رواية مشوهة ولكن الفصل الثالث3 بقلم علياء عصام

 


قصة مشوهة و لكن

الفصل الثالث 

بقلم علياء عصام 


كانت تجلس تفكر وتخطط 


في طريقها الجديد الذي


 اتخذته حديثاً...كان يجول سؤال واحد في عقلها

... (كيف ستنتقل من هذه الحاره بسلام..؟)

حقاً لقد اكتفيت منهم..من هم لكي اخاف منهم لهذه الدرجه اللعينه...لاحد منهم يعنيلي شئ ولا اي احد فلماذا اضعهم في اول حساباتي كلما خططت


 للذهاب او لفتح صفحه جديده في حياتي...لا يجب ان يكونوا في هذه الصفحه ابداً...لا اريد افتعال مشاكل معهم قبل


 الرحيل يجب ان اذهب دون ان يلحظ احد...فمن الممكن جداً ان يلاحقوني ويعلمون مكاني الجديد وحينها اقسم لن يتركوني بحالي هذه المره...نظرت حولها الي محتويات منزلها


 المتهالكه و القديمه فهي لم تهتم به منذ رحيل والديها لم تهتم باي شئ حقاً...تنهدت بآسي..(كده كده مينفعش اخد الحاجات دي اساساً هيا متبهدله خلقه يعني...بس المشكله هجيب


 فرش هناك ازاي وانا الفلوس معايا بقت محدوده جداً..اووه يارب ساعدني انا مليش غيرك...*ثم اكملت بتفكير*...خلاص انا ممكن اجيب سرير


 صغير وحاجات بسيطه جداً وهمشي حالي انا بجد مش محتاجه حاجه غير اني اطلع من هنا بسلام والباقي ربنا يحله...بس انا لازم اقسم  الحاجات اللي هاخدها 



معايا علي مراحل علشان محدش يلاحظ ولا يشك ف حاجه...امممم والمفروض دلوقتي اني ادور علي فرش مستعمل حتي اهو علي



 القد عبقال ماربنا يسهل ...يارب سهل حياتي يارب انت عارف انا مليش غيرك...)

خطر علي بالها فجأه كلام والدتها وهي تقول ان لها وديعه بإسمها ف البنك...ذهبت علي غرفه والديها التي لم تدخلها كثيراً لانها عند دخولها الي


 هناك تهاجمها الكثير والكثير من الذكرايات المؤلمه حقاً...لم تشأ ان تضعف في هذه الظروف القاسيه التي تعيشها كانت تحتاج الي القوه فقط 


لتتحمل نظرات وهمسات من الذين ليس لديهم اعمال سوي التكلم والتهامس علي الناس....

فتحت باب الغرفه وقفت للحظه تأبي الدخول انقبض قلبها وهيا تتحرك للداخل...جلست علي السرير ومسحت عليه بيديها...لقد ملئته الاتربه حقاً...فرت دمعه من عينيها وهيا تتخيل والدتها نائمه


 عليه...نظرت ناحيه باب الغرفه لتري والدها يدلف الي الداخل وينضم الي والدتها ليحط في نوم عميق ابتسمت بحزن ومسحت دموعها قائله...

(بعد مامشيتوا من حياتي....كل حاجه اتغيرت ١٨٠درجه بقيت لوحدي ي ماما بقيت لوحدي... عارفه طنط سماح اللي كانت بتجيلك علي طول وتعمل حبيبه معاكي فاكره انا مكنتش بحبها ازاي وكنت بعمل نفسي نايمه اول ماتييجي فاكره ي ماما...عارفه ي ماما طنط سماح دي اول واحده غدرت بيا بعد ماسيبتيني....كل الناس اللي كنتي فكراهم اهلك بانوا علي حقيقتهم لما مشيتي...عارفه انا

 بقول مشيتي ليه لاني لسه لحد دلوقتي مش مستوعبه انكوا خلاص ممكن تكونوا 


موتوا...طب تعرفي اني اتجوزت!!...اه ي ماما اتجوزت...اتجوزت ابن طنط سماح...اتجوزت عادل ي ماما عادل اللي كان كل



 شويه ييجي هنا بحجه انه يقعد معاكي هوا وامه وهوا كان بييجي علشان يشوفني وف الاخر خطبتوني ليه .. عادل اللي ماصدق انك روحتوا


 واستفرد بيا هوا امه وباقي الحاره دي ي ماما..*تنهدت تنهيده كبيره وصمتت للحظات فهي لاتريد حتي تذكر ماحدث لها..لتكمل ضاحكه بوجع علي


 حالها *...ههههه سيبك انتي بس انا مش هخليكي تشيلي همي...انا بس عيزاكي تعرفي انك وحشتيني انتي وبابا اوي سلميلي عليه ي ماما..*اكملت وهيا تضع يديها علي فمها وتبكي بقهره..*

 انا اسفه ي ماما اسفه اني بسيب البيت اللي فيه ريحتكوا البيت اللي اتربيت فيه 


والله ي ماما لو بإيدي مكنتش خرجت برا بابه بس علشان ارتاح من المشاكل اللي انا فيها...بابا انت كنت سندي وضهري بس


 دلوقتي انا معدش ليا حد... انا ضهري اتكسر من ساعه مانزلت من البيت ده وحشتني اوي بس انتو عارفين

.... اوعدكوا اني هبقا قويه وهكمل وهبقا فرحانه بعيد عن عادل وامه وعن الحاره والناس الوحشه اللي فيها...ربنا يرحمكوا)

قامت من مكانها وهي تحاول ان تتماسك بدأت بفتح الدولاب الخاص بوالداها لتلتقط ملابسهم وتقربها من انفها لتتمتع برائحتهم التي توهم 



نفسها بها...احتضنتها بقوه وهي تبكي اكثر واكثر...ظلت تبحث عن اي شئ بخصوص هذه الوديعه الي ان لفت انتباهها صندوق



 خشبي مزخرف مندثر بين ملابس والدتها...اخذت الصندوق وجلست علي ارضيه الغرفه ووضعت الصندوق امامها...اخذت نفساً عميقاً لتهدأ من روعها


 قامت بفتح الصندوق الذي امامها..

لتتسع عيناها فور رؤيتها مابداخل الصندوق...ليتكون غلاف مائي حول مقلتيها الخضراء...

.........................

... تسارع في الاحداث....

...بعد اسبوع.....

(تلخيص احداث الاسبوع..)

سليم وعيلته راحو اتقدموا لسوزان رسمي بعد ماسوزان وافقت...واتفقوا علي ان الخطوبه بعد اسبوع من دلوقتي...اما ليلي ف نقلت حاجات


 بسيطه من بيتها القديم مره ف مره علشان محدش يلاحظ حاجه غير بعد ماتمشي..

وحالياً الأحداث بتدور ف ترتيبات خطوبه سليم وسوزان..

......................

.....يوم الخطوبه....

سوزان قاعده ف اوضتها وليلي معاها وبيتكلموا..

- لولي بقولك ايه

(ردت ليلي بانشغال..)

- امممم

(قالت سوزان بحذر..)

- ماتشيلي البتاعه اللي علي وشك دي...ااا يعني قصدي محدش يعرفك هنا يعني ملهاش لازمه 

(نظرت لها ليلي باستغراب وردت بهدوء مرعب ..)

- مينفعش ي سوزي..انا مكتوب عليا اعيش بيها طول عمري وانا راضيه

- بس ي ل..

(قاطعتها ليلي بحزم..)

- لو سمحت ي سوزي قفلي ع الموضوع ده بعد اذنك

(ردت سوزان بيأس..)

- حاضر ي ليلي ربنا يهديكي

- طيب ي سوزي انا هروح الحمام ومش هتأخر

- ماشي ي حبيبتي

.........

ليلي اول مادخلت الحمام انفجرت ف العياط وهيا بتبص لشكلها ف المرايه وبالتحديد الجزء المشوهه اللي فيه...سرحت وهيا بتفتكر الماضي الاليم اللي بسببه مش عارفه تعيش ولاتتهني..

ْ............................

......فلاآش باآك.......

بعد موت والداها باسبوع...

دقت عده دقات متتاليه علي باب منزل ليلي...ليُفتح الباب بعد عده دقائق..تظهر ليلي بوجه شاحب وعيون منتفخه من البكاء...

- اهلا ي طنك ي سماح اتفضلي

(لتقول سماح متصنعه الاهتمام والحزن..)

- ي حبيبتي ي ليلي انتي حابسه نفسك ليه بقالك كام يوم مش باينه ي بنتي

- عادي ي طنط مليش نفس اطلع من البيت

- لا بقا ي لولو انا مش هسمحلك بكده ياحبيبتي الزعل مش حلو علشانك انتي لسه صغيره وقدامك حياه طويله تعيشيها

-معدش ليا حياه بعدهم ي 


طنط هما كانوا كل حياتي بعدهم معدش ليا حد يسندني..بعدهم ضهري اتكسر ي طنط اتكسر 

- ازاي بقا؟ تؤتؤتؤ زعلتيني منك اوي ي لولو امال انا روحت فين!! وعادل ابني خطيبك راح فين !

- هه عادل!..عادل ي طنط اللي مفكرش يسأل عليا من ساعه اللي حصل!

- والله ي حبيبتي ده حالته متدهوره وزعلان خالص انتي عارفه هوت كان بيحب مامتك الله يرحمها ومرضيش يكلمك علشان يسيبك تهدي وتريحي اعصابك شويه 

- هه عادي ي طنط مفيش مشاكل 

  .................

- ليلي

(لتلتفت ليلي اثر سماعها هذه الكلمه..)

- عادل؟

- ايه طلعتي يعني!

- مكنتش عايزني اطلع ولاايه ي استاذ عادل؟

- استاذ! احنا بقا فينا من كده ولاايه؟

- بقولك ي عادل سيبني لو سمحت انا ورايا شغل

- ماشي ي ليلي هسيبك بس شكلك نسيتي حاجه مهمه اوي

- حاجه ايه دي اللي نسيتها!

- انا كنت متفق مع ابوكي الله يرحمه ان فرحنا هيبقا بعد ماييجي من العمره ب ٣ شهور...عدي شهرين ع ميعاد العمره يعني المفروض تجهزي لفرحك ي عروسه

- انت بتقول ايه ي متخلف انت انا مش هتجوزك اصلا..انت مجنون عايزني اتجوز ولسه


 مكملش سنه ع وفاه ماما وبابا..بص خد دبلتك دي انا مش عيزاك اصلا هيا كانت غلطه من الاول بس معلش ملحوقه

- هههههه لا جدعه بجد.. اصل مش بمزاجك ي بابا...انا هتجوزك يعني هتجوزك برضاكي غصب عنك هتجوزك ي ليلي واخزي الشيطان كده واهدي   علشان انتي متعرفيش انا ممكن اعمل ايه...واه صح ياريت تسيبي شغلك ده علشان محبش مراتي تشتغل..سلام 

سابها ومشي...في اللحظه دي حست ان الدنيا بتلف بيها قلبها وجعها اوي ساعتها مكنتش منتظره كل القسوه دي ولا كانت متخيله انها هتلاقي القسوه والجفاف ف تعامل اللي حواليها بعد موت ابوها وامها...

مشيت ع شغلها وهيا شايله هم الدنيا كل كتافها ومش حاسه بحاجه...

كانت واقفه ف شغلها سرحانه...وساعتها كانت اول مره تقابل فيها سوزان...

سوزان: هييي يالي هنا انتي فين

(فاقت ليلي من شرودها علي صوت سوزان وفرت دمعه من عينيها مسحتها بسرعه بس سوزان لمحتها..بصتلها بحنان..)

سوزان: حبيبتي انتي مالك فيه ايه شكلك تعبانه!

(استغربت ليلي من طريقتها معاها وردت بجمود..)

- مفيش حاجه انا كويسه متشغليش بالك بيا حضرتك 

- مشغلش بالي ازاي بس!!بقولك ايه تعالي انا هستأذنلك وهتيجي معايا اصلا انتي مش المفروض تكوني هنا وانتي بالحاله دي ومتحاوليش تعاندي وترفضي لانك هتيجي معايا غصب بردو

(تاني غصب! كل حاجه ف حياتي بقت غصب..ليه كده بس ي ربي انا مش هقدر استحمل كل الحمل اللي علي أكتافي ده...وبعدين اصلا مين دي



 ! انا عمري ماشوفتها هنا...يمكن ربنا بعتهالك ي ليلي علشان ترمي شويه من الحمل اللي ع اكتافك ع كتافها وتشيل معاكي شويه....فاقت ع صوت سوزان..)

- يلا ي بنتي انا استأذنتلك من المديره ووافقت يلا

(بصتلها ليلي باستغراب...واخدت شنطتها ومشيت معاها...ركبوا العربيه.)

سوزان: انا سوزان وانتي!

ليلي:ليلي...انا ليلي

سوزان:اسمك جميل ي لولي..ها بقا ممكن تحكيلي مالك يمكن اقدر اساعدك...ومتخافيش 


انا معرفكيش والله ويمكن مش اشوفك تاني يعني الحكايه كلها انك  هتطلعي اللي ف قلبك يعني وتريحي قلبك شويه ها بقا ي لولي

(تنهدت ليلي وابتسمت بوجع وبدأت تحكي لها كل ماحدث لها حتي الآن...)

- يااااه ده كله ي ليلي...وحطاه ف قلبك وساكته ليه ي حبيبتي كده غلط عليكي

- مش مهم اهم حاجه دلوقتي اني عايزه اخلص من عادل ده انا مش عايزه اتجوزه انا 


واثقه انه هيتجوزني علشان شكلي وبس عايز يتجوز ليلي اللي شباب الحاره كلهم هيموتوا عليها انا مش عارفه اعمل ايه انا اتخنقت

- طب بصي انا ممكن اساعدك

- بجد!

- اه والله بس الخطه اللي ف دماغي ممكن تكون صعبه شويه..لا مش شويه هيا صعبه

- مش مهم مش مهم انا موافقه مفيش اصعب من اللي انا فيه

- متأكده!

-ايوه متأكده قولي بقا

- بصي (وبدأت تحكيلها هتعمل ايه..)

...................

بعد اسبوعين ليلي اتكتب كتابها علي عادل  وهيا مغصوبه علي كده....

بعد يومين من كتب الكتاب وتحديد الفرح....

فجت حريق في منزل ليلي..خرجت ليلي صارخه وفي وجهها اثار حريق...اعطتها لها سوزان لتضعها..(دي كانت خطه سوزان..)المطافي ايجت



 وليلي راحت المستشفي...عادل اول ماعرف انها اتشوهت اتضايق وغضب عليها....وواول ماشافها سابها ومشي من غير ولا كلمه.....بس بعد يومين من الحادثه دي ليلي كانت قاعده ف


 بيتها...الباب خبط وكان عادل اللي ع ألباب...اول ماشافها قالها انه مينفعش يكملوا


 مع بعض وان كل شئ قسمه ونصيب...ورما عليها يمين الطلاق...ومشي وسابها....ليلي كأن فيه باب 




مقفول واتفتح ف قلبها...مفيش كلمه تقدر توصف احساسها في اللحظه دي قلبها بيرفرف من الفرحه جريت رنت علي سوزان شكرتها وفرحتها 



بالخبر...الخطه دي هيا اللي رجعتلها الحياه من تاني بس ف نفس الوقت حرمتها من حاجات كتيير ف حياتها معدش من حقها تعيشها...

..............باآك............

مسحت دموعها بعد ماسمعت صوت خبط ع باب الحمام وصوت سوزان بتناديها ظبطت نفسها وخرجت من الحمام...

سوزان:ايه ي ليلي كل ده؟ سليم والعيله ايجه تحت

ليلي:طيب يلا ننزل

سوزان:يلا بابا نداني اصلا

ليلي:تمام يلا

(ليلي وسوزان نزلوا...سوزان قعدت جمب سليم وتمت خطوبتهم بسلام وسلاسه....بعد الخطوبه ليلي واقفه مع سوزان وسليم وعاصم 


ايجه ووقف معاهم..)

سليم: اهلا...ده بقا ي ليلي ابن عمي اخويا اللي مجابتهوش امي...عاصم سيد المحلاوي

ليلي:اهلا ي ...(استوعبت..)...بتقول مين؟!!!!

                الحلقه الرابعه من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات



<>