رواية احنا اتقابلنا قبل كده الفصل العاشر10الاخير بقلم ياسر عوده



 روايه أحنا اتقابلنا قبل كده 


( الجزء العاشر والاخير )


بقلم ياسر عوده


توقفنا فيما سبق حينما اخبر جاسر هند ان قلب عابد بداخله .

شعر جاسر ان هند صدقته ، او على الاقل بداءت بتصديقه ، فجلس هو الاخر ، وبداء بالتحدث : انا مش جاى علشان ارجع افتح جروح اتقفلت ، ولا حتى جاى علشان اقول اى كلام علشان اتقربلك ، بس فعلا اللى  انا قولته حقيقه ، انا جوايا قلب عابد ، او بالاصح عابد لسه عايش ، اليوم اللى قبلتك فيه اول مره اول ما شفتك وعينى جت عليكى محستش نحيتك بحاجه ، بس لما لمست ايدك وسمعت صوتك ، حسيت انى هموت من الالم اللى حصلى ، وطبعا فى الاول مفهمتش السبب .


هند تبسمت ابتسامه حزينه ، فحضر بعقلها حينما اكتشفت ان عابد لا يرى ، وقالت هند لجاسر : عابد كان اعمى ، وهو حبنى بقلبه من غير ما يشفنى   ، كان صوتى ولمسه ايدى كل اللى يعرفه عنى ، عابد مكنش خطيبى وبس ، عابد كان الابتسامه الحلوه ، كان الروح اللى ماتت جوايا لما مات .


جاسر : لما شفتك تانى مره وسلمت عليكى ، حصلى نفس الازمه ، حتى لما فضلت ماسك ايدك مكنش باردتى ، حسيت انى مسلوب الاراده وان فى حاجه مسيطرى عليا ، ولما فكرت كويس اكتشفت ان انتى سبب الحاله اللى بتحصلى ، وانا جيت علشان من حقك تعرفى ايه اللى حصل مع عابد ، وكمان عاوز اعرف كل حاجه عن عابد علشان اقدر اتعايش معاه .


هند : ممكن احط ايدى على قلب عابد ، اقصد قلبك ؟؟؟؟؟؟


جاسر : اتفضلى .


وضعت هند يداها على صدر جاسر ، مباشره فوق قلب عابد ، كانت وكانها تقول للقلب انا هنا ، انا عرفتك ، انا جنبك ووحشنى ، انا بحبك .


وحينما وضعت هند يداها ، اخذ القلب ينبض بصوت عالى وبسرعه ، وكانه فرح بقرب الحبيب ، وكانه يقول لها اشتقت اليكى ، وكانه يقول لها مازلت انبض من اجلك انتى فقط .


كانت بضعه ثوانى ولكنها مرت على هند ببطء شديد ، ولكنها لاحظت ان وجه جاسر قد تغير لونه ، وبداء يتصبب عرقا ، فقلب عابد حينما ينبض بسرعه وقوه يسبب الالم الشديد لجاسر ، ولكن حاول جاسر ان لا يظهر هذا احتراما لتلك اللحظه التى جمعت بين هند وعابد .


رفعت هند يداها عن صدر جاسر حتى لا يتعرض لاى صدمه قلبيه مره اخرى ، وقالت هند لجاسر : انا هعرفك كل حاجه عن عابد .


بداءت هند تحكى لجاسر كل شيء تعرفه عن عابد ، واستمر الامر قرابه ثلاثه ساعات تقريبا ، ومن جه اخرى كانت رند تنتظر اتصال زوجها على   احر من الجمر ، كانت تشعر بقلق شديد ، لم تكن تعرف السبب الحقيقى لذلك القلق ، واخيرا جاء الاتصال من جاسر يخبرها انه خرج من عند هند وقادم اليها بالطريق .


بعد ان خرج جاسر من منزل هند ، ذهب الى رند وجلس معها واخبرها بكل ما حدث ، طبعا شعرت رند بان الامر لم ينتهى وانما بداء الان ، كان الوقت قد تاخر ولم يكن يستطيع جاسر الذهاب للدكتور النفسانى ليخبره بتفاصيل لقاءه بهند ، وانتظر حتى اليوم التالى .


وفى اليوم التالى ذهب جاسر ورند الى الطبيب ، وبعد ان قال جاسر للطبيب كل ما حدث بينه وبين هند ، صمت الطبيب بضعه دقائق ، قلق جاسر من صمته كثيرا ، وقلقت رند اكثر منه بكثير ، وبداء الدكتور بالتحدث اخيرا وقال : انا كنت متوقع ان هند هتبقى حبيبه عابد ، ودا اللى كنت خايف منه ، مقدمناش غير حلين ، والاتنين صعب جدا .


جاسر : خير يا دكتور ، ممكن توضحلنا ؟


دكتور : بص يا استاذ جاسر ، قلب عابد متعلق بهند بشكل جنونى ، لدرجه انه ممكن يتلف نفسه علشان هند ودا هيسبب فى ازمه كبيره بالنسبه ليك ممكن توصل للموت لا قدر الله .


فزعت رند حينما سمعت ذلك ، وقالت للدكتور : انت قولت فى حلين عرفهملنا بسرعه يا دكتور ؟


دكتور : الحل الاول ان جاسر يبعد عن هند باى شكل ، وميشفهاش باى طريقه ، يسافر لبلد تانيه مثلا .


جاسر : دا حل سهل يا دكتور ، مفيش مشكله نسافر .


دكتور : اصبر يا استاذ جاسر نسبه نجاح الحل دا ضعيفه اوى .


رند : يعنى ايه ؟


دكتور : ممكن قلب عابد يحاول يعقبك على هروبك من مقابله هند ، ويقرر انه يموت وتموت انت كمان معاه .


جاسر : يا دكتور هو الكلام دا ممكن يحصل فعلا ، القلب مش عقل بيفكر .


دكتور : لما هيبعد عن هند فتره طويله ، اما هيستسلم للامر الواقع ، ويعيش بس دا احتمال ضعيف ، او يقرر انه يموت وسعتها هتكون طريقه الموت مؤلمه للغايه .


امسكت رند يد زوجها بقوه لاشعورها بالخوف الشديد من ما سمعته من الطبيب ، ولكن تبسم جاسر لها حتى تهداء وتطمأن .


ثم نظر جاسر للطبيب وسئله : وهيموت نفسه ازاى ؟


دكتور : بالاجهاد لوظيفه ، يعنى يسرع من ضربات القلب ويستمر على كدا لاغايه ما يجهد وينهار ويتعرض للتلف مع الوقت .


جاسر : ولو عمل كدا ، ايه الوقت اللى محتاجه للتلف ؟


دكتور : شهرين او ثلاثه شهور بالكتير .


اسرعت حينها رند لتسأل الطبيب عن الحل الاخر وقالت : انت قولت فى حل تانى اضمن ؟


دكتور : هو فعلا الحل التانى مضمون ، واحتمال نجاحه كبيره اوى ، بس مش سهل صعب.


رند : مش مهم ، مهما كانت صعوبته هنفذه .


دكتور : لازم نخلى هند جنب عابد على طول ، او بمعنى اصح هند تتجوز عابد .


جاسر : عابد مات يا دكتور .


دكتور : بس قلبه عايش جواك .


رند : انت تقصد جاسر يتجوز هند .


جاسر : لا طبعا مش هيحصل الكلام دا .


دكتور : ممكن نهداء علشان نفكر صح .


ثم وجه الدكتور كلامه لرند وقال : تحبى تحتفظى بجوزك طول العمر ويعيش ليكى ولبنتك ، بس هيكون ليكى شريك فيه ، ولا تعيشى معاه ويبقى ليكى لوحده شهرين وبعد كدا لا قدر الله يفارق حياتك وحيات بنتك للابد .


صمتت رند ولم تستطيع التحدث ، نظرت الى زوجها ، وكان صامت هو الاخر ، فالاختيار صعب على الاثنين .


دكتور : انا معنديش كلام تانى ، العلاج انتم عرفتوه ، وحريه الاختيار ليكم ، اى كلام تانى هيبقى ملهوش داعى .


انهى الدكتور الجلسه ، وغادر جاسر وزوجته رند العياده ، ظلوا طوال الطريق فى صمت دائم حتى عندما عادو لروان ابنتهم لم يتحدث اى منهم بكلمه .


لم تستطيع رند النوم طوال الليل ، كانت تفكر فذلك الاختيار الصعب ، هل تجازف بزوجها ، ام تختار اصعب قرار لاى زوجه وتاتى بزوجه اخرى له للمحافظه على حياته .


اخذ جاسر ابنته روان بحضنه حتى غلبه النوم بجانبها ، كانت رند تنظر اليهم وهى حزينه ومتئلمه ، وفى الصباح الباكر استيقظ جاسر ولكنه لم يجد رند زوجته ، حاول الاتصال بها ولكنها لم ترد عليه .


كانت رند قد حسمت امرها وذهبت لمقابله هند ، جلست رند مع هند وهى مصممه على انقاذ زوجها ، لم يكن الامر سهل على رند ولكنها كانت قويه للغايه ، وبداء الحديث بينهم .


حكت رند لهند ما قاله الطبيب ثم قالت لها : انا عوزاكى تتجوزى جاسر .


هند : انتى بتقولي ايه ، يعنى ايه اتجوزه ، هو فى وحده تيجى تطلب من وحده تانيه انها تتجوز جوزها .


رند : لما كنت بسمع ان زوجه بتخطب لجوزها مكنتش بصدق الكلام دا ، بس اهو انا نفسى جيه لغايه عندك اطلب منك تتجوزى جوزى .


هند : هتتنزلى عن جوزك علشان يعيش .


رند : لا هتنازل عن جزء منه ليكى علشان يفضل جنبى وجنب بنته .


هند : بصراحه ، ابهرتينى ، فعلا جاسر محظوظ انه متجوز وحده زى حضرتك ، بس اعذرينى يا دكتوره انتى مراته وام بنته ، وممكن تضحى علشانه وتجوزيه لوحده تانيه ، بس ايه اللى يخلينى انا اقبل اتجوز   واحد متجوز وعنده طفله ، حتى لو هو اكبر رجل اعمال بالعالم العربى كله ، انا من اهم عارضات الازياء على مستوى العالم ، اسفه يا دكتوره ، حتى لو جوزك صعبان عليا ، مش هقبل اتجوز واحد علشان بس صعبان عليا .


رند : عندك حق بس انا مش جايه اقولك اتجوزى جوزى شفقه ، انا جايه اقولك لو رفضتى تتجوزيه حبيبك عابد هيموت للمره التانيه ، قلب عابد اللى جوه جاسر هيموت لو فضل بعيد عنك .


ثم قامت رند وقالت لهند قبل ان تغادر : الاختيار بايدك ، لو عوزه تكونى سبب فى موت قلب عابد ارفضى الجواز من جاسر ، هستنى اجابتك متتاخريش عليا .


ثم تركت رند هند ورحلت ، لم تكن هند تنتبه ان قلب عابد الذى مازال عايش لينبض باسمها سوف يموت ان اختارت ان تبتعد عن جاسر ، ومن جه اخرى اتقبل هند وهى اشهر عارضه ازياء ان تتزوج من رجل متزوج وله ابنه صغيره ، الامر لم يكن سهلا ، ولكنه متروك اليك عزيزى القاريء لتحدد الاختيار الامثل والنهايه التى تراها انت لتلك الروايه .

                   النهاية 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>