الجزء الثاني
#زوجتي_المتمردة
بقلم ريم السيد
عند عودتي في المساء لم أجدها بالمنزل اتصلت بها كثيرا لكن
لم ترد أبدا على مكالماتي ... كنت قد وصلت الى ذروة غضبي فحاولت تمالك نفسي
حتى لا تفسد عصبيتي كل مابيننا وذهبت أتوضأ وأصلي وأدعو
الله أن يهديها ويهدي والدتها وما ان انتهيت حتى وجدت اتصال من والدها ...
=حقك عليا والله يابني ... هي موجودة هنا دلوقتي
ياعمي يعني ده يرضي مين .. انا عايز نعيش في استقرار تقوم
تسيبني وتمشي ..حاول تتكلم معاها وتعقلها وأنا من نحيتي هراضيها بردو
=يابني انت ابن حلال وانا مكسوف منك لان انا نفسي مش قادر على بنتي
لا ياعمي ماتقولش كدا ..ربنا يهديها وانا هعدي عليكم بكرة بعد
الشغل تكون هديت شوية مع اني والله ماعملت حاجة تزعلها
=عداك العيب ياأمير .. وربنا يجزيك خير على استحمالك ليها ..انا عارف ان مافيش اب
بيقول لجوز بنته كدة بس انت كبير اوي في نظري ولو راجل
تاني ماعتقدش كان هيتصرف بالعقل ده
-انا اخدت بنتك أمانة ولازم أحافظ عليها ومافيهاش حاجة لما أتحملها في الأول عشان
هي كمان لما يحصل مني حاجة تتحملني انا عارف انها من أصل وبيت محترم
=ربنا يكرمك على ذوقك ..وتآتس وتشرف بكرة
-الله يخليك ياعمي
هل مايحدث هذا طبيعي سبحان من يجعلني أتحدث بذاك الهدوء سهام هداها الله
تزداد تمردا في كل يوم عن الذي يسبقه ولا أدري هل تريثي
معها على حق أم أني أنفخ في قربة مثقوبة وما نهاية هذا الحال ... سأذهب لزيارة والداي وأبيت الليلة هناك فقد اشتقت
كثيرا لذلك ...ذهبت اليهم واستقبلاني بحفاوة بالغة فقد مر أسبوع كامل لم آتي لزيارتهم بسبب مزاجي السيء ...
=ايه ياأمير وشك متغير ليه
-الشغل كتير يا أمي .. فترة وتعدي
=ربنا يعينك ياحبيبي ... أومال سهام ماجتش معاك ليه ده وحشاني أوي مرات الغالي
-الله يخليكي ياأمي .. هي بس والدها بعافية شوية وراحتله
=•ربنا يشفيه يابني والدها راجل محترم هكلمه بكرة بإذن الله اطمن على صحته
-ربنا يخليك يا والدي ... اومال آمال فين
=في المطبخ بتعمل بيتزا
-ههههههه وحشتني البيتزا بتاعتها والله
=•أهي جت على السيرة
=*ايه ده أمير! انت جيت امتى ... وحشتني والله (اقتربت لتصافحني وتسلم عليّ)
-انتي كمان يا حبيبتي ... عاملة ايه في الكلية ..
=*تمام والله ماشي الحال
-وأخبار عمار إيه
=*كويس بيسلم عليك ...فين سهام صحيح
-عند والدها عشان تعبان شوية
=*اممم..فعلا!؟ ولا مش عايزة تشوفنا
=عيب كدة يا آمال دي مرات أخوكي وزي أختك
=* والله يا ماما انتي طيبة ...دي تلاقيها عاملة الفيلم ده عشان....
-فيلم ايه يا آمال!؟ ...دي ميراتي ومقبلش عليها الكلام ده أبدا
=*هي لحقت تبرمجك
=•آمال... ادخلي جوه ايه قلة الذوق دي ... هو اللي يتقي ربنا ويصون غيبة ميراته يبقى متبرمج
-انا اطمنت عليكم هقوم بقى
=انت لحقت يا أمير استنى اتعشى معانا
-تسلمي ياأمي .. المرة الجاية بإذن الله
خرجت من منزل والدي وأنا لا أدري مالذي يحدث معي اليوم ولمّ الظروف ضدي ها هي
آمال قد تضايقت مني لكن لم أخطأ بها ومهما حدث بيني وبين
زوجتي لا أسمح لأحد أبدا أن يهينها في عدم وجودها فكرامتي من كرامتها
ولا أقبل عليها أذى رغم كل ماتفعله ...دائما ماالتمس
الأعذار لتصرفاتها لعلها تملك مبررا لذلك ربما لم تنضج بعد بالتأكيد حين ننجب سوف
تتغير قليلا ولكن الى متى تمردها ذلك والى متى صبري هداكي الله يا سهام ... ذهبت الى احدى
المطاعم لأتناول عشاء يسد جوعي فطوال اليوم لم آكل قطعة خبز حتى .. وبينما أتناول
طعامي كانت في الطاولة المجاورة رجل وزوجته وبالقرب منهم طفل وطفلة وقد دار بينهما الحديث التالي...
=يااااه بحب المطعم ده جدا
=•طبعا ياحبيبتي ذكريات خطوبتنا كلها هنا
=فاكر بداية جوازنا ياأيمن .. لما جينا هنا مرة واتخانقنا جامد
=•مرة واحدة!؟هههههه ده احنا كنا اول سنتين ليل ونهار بتتخانق ..سبحان من صبرني عليكي
=طبيعي على فكرة ... دايما أول سنين في الجواز في مشاكل كتير لان اتنين مختلفين
عن بعض في الطبايع والعادات ونظام حياتهم وفجأة بقو في وش بعض طول الوقت طبيعي الاختلاف ده يعمل مشاكل
=•معاكي حق ... ماتنكريش اني استحملت عصبيتك كتير
=ايوى ماانا كمان استحملت عنادك ومزاجك المتقلب كتير
=•الحمد لله ياحبيبتي .. ربنا يهدي سرنا
=طول مااحنا بنتحمل بعض هنعدي كل حاجة سوا بإذن الله
كان الحديث الذي يجري بينهم بمثابة رسالة لي فما قيل كان صوابا بداية الحياة بين
اثنين مختلفين لابد أن تكون صعبة في البداية ريثما يتعودان على
بعضهما البعض كما أن النساء تمر بأوقات تكون هرموناتها
مختلة بعض الشيء لذا وجب على الرجال التحمل وهذا ماأحاول فعله وأنا متأكد أنها ستصبح أفضل ...
في صباح اليوم التالي بينما أنا منهك بعملي في إحدى المستشفيات الحكومية نادتني فتاة بإسمي دون لقب طبيب ...
-حضرتك تعرفيني
=ايوى انا فريدة صاحبة سهام
-اهلا وسهلا بحضرتك ..تحت أمرك
=هنتكلم واحنا واقفين!؟
-اتفضلي ..بعتذر (كنت أتحدث دون أن أنظر اليها فتلك الحركة تربكني جدا)
=اممم..ازيك الأول (كانت تتحدث بجراءة وكأنها أختي)
-بخير ..
=سهام حكتلنا على اللي انت بتعمله معاها وبصراحة قلت آجي انصحك و...
-لا ثواني بعد بعد اذنك... اللي هو ايه اللي بعمله معاها
=يعني فكرة انك عايزها في البيت تطبخ وتغسل وتستناك هي مش خدامة على فكرة سيبها تعيش حياتها عشان ماتخنقهاش و...
-انا مش فاهم اصلا انتي دخلك ايه في حياتي انا وميراتي وايه الكلام اللي جاية
تقوليه ده...انا عندي شغل بعد اذنك (كنت اتحدث بصرامة لإستيائي من حديثها الغير ناضج أبدا)
تركتها وذهبت بمنتهى العصبية وعدت لعملي وبالتأكيد صديقاتها دائما مايشجعاها على هذا الكلام وليس من الصواب أن تتحدث عن حياتنا بتلك
الدقة اليهم بل وتسمح لهن بالتدخل فمن الواضح انها رسمت لهن صورتي وكأني سجان
لها لمّ تعقدين الأمور بيني وبينك سهام لما كل الأمور تحول بيني وبينك هل كنتي اختيار
خاطئ منذ البداية ... بدأت الأفكار تأخذني هنا وهناك حتى أني فكرت في عدم الذهاب
اليها لكن اتصال والدها وهو يسألني عن موعد تواجدي جعلني عزمت النية للذهاب والتحدث معها
بصراحة لنحل هذا الخلاف بعقلانية ونضع قواعد نسير عليها سوية ... وصلت وتناولنا
الغداء جميعا ولم تنظر الي سهام مجرد نظرة وكأني غير موجود بعد الغداء اختليت بها لنتحدث...
-ازيك يا سهام
=تمام (قالتها وهي تنظر لأصابعها وكأنما تتعمد تجاهلي)
-مالك
=عادي مالي
-ليه كل اللي بيحصل ده
=اسأل نفسك
-ازاي يعني...انا قصرت معاكي في ايه ولا منعتك عن ايه ولا أجبرتك على ايه
=انا مابحبش العيشة التقليدية وانت مش قادر تفهم ده
-طيب فهميني (كنت أتحدث بهدوء للوصول الى ماتريده هي بكل تلك التصرفات)
=يعني بحب اخرج وأعيش سني ماانت الصبح في شغلك وبالليل في العيادة
-يا سهام انتي عارفة ان شغل الصبح لوحده مايكفيش مصاريفنا وان العيادة هي
اللي بتحسن دخلنا وانا مش بقعد فيها غير قليل ويوم إجازتي كله بيكون ليكي... وانتي طول الوقت يا بره مع أصحابك يااما بتكلمي أصحابك ... ده انتي كمان بتحكيلهم عن أسرار بيتنا
=يعني دلوقتي انا اللي غلطانة وكخة وانت المظلوم صح
-سهام... انا عايز افهم انتي بتعملي كدة ليه .. عشان انا بحاول بكل الطرق معاكي ومافيش فايدة
=عايزة اتطلق...