أخر الاخبار

رواية ما وراء الستار الفصل الحادى والعشرون21بقلم اشرقت احمد



رواية #ما_وراء_الستار



#الجزء_الحادي_والعشرون


في فيلا نادر الانصاري

بعد ان صعدت نهاد إلي اعلي نظر نادر إلي الصغير فوجده يبكي بصمت اعتصر قلبه لرؤيته بهذا الحال واقترب منه ، تحدث يوسف ببراءه : بابا انت زحلت ماما تاني .

نظر نادر إلي الصغير لم يستطيع ان يجيب علي سؤاله فهو لا يعلم من المذنب ولكنه حاول تغير الموضوع مسح دموع الصغير بهدوء واحضنه بقوه وتحدث قائلاً : ايه رايك تعالا نشوف الالعاب الجديده اللي بابا جابها ليوسف واخذ الصغير وصعدا الي اعلي متوجهاً إلي غرفته الخاصه .

وبعد مرور بعد الوقت سمع جرس الباب يعلن عن قدوم زائر .

تحدث نادر أمرا : يوسف خليك هنا لحد ما اشوف مين جه متتحركش من مكانك .

اوما الصغير برأسه كعلامه نعم و نزل نادر إلي أسفل وفتح الباب فوجد تامر امامه 

يتحدث بعمليه : مدام نهاد موجوده .

تردد نادر للحظات وقبل ان يتفوهه بكلمه واحده سمع صوت نهاد يأتي من خلفه متحدثه بصلابه علي غير ما كانت عليها منذ دقائق فقط تحولت جذريا : ايوه يا حضره الظابط ، انا نهاد .

نظر اليها تامر بتعجب فكيف عرفت انه ظابط فهو يراها لاول مره ولكنه لم يكترث لهذا وتحدث بعمليه : ممكن حضرتك تتفضلي معايا .

نظرت نهاد إلي نادر عده دقائق ونقلت نظرها الي تامر متحدثه بهدوء : هغير هدومي واجي مع حضرتك .

اوما تامر اليها و صعدت إلى أعلي وما ان مر عده دقائق وكانت قد انتهت ونزلت إلي اسفل مره أخري .

تحركت نهاد بصحبه نادر وتامر إلي قسم الشرطه و دلفت إلي الداخل وتحديداً في مكتب عمر المرشدي .

وما ان دلفت ووقع نظر عمر عليها حتي ظل صامتاً لعده لحظات لم يعلم ماذا دهاه ؟

حتي قطع ذلك الصمت صوت تامر متحدثاً بتساؤل : طبعاً حضرتك عارفه انتي هنا ليه ؟

نظرت اليه نهاد وتحدثت بثقه : أيوه ، وسكتت لبرهه واكملت ، بخصوص قضيه هبه الله يرحمها .

نظر تامر الي عمر وكأنه يعطي إليه اشاره البدا ، حيث تولي عمر دفه الحديث قائلاً براحه : كويس انك عارفه ، وفرتي علينا كتير.

نظرت اليه نهاد وتحدثت بحسره : انا عرفت الخبر لما روحت ازورها انهارده ، وبما ان حضره الظابط طلبني فأكيد ده علشان اقول شهادتي .

نظر إليها عمر نظره إعجاب ولكنه اخفاها سريعاً وتحدث بعمليه : الاسم ؟

نهاد بهدوء : نهاد عز الدين ابراهيم المندوه

عمر : السن ؟

نهاد : ٢٨سنه .

عمر : المهنه ؟

نهاد : دكتوره صيدليه .

عمر : تعرفي ايه عن القتيله ؟

اغمضت نهاد عينيها لعده للحظات أثر سماعها كلمه القتيله وتحدثت بصوت خالي من الحياه : من فتره عملت حادثه وكانت هبه الممرضه اللي بتابع حالتي ، بس هي  بالنسبه ليا كانت اكتر من صديقه .

عمر : اخر مره شوفيتها كانت امتي ؟

نهاد : اليوم اللي خرجت فيه من المستشفي من وقتها ما شوفتهاش ، وانهادره كانت اول مره اخرج فيا من البيت من وقت ما خرجت من المستشفى وكنت راحه اشوفها بس للاسف ملحقتش ، لما وصلت بلغوني بخبر وفاتها .

عمر : آخر مره كلميتها كانت امتي ؟

ترددت نهاد للحظات لكنها تحدثت بثبات ، غير ما تشعر به قائله : مكلمتهاش من وقت ما خرجت .

عمر باستغراب : مش غريبه انها تكون صاحبتك علي حد وصفك ليها ومن الكلام اللي سمعناه وانك متكلميهاش ولا مره خالص كده ، واكمل بمكر يعني ولا حتي انك تطمني عليها .

نهاد بثبات مصطنع : انا مخرجتش من فتره طويله وكمان كنت لسه تعبانه وفي فتره نقاهه .

عمر بمكر : ولما هي صاحبتك قوي كده ، مش غريبه انها متكلميش ولا تيجي تزورك وانتي تعبانه زي ما بتقولي كده .

نهاد بحسم : هبه كانت مشغوله بشغلها وانا اكتر واحده عارفه ده ، ومقدراه ثم انها متعرفش بيتي ولا عمرها جتلي قبل كده ، وبعدين هو احنا علشان اصحاب لازم تكون ملازماني طول الوقت دي واحده بتشتغل ووراها مسؤوليات مش قاعده فاضيه .

عمر بصرامه ضارباً بكلتا يديه علي المكتب : اتكلمي بأسلوب احسن من كده .

نهاد بتحدي : وانا مغلطتش في حاجه ،انا عارفه انا بقول ايه وبتكلم ازاي يا حضره الظابط ، دي مجرد اقوال انا مش متهمه علشان تكلمني بالاسلوب ده .

عمر بتحدي : مش انتي اللي تقولي انتي متهمه ولا لأ ، ده شغلي .

نهاد بتحدي مماثل لعمر : والإتهام من غير دليل يثبته يبقي باطل .

نظر اليها عمر متحدثاً بصرامه : عندك اي اقوال اخري ؟

تحدثت نهاد بنفي : لأ .

تحدث عمر أمرا : أمضي على اقوالك .

وبالفعل مضت نهاد علي اقوالها وما ان خرجت حتي تحدث عمر بأمر موجها حديثه إلي تامر : تتحط تحت المراقبه ٢٤ساعه .

نظر اليه تامر وتحدث بتساؤل : مالك يا عمر متحامل عليها كده ليه ؟

نظر اليه عمر نظره مطوله دون رد واستقام من جلسته متجهاً إلي الخارج غير مكترث بسؤال صديقه .


في فيلا نادر الأنصاري

ما ان دلفا نهاد و نادر إلي داخل الفيلا وقبل ان تصعد نهاد إلي أعلي حتي استوقفها صوت نادر متحدثاً بحسره : ليه يا نهاد ؟

توقفت نهاد للحظه واستدارت موجهه نظرها إليه متسائله بعدم فهم : ليه ايه ؟

اقترب منها نادر حتي لفحت انفاسه وجهها وتحدث بلوم : ليه كذبتي ؟

تخضبت وجنتيها وابتلعت ريقها بصعوبه قبل ان تردف بعدم فهم مصطنع : كذبت ، كذبت في ايه ؟

نظر إليها نادر بحده وتحدث قائلاً : بطلي تلفي وتدوري ، انتي عارفه انا قصدي ايه كويس ، وسكت لبرهه ولا اقولك علشان اوفر علينا وقت هجبهالك علي بلاطه انتي كلمتي هبه امبارح .

نظرت إليه بصدمه لم تتوقع ان يعرف بأمر هكذا هي لم تكذب بهدف الكذب كل ما ارادت فعله ان تتمهل لتعرف من الفاعل الحقيقي كانت تخشي ان يعلم بالموضوع اخفته من اجله هو ، لكن مهلا كيف علم هو بذلك ؟

ابتعدت عده خطوات وتحدث بثبات بعكس ما بداخلها : وأنت عرفت منين ؟

تحدث بصرامه : ملكيش دعوه انا عرفت منين ولا ازاي ، انتي ليه عملتي كده ، وسكت لبرهه انتي فكراهم مش هيعرفوا دي حكومه عارفه يعني ايه يعني ممكن يجيب كل المعلومات اللي هو عايزاها في لحظه ، انتي مستوعبه انتي عملتي ايه انتي فاهمه المصيبه اللي حطيتي نفسك فيها .

عند هذا الحد وهبت نهاد صارخه في وجهه : انت بتقول ايه انا معملتش حاجه ثم اكملت بتحدي واه انا كذبت بس مسألتش نفسك انا كذبت ليه ، ولا انت فاكر اني مش عارفه .

تسأل نادر بعدم فهم : قصدك ايه ؟

صرخت نهاد بشده : انه انت اللي وراء كل المصايب دي ، انت السبب فيها انت اللي قتلت شمس وانت اللي خفيت الدفتر والاوضه اللي كل مره الاقيك واقف عندها وبعد كده الدفتر ظهر تاني ، واخيرا وبعد كل ده روحت قتلت هبه ، عارف ليه علشان شافتك ايوه شافتك انت اللي عملت كل ده ، وسكتت لبرهه واكملت والدموع تنهمر   من عينيها دون ان تشعر ، عارف انا بسأل نفسي كل يوم أنا عملت ايه علشان تعمل فيا كل ده ، ليه انا استاهل منك كده ؟ واقتربت منه وجذبته من قميصه صارخه رد عليا انا استاهل منك كده ؟ليه بتعمل كده ليه ؟

جذب نادر ذراعه منها وابعدت عنها وتحدث بصدمه : ياااااااه ولما انتي شيفاني وحش اوي كده مكمله معايا ليه ، ها ولا انتي مش لا قيه حاجه تعلقي عليها كل مصايبك فتعلقيها عليا انا .

تحدثت نهاد بصدمه : مصايبي انا !!

تحدث نادر بحده : ايوه مصايبك انتي مصايب افكارك الغبيه ولا انتي فكراني مش عارف ولا شايف انتي بتبصيلي ازاي ، وسكت لبرهه عارفه كل مره كنت ببصلك فيها كنت بشوف في عنيكي اتهامك ليا بقتل شمس ، كل مره كنت بموت فيها الف مره بس مسألتش نفسك انا سكت ليه ومكمل معاكي ليه ، وصرخ بوجهها وهو يضرب    بقبضه يديه علي قلبه : علشان ده ، قلبي الغبي اللي حبك كان كل مره بيسامح ، كنت كل مره اقول دي النهايه وارجع تاني مقدرش ابعد والاقيني برجع تاني لنقطه البدايه ، انا اللي بوجع نفسي بأيدي ، بس خلاص كده كفايه كفايه قوي . 

وتركها وصعد الي أعلي في غرفته الخاصه واغلق الباب بشده .

وصعدت نهاد هي الأخري إلي غرفتها لم تستطيع النوم تلك الليله تمددت علي فراشها بجسد منهك من شده التعب افكارها تتصارع تريد الوصول الي الراحه الراحه التي فقدتها منذ زمن ومن بين افكارها تذكرت امرها مجددا وحسمت امرها فعليها ان تذهب اليها وفي اسرع وقت ممكن .


في منزل عمر المرشدي 

حيث دلف عمر إلي الداخل فوجد والدته تجلس علي الكرسي خاصتها تؤدي فريضتها جلس عمر علي الاريكه بجانبها وما ان انتهت حتي نظرت اليه بتعجب : مالك يا عمر ؟

زفر عمر بضيق وتحدث بإرهاق بادئ علي وجهه : تعبان ، تعبان قوي يا امي .

نظرت إليه سلوي وتحدثت بجزع : مالك يا حبيبي ؟

تحدث عمر : في قضيه مهمه شغال عليها وكل مدي بتتعقد اكتر من الاول ، مش عارف .

تحدثت سلوي بمحبه : ربنا يحلها يا حبييي انت قدها يا عمر ، وتحدثت ضاحكه فاكر زمان يا عمر لما كنت اجي اسالك عايز تطلع ايه ؟

واكملت بصوت طفولي : حايز اطلح ثابط .

اديك طلعت ظابط اهو واحلي ظابط كمان ،واكملت بمحبه عارف بقي انا عملالك ايه انهارده ؟

عمر بتعب : لأ مش قادر عايز انام .

سلوي بتحدي : طب والله العظيم يا عمر لو م.........

عمر بصراخ مازحاً : خلاااااااااص خلااااص هاكل انا اسف .

سلوي : طب قوم غير هدومك علي ما اسخن الاكل .

صعد عمر إلي غرفته الخاصه واتسحم وبدل ملابسه وتوجهه الي الفراش وتذكر نهاد لم يعلم لماذا الآن لكنه شعر بشعور غريب لاول مره ينتابه    هذا الشعور ضحك علي تفكيره ونفض ذلك الامر عن راسه وذهب في ثبات عميق ، حيث دلفت سلوي ووجدته نائم فحملت صنيه الطعام مره آخري وخرجت من الغرفه وتركته .


في فيلا نادر الأنصاري

استقامت نهاد من فراشها وتوجهت إلي غرفه نادر بهدوء تام ودلفت إلي الداخل بخفوت باحثه عن الهاتف خاصته وما ان وجدته ظلت تبحث عن  رقم معين دون غيره وما ان وجدته حتي احتفظت به داخل هاتفها الخاص ، واعادت الهاتف كما كان وخرجت من الغرفه   متوجهه الي غرفتها مره اخري ، ناويه علي الذهاب إليها ورايتها في أسرع وقت ممكن .

                  الفصل الثانى والعشرون من هنا


لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-