رواية احنا اتقابلنا قبل كده الفصل الثالث3بقلم ياسر عوده



 روايه أحنا اتقابلنا قبل كده


 ( الجزء الثالث )



بقلم ياسر عوده 


 توقفنا فيما سبق حينما قامت هند بصد فايز بطريقه جريئه للغايه .

لم يتوقع فايز ما قالته هند ، شعر بالاهانه بشكل كبير ، وحينها 


رغب فى الانتقام ، لذلك قرر ان يهين عابد امام صديقته ، كان 


عابد يسجل كما قولنا من قبل ، وهنا قاطعه فايز وقال له 


بصوت عالى : كل اللى انت   بتسجله دا يتعاد من اول وجديد ، 


ايه الاداء السيء دا ، مالك مش مركز ليه ، محنا هنا مش 


فتحنها ضيافه كل واحد يجب اصحابه وكمان ميعملش شغله صح .


غضب عابد من كلام فايز ، فاول مره يهينه احد بهذا الشكل ، 


وقال عابد له : انا مسمحلكش تتكلم معايا بالاسلوب دا ، انا 


شايف شغلى كويس ، وايه الكلام اللى بتقوله ، هو انا من امتى 


شغلى بيطلع وحش ، الاسلوب اللى بتتكلم بيه دا مايتكررش تانى .


فايز : والله دا اللى عندى ، اللى مش عجبه الباب يفوت جمل ، هتعرف مكان الباب فين ولا اجى اورهولك .


كان كلام فايز تقيل على قلب عابد ، لم يحزن لانه طرده تقريبا ، وانما حزن لشعوره بان فايز يعايره باعاقته ، بالطبع تجمع العاملين بالقناه على صوت فايز   ، وسمع الجميع ما قاله ، ولكن لم يتدخل احد ، او يتشجع احدهم ويقول له انه لا يصح بمعايره مريض بمرضه ، كل واحد منهم ظل صامت ولم يتكلم ، شعر عابد بكسره النفس ، كان يستطيع رد الاهانه لاى احد ، ولكن شعر بالاختناق من كلام فايز ، شعر بانه يرغب فى ان يبكى على عجزه ، حاول الصمود والا يبين انكساره ، بداء يتسرف بتوتر واخذت    الاشياء تتساقط من حوله وهو يجمع اشياءه بسرعه ، وقال له اثناء ذلك : انا فعلا بحمد ربنا انى اعمى ، على الاقل اترحمت من انى اشوف وش واحد اقل كلمه تتقال عنه انه حيوان .


تعصب فايز من شتيمه عابد وقال له : انت بتشتمنى ، طيب اطلع بره ، ومشوفش وشك هنا تانى ، مش كفايه مستحملينك .


تقدمت هند وساعدت عابد على لم اشياءه ، ومنعته من الرد على فايز ، فقالت له : متردش عليه يا عابد ، دا انسان مريض وهيجرح فيك ، متدلوش الفرصه دى .


امسكت هند بيد عابد وخرجت معه من مكتب الصوت ، وبداءت بالتحرك معه للخروج ثم توقفت وقالت لعابد : استنانى هنا دقيقه وجيالك ، ثم تركته وعادت الى فايز ووقفت امامه وبصقت فى وجهه وقالت له : انت اوطى واحد انا قبلته فى حياتى ، ثم عادت الى   عابد وامسكت بيده وخرجت من القناه ، ولم ينتبه احد ان كان احد العاملين يصور كل ما حدث بالقناه ورفعه على اليوت يوب ومواقع التواصل الاجتماعى .


رغب عابد العوده لمنزله ، ولكن هند رفضت وطلبت منه ان يبقى معها ويجلسون باى مكان للتحدث سويا ، حاول عابد الرفض ولكن لم تترك له هند فرصه للرفض وبالفعل قبل عابد طلبها وجلس معها ، بداءت هند بالكلام وقالت له : انا اسفه على اللى حصل ، انا السبب فى انك سبت شغلك ، بجد اسفه اوى ، سمحنى يا عابد ؟


عابد : عرفه انا مش فارق معايا انى سبت الشغل ، او بالاصح انطردت من الشغل ، لانى  عارف ان اى مكان يتمنى اشتغل فيه ، بس اللى زعلنى اوى معيرته بمرضى .


هند : دا هو اللى انسان مريض ومتخلف كمان ، متدلوش اى اهتمام ، هو قال الكلام دا علشان يجرحك ويعجزك عن الرد عليه ، وللاسف هو نجح فى كدا .


عابد : انا مش فاهم هو عمل كدا ليه ؟


هند : انا عرفه السبب .


عابد : انتى السبب صح ؟


هند : هو حب يعزمنى عنده بالمكتب ، بس انا صديته ، انا فهمته من اول ما اتكلمت معاه .


عابد : الناس مستكتره واحد اعمى يعرف وحده جميله .


هند : بطل تقول الكلام دا ، انت فى نظرى احسن منهم كلهم .


عابد : مابحبش حد يشفق عليا .


هند : وانا مابشفقش عليك ، بجد انا مبهوره بيك ، حتى طرقتك فى الشغل ممتازه ، انت موهب اوى ، وكفايه انى ببقى سعيده وانا معاك .


تبسم عابد قليلا ، فقالت هند : اقفش شفت ابتسامتك ، ايوه كدا يا عم متحطش فى دماغك ومتزعلش نفسك .


مر يومان على تلك الحادثه ، وانتشر الفديو اللى انضرب فيه فايز ، وكانت بمثابة فضيحه له وحينها طلب من صاحب القناه ان يقدم استقالته ويقعد فى بيته ، وحاول صحب القناه ارضاء عابد وارجاعه للقناه ولكن عابد رفض احس بانه لا يستطيع العوده للمكان الذى تم اهنته فيه .


رغم ما حدث الا ان حاله عابد النفسيه كانت سيئه للغايه ، لم يستطيع نسيان ما حدث لذلك قررت هند مساعده باى وسيله لاخراجه من تلك الحاله ، وكان افضل شيء لفعل ذلك هو انها تصر على حضوره لمكان     عملها ، حاول عابد الرفض فى البدايه ولكن كانت هند من الشخصيات العنيده واللحوحه للغايه ، وفى النهايه استسلم لها ووافق ان يذهب لمكان عملها .


ذهب عابد لمكان عمل هند ، كان اول مره له الذهاب الى مكان عمل بروفات عروض الازياء ، استقبلته هند وقامت بتقديمه الى زملاءها بالعمل وتعمدت ظهوره امام الناس ووضعه امام الامر الواقع ، كان عابد فى    البدايه مترضض بعض الشيء ولكن مع مرور بعض الوقت اندمج بالحضور ، واكثر من ذلك تالق بينهم حين اعلنت لهم هند ان عابد موهوب بتقليد الاشخاص ، وبداء الجميع يطلب منه تقليد الفنانين والمشاهير وغير ذلك .


قضى عابد يوم جميل له بهذا المكان ، اعاد هذا اليوم ثقته بنفسه التى فقدها حينما قام فايز باهانته ، وظلت الامور تتحسن منذ ذلك الوقت ، فبعدها بعدة ايام وجد عابد عمل فى احدى القنوات الفضائيه ،    حتى انه حصل على راتب اعلى ، واستمر علاقه عابد بهند تتوثق اكثر واكثر حتى انها اصبحت تأخذ رائيه فى جميع امورها وبكل شيء يخص مستقبلها ، مرت على صداقتهم عده شهور ، اصبحت هند عالم عابد الخاص ، واصبح عابد اهم شخص تمتلكه ، وفى احدى الايام كان يوم اجازه عابد ، الساعه الرابعه فجرا تقريبا ، اخذ احدهم يدق جرس باب شقته بلهفه    ، فذع عابد من نومه ، كان الشتاء قارص ، وصل عابد لباب شقته وقبل ان يفتحه قال : مين على الباب ؟


سمع حينها صوت هند تقول له : انا هند .


استغرب عابد من مجيء هند فى هذا الوقت المتاخر ، فتح بالطبع وقال : حصل ايه يا هند ؟


هند : الجو تلج خلينى ادخل الاول .


دخلت هند واغلق عابد الباب وسئلها حصل ايه قلقتينى ؟


هند : بص يا عم انت ، من غير لف ودوران ولا مقدمات ، من 


الاخر كدا انا بقالى فتره مستنياك تتكلم وانت عامل زى الصنم ، 


وقررت انى اجيلك دلوقتى علشان اسئلك سؤال واحد بس ، انت بتحبنى ؟



               الفصل الرابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>