رواية مصلحة ثم عشق الفصل الاول1والثاني2 بقلم زيزي محمد

رواية مصلحة ثم عشق الفصل الاول1والثاني2 بقلم زيزي محمد


في فيلا عريقة جدا، وقفت بشعرها الناري في البلكون تبص 


على الجنينة بحزن، وعينها الدموع بتحاربها علشان تاخد 


طريقها على خدها، ضميرها بيانبها، مبقتش عارفه تفكر كويس، 


يا السجن يا الوضع الي هي فيه...طب لو السجن ملك بنتها 


هاتوديها فين، طب وهي هاتقدر تتسجن، قاطع تفكيرها بوسة 


رقيقة على خدها، بصت بطرف عنيها لقته هو واقف وراها 


بقوته وشموخه ووسامته الي بتأسر قلبها وعقلها مع بعض، 


لقته بيبتسم برضا، ردتله الابتسامة دي بابتسامة مهزوزة وضعيفة.


يزيد : مالك يا فيروز سرحانة وفي دموع في عينك كدا..


فيروز بحزن : مفيش فكرت في حالي زمان.


يزيد : معلش يا قلبي انسي اللي فات واحنا مع بعض دلوقتي، وانا اسف على اي قرار خدته في حقك، انا كنت غبي، بس معلش اعذريني، انا لايمكن ابعدك عن قلبي تاني ابدا.


فيروز بصتله كتير وسرحت في.. ........... 

**********************************


في واحدة من اكبر الشركات وهي شركة المهدي للحديد والصلب، نلاقي في مكتب رئيس مجلس الادارة، مجموعة اشخاص قاعدين والتوتر والقلق ظاهر على وشوهم، الباب اتفتح مرة واحدة ودخل بنت جميلة جدا ولبسها انيق وفي ايديها شاب الحدة باينة على وشه، الصمت عم المكان اول ما دخلوا، قطعت الصمت دا البنت بنبرتها الخبيثة : 


_ مش قولتلكوا اهو جه، اياد عمره ما يرفضلي طلب، مش صح يا دودو.


اياد بصلها بمكر : اه طبعا يا سالي بس بلاش معلش دودو دي لو عاوزانا نطول مع بعض.


عامر قام من مكانه بسرعة، واخد اياد وقعده وقال لسالي بغمزة خفيفة من عينيه : بلاش دودو دي يا سالي، يالا نقعد ونتكلم في المهم..


قعدو كلهم وكان على طاولة الاجتماعات،، سالي المهدي و عامر المهدي اخوها ولاد عم البطل يزيد..... ومروة الدكرنسي وصافي الدكرنسي ودول اخوات ودول يبقوا بنات عمة البطل يزيد.... واستاذ عبد الحميد رئيس التنفيذي لمجموعات المهدي، وعمر زوج صافي... واياد صديق مقرب ليزيد.


سالي : اياد كلنا موجودين انهاردا طبعا علشان نحط حل قبل ما المجموعة تقع.


عامر : وجودك معانا شئ اساسي لانك اكتر حد يزيد بيثق فيه.


صافي : وجودك معانا هايقوينا..


اياد بصلهم بمكر : بلاش الجو الفاضي بتاعكوا دا، انا فهمكوا وانتو فهماني كويس، لكن بقا كلام اصل المجموعة هاتقع ولازم نلحقها، كلكوا هاتموتوا كدا وتفرحوا في يزيد.


مروة هنا اتكلمت بضيق : طب انت فاهمهم كويس يا اياد، بس الحقيقي اللي انا مش فاهماه وجودك هنا بتعمل ايه، وانت عارف ومتاكد انهم هايخلو....


قاطعتها صافي بحدة : بقولك ايه عندك كلمة حلوة تقوليها قوليها معندكيش اسكتي، اياد ركز معايا كويس، احنا يهمنا المصلحة العامة، يزيد ابن خالي الله يكون في عونه ويشفيه على ما ابتلاه حقيقي صعب الواحد يفقد الذاكرة، واللي حصله قطع في قلبونا كلنا، بس يعني اللي حصله دا، اكيد جزاة الي عمله فينا.


هنا عمر جوزها اتكلم : يعني فيها ايه لما كان يديهم حتة الارض اللي نفسهم فيها هايخسر حاجة؟، ماهو عنده اراضي وشركات وعقارات بالهبل، ومحدش اتكلم وقاله هات حاجة، يجي بقا على حتة ارض تساوي ٣٠ مليون ويرفض.


اياد بتهكم واضح على وشه : معلش اصله بخيل .


سالي : هو ولا بخيل ولا حاجة، بس انا مش عارفة حقيقي ليه بيعند معانا، يعني جدي الله يرحمه يسلم ابوه كل حاجة وقولنا ماشي، نشتغل معاه وتحت امره وقولنا ماشي، لكن لما يبقا في دماغنا فيه مشروع نفسنا فيه، وهو يرفض بحجة ان الارض ابوه اشتراها هدية لامه وامه ماتت ومش شافتها، فيقوم هو يركنها كدا ويسيبها ذكرى دا اللي اوفر اوي.


مروة اتكلمت بعصبية : الله!، ماهو قالكوا اختاروا اي حاجة من ممتلكات جدو، وقال كمان خدوا اي شركة، او خدو بحقها فلوس، بس انتوا اللي رفضتوا.


صافي بضيق من الغبية اختها اللي هاتبوظ كل حاجة : ياحبيبتي احنا بنبص لقدام وبنبص على المكاسب اللي هناخدها منها لما نعمل مشروعنا عليها، ولا ايه يا استاذ عبد الحميد.


عبد الحميد بتوتر : ها؟!، اه طبعا ياهانم الارض موقعها ممتاز.


اياد : طب وانتوا فكرتوا هتاخدوها ازاي منه، اوعوا تقولوا انا امضي عليها، انا مش عاوز اظهر في الصورة اصلا، يزيد مسيره الذاكرة ترجعله، لما ترجعله مش عاوزه يعرفه اني عملت حاجة زي دي.


عامر بخبث : صح مش عاوزين حاجة زي دي تحصل وحتى احنا كمان منظهرش في الصورة عاوزين نكون بعيد تماما، علشان لما يعرف مش يهد المعبد على دماغنا.


سالي : متخافوش اوي كدا، انا مخططة لكل حاجة بس محتاجاة مساعدتكوا.


اياد : قولي؟!..


سالي : هانجوزو...


صافي : نعم؟!!.


سالي : اه هانجوزو، هانقنعه انه متجوز، بصوا بقا يزيد لسه في المستشفى بيتعالج من اثر الحادثة، ونفسيا هو مش متظبط بسبب فقدانه للذاكرة، احنا بقا هانجوزو، هانجيبله واحدة كان متجوزها من كام سنة مثلا ومخبي علينا ومش معرف حد الا اياد واستاذ عبد الحميد بما انهم اقرب ناس له، واياد يقوله عليها ويحكيله انه اتجوزها وخبها في السر علشان خايف على مظهره الاجتماعي، بما انه دنجوان يعني.


عمر زوج صافي : لا شفيلك فكرة غير دي مش متظبطة .


سالي باصرار : لا هي دي، لما تقعد معاه وواحدة واحدة تخليه يمضي على الارض انها هدية ليها يبقا هو الجاني مش احنا، ولو انتو عوزتوا حاجة برضوا غير الارض ممكن هي تاخدها منه بيع وتبعيها لينا من غير ولا مليم.


عامر والحكاية زغللت في عينيه : كويس اوي، ازاي هانظبطها بقى .


سالي بمكر : بصوا بقى يزيد عامل لاياد توكيل عام، واياد يقدر يجوزه بيه، فانا اخترت بنت برفيكت جدا، هاتظهر انها مراته وانه حبها واتجوزها في السر ومحبش يظهرها للمجتمع بس في مشكلة عندي البنت دي ليها بنت صغيرة.


عمر : ايه العبط دا، بصي يا سالي اسكتي ونفكر في موضوع تاني.


اياد : لا بس اسكت انت، اتكلمي يا سالي ومين البنت دي وهاترضى تعمل كدا.


سالي : اه هاترضى والبنت دي تبقى فيروز سالم العمري، كانت من الطبقة الاستقراطية، بس للاسف ابوها اخد قرض من البنك وهرب بيه برة مصر وامها ماتت من الصدمة، وهي فضلت وحيدة مكملتش ثانوية عامة وسافرت على اسكندرية وقعدت عند خالتها كام سنة  وخالتها ماتت وعاشت لوحدها بقى، هي قدي في السن عندها ٢٥ سنة، بس مشكلتها قلبها الطيب، شافت بنت مرمية عند جامع ومحطوطة في الشنطة، ومحطوط جنبها ورقة ان امها خايفة من الفضيحة اخدتها وربتها، والبنت عندها تلات سنين دلوقتي.


صافي بصدمة : انتي ايه فكرك بفيروز يا سالي وشوفتيها فين؟!..


سالي : شوفتها في اسكندرية يا صافي كنت بشرب قهوة في كافيه وشوفتها بتشتغل فيه، ومن وقتها وهي في دماغي، فيروز رغم انها بتشقى وبتعتب بس فيها برضوا حتة بنت البيه، ودي حاجة كويسة جدا في التعامل، هتتعامل مع يزيد بطريقة كويسة، وزائد انها جميله جدا جدا، ويزيد اصلا عينيه زايغة ومبيسبش واحدة جميلة تعدي بين ايديه، وهانقوله انه اتجوزها وخلاها في السر بسبب حوار ابوها والفضيحة وكدا.


اياد : وهي موافقة ؟!.


سالي هزت راسها بمكر : اه ومستنية موافقتكوا.


اياد : طب قولي جواز وسهل هاجوزهم لبعض وهاضرب قسيمة بحكم شغلي بتاريخ قديم وانه هو اللي متجوزها....


عمر : الله الله طب وليه جواز فعلي مانضرب ورقة جواز وخلاص.


عامر : يا مجنون دا هايبقى فاكرها مراته هيتعامل معاها على الاساس دا، مراته فاهم يعني ايه؟!!..


اياد : قوله بالله عليك.


سالي : لا هي مش هاتديله فرصة بكدا اصلا، بس يعني علشان لو فيه تجاوزات ما بينهم، والمهم يا اياد، البنت دي هانقدر نزور شهادة ميلاد باسم يزيد المهدي .


اياد بتفكير : اممممم ممكن.


سالي : لا انت ظابط شرطة وتقدر.


عبد الحميد بخوف : الحوار دا متلعبك جدا ويزيد بيه لو كشفه هانروح في داهية .


سالي بمكر : متبقاش خواف ياعبد الحميد، هو هايخرج امتى من حق؟!..


عبد الحميد : اخر الاسبوع والدكتور قال يقعد في البيت ممنوع الشغل والضغط والارهاق.


سالي : كويس جدا هاسافر اسكندرية اجيبها لغاية ما انت يا اياد تخلص الموضوع، وانا كمان اظبطها وافهمها كل حاجة .

**********************************

في اسكندرية..


فيروز وقفت وهي شايلة ملك وبتخبط على جارتها في العمارة، فتحت مدام سميرة بابتسامتها المعهودة منها:

_ اهلا بست ملك اخيرا جيتي.


ابتسمت فيروز بحب : انا والله ما عارفة اعد جمايلك ازاي يا مدام سميرة.


سميرة اخدت ملك : جمايل ايه بس يا فيروز انتي زي بنتي، المهم يابنتي عملتي ايه في مشكلتك.


اتنهدت فيروز بحزن : والله ما عارفة يا مدام سميرة، بس اهو رايحة اقابل واحدة صاحبتي من ايام المدرسة لما كنت عايشة في القاهرة، وعارفاني كويس انا لايمكن اسرق ولا اعمل كدا، بس وعدتني انها تشوف حل وتكلم الست دي وتقنعها انه اكيد جه غلط في حاجاتي.


سميرة : لا ازاي فهميني كويس..، يعني مش صاحبتك دي تبقى البنت اللي اتهمتك بالسرقة .


فيروز : لا  اصل سالي صاحبتي كانت بتيجي تعمل شغل تقريبا لشركتها هنا في اسكندرية وانا شوفتها صدفة كامنها كانت بتيجي تشرب قهوة في الكافيه اللي بشتغل فيهم، كانت قاعدة اسبوع وفي خلال الاسبوع دا وفي اليوم الزفت اللي حصل، جت زبونة اول مرة اشوفها ومعاها طقم الماظ، انا مش عارفة ازاي جه في شنطتي في حاجاتي هاتجنن، الزبونة صرخت وقالت انها اتسرقت وشنطتها اتفتحت واتاخد منها طقم الماظ، طبعا فتشوا كل اللي موجودين ملاقوش حاجة، فقالوا يفتشوا العاملات، فتشوا لقوا الطقم في شنطتي انا وناقص منه اسورة،

كانوا عاوزين ياخدوني للقسم بس سالي ادخلت ومنعتها وقالت انها هاترجعهلها.


سميرة هزت راسها بفهم : اه يعني سالي دي هاتقنعها انك مش حرامية ؟!.


فيروز : تقريبا والله ما عارفة، هاروح اقابلها هي قالتلي انها هاتنزل القاهرة وتكلمها، اللي مزعلني ان صاحب الكافيه مدفعش عني وانا بقالي سنين بشتغل معاه وعمره ما شاف مني حاجة وحشة.


سميرة : معلش يابنتي هما في ناس كدا مفيهومش خير.

*******************************

في احد كافيهاات اسكندرية ...


فيروز قاعدة بتوتر خايفة سالي تخلف وعدها ومتجيش وكدا يبقى مصيرها السجن... سرحت شوية في اللي جرالها ابوها اللي اخد قرض وهرب برة مصر ومسالش فيها ولا انها كانت ٢ ثانوي وبنته الوحيدة، وامها اللي ماتت من الصدمة لما عرفت، وبقت وحيدة ولا اهل ولا عيلة، سابت تعليمها ومدرستها وبيتها بعد ما البنك حجز عليه، وسافرت اسكندرية لخالتها، ونظرا لظروف خالتها المادة مقدرتش تطلب تكمل تعليمها، وبعد سنة بالظبط خالتها هي كمان ماتت، بقت لوحدها ومعاش جوز خالتها اتقطع اللي كانوا عايشين منه، اضطريت تنزل تشتغل تصرف على حالها، تعبت كتير واتبهدلت خصوصا انها متربية على نوع مستوى معيشي معين، قعدت كتير لغاية ما اتاقلمت، العيشة لوحدها المتها، لغاية ما لقت ملك حياتها، بنوتة صغيرة مرمية في شنطة جنب جامع جنب الكافيه اللي بتشتغل فيه، ومعاها ورقة بتقول ان امها خايفة من الفضيحة، عيونها دمعت على البنت وقلبها رق، اخدتها وكبرتها ونورت حياتها، وسمتها ملك كبرت وعندها ٣ سنين، رغم كل التعب اللي عاشته، الا انها مفتقدش جمالها واناقتها ورونقها.... فاقت على صوت سالي، حمحمت بحرج تأسفت : 


_ معلش يا سالي، سرحت شوية.


سالي : لا عادي، اخبارك ايه!!.


فيروز بحزن : مبنمش تقريبا.


سالي : اه بصي بقى انا روحت لمدام بهيرة وحاولت اقنعها وافهمها وهي بردوا مُصرة يا تدفعي حق الاسورة يا تجبيها، يا اما السجن.


فيروز بضيق : هي الست دي هبلة دي دخلت كافيه وقعدت ساعتين انا بقى هالحق في الساعتين دول اخد الطقم وابيع الاسورة .


سالي : هي بتقول اه تلحقي، الحرامية يحلقوا.


فيروز بعصبية : انا مش حرامية يا سالي وانتي عارفة كدا كويس.


سالي : عارفة يا حبيبتي بس هي بتقول كدا اعمل ايه؟!، المهم انا عندي الحل ليكي.


فيروز بسرعة : ايه قولي؟!.


سالي : انا هاخرجك من المشكلة دي بس تعمليلي قصادها خدمة.


فيروز : خدمة!!!.


سالي : اه يا حبيبتي خدمة، انا بيزنس وامن ياقلبي ومبعملش حاجة الا بخدمة او مصلحة، وبعدين هي مصلحة بسيطة هاتنفعك وتنفعنا.


فيروز بقلق : خير؟!؟.


سالي : يزيد المهدي ابن عمي المالك لمجموعات المهدي، عمل حادثة كبيرة وفقد الذاكرة خالص، وتقريبا مش عارف اي حاجة عن نفسه، احنا بقى عاوزينك تبقي مراته لفترة محدودة، تخليه يمضيلك على ارض  معينة عاوزينها وهو مش راضي يدهالنا، انتي بقى هاتخليه يبعهالك على اساس انك مراته وانتي تبعيها لينا.


فيروز بعدم فهم : انا مش فاهمة حاجة؟!..


سالي: هافهمك ياستي.

********************************

في القاهرة في قسم الشرطة...


مروة دخلت بعصبية على اياد : انت اخر واحد ممكن اتصور انه يخون يزيد دا روحه فيك.


اياد ببرود : اهدي شويه يا مروة على نفسك، طب مانتي بتخونيه وقاعدة معاهم.


مروة : انا مش بخونه ومش موافقة على اللي بيعملوه في حقه، بس انت كدا بتخونه، انا اكيد مش هبله علشان اروح اقوله وهو مش يصدقني وخصوصا انكوا راسمين وش البراءة في وشه وهو مصدقكوا، بس انا هافضل معاكم وهاشوف اخركم ايه يا اياد ولو شوفت اي اذيه له والله لابلغ عنكوا وهافضحكوا بس لما يكون معايا دليل ضدكوا لانكوا بتتلونوا قدامه.


اياد بتهكم: قولي كلام غير دا،  بدام ضميرك حي اوي كدا روحي قوليله ياحبيبتي وهايصدقك هو اصلا مذبذب ومش عارف حاجة.


مروة بحزن : ليه بتعمل فيه كدا يا اياد وانت عارف انه روحه فيك والضربة هاتبقى منك اقوى من اي حد ليه؟!، وبعدين طب انا حضرت معاهم مغلوب على امري صافي في ايدها ميراثي كله ومش عاوزاة تعالج امي الا لو حضرت معاهم ووافقت على اللي بيعملوه فيه، انا مغلوة على امري علشان خاطر امي انت بقا ليه بتعمل كد!!.


اياد قام وقف واداها ضهره : تار قديم بيني وبينه وان الاوان ينتهي، انا مش هاقول لاختك على اللي حصل علشان تعالج امك، وياريت متوجعيش دماغك بيا تاني، يالا بقى من غير مطرود..


مروة : اياد والله يزيد مافي بيني وبينه حاجة انت فاهم غلط .


اياد قاطعها بعصبية : بس اسكتي وامشي من قدامي.

***********************************

في اسكندرية...


فيروز قامت وقفت بصدمة : انتي مجنونة يا سالي، انتي ازاي فكرتي كدا.


سالي ببرود : اقعدي بس الاول، وبعدين نبقة نتكلم...


فيروز قعدت زي المغيبة، وسالي اتكلمت ببرود كعادتها : يابنتي الدنيا دي مصالح وشغل البيزنس دا كله قائم على كدا، سوري يعني يا فيروز متبقيش ساذجة اوي كدا، انا مش هاطلعك من مصيبة كبيرة زي دي بدون مقابل، وبعدين انتي محسساني ان بقولك اقتلي ولا اسرقي، دا مجرد جواز على ورق وبعدها هتاخدي الارض وبس بعدها هاتمشي.


فيروز بتوتر : طيب افرض كشف اللعبة دي، هايعمل فيا ايه، هايبقى مصيري السجن بردوا..


سالي : لا انا مخططة لكل حاجة قبل ما يكشف كل حاجة، هانخليكي تمشي وياستي هاوفرلك شقة جديدة ملكك في الغردقه وشغل هناك كمان، متقلقيش انتي بس، امشي ورايا في كل كلمه والموضوع هايخلص اسرع من الاول....


فيروز بحيرة وخوف : مش عارفة يا سالي، انتي محسساني كانه زي كوباية العصير هاشربها وخلاص كدا .


سالي بمكر : هو فعلا زي كوباية العصير هاتشربيها وبس كدا، خلى في بالك الفرصة بتيجي في العمر مرتين، وانا اديتك فرصه اهو، يا السجن يا الفرصة بتاعتي....


فيروز بارتباك : م..مش ..مش عارفة.، طب وملك انا لايمكن ابعدها عن حضني ابدا.


سالي : متقلقيش من ناحيتها قوليلي بس ملك دي عندها كام سنة؟!..


فيروز : تلات سنين..


سالي بفرحة : كويس اوي.

**********************************

باحد مستشفيات القاهرة الكبرى ...


نلاقي بطلنا قاعد على السرير، باصص في السما، بيتنهد بضيق، يزيد المهدي المالك لمجموعات الغامري، عايش وحيد في قصره، ولاد عمه وعمته بيكرهوه لان في ايده في كل حاجة، يزيد وسيم جدا ملامحه الرجالية الشرقية، وعينيه الزيتونية، وشعره الكثيف، شخصيته جذابة جدا، حازم في بعض الامور، وفي البعض الاخر مرح، معروف بعلاقاته النسائية الكتير..، من فترة عمل حادثة كبيرة وفقد فيها الذاكرة، اتعرف على اسمه وبعض امور حياته من صديقه وولاد عمه وعمته....

الباب خبط ودخل اياد بابتسامة عريضة على وشه : ابو اليزيد، اخبارك ؟!..


يزيد بملل : زي مانت شايف ملل .


اياد : معلش  هي فترة نقاهة وبس هاتروح بيتك وتقدر تخرج.


يزيد بحماس قليل : ياريت والله نفسي اخرج بقى .. انت مش عارف ايه مخليني ساكت للبهايم اللي برة دول.


اياد بضحك : ايوا كدا يا يزيد اظهر وبان عليك الامان، لسانك الطويل بان اهو .


يزيد بضحكة خفيفة : كله هيبان مع الوقت....


اياد : من حق في موضوع مهم جدًا لازم نتكلم فيه.؟؟..


يزيد بتركيز : اتكلم؟!؟.


اياد كان لسه هايتكلم، الممرضة دخلت  وبدات تقوم بعملها، وهما استنوها تخلص وتمشي، وبعدها اياد اتكلم بجدية : 

_ يزيد في موضوع مهم لازم اكلمك فيه، انت بس علشان الحادثة مش فاكر اي حاجة، وطبيعي هاتتصدم من اللي بقوله.


يزيد باهتمام : ايه!، في ايه؟!، قلقتني.


اياد : انت كنت متجوز في السر وكنت معيشها في اسكندرية ومخلف بنت كمان...


يزيد بصدمة : انا!!!، عملت دا كله، انا يا اخي كل يوم بعرف عن نفسي حاجات، انا كنت زبالة اوي كدا.


اياد : لا مكنتش زبالة ولا حاجة، انت كنت بتحبها فعلا بس علشان عندها مشكلة قديمة كدا في اهلها وانت بيهمك الشكليات اوي، فعلشان كدا اتجوزتوا في السر وطبعا الجواز انتهى ببنوتة جميلة اسمها ملك عندها تلات سنين .


يزيد بحزن : طب ليه مجتش تشوفني انا بقالي شهر قاعد هنا في المستشفى ..


اياد : كانت عاوزة والله وانا اللي منعتها علشان ولاد عمك وقرايبك ميعرفوش بس بدام انت فاقد الذاكرة يبقى خلاص لازم تشوفها وتشوفك.


يزيد : انا هاخرج بكرة يا اياد لو سمحت هاتها على القصر.


اياد بابتسامة نصر : اوك .


يزيد : طب احكيلي بقى عنها، واحكيلي مشكلة ايه خلتني اتجوزها في السر واخبي بنتي في السر.


اياد : بص يا سيدي....

*****************************************

تاني يوم فيروز قعدت في عربية سالي ورايحة القاهرة معاها، وملك في حضنها، سرحت شوية كدا هل اللي بتعمله غلط، طب مصيرها ايه لو دخلت السجن ومصير ملك، لا هي تستحمل اي حاجة الا دخولها السجن، استحملت مرمطة وتعب كتير بس اكيد متدخلش السجن، تنهدت بحزن، هاتقدر تمثل على يزيد دا بالحب وتضحك عليه، هاتعرف تعمل كدا، لفت وشها لسالي وسالتها : 


_سالي هو انتو جوزتوني له بجد.


سالي : اه جواز بجد عن طريق توكيل كان عامله لصاحبه جوزانكو وضربنا قسيمة ليكوا بتاريخ قديم وحطناها في مكتبه وشهادة ميلاد لملك كمان.


فيروز : طيب لما اروح واشوفه اعمل ايه؟!..


سالي وقفت العربية وركنت على جنب ولفت وشها واتكلمت بجدية : بصي احنا هانروح يزيد طبعا كان هناك من امبارح وفي انتظارك، هو فاكر انه اياد اللي جايبك، انا هاقف على اول الفيلا وتركبي عربية اياد وتدخلي معاه، اول ما تدخلي عليه تجري عليه وتاخديه بالحضن، وتعيطي شوية، بما انه وحشك، وكان عامل حادثة، ووتعلقي في حضنه، حسسيه انك مراته من زمان، يزيد اه فقد الذاكرة، بس هو في العادي ذكي اوي ديب يعني متتوقعيش ردة فعله، اياكي يشك فيكي، طبعا انتي شوفتي صورته.


فيروز هزت دماغها بخوف : اه .


سالي : ووريتها للبت دي .


فيروز : اه وقولتلها انه باباها علشان تحفظ شكله.


سالي : كويس اوي، يالا جهزي نفسك وامسحي الدموع في عينيك دي ولا اقولك سيبها تنفعك.


سالي شغلت العربية وكملت طريقها ووصلت قرب القصر، نزلت فيروز وملك واياد شافهم وصفر بوقاحة : اوووبا دي جامدة يخربيتك يا سالي، فاهمة طلب يزيد .


فيروز رجعت بخطوتين لورا وارتبكت وخجلت من كلامه، سالي نهرتها بحدة : لا بقولك ايه يافيروز انتي هاتستعبطي ولا ايه، هو انتي خجلتي من كلام اياد امال يزيد هاتعملي ايه، شدي نفسك كدا وحاولي تتحكمي في اعصابك.


فيروز هزت راسها بتفهم، لكن الخوف بيهنش في قلبها، ركبت مع اياد ودخلت القصر، عجبها منظره افتكرت بيتها القديم ووالدها وامها، عيونها دمعت غصب عنها، افتكرت كانت ايه وبقت ايه همست بال: الحمد لله.


نزلت من العربية وتحركت مع اياد لطريق طويل ودخلت القصر، عينها راحت بسرعة على واحد واقف بشموخ بيبصلها نظرات حدة على غضب على حاجات كتير، اتوترت جدا، وقفت مكانها اتسمرت معرفتش تتحرك خطوتين كمان، ولا تجري عليه بالحضن، ندمت انها خدت خطوة زي دي في حقها، هو كمان كان غير الصورة ملامحه كانت اوسم بكتير، طوله وعضلات جسمه ابهرتها، سمعت اياد بيهمس جنب ودانها : الله يخربيتك اتحركي هاتوديني في داهية.


فيروز فاقت من شرودها ورمت ملك على اياد بحركة مفاجئة خلته كان هايختل في توازنه، وجريت بسرعة كبيرة على يزيد واتعلقت في رقبته، وعيطت، عيطت كتير وبصوت عالي، عالي جدا....


فيروز ببكاء : وحشتني يا حبيبي، ياعيني عليك، عملت حادثة وخسيت اوي.


اياد بهمس لنفسه :. خسيت اوي!!، نهار اسود البت دي ابيض وهاتكشفنا الله يخربيت مجايبك يا سالي الكلب.


نوفيلا (مصلحه ثم عشق )


البارت الثاني ..


يزيد قعد وهي في حضنه مش مبطلة عياط، فيروز نفسها مش عارفة بتعيط على ايه، بس قالولها تعيط وهي سيد مين يعيط على حاله، يزيد فضل طول الوقت يربت على ضهرها بحنان، وعينه على ملك الصغيرة، اتنهد بضيق ووجه كلامه لفيروز : اهدي يا .....


للحظة نسي اسمها اللي اياد كان لسه قايله من شوية، عينه جت على اياد واياد همس باسمها وحرك شفايفه، يزيد اخد باله وكمل : اهدي بقا يا فيروز، طب ارفعي وشك انا لغاية دلوقتي مخدتش بالي من ملامحك.


فيروز كانت دافنة وشها في حضنه، حاول يرفع وشها وهي متشبثة بحضنه، يزيد بعصبية : يابنتي اوعي كدا خليني اشوفك.


فيروز رفعت وشها براحة ودموعها على وشها، دقق فيها لاقاها جميلة جدا، ابتسم بلطف ومسح دموعها بحنان : اهدي بقى كفاية عياط، انا لو مت مش هاتعيطي كدا متهايلي.


فيروز همست بخجل ووطت وشها : بعد الشر عليك.


ربت على كتفها بحنان، وقام من مكانه واخد ملك من يزيد واتامل ملامحها : انتي ملوكة بقى بنتي.


ملك نقلت نظرها بينه وبين فيروز وبعدها همست : عاوزة مامي.


يزيد بحنان : ليه انا بابي، مش عاوزاني .


هزت راسها بمعنى اه مش عاوزك، عقد حواجبه باستفهام، فيروز قامت من مكانها واخدتها : معلش اصلها يعني مكنتش بتشوفك كتير اوي، وكنت بتغيب كتير، وبقالك كتير غايب فنسيتك.


يزيد بتعجب : في حد ينسي ابوه..، وبعدين على حسب معلوماتي اني كنت على طول معاكوا.


اياد قام ينقذ الموقف من غباء الهبلة اللي واقفة هي وبنتها : قصدها يعني يايزيد انت غبت اكتر من شهر في الحادثة، وقبلها كنت بتجيلهم خميس وجمعة  علشان شركات هنا، فالبنت ممكن تنساك اصلها بنت طفلة يعني دي تلات سنين.


يزيد هز راسه وسكت، واياد استئذن يمشي، وهي حست انه هايغمي عليها كانت عاوزة اياد يفضل ينقذها، يزيد استنى اول ما اياد اختفى من تحت انظاره ولف ليها بسرعة، ومال بجسمه وباسها في خدها برقة، فيروز مسكت بسرعة في ملك وحست انه هايغمى عليها، وهمست لنفسها: يالهوي عليا، بداها ببوس، بداها ببوس، هاينها بايه..هاينها بايه يا فيروز.


يزيد وهو بيحرك ايده براحة في خدها : فيروز.


فيروز بتوتر : ن.ننن.نعم.


يزيد بهمس : مالك؟!.


فيروز بتوتر : مش عارفة .


يزيد باس ملك واتكلم بهدوء: اطلعي فوق يالا انا قولتلهم يجهزو اوضة لملك، وانتي طبعا هاتبقي معايا في اوضتي.


فيروز هزت راسها بارتباك، ويزيد نادى على واحدة من الخدم وطلعتها، فيروز شكرتها اول ما خرجت، قفلت الباب كويس ومسكت تليفونها واتصلت على سالي...

********************************

في بيت سالي...


كلهم متجمعين واياد معاهم...


اياد : لا بجد البت دي هاتقفشنا دي ابيض، دي عليها تمثيل اوفر اوفر يعني.


سالي بضيق : الله يخربيتك يا فيروز.


صافي : مكنا نشوف واحدة تانية يا سالي، تكون متمكنة شوية.


سالي بنرفزة : انتو مجانين عاوزين تجيبوا واحدة تطمع فيه، فيروز عينها مليانة، واللي مدخلها الحكاية دي المصيبة اللي هي فيها.


اياد بفضول : مصيبة ايه؟؟.!.


سالي تليفونها رن، بصت لقت فيروز استأذنت وقامت بعيد، وردت : الو.


فيروز : سالي الحقيني .


سالي بقلق : في ايه؟!؟.


فيروز : مفيش، بس اسمه ايه يزيد ابن عمك دا، عاوزني اقعد معاه في اوضة واحدة واحنا متفقناش على كدا.


سالي : فيروز انتي اتجننتي ولا ايه، انتي مراته والمفروض ان بينكم قصة حب، انتي بقى المفروض تقعدي فين غير معاه، بلاش جنان بقى بالله عليكي، اياد جاي يشتكي منك.


فيروز بقلق: انا هنام مع واحد غريب انتي متخيلة !!!..


سالي : وانتي نسيتي انك تجوزتيه بالتوكيل اللي معاه.


فيروز : مش ناسية بس بردوا.


سالي: مفيش بس ولا حاجة، ركزي بس كل ما كنتي اسرع في امضا الارض، كل ما تخلصي من الوضع دا بسرعة.


فيروز : طيب هاحاول .


سالي : مفيش هاحاول فيه حاضر هاعمل كدا.


سالي قفلت مع فيروز واضايقت منها ومن غبائها وتوترها، اياد قرب منها : مش هاتقوليلي برضوا البت دي وافقت على الوضع دا ازاي.


سالي  ارتبكت : عادي يعني يا ديدو ، وافقت وخلاص يالا بينا بس نتفق هانعمل ايه لما نزور بكرة يزيد.

***************************************

فيروز غيرت لملك ونيمتها، اليوم كان طويل جدًا ومحتاجة تاخد شاور وتنام وتريح دماغها شوية من التفكير، بصت حواليها ملقتش شنطة هدومها، عرفت ان هي هاتضطر تطلع، هي بقالها طول اليوم في الاوضة مبتطلعش، غطت ملك كويس وخرجت بصت بعنيها حواليها الطرقة مليانه اوض كتير، بصت من على السلم فوق ملقتش حد تحت، فكرت تكون شنطها فين، بصت تاني على الاوض لقت اوضة بابها كبير جدا في وشها، راحت عند الاوضة وخبطت سمعت صوت يزيد بياذن بالدخول، دخلت وهي مرتبكة، لقته قاعد على السرير ونصه اللي فوق من غير هدوم ارتبكت جدا ووطت راسها تلقائيا...لقته ساكت مبيتكلمش...رفعت راسها براحة لقته بيبصلها بتركيز، حست انه ممكن يكشفها، شجعت نفسها وقربت منه وقعدت على السرير واتكلمت بصوت مهزوز: 

_ انت مجتش وندهتني ليه؟!..


يزيد : واناديكي ليه!، انا سايبك براحتك.


فيروز برقة : مالك بتتكلم كدا ليه؟!.


يزيد قرب منها : اصل بصراحة مش فاهمك كويس، انتي المفروض مراتي وانا بعيد عنك بقالي شهر وعامل حادثة، وانتي لما جيتي قاعدة مع ملك ومجتيش حتى تتطمني عليا.


فيروز : اصل مرتبكة ..


يزيد حرك ايده ببطء على وشها واتكلم بهدوء : ليه بس، مالك؟!!.


فيروز : انت مش فاكرني خالص ودا مخليني مش عارفة اتعامل معاك، زي ما يكون بتعرف عليك لاول مرة .


يزيد بابتسامة: اه منا حسيت بكدا برضو، زي ما يكون بنتعامل مع بعض لاول مرة .


فيروز بارتباك : شفت ..


يزيد وقرب كان هايبوسها، بس هي بعدت شوية واتكلمت بقلق : يزيد انا بقولك اني مرتبكة وكاني بتعرف عليك .


يزيد وهو مُصر يبوسها وبيقرب وعينيه متركزة على شفايفها، واتكلم بخفوت : طب وماله يا فيروز، اهو بقرب منك ومفيش احسن من القرب بالطريقة دي .


حطت ايدها على صدره تمعنه بسرعة واتكلمت بلخبطة : ما..ماهو مش هاينفع يا يزيد، انا...انا حامل..


بعد عنها بسرعة وبصلها بصدمة : حامل!..


هزت راسها بتوتر : اه حامل لسه في اول شهرين والدكتورة منعتني يعني عن اي حاجة وكدا، علشان الحمل مش مستقر .


يزيد : وانا كنت عارف .


فيروز : لا مكنتش تعرف كنت سايبهالك مفاجأة .


يزيد بضيق : انا حاسس ان كل حاجة متلعبكة وانا تايه، ولا حاسك مراتي ولا حاسس البنت اللي جوا دي بنتي، مبقتش عارف ولا فاهم حاجة .


فيروز خافت لشعور دا يضاعف عنده، قربت منه بسرعة وفاجئته ببوسة رقيقة على شفايفه وبعدها همست برقة : متقلقش من حاجه الوضع صعب في الاول، بس بعدها كلنا هناخد على الوضع دا .


اخدها في حضنه واتكلم بهدوء عكس اللي جواه : حاضر يالا ننام، لان انا تعبت جدا انهاردا.


هزت راسها بموافقة وسكتت وجواها مشاعر مختلفة ومرتبكة جدا، اول مرة تتجرأ وتقرب من حد بالطريقة دي، وانها تنام في حضنه، نبض قلبه سمعاه في ودانها، ملمس جسمه على خدها، الخجل زاد عندها، فضلت تدعي الموضوع دا يعدي من غير اي خساير، نامت بسرعة من كتر التعب، الفجر قامت من النوم هي ويزيد على خبط على الباب..


يزيد : مين؟!!.


:_ انا يا يزيد بيه، الهانم الصغيرة عماله تعيط ومش عاوزة تسكت وعاوزاة مامتها.


فيروز قامت بسرعة بلهفة وفتحت الباب، الخادمة استغربت انها مغيرتش هدومها، فيروز بصت على نفسها باحراج، اخدت ملك وقفلت الباب....


ملك : زحلانة منك مامي.


فيروز باستها بحنان : ليه ياروح مامي عملت ايه؟!.


ملك : ستيني وننتي هنا..(سبتيني ونمتي هنا ).


فيروز : ياروح قلبي متزعليش، كنت نايمة هنا مع يز..قصدي مع بابي.


ملك بصت على يزيد اللي نايم وفاتح نص عينه وهمست باسمه: بابي.


يزيد شاورلها تيجي، فيروز اخدتها عنده وهو اخدها في حضنه، فيروز نامت جنبهم، وهو همس بصوت واطي : بس مش شبهك يا فيروز انتي شعرك احمر ناري، وهي شعرها اسود، ولا كمان حاسسها شبهي.


فيروز ردت بسرعة : شبه ماما الله يرحمها، طالعلها بقى .


يزيد: فين صورها !.


فيروز : في بيتنا اللي في اسكندرية، سا..استاذ اياد لما كلمني وقالي انك قولت اجاي هنا لميت هدومي بسرعة وجيت .


يزيد : فيروز انا مش عارف ليه خبيت جوازنا، ولو فعلا علشان هروب بابكي برا البلد يبقى انا اسف بسبب تفكيري دا.


فيروز عيونها لمعت بالدموع، الذكرى دي بتحاول تنساها بقدر الامكان، حس انها بتتألم بصمت، اتكلم بهدوء لان ملك نامت في حضنه : فيروز متزعليش مني، انا حاسس اني تايهه ومش مركز وباخد كلمة من الشرق على كلمة من الغرب، بصي خلينا كاننا بنتعرف على بعض من اول وجديد.


هزت دماغها بصمت وغمضت عيناها واستسلمت لسلطان النوم، اما يزيد فضل صاحي يتامل فيها، هو اتجوزها ياترى لانها جميلة، هي فعلا جميلة جدًا طب ليه ماعلنش جوازو منها، ليه اخفى جوازه، سبب هروب ابوها دا سبب تافه انه يخبي جوازه، طب بنته دي هو ليه مش حاسس من ناحيتها باي حاجة، النوم غلبه من كتر التفكير ونام....

******************************

تاني يوم في الجنينة ....


فيروز صحيت لقته لسه نايم صحت ملك ونزلت عملت فطار ليهم رغم اعتراض الخدم لكن هي اصرت وفطرت هي وملك ونسيت يزيد، وقعدت تلعب مع ملك، دخل اياد عليها...


اياد : يا صباح الجمال على الناس الجُمال.


فيروز بضيق : صباح النور يا استاذ اياد.


اياد بسماجة : امال الجميل مبوز في وشي .


فيروز نفخت بضيق واتكلمت بنبرة شبه عصبية مع تحذير :  باقولك ايه؟!، انت تحترم نفسك مش معنى اننا مع بعض في نفس الخطة انت تحاول تتعدى حدودك لا هاتلاقيني واقفلك بالمرصاد، احسنلك خليك في حالك، وتعاملي كله مع سالي وبس.


اياد بتهكم : حاسبي بس على نفسك يا قطة، لتخربشي نفسك ولا حاجة...


يزيد دخل عليهم : صباح الخير.


فيروز : صباح النور.


اياد : صباح النور يا باشا صح النوم.


يزيد قرب منها وطبع بوسة خفيفة على خدها وبعدها شال ملك وباسها كتير، وبص لاياد : ملك صحتيني امبارح واخدت وقت لغاية مانامت.


اياد بضحك : البرنسيسة الصغيرة تعمل اللي هي عاوزاة،دي مش اي حد دي ملك يزيد الغامري.


يزيد قلبه دق جامد لاسمها المرتبط باسمه واتاملها بحب وهمس جنب ودانها : صح ملكوتي تعمل اللي هي عاوزاة.


اياد : طب كنت جاي اقولك ان عيلتك عرفوا انك خرجت امبارح وعاوزين يجوا يشوفك ويطمنوا عليك.


يزيد :وماله خليهم يجوا في اي وقت، انا محتاج اتعرف عليهم.


اياد وشاور على فيروز وملك  : طب و بالنسبة لفي...


يزيد قطعه بصرامة : خليهم يجوا وهما موجودين، لازم عيلتي تتعرف على مراتي وبنتي، وان كنت خبيت زمان، فانا المفروض اعرفهم باهلي دلوقتي بعد اللي حصلي، وعلشان ولادي يكبروا وسط اهلهم.


اياد بضحك : ولادك!!.


يزيد ضم فيروز لحضنه بقوة : اه ملك والبااشا الصغير اللي جاي في السكة.


اياد بص ليزيد وبعدها بيبص لفيروز وعلامات الاستفهام مالية وشه، يزيد قطع تامله بصوته الرخيم : فيروز حامل في شهرين يا اياد، قالتلي الخبر دا امبارح.


اياد : لا والله!!!.


فيروز اتوترت زيادة وحركت ايديها الاتنين في بعض بعصبية، اياد ادارك الموقف : اه الف مبروك يا صاحبي، مبروك يا مدام فيروز، عقبال ما ولي العهد يجي بالسلامة.


فيروز : يارب.


اياد قعد معاهم شوية وبعدها مشي وفي انتظاره بليل هو وعيلة يزيد...


يزيد : انتي كنتي متوترة ليه كدا واياد موجود.


فيروز : مين انا!! لا ابدا، بس اصل الجو العام ملخبطني.


يزيد : اممممم، انا هادخل المكتب اعمل شوية اتصالات وانتي جهزي نفسك للغدا انتي وملوكة.


فيروز: اوك.


يزيد قام من مكانه ميل عليها وطبع بوسة خفيفة على شفايفها وهي خدودها احمرت وهمست لنفسها : لا انا مش هاستحمل البوس الكتير دا، يارب ثبتني.

*********************************

اياد وهو سايق اتصل على سالي وقالها اللي فيروز عملته،وهي اتعصبت جدًا من المتخلفة فيروز، ووعدت اياد انها تزعقلها ومتتصرفش من دماغها مرة تانية ...

كلهم اتجمعوا اياد وصافي وعمر جوزها ومروة وعامر وسالي وراحو عند يزيد....

اما يزيد فكان بيلبس هدومه بهدوء، لما جه القصر وشاف اوضته قد ايه منظمة ولبسه انيق، فرح بنفسه شوية ان في حاجات حلوة، لاحظها دخلت بسرعة بفستان عند الركبة وفاردة شعرها والفستان مكشوف من عند الصدر شوية وبدور على حاجة بسرعة،...


فيروز : هي راحت فين، كانت هنا....


يزيد بهدوء : فيروز.


فيروز وهي بتلف حوالين نفسها : ايوا.


يزيد : فيروز اقفي كلميني!.


فيروز وقفت ولفت له، وهو اتاملها باعجاب وبضيق في نفس الوقت، شاورلها تقرب منه، وهي قربت بعفوية، مسك ايدها وقربها اكتر وهي مش فاهمة حاجة، لغاية ما رفع ايده ولمس الجزء اللي باين من صدرها، وشها اتورد كله بخجل، هو اتكلم بصوت رخيم : انا كنت بسيبك تخرجي كدا بالفستاين العريانة دي.


فيروز : لا انا بقعد بيهم في البيت...


وفعلا اجابتها كانت صادقة هي بتقعد بيهم في البيت، طول خروجها برة لبسها بناطيل وبلوزات، يزيد اتكلم بصرامة : بس قصير وصدرك مكشوف، وانتي هنا مش لوحدك في خدم برا وفي حراسة على الباب، زائد كمان ان اياد ووقرايبي جايين ومينفعش يشوفوكي كدا.


فيروز : ماشي، هالبس جاكت او شال.


يزيد : لا يتغير كله يا فيروز، البسي اي حاجة غيره.


فيروز : حاضر .


الباب خبط ودخلت الخادمة وبلغتهم بوصول عيلته تحت، نزل معاها وساب فيروز بحيرة بين لبسها وفي الاخر اختارت بنطلون جينز وبلوزة قصيرة كشمير وجزمة كعب عالي من نفس لون البلوزة عملت شعرها جديلة، فبانت رقبتها وبشرتها البيضة، نزلت تحت وهي شايلة ملك، كلهم بصوا عليها، عامر بصلها باعجاب ويزيد اخد باله واضايق لكن اللي عصبه نظرات عمر المقززة ليها،..


يزيد : فيروز تعالي هنا...


فيروز راحت جنبه وقعدها وحاوطها بايده ، وبدا يعرفها: 

انتي عارفة طبعا اياد صاحبي..ودي سالي بنت عمي ودا عامر اخوها، اما دي بقى مروة بنت عمتي، ودي صافي اختها ودا عمر جوزها..اما دي بقى فيروز مراتي والقمر دي ملك بنتي .


صافي ضحكت بقوة، لدرجة ان الكل بصلها باستغراب: اه سوري معلش مش قادرة...


صافي ضحكت ان يزيد بلع الطعم، سالي بصتلها بنرفزة، وفيروز افتكرت صافي لانها قدها في السن هي وسالي، يمكن كانت بترتاح لسالي لكن صافي مبترتحش ليها ابدا،...


سالي : في ايه يا صافي ما تبطلي ضحك.


صافي ومازالت بتضحك : معقولة يا يزيد انت تتجوز،وتخلف كمان وتخبي علينا.


يزيد : انا مش عارف حقيقي ايه اللي مضحك .


صافي قامت بدلع وقعدت على ايد الكرسي اللي قاعد عليه وحاوطت رقبته في وسط اندهاش فيروز، بس الغريبة انهم بصولها كانها عادي مبتعملش حاجة غلط مثلا حتى جوزها قاعد عادي، ودا زاد من اندهاش فيروز اكتر ...


صافي وهي بتلعب في شعر يزيد : تخيل كدا الصحافة تعرف، يزيد الغامري اتجوز، دنجوان عصره اتجوز، شوف كمية بقى الستات والبنات وهي بتعيط، انا متهايلي هايعملوا مظاهرات على باب القصر والشركة .


ملك قامت على رجل يزيد ومدت ايدها الصغيرة وضربت صافي بالقلم على وشها واتكلمت بطفولة : سيل ايدك من على بابي وحسسه..( شيلي ايدك من على بابي يا وحشه).


صافي بصتلها بغل، ولسه هاتمسك شعر ملك، فيروز اندفعت ناحيتها وشدتها بغضب : اياكي تفكري تقربي منها، اقتلك والله.


يزيد استغرب هجومها السريع وكانه مثلا مش هاياخد حق بنته لو صافي عملت فيها حاجة، فقام قرب منها وشدها بعيد عن صافي واتكلم بهدوء : اهدي مفيش حاجه حصلت..


فيروز اتكلمت بصوت مهزوز والدموع في عنيها : كانت هاتضربها وتشد شعرها.


يزيد عقد حواجبه واستغربها مد ايديه ومسح دموعها واتكلم بهدوء : لا صافي متقدرش تعمل كدا، ملك كانت بتهزر معاها وبعدين دي طفلة مش محسوبة على تصرفاتها، وغير دا كله هي ملك يزيد الغامري محدش يقدر يلمسها.


فيروز اطمنت لنبرته الهادية، صافي بصت بشر لفيروز، فيروز اخدت بالها خافت منها فقربت تلقائيا في حضن يزيد، وهو اخدها في حضنه بامتلاك، سالي حست الجو بقى مشحون قامت تهدي الوضع..


سالي : اهدي يا فيروز صافي مكنتش هاتعمل معاها حاجة تلاقيها كانت هاتهزر، مش صح يا صافي.


صافي: امممم، اه كنت هاهزر.


عمر قام من مكانه وقرب منهم، ومسك ايد فيروز في وسط اندهاش فيروز ونظرات يزيد اللي هاتولع فيه،وربت على ايدها :

اهدي يا فيروز بترتعشي ليه كدا؟!؟..


يزيد بحدة : هي كويسة يالا كله على السفرة .


عمر شال ايد بسرعة وكلهم اتحركوا ناحية السفرة، وفيروز اخدت ملك من يزيد واتحركت معاهم، يزيد اتاخر وشد عمر على جنب وهمس جنب ودانه : واقسم بالله لو ايدك اتمدت تاني هاقطعها، وبعدين اسمها مدام فيروز، يا...ياعمر،مش عمر بردوا.


عمر بسماجة : اه، عن اذنك الاكل هايبرد.


يزيد في سره : ايه العيلة اللي تقرف دي.


كلهم قعدوا على السفرة والجو كان الى حد ما مشحون، صافي ضايقها حركات يزيد لفيروز واتوقعت انه يرفضها، بس بيعاملها كانه عارفها من زمان...


صافي : وانت احساسك ايه يا يزيد واياد بيعرفك على مراتك.


يزيد باقتضاب : نفس احساسي واياد بيعرفني عليكوا لاول مرة في المستشفى .


مروة : طب وانت كنت مخبي علينا ليه؟!


يزيد : لاسباب خاصة اللي اكيد انا مش فاكرها .


عمر في سره : طول عمرك لئيم يابن ال****.


اليوم خلص سريعا، وكلهم مشيوا بس سالي وقفت وميلت على فيروز وهمست : واقسم بالله يافيروز اللي حصل تاني لو اتكرر انتي حرة، حمل ايه يام حمل احنا متفقناش على كدا.


فيروز بهمس : والله كان غصب عني، كان عاوز يبوسني.


سالي بحدة : ياختي التهي كدا انتي طايلة يزيد الغامري يبوسك.


يزيد قرب عليهم : في ايه بتهمسوا بايه؟!.


سالي بمكر : مفيش كنا بنتفق نشوف بعض ونتقابل برا .


يزيد : اها لا اتقابلوا هنا، فيروز لسه مطمنتش عليها في الحمل لغاية بس ماخدها عند الدكتورة الاول وتطمني.


سالي برقت : دكتورة !!!!..


فيروز في اللحظة دي هايغمي عليها، حست ان البيت بيضيق عليها، داخت ومسكت في ايد يزيد بسرعة، وهو حس بيها، مسكها من خصرها جامد واتكلم والقلق باين على عينه : مالك يا فيروز..


سالي بصتلها كانها بتقولها هاموتك حالا يا فيروز، وهي جت تطلع صوتها معرفتش، عيطت....


سالي بضيق : خدها يا يزيد فوق يمكن عاوزة ترتاح..


يزيد : ماشي يا سالي عن اذنك .

*******************************

عمر كان سايق العربية بهدوء، وصافي قاعدة جنبه متعصبة من اهتمام يزيد بفيروز : شوفت وقال ايه الست سالي بتقولنا مش داخلة على طمع، جت يوم واحد بس وخلت يزيد عامل ازاي..


عمر : الصراحة هي قادرة تخلي اي راجل بالمنظر دا معاها.


صافي بنرفزة : ماتلم نفسك واعملي حساب شوية، انا مراتك .


عمر ببرود : مراتي بس كاتب عليكِ علشان استر عليكِ لامؤاخذة لما الواد الصايع زميلك في الكلية خلي بيكي وهرب.


صافي بقوة : وقبضت يا عمر، واخدت فلوس وواخد حقوقك الزوجية كلها، عاوز ايه تاني؟!!.


عمر : وانا بسيبك تحاولي توقعي يزيد ابن خالك والا نسيتي قبل الحادثة ومحاولتك له بانه يقع في غرامك..


صافي بحقد : وانا وانت قاعدين اما الست فيروز كانت داخلة على طمع .


عمر : سالي مش هاتديها فرصة، بس سيبك انتِ يزيد بن خالك انا حاسه كانه متغيريش نفس قوته ونبرة صوته، وكبريائه وغروره .


صافي بتهكم : هو اه فقد الذاكرة بس لسه زي ماهو وشخصيته هاتغلبه يا باشا، حذر منه وبالذات مع الهانم، مش عاوزة سالي تيجي وتشتكي منك وتكون انت السبب في فركشة الخطة..


عمر بمكر : لا متقلقيش.

*****************************

عند يزيد وفيروز..


مد ايده وبيحاول يقلعها البلوزة وهي مسكت ايده بقوة وبرقت بعنيها واتكلمت بصوت مهزوز : انت بتعمل ايه!.


عقد حواجبه لردة فعلها الغريبة : بعمل ايه بقلعك علشان تدخلي تاخدي شاور وتنامي وترتاحي.


شهقت بقوة واتكلمت بصدمة : انت عاوز تقلعني!!!.


هز راسه واتكلم وعلامات التعجب باينة على وشه من ردة فعلها : اه وهادخلك كمان تاخدي شاور، انتي داخية ممكن تقعي يغمى عليك .


بعدت عنه كانها لسعها عقرب مثلا وهزت راسها بقوة : لا لا لا يمين الله ما يحصل، انت مجنون عاوز تشوفني.


بص حواليه كتير وبعدها قرب : انتي هبلة يا فيروز انا جوزك فيها ايه لما اشوفك.


قربت منه وشاورت بالسبابة في وشه واتكلمت بصوت عالي : بقولك ايه انت جوزي على عيني وراسي بس قلة ادب ماليش فيها، انا لايمكن اخلى حد يقلعني ولا يشوفني، دي من سابع المستحيلات..


رفع حواجبه على صوتها العالي، مسك ايدها بقوة واتكلم بحدة : طيب يمين على يمينك لاقلعك يافيروز، واحميكي كمان...

                  الفصل الثالث من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>