رواية احنا اتقابلنا قبل كده السادس6بقلم ياسر عوده



 روايه أحنا اتقابلنا قبل كده 


( الجزء السادس )


 توقفنا فيما سبق حينما عرفت هند ان عابد قد مات .

مر عده شهور على موت عابد ، رجعت هند لعملها ، ولكنها قررت الا تفتح قلبها لاى احد اخر بعد عابد ، وصبت جميع اهتمامها بعملها فقط ، وبالفعل كانت تتألق واستمر نجحها حتى اصبحت من اشهر عارضات الازياء على المستوى العالمى .


قرر جاسر اخيرا الذهاب الى مصر مع زوجته وابنته لافتتاح مصنع جديد هناك ، بالطبع اقام فى احدى اكبر الفنادق بالقاهره مع اسرته ، وكنوع من انواع الدعايه لمصنعه قرر عمل عرض ازياء لمنتجات جديده صنعها   مصنه على احدث تراث ، وكلف جاسر مدير اعماله بمصر ان يحضر لاقامه هذا العرض ويجب ان يكون ضخم ، ويجب عمل دعايه اعلاميه له على مستوى دولى ، وارسال دعاوى لمشاهير العالم لحضور ذلك العرض .


كان مدير اعمال جاسر فى مصر اسمه حامد ، وبداء حامد بتنفيذ تعليمات جاسر بدقه ، واتفق مع اكبر شركه لاقامه عروض الازياء ، وطلب    منها احضار اشهر عارضات الازياء على مستوى العالم ان امكن ، وبالفعل حدث ذلك ، وتواصلت تلك الشركه مع هند لانها من مشاهير العالم فى عروض الازياء ، ووافقت هند بالطبع بعد ان سمعت عن ضخامه هذا العرض ، وبداء التحضير لاقامه اضخم عرض ازياء حدث فى الشرق الاوسط باجمعه .


بداءت البروفات على العرض ، وبعد ان تم تجهيز كل شيء ، طلب حامد من جاسر ان يحضر الى اخر بروفات لتجهيز عرض الازياء ، ووافق جاسر على   ذلك ، وقال له انه سيحضر زوجته وابنته معه ، طلب جاسر من زوجته الذهاب معه لحضور تلك البروفه النهائيه فقالت له : بصراحه مكسله ما تروح انت وتاخد روان معاك .


جاسر : قومى بطلى كسل ، انتى عرفه انا بحب تكونى جنبى ديما .


رند : مش يمكن تحب تكون وحده ، انت هتشوف عارضات ازياء ، يعنى الجمال كله .


جاسر : عيونى مابتشفش غيرك ، وبعدين تفتكرى فى ست اجمل منك بالدنيا دى كلها .


ضحكت رند وقالت : اكيد فى ، منا مش ملكه جمال العالم .


جاسر : لا مفيش ، ويلا هتيجى معايا يعنى هتيجى .


رند : حاضر هقوم اجهز نفسى .


فنظر جاسر لروان ابنته وقال لها : وانتى يا قمرى موفقه تروحى ولا اتحايل عليكى انتى كمان ؟


روان : لا اتحايل عليا اشمعنا ماما .


ضحك جاسر وحمل ابنته بذراعيه وقال : دا انتى الحب كله يا قلب بابا .


روان : بس الفستان اللى هيعجبنى هتطلب من المصنع بتاعك يعمل واحد زيه مقاسى ، اتفقنا يا جاسر ولا ايه .


ضحك جاسر وقال : اتفقنا يا عيون جاسر .


ذهب جاسر مع اسرته ليتفرج على بروفه العرض ، بالطبع كانت هند بالبروفه ، وظهرت امام    جاسر ، ولكن لم تكن بالنسبه اليه سوى احدى العارضات الجميله التى ترتدى فستان لتعرضه ، فجاسر يحب زوجته ولا يهتم باى سيده حتى وان كانت فى منتهى الجمال مثل هند .


كانت البروفه رائعه اعجبت جاسر واسرته ، وانتبه جاسر ان ابنته ليست بجواره ، قلق عليها طبعا ، وبداء يبحث عنها هو وكل الموجدين ، كانت روان قد ذهبت لغرف عارضات الازياء ، تريد ان تتفرج على الفساتين   الجميله وعلى السيدات التى تعرضهم ، وكانت تتجول بالغرفه ، رائتها هند وهى جالسه بعد ان غيرت ثيابها وجلست تمسح المكياج عن وجهها ، فتبسمت هند لروان ، فاقتربت روان منها وقالت : انتى حلوه اوى من غير مكياج ، ليه بتحطيه انتى كدا احلى بكتير .


هند تبسمت وحضنت روان وقالت : ربنا يخليكى ليا يا قمر انتى ، دا انتى اللى قمر والله .


روان : انا عوزه ابقى عارضه ازياء زيك .


هند : انتى هتبقى اجمل منى مليون مره ، قوليلى اسمك ايه ؟


روان : اسمى روان ، وانتى اسمك ايه ؟


هند : انا هند ، انتى جيه مع مين يا روان ؟


روان : جيه مع بابا وماما .


هند : اومال هما فين ؟


روان : كانو قعدين بالعرض بره ، بس انا جيت اتفرج عليكم هنا .


هند : وقولتلهم ان انتى هتيجى هنا ، ولا نسيتى ومشيتى وخلاص ؟


روان : انا مقولتش لحد حاجه ، تصدقى نسيت ؟


ضحكت هند وقالت : زمان اهلك قلقنين عليكى ، هتعرفى ترجعى ولا اجى اوصلك ؟


وقبل ان تتكلم روان سمعت صوت والدها ينادى باسمها وهو يبحث عنها ، فاجابته وهى تجرى باتجاه الصوت حتى وصلت اليه وقال لها : انتى كنتى فين وازاى تمشى من جنبى من غير ما تقولى ، انتى عرفه قلقت عليكى قد ايه ؟


روان : معلش يا بابا نسيت اسفه ، مش هعمل كدا تانى اوعدك ، بس تعالى عوزه اعرفك بحد .


جاسر : يلا نمشى امك قلقانه عليكى .


روان : اصبر بس دى وحده صحبتها بس ايه عسل اوى ، تعالى بس معايا .


جاسر : ماشى يا ستى يلا نروح ، وذهب جاسر معاها ووقف امام هند ، وقالت روان اعرفك يا سى بابا دى هند صحبتى ، ودا يا هند بابا اسمه جاسر ، وهنا مد جاسر يده للسلام على روان ، وهو يقول : اتشرفت بحضرتك .


حينها مدت هند يداها لتسلم على جاسر وهى تقول : انا اللى اتشرفت بحضرتك .


وهنا حدث شيء غريب ، حينما لمس جاسر يد هند ، وسمع صوتها وكان عرف قلب عابد من هى صاحبه هذا الصوت ، فكان صوت هند هو وسيله التعرف عليها ، انتفض قلب عابد ، وعليت ضربات قلبه ، لم يفهم   جاسر ماذا يحدث ، فكل ما يشعر به وكان قلبه سوف يخترق صدره ، فضربات قلبه تصدر ضجيجا داخل جسده ، وكان قلبه يصرخ ، لم يفهم جاسر ماذا يحدث ، شعر بنغزه بقلبه ، المته تلك النغزه بشده ، وشعر ان قلبه اجهد من شده علو الضربات ، وظل هذا الوضع لبضعه ثوانى ، حتى انهار جاسر وسقط على الارض مغشى عليه .


فزعت هند وفزعت روان مما حدث لابيها ، وصرخت روان بصوت عالى حينما سقط جاسر ، وجاء على صراخها الكثير من الناس ، ومنهم زوجه جاسر وجاءت الاسعاف ونقلته الى احدى المستشفيات الخاصه ليتم فحصه ، دخل جاسر المستشفى ، وجاءه الكثير من الاطباء لفحصه ، وتم تشخيص الحاله على انها صدمه عصبيه شديده وحاله اجهاد مفاجئه لعضله القلب ، وادى ذلك الى دخوله بغيبوبه مؤقته .


وضع جاسر بغرفه العنايه المركزه ، لقد تم تشخص حلته ولكن لم يعرف احد سبب دخوله لهذه الحاله ، وجاء احد اكبر الاطباء لسؤال زوجته الدكتوره رند وقال لها : هو الاستاذ جاسر اشتكى من قلبه قبل كدا ؟


رند : جاسر من كام شهر خضع لعمليه نقل قلب .


الدكتور : تمام ، والقلب دا متوافق معاه بنسبه كام ؟


رند : القلب متوافق معاه بصوره كامله ، دا هو حتى مشتكاش من اى اعراض لدرجه اننا كنا نسينا انه عمل عمليه قلب اصلا .


الدكتور : اكيد اتعرض لصدمه شديده ، الاستاذ جاسر عنده اجهاد شديد بعضله القلب ، ودا عاده بيجى مع نشاط زائد للقلب .


رند : يا دكتور انا متبعه جاسر كويس ، النشاط بتاعه دا عادى ويومى .


الدكتور : غريبه ، على العموم لازم نستنى لما يفوق من الغيبوبه المؤقته دى ، ونفهم هو اتعرض لايه .


رند : الغيبوبه دى بتقعد قد ايه يا دكتور ؟


دكتور : يوم او اتنين ، متقلقيش باذن الله خير .


رند : يا رب يكون خير .



              الفصل السابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>