى كنتى مخطوبه لواحد اسمه عابد صح ؟
حينما سمعت هند اسم عابد شعرت بان قلبها وكانه انتفض من مكانه ، حينما ذكرها جاسر بشخص لم تنساه هى ابدا وانما فقط حاولت ان تعيش بدونه ، وحاولت تتماسك هند امام جاسر وتشعره انها متماسكه .
هند : ايوه كنت مخطوبه لواحد اسمه عابد ، ومش فاهمه حضرتك عاوز توصل لايه ؟
جاسر : انا اعرف عابد .
هند : كنت تعرفه ازاى ، شفته يعنى ، ولا اشتغلت معاه ؟ بس عابد شغله بعيد عن شغلك ، وكمان عابد كان بيحكيلى كل حاجه ، وانا فكره كل كلامه ، وهو مقلش انه يعرف واحد اسمه جاسر ؟
جاسر : انا مشفتش عابد ولا مره ، بس برغم كدا اعرفه ، او بمعنى اصح هو عايش جوايا .
هند : انا مش فهمه حاجه خالص يا استاذ جاسر ، انت جاى تتسلى بمشاعرى ولا ايه ؟
جاسر : انا كنت مريض بالقلب ، بمعنى اصح قلبى كان يعتبر تالف ، والدكاتره اتوقعوا اموت بعد وقت قصير اوى ، اتصادف وانا بالمستشفى ان فى حادثه حصلت والمصابين اتنقلوا المستشفى اللى كنت محجوز فيها ، وواحد منهم لما مات الدكتور قرر سعتها ينقل قلبه ويستبدل قلبى المريض ، طبعا كانت مجازفه منه لانه مخدش اذن من حد ، واللى ساعد فى نجاح العمليه دى ان القلب كان متوافق معايا فى كل حاجه ، وطبعا الشخص اللى اخدت قلبه كان عابد .
كان كلام جاسر لهند قاسى على قلبها ، فرفض قلبها تصديق كلامه ، اما عقلها فلم يكن بحال افضل من قلبها ، فالعقل لا يستطيع استيعاب ما يرفضه القلب ، شعرت هند بالغضب ، واحست انها كرهت جاسر لمحاولته استغلال اسم حبيبها عابد للتقرب منها .
قامت هند من مكانها ، وقالت لجاسر : انا لما شفتك اول مره كنت فكره ان انتى حد تستاهل الاحترام ، بس شكلى اتخدعت فيك ، اتفضل اطلع بره بيتى .
قام جاسر من مكانه ، ولكنه لم يتحرك ، فهو مصمم على ان تسمعه هند .
وحينها قال لها : انا مش همشى من هنا غير لما تسمعى كلامى للاخر ، انا تعبان اوى ، قلب عابد جوايا وكل ما اسمع صوتك او حتى امسك لما بسلم عليكى ، ضربات قلبه بتدق بسرعه ، وبحس انها هتكسر ضلوعى ، وكمان بحس بنغزه بتموتنى من الالم ، وكل دا مابحسش بيه غير وانتى جنبى .
سمعت هند كلام جاسر ، جلست على الفور ، فهى سمعت هذا الكلام من قبل ، فهى لم تنسى كلمه قالها عابد لها .
واخذت تتذكر هند كلام عابد حينما حضنته بالمطار وقال لها : من ساعت ما عرفتك ، كل مره اسمع صوتك فيها ، قلبى يفضل يدق بصوت عالى ، لدرجه انى كنت بخاف تسمعيه ، ويفضل يعمل كدا وسعات بحس بنغزه من كتر دقاته .
دموع هند لم تتوقف ، حتى انها شعرت بان عابد بجوارها ، لم يقم جاسر بفتح جرح قديم لهند ، وانما قام بتوسيع هذا الجرح لدرجه ان امهر الاطباء يعجز عن مداوات قلب هند ، فجاسر قد قام بارجاع هند الى لحظه موت عابد ، فلقد اعادها الى لحظه سماعها بخبر موت عابد .
