أخر الاخبار

رواية ما وراء الستار الفصل التاسع عشر19بقلم اشرقت احمد



 رواية  #ما_وراء_الستار


#الجزء_التاسع_عشر



بقلم اشرقت احمد


في فيلا نادر الأنصاري

تمللت نهاد في فراشها ورمشت باهدابها عده مرات كاشفه عن 


عينيها ووجدت الصغير يجلس بجوارها في صمت تام ، نظرت 


إليه بابتسامه هادئه وقالت: يوسف يا حبيبي ، أنت صحيت امتي ؟

يوسف وهو يبادلها الابتسامه : من ثويه تده ، ولوحت عند بابا بس هو مث موجود ، مث انتي قولتي هيخلث الثغل ويدي ، هو مداش ليه بقي ؟

اهتزت مقلتي نهاد واجابت بتردد : هو جه ، بس انت كنت نايم ، بس علشان عنده شغل كتير راح الشغل تاني .

نظر يوسف إليها بعدم اقتناع وتحدث بألم : يحني مثتناث اصحي واثوفه ، حو تان مواحدني انه هيخلدني .

احتضنت نهاد الصغير بقوه في محاوله لتخفيف حزن الصغير وتحدثت قائله : طب ايه رأيك نكلمه دلوقتي ؟

نظر الصغير إليها بفرحه باديه علي وجهه: ماثي .

نظرت نهاد إلي الساعه فوجدتها السابعه والنصف صباحاً ، من المؤكد انه في العمل ولكن هل سيجيب علي الهاتف ؟ لاتعلم فهي لم تحاول الاتصال به منذ البارحه ولم تعلم عنه شيئاً ، استقامت واقفه وجلبت الهاتف خاصتها لتحدثه ولكن بلا فائده فهاتفه مغلق ، نظرت إلي الصغير بحيره لم تشأ أن تزيد من حزنه ، فتحدثت بمرح مغيره مسار الحديث : شكله مشغول بس عندي فكره حلوه ، ايه رأيك نحضر الفطار سوا ونفطر ، وبعد ما نخلص نخرج مع بعض .

استقام يوسف هو الآخر وتحدث بفرحه عارمه : بتد يا ماما هنخلج ثوا .

ضحكت نهاد بمرح وهزت رأسها بعلامه نعم وتحدثت بحماس قائله : يلا بينا .


كان يجلس علي كرسي ناظرا الي مياه البحر التي امامه لا احد يعلم اين هو ، فقد احتفظ بسر ذلك المكان له فقط ، فذلك الجزء الوحيد الذي مازال يشعره بذاته ، ذلك المكان الذي اعتاد عليه كان يأتي إليه خلسه قبل ان يقدم علي اي أمر مهم في حياته ، لا يريد رؤيه أحد ، حتي عمله لم يكترث بالذهاب إليه يشعر وكأنه فقد كل شئ ، لم يعد لديه القدره علي التفكير فكل شئ خطط له او حلم به اصبح مجرد سراب ، يشعر بمراره الفقد ، بمراره الخساره ، ولاول مره تذكر شمس بعد ان رحلت فهي كانت ملجأه في تلك الظروف ، يعلم انه ظلمها وللحظه تمني لو أن يعود الزمن به مجدداً ليعوضها عن كل الم مرت به او سببه لها ، شعر ولاول مره باشتياقه لها لدفئ يدها وسحر كلامتها بعشقها الجامح الذي عبر كل اواصله ، لكنها الاقدار أرادت ان تفرق بينهما ، لم يعلم بمدي اهميتها في حياته إلا بعد أن فارقت الحياه ، ولوهله تذكر يوسف كنزه الثمين لم يستطيع العيش بدونه ، فلم يبقي له احدا سواه ، استقام من جلسته وبدل ملابسه متجها إلي الفيلا بعد ان حسم أمره وبداخله امر واحد فقط وهو يوسف .


في مكتب عمر المرشدي

نظر عمر إلي تامر بهدوء لم يتناسب مع الوضع مطلقاً وجلس علي الكرسي الخاص به وضغط علي الزر بجانبه وتحدث بعمليه : القهوه بتاعتي .

نظر إليه تامر بزهول غير مصدق ما يراه : قهوه ايه دلوقتي ، بقولك في جريمتين قتل ولازم نتحرك دلوقتي .

عمر بجديه : هشربها في العربيه ومد يديه إلي ظرف كان موضوعا بداخل ملف كبير.

نظر تامر إلي عمر بحيره وتحدث بتساؤل : ايه ده ؟

عمر بعمليه متجاهلا سؤال تامر : الجثث فين دلوقتي ؟

تامر مجيبا : خدوهم المشرحه .

تحدث عمر بعمليه : تمام يلا بينا .

تامر : والقهوه .

عمر بامتعاض :مش مهم يلا .


في فيلا نادر الأنصاري

بعد ان انتهيا من طعام الافطار ذهبا كلاهما لتغير ملابسهم استعداداً للذهاب فالأول مره تخرج نهاد من الفيلا منذ ان خرجت من المستشفى ، وما ان انتهيا كلاهما حتي اخذت الصغير في جوله للنادي وجلبت له الالعاب والحلوي التي يحبها ، وما ان انتهيا وقبل العوده الى المنزل مره آخري ، جالت في خاطرها فكره وارادت تنفيذها ، فتوجهت بالسياره إلي المستشفي كانت تنوي الذهاب إليها تريد معرفه اجابه سؤالها تريد التحدث اليها لكي تشعر بالراحه كانت تنتظر سطوع الشمس بفارغ الصبر لكي تراها ، فحديث كهذا لا يصلح في الهاتف صفت السياره علي الجانب الآخر من الطريق ونزلت بصحبه الصغير ، ودلفت إلي الداخل لكنها وجدت حاله من الهلع والزعر يغمر المكان خشيت علي الصغير وودت ان تخرج مسرعه ولكن استوقفتها جمله سمعتها من احدي العاملات بالمستشفى كانت تتحدث بحسره قائله : يعيني عليكي يا هبه والله ما كنتي تستاهلي كده ابدا .

دب الزعر باواصلها هل حقاً سمعت اسم هبه ولكن ماذا بها ؟

اقتربت من العامله ببطئ شديد وكأنها تخشي التحدث إليها وتحدثت بتردد قائله : هبه مين ؟

تحدثت العامله والحزن يكسو وجهها قائله: هبه الشرقاوي ممرضه هنا .

نعم هي ولكن ماذا حدث ماذا اصابها؟

اهتزت مقلتي نهاد وتحدثت بصوت مرتعش : مالها ؟

الممرضه والدموع تتساقط من عينيها :اتقتلت امبارح لقوها مدبوحه في الاوضه بتاعتها ، والله ما تستاهل كده ابدا .

ترنحت نهاد أثر سماعها ذلك الخبر واسندتها تلك العامله متحدثه بقلق : انتي كويسه ؟

نظرت إليها نهاد بعين لا تري تشعر وكأنها فقدت السمع والنطق والرؤيه لم تستطيع التحدث فقط كل ما تراه عباره عن خيال .

تحدثت العامله بتساؤل : انا بشبه عليكي ، مش انتي الدكتوره نهاد اللي كنتي بتتعالجي هنا ؟ وتسالت بحيره بس هو انتي عرفاها ؟

وسككت لبرهه واكملت اه صحيح دي هي اللي كانت متابعه حالتك .

لم تجب نهاد علي أي من تلك الاسئله في لم تعد تستوعب اي شئ كان .

تحاملت علي نفسها ممسكه بيد الصغير بقوه وكأنها تستمدها منه حتي وصلت إلى السياره خاصتها و صعدت الي السياره وظلت واقفه دون اي حركه .


في فيلا نادر الأنصاري 

حيث دلف نادر الي الداخل كان يظن انهم بالمنزل ولكن لا صوت ولا احد حتي ان الازرار الخاصه بالاناره جميعها مغلقه تعجب من ذلك الأمر ، وصعد الي أعلي باحثا عنهم فلم يجد اي احد ، شعر بالقلق يعتري قلبه فمد يده واضعاً اياها تجاه قلبه فوجده ينبض بشده فعلم انه مازال يحبها اخذ يلعن ذلك القلب الذي وبرغم من كل ذلك يدق حين يشعر بالقلق نحوها وكأنه ناقوص الخطر ، وتصارعت الاسئله بداخله  هل اصابهم مكروهه ؟

امسك بالهاتف خاصته لكي يجري اتصالا بها لكن بلا جدوي فالهاتف مغلق .

ذلك الامر الذي ازاد من قلقه أضعافاً ، نزل إلي أسفل مره اخري واستقل سيارته وغادر المكان باحثاً عنهم لا يعلم ماذا يفعل ؟

لكن الشئ الوحيد الذي يعلمه جيداً ، هو الاطمئنان عليها أولا وبعدها فليحدث ما يحدث .


في سياره نهاد كانت تجلس بجوار الصغير كان يحدثها تسمع صوته ولكن لم تقوي علي الاجابه فمازالت تحت تأثير الصدمه نظرت امامها فوجدت الطريق خالي من الناس بدات تستعيد قواها شيئاً فشئ وادارت السياره متوجهه إلي المنزل وما ان دلفت إلي الداخل حتي توجهت إلي اقرب اريكه وخرت بجسدها هاويه عليها وضعت كلتها يداها علي وجهها واخدت تنحب بشده لا تعلم تنعي حال صديقتها التي ماتت بتلك الطريقه ، ام تنعي حالها لما وصلت عليه الآن ، تشعر بالذنب تجاهها تشعر وكأنها هي القاتل ، نعم هي من تسببت لها في ذلك ، لو لم تحدثها ، لو لم تخبرها عن شئ لما وصلت لكل هذا .

ظل ينظر إليها الصغير باستغراب لما يحدث اقترب منها وجلس بجوارها واخد يربت علي يديها في محاوله منه لتهدئتها انزلت كلتا يداها ونظرت إلي الصغير مليها واحتضنته بشده وظلت تبكي ، فلم يعد لديها شئ تفعله سوي البكاء .


في سياره نادر 

بعد ان بحث عنها في الشوارع المجاوره ظل يدور بالسياره ذهاباً وإياباً في محاوله منه للعثور عليها فهو يعلم ان ليس لديها اي احد لتذهب اليه ، وأخيراً قرر العوده الي المنزل مره اخري لعلها تكون قد عادت ، صف السياره وما ان دلف إلي الداخل وراه يوسف حتي اقبل عليه قافزا وهو يقول بلهفه :بابا .

احتضنه نادر بلهفه وتحدث قائلاً : انتوا كنتوا فين ؟

تحدث يوسف ببراءه : خلجنا انا وماما وبحدين لوحنا المثتثفي .

نادر بنبره خوف:مستشفي ايه ؟ انتوا كويسين ؟ فين ماما؟

نظر يوسف إلي والده ونقل ببصره إلي والدته واشار بأصابعه نحوها .

اقترب نادر منها ببطئ ، وهاله ما رأي فالأول مره يري نهاد علي تلك الحاله حتي في أصعب الاوقات كانت دائماً قويه وصلبه كان يستمد قوته منها ، لم يصدق انه يراها بتلك الحاله وقف موازياً لها ووضع كلتا يداه علي وجهها رافعا إياه لتسقط عيناه علي عيناها بشكل مباشر، رمشت باهدابها عده مرات والدموع تنهمر من مقلتيها ، اعتصر قلبه من رؤيتها بتلك الحاله التي لايرثي لها وتحدث بألم متسائلاً إياها : مالك يا نهاد ؟

ظلت تنظر اليه وكأنها تستوعب وجوده في المكان اهتزت مقلتيلها وابتلعت مراره حلقها وتحدثت بألم :هبه ، هبه اتقتلت امبارح.



                         الفصل العشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-