رواية تلك السمراء
الفصل الثاني
نوفيلا تلك السمراء
صعد مسلم وخلفه نورهان وسط نظرات الجميع
دلف الغرفه ودلفت خلفه ليغلق الباب ويستدير لها لم يعلق بكلمه فقط ينظر لها بمشاعر مبعثره مشاعر لا تعرف اماكنها الصحيحه ليقترب منها شئ فشئ
وقفت تحلق به الي ان رأته يتقدم منها ظلت واقفه مكانها ولم تتحرك لتردف:كنت عايز حاجه
وقف امامها مباشرتا ودون سابق انزار جذبها من زراعيها لتستقر بين زراعيه وداخل احضانه انحني الي ان وضع رأسه علي كتفها وزراعيه تتطوق خصرها وتضمها له بقوه
شعرت بضلوعها التي تكاد ان تكثر اثر ضمته ولكن صدمتها بما يحدث غطت علي الام جسدها جعلتها مغيبه عن الوعي فلمسته لها وانها داخل احضانه كفيله ان تجعلها تقوم بأي عمليه دون بنج
بعد مده ليست بقصيره ابتعد عنها معانقا وجها بين كفيه ليردف:انا نازل ساعه متنزليش من الاوضه غير لمه اكون موجود
دون وعي منها اومأت له بمعني انها موافقه ليبتعد عنها ويخرج خارج الغرفه مغلقا الباب خلفه التي افاقت علي صفعته له
نورهان بوعي:نعاااام هو قلي متخرجيش وانا وانا قولتلو حاضر يبنت ال يا نورهان اعمل ايه انا دلوقتي انا هخرج وارجع قبل ما يجي لتجلس علي الاريكه بتزمر مكمله:طيب افرض حد قله لتكمل (مقلده مي عز الدين في عمر وسلمي)هقوله كنت عتشانه
ذهبت لتفتح الباب ولكن وجدته مغلق لتردف بغضب:اه يبن سعديه العمشه بس اما ترجعلي
بالاسفل تشعر بضجر وهي تجلس بمفردها تفتقد شقيقتها
اعتدلت علي الاريكه بملل ظلت هكذا الي ان دخل رامي
رامي بمرح:ان ابغض الحلال عند الله الطلاق
روان بعدم فهم:ايه
رامي: العب باليه
روان بغضب:بقولك ايه انا فيه الي مكفيني ومش ناقصه
رامي بضحك:ناقصه ولا زايده
روان ووقفت بغضب:انا غلطانه اني قاعده مع واحد زيك
رامي وهو يجلس مكانها علي الاريكه:احسن بردو
ضربت الارض بقدمها وصعدت الدرج بتزمر
اما رامي فضحك قائلا:مجنونه والله
في المساء دلف الي الغرفه وهو يسمع صوت بكاءها ذهب اليها مسرعا قائلا:نورهان مالك بتعيطي ليهه
نورهان ببكاء:كمال ماات
مسلم بغضب وغيره فمن ذا الذي تحزن عليه هكذا وكيف لها ان تنطق بأسم رجل غيره ليقول بهدوء عكس ما بداخله:كمان مين
نورهان وهي تمسح دموعها وتشير علي التلفاز:كمال بتاع مسلسل الحب الاعمي يعيني عليكي يا نهال مموته نفسها من العياط
شعر وكأن دمأه علي وشك ان تخرج من وجهه دقيقه وستحول الي الرجل الاخضر ويصفعها حد الموت يشك بأنهم خدعوه وتزوج بالصغري وليس الكبري ذات 23عام
شددد علي شعره بضيق ليزفر وهو ينهض من جانبها ليوقفه صوته الغاضب:استني عندك
استدار اليها ليقول:خير مين مات تاني
نورهان بضغب طفولي:تقدر تقولي ازاي تقفل عليا وتسبني وتمشي انا مش عبده عندك علشان ولم تكمل حديثها وهي تجده يقترب منها
لتردف:ههههههه عبده موته
كبح ضحكاته فتلك دائما ما تتلاعب باعصابه وتسير غضبه ولابد ان يلقنها درسا لن تنساه
نورهان عندما وجدت يقترب منها:انا انا انا انا انا مالي هقلب علي شعبان عبد الرحيم كده ليهه
اقترب منها بغل ليجذبها اليه وينقض علي شفتاها في قبله كانت كفيله بجعل قلبها يتوقف عن النبض رفعت يداها الصغيره علي صدره تدفعه ولكن هل لقوتها الصغيره ان تدفع تلك الشخص الذي بنسبه لها عملاق ظل يشدد علي شفتاها بعنف الي ان تحولت قبلته للرقه واللين وكأنه يتلذذ من مذاق شفتاها ليبتعد عنها حين شعر بحاجتها للهواء ساندا رأسه علي رأسها قائلا:افتكري ان كل ما تخلفي اومري هعمل كده ليقاطعه رن جواله اخرجه من جيبه ليتركها ويذهب
وقفت تحدق بأثره بدهشه فكيف تجرء علي فعل ذلك لتردف بغضب:طب وحياه امي لوريك لتضرب الارض بقدماها وتذهب للحمام
في الخارج
مسلم يتحدث في الهاتف:لا انا مش هقدر اجي الشغل الاسبوع ده
الطرف الاخر:..................
مسلم بجديه:لا يفندم القضيه دي بتاعتي وانا الي هخلصها
الطرف الاخر:..................
مسلم: تمم يفندم مع السلامه
انهي محاثته وجاء ليدخل الغرفه ولكنها توقف عندما سمع صوتها يقول:لا مش كده اخرج بسرعه يبني لحد يشفنا هنموت ايوا اخرج من الشباك
غلي الدم بعروقه شعر وكأن انفه سيخرج منه دخان فتح الغرفه بغضب وهو ينظر بكل مكان بها لم يري احد فقط تجلس وتمسك هاتفها وتنظر اليه ذهب اليها قائلا:كنتي بتكلمي مين
نورهان بخبث:انا مكنتش بكلم حد
مسلم بغضب:كنتي بتكلمي مين احسلك
نورهان بضحك:اه ده كنت بلعب بابجي قعدت اقولو يخرج من الشباك لعند ما مات الغبي
تنفس بعنف وهو يجذبها من زراعها لتقف امامه متالمه من قبضته فكان قابض علي زاعيها لدرجه انها شعرت باظافره تخترق زراعيها ليقترب من اذنها بهمس وصوت جهوري اشبه فحيح الافاعي:اوعي يا نورهان اوعي تفكري انك تغظيني بحاجه زي دي انا لسه كويس معاكي لعند دلوقتي لسه مشفتيش وش مسلم التاني اوعي تستغلي النقطه دي ينورهان فاهمه
لم تجيبه ليردف بصراخ: فاهمه
انتفض جسدها بين يداه اثر صراخه لتومأ له بعنف قائله:فاهمه
دفعها عنه بغضب ليقول:امشي يا نورهان متحوليش تكوني جنبي وانا متعصب
امسكت زراعها بالم ودموع اغرقت وجنتها لتركض علي الباب
مسرعه وتفتحه وتخرج الي ان خرجت وجدت روان تقابلها
روان بقلق:مالك يا نورهان بتعيطي ليه
ارتمت بين احضان شقيقتها ببكاء مرير لتقول:مفيش بس بابا وحشني
روان بحنو:طيب تعالي الاوضه معايا لحد يشوفنا ويتخض عليكي
وذهبت معها الي غرفتها
اما بالداخل لم يتبقا شئ في مكانه فكل شئ اصبح محطم الي قطع صغيره من قبل مسلم ليقف يتنفس بعنف ليجلس علي فراشه بغضب ويشدد علي شعره محاولا الهدوء: الي انت عملتو ده يا غبي خوفتها منك ليرمي باخر شئ امامه وهي المخده الخاصه بنورهان ليري شئ يبدو وكأنها ورقه قد ارتمت معها انحني ليمسك بتلك الورقه ولكنه اتضح انها ليست بورقه بل صوره صغيره تجمع عائله نورهان و والدها والدتها وهي وشقيقتها يري ضحكتها العفويه في تلك الصوره ليغمض عيناه في حزن علي حال تلك الفتاه ليعنفه قلبه علي ما فعله بها منذ قليل وضع الصوره وفوقها المخده ليعيد ترتيب كل شئ بنفسه قبل ان تري ما فعل وتخف منه اكثر
تجلس في غرفه شقيقتها تتحدث معها شقيقتها عن اشياء كثيره ولكنها لم تسمع اي شئ منهم لتسبح قليلا بفكرها
فلاااش باااك
انتهو من تناول العشاء ليقول الجد: مسلم حصلني علي اوضه المكتب
قام الجد وتوجهه خلفه مسلم دلفو الي الغرفه ليجلس الجد ويشير له بالجلوس جلس مسلم بأدب ليقول:خير يا جدي
الجد:خير يا ولدي انت دلوقت بجيت ابني الكبير من بعد ابوك وعمك الله يرحمهم وواثق ميه في الميه انك هتسمع الي هقولك عليه
مسلم: انا تحت امرك يا جدي في اي حاجه تطلبها
الجد :يبقا تتجوز بت عمك
مسلم بصدمه:ايه بس يا جدي
الجد:بس اي يا ولدي بت عمك كبيره ومينفعش تقعد معاكو اكده وانا مش راضي اطلعها من العيله انت عارف دي يتيمه هي واختها بس انا جولت اجولك الاول ولو رفضت هجوزها لرامي
لا يعلم لما تلك الضيق الذي سيطر عليه لمجرد ذكر انها لرجل اخر غيره واذا كان بأخاه ليردف:انا موافق يا جدي بس هي
الجد:مالكش دعوه بيها انا هتحدت امعاها
مسلم:بس عمي لسه ما كملش الشهرين متوفي
الجد:الحزن في القلب يا ولدي البكي واللبس الاسود من هيرجع الي راح واحنا هنعمل كتب كتاب وسط اهلنا وناسنا وخلاص
أومأ له مسلم قائلا: طيب يا جدي
الجد:اخرج وقول لبت عمك تجيني
اومأ له وخرج وجدها تجلس مع رامي وروان يضحكون ويتبادلون الاحاديث ليردف بغضب:نورهان
نظرت له
ليكمل:جدي عاوزك جوه
قامت نورهان وتوجهت اليه بخوف:متعرفش عاوزني ليهه
مسلم بخبث:روحي وانتي هتعرفي ليبتسم لها ابتسامه لم تفهمها
دلفت الي الغرفه بعد ان طرقتها
نورهان:مسلم قلي ان حضرتك عاوزني
الجد:اقعدي يبتي
جلست نورهان بنفس مكان مسلم لتقول:ايوا يا جدو
الجد:اعملي حسابك ان كتب كتابك علي واد عمك مسلم الخميس الجاي
نورهان بصدمه:ايه لا يا جدو ارجوك انا قاطعها الجد بحده:كلامي معاكي خلص معندناش بنات تقول لا ولا اه ان بديلك خبر مش باخد رأيك يلا روحي دلوقت
انتفضت من علي الكرسي اثر كلماته الحاده ودموعها تسير علي وجنتها كالشتاء علي الطريق لتخرج مطأطأه الرأس خرجت لتجده يجلس يحدق بها بهدوء لتركض الي الدرج وتصعده وبالفعل تم عقد القيران واصبحت زوجته وعلي ذمته
انتهي الفلااااش بااااك
فاقت علي الطرق المستمر علي الباب
روان:مين
مسلم من الخارج:نورهان هنا
نورهان وقامت: ايوا جايه
فتحت الباب ليقول:تعالي عايزك
اومأت له واغلفت الغرفه ببتسامه لشقيقتها وذهبت خلفه
فتح باب دلفو للغرفه واغلقها ليقول:بعد كده لمه تخرجي من الاوضه نص ساعه وترجعي
لتومأ له
توجهه للفراش وتسطح بمكانه ليقول:تعالي نااامي يلا وبعد كده تبقي تخدي بالك وانتي خارجه من لبسك انتي مش لوحدك في البيت
نظرت لملابسها لتري نفسها ترتدي بجامتها الورديه وتترك لشعرها الطويل العنان علي ظهرها لتقول بخجل:اسفه ما اخدتش بالي
اعتدل في فراشه ليقول:تعالي
تقدمت منه بخطوات خائفه لتقف امام الفراش جذبها من زراعيها لتجلس امامه ليقول:مش هتنامي
تجمعت الدموع في عيناها لتقول:ايوا بس انا بخاف من الضلمه
رفع حاجبه بستنكار:ما انتي نمتي امبارح
نورهان:لا ما نور الفرح كان منور الاوضه
مسلم:بس انا ما بعرفش انام في النور
لتضحك وسط دموعها:خلاص خليهم يعملو الفرح تاني
جذبها اليه ليحتضنها بقوه لكن هذا المره لم تكن مصدومه بل اجشت اكثر في البكاء وهي تضمه اليها ليهمس جانب اذنها:انا اسف
ارتفع صوت بكاءها اكثر ليربت علي شعرها بحنان قائلا:حاولي متعصبنيش يا نورهان علشان خاطري
ظل هكذا الي ان شعر بثقلها بين احضانه واستقرار انفاسها ليعلم انها ذهبت في ثبات عميق ظل يرجع للوراء وهو محتضنها لينام وهي فوقه جذبا الغطاء عليهم ليغمض عيناه مستسلما للنوم......
