أخر الاخبار

رواية ما وراء الستار الفصل الثالث عشر13بقلم اشرقت احمد




رواية  #ما_وراء_الستار


#الجزء_الثالث_عشر


وقبل ان تتفحص الدفتر سمعت صوت قدوم سياره فعرفت انه نادر نظرت إلي الساعه كانت قد تخطت السابعه والنصف مساءً استقامت في وقفتها واخفت الصندوق في مكان ما يبعد عن الأنظار واغلقت الغرفه وخرجت   لاستقباله نزلت بهدوء كان قد دلف الي الداخل للتو لم تراه في مثل هذه الحاله من قبل اقتربت منه اكثر ووجدت عيناه يخالطها لون الاحمر الداكن كان يتنفس بصعوبه تحدثت بخفوت قائله : انت كويس ؟

نظر إليها وكأنه يبحث بداخها عن الاجابه ثم تنهد ببطئ شديد ومسح علي وجهه بكلتا يديه واجاب :مش عارف .

واكمل حديثه وهو ينظر إليها بضعف وصوت مرتعش لم تسمعه من قبل :انا عايزك جانبي انا محتاجك قوي ، متسبيتش انا نفسي ننسي اللي فات ونبدأ   من جديد أنا بحبك يا نهاد والله العظيم بحبك انا عايزك تسامحني واديني فرصه جديده ارجوكي ، انا مقدرش اعيش من غيرك انتي ويوسف .

نظرت إليه بدهشه لم تعلم ماذا دهاه كان يتحدث إليها بترجي شديد تعلم أنه أخطأ ولكن ليس وحده المذنب لما يشعر بكل ذلك العذاب ، هل يظن انها سوف ترحل ؟

تتركه وتذهب ؟

 هل يري انها ستقتص منه لذلك ؟

تحدثت بصوت مهموس : انا وانت غلطتنا ، الغلط مشترك بينا احنا الاتنين ، انا مقدرش اعقابك علي غلطه كنت انا سبب فيها ، انا مش ببرر ليك الغلطه دي بس مقدرش أبرأ نفسي ، ولو فعلاً لازم يكون في فرصه تبقي لينا احنا الاتنين ، بس في حاجه .

نظر إليها باهتمام شديد وكأنه يحدثها علي تكمله الحديث نظرت إليه وقالت :هنفضل زي ما احنا .

لم يفهم حديثها للوهله الأولي او كان يقنع نفسه بذلك تحدث متسائلاً : قصدك ايه ؟

نظرت إليه بتحدي : قصدي اني مش هقدر اقرب فجاءه بعد كل اللي حصل ده ، محتاجه وقت .

نظر إليها بصدمه وتحدث قائلاً : انا بس كنت طالب منك فرصه تانيه نبدأ فيها من جديد ، نبقي زي أي أسره طبيعيه عايشه حياتها ، لكن انا عمري ما هجبرك علي حاجه ، لا ده طبعي ولا دي طريقتي .

تحدثت نهاد محاوله تصحيح الموقف : اتمني متزعلش مني وتقدر موقفي .

تحدث نادر بحنان كبير وهو ينظر إليها : وانا مش زعلان وكفايه عندي اني اكون جنبك ، نظره واحده منك هترضيني .

ابتعدت نهاد عده خطوات وهي تنظر إلي الساعه وتحدثت مغيره مسار الحديث: انت اتاخرت ليه انهارده ؟

نظر إليها بتوتر شديد واجاب بقتضاب : كان عندي شغل .

وتركها وذهب إلي غرفته الخاصه.

صعدت نهاد هي الآخري الي غرفه يوسف وايقظت الصغير بهدوء.

يوسف : حايز انام تمان ثويه.

نهاد بحنان : طيب قوم ناكل وبعدين هسيبك تنام تاني .

يوسف وهو يفرك في عينيه وتحدث بتساؤل : هو بابا ده.

نهاد بابتسامة عذبه : اه يا حبيبي ، وتحدثت بخفوت : يلا بقي مش كنت عايز ناكل سوا .

يوسف بفرحه وهو يقفز من الفراش : حاتل.

وذهب إلي غرفه نادر ، وذهبت نهاد لتحضير الطعام .

بعد عده دقائق قد انتهت من تحضير السفره ووجدت يوسف يجلس علي الكرسي بهدوء علي غير عادته .

اقتربت نهاد وتحدثت بقلق : مالك يا يوسف ؟

نظر اليها بحزن : بابا مش هياتل معانا ، قال ثبحان .

نظرت نهاد الي يوسف بحب ومسحت علي راسه وقالت بحنان طب خليك هنا متتحركش وانا جايه دلوقتي .

يوسف بطاعه : حاتل. 

صعدت نهاد إلي أعلي وطرقت الباب عده مرات ففتح لها نادر .

تحدثت بهدوء :ممكن اتكلم معاك شويه.

ابتعد عده خطوات لكي يتيح لها الدخول ، دلفت إلي الداخل وقالت بتساؤل : مش عايز تاكل معانا ليه ؟

نظر إليها قائلاً بقتضاب : مش جعان .

تحدثت نهاد بصوت مهموس : يوسف كان مستني تيجي علشان ناكل كلنا ، كان نفسه نبقي زي زمان .

نظر إليها باستهجان : بس مش كده .

تحدثت بعدم فهم : قصدك ايه ؟

نادر بحزن : علشان يوسف ، كان عايز كده وعلشان كده بعتيه ليا مش كده ، لكن انتي لأ .

نهاد بصدمه من كلامه : انت بتقول ايه ، لأ طبعاً انا بعدته علشان فعلاً ده اللي لازم يحصل وكمان م

وقبل ان تكمل حديثها قاطعها قائلاً : ده اللي لازم يحصل ، يعني فرض ومش ده اللي انتي عيزاه .

نهاد بصدمه : احنا كنا لسه متفقين ، ايه اللي حصل .

نادر بعصبيه : عايزه تعرفي ايه اللي حصل ، اللي حصل انك عمرك ما هتتغيري ، استجواباتك هترجع تاني ، والشك هيرجع تاني .

نهاد بصدمه : استجوابات ايه ؟ اه علشان سألتك اتاخرت ليه ؟ ده سؤال عادي ، لو انا مكانك ولو اي حد المفروض أنه هيسأل ، بس مش معناه اني بشك فيك ، انا كنت بطمن عليك ، ولو الامر ده هيزعلك انا اسفه مش هسال تاني .

وتوجهت ناحيه الباب وقبل ان تمسك المقبض اوقفها نادر مانعاً إياها من الخروج وتحدث بأسف : انا اسف مكنش قصدي ، فهمتك غلط ، انا بس اعصابي تعبانه الفتره دي ، ارجوكي سامحيني.

تحدثت نهاد بعمليه : الاكل جاهز تحت وانا ويوسف مستنين تشاركنا لو تحب ، بعد اذنك .

وخرجت من الغرفه وجلست بجوار الصغير وبعد عده دقائق نزل نادر ليشاركهم هو الآخر في تناول الطعام محاولا تصليح ما افسده بتفكيره منذ قليل .


في شقه المعادي

كانت تجلس علي الاريكه تتفحص الهاتف الخاص بها منتظره عودته كانت الساعه قد تجاوزت الثامنه مساء

سمعت صوت اغلاق الباب فعلمت بحضوره لم تستقيم في جلستها ولم تكترث من الاساس كانت قد تخطت كل الحواجز لم يعد يعنيها امره كما السابق ، دلف إلي الداخل فوجدها كما هي ، تذكر ذلك المشهد من   قبل اغمض عينيه للحظات ثم فتحها مره اخري وكانت لا تنوي علي الخير ابدا اقترب منها ببطئ مريب وتحدث بصوت اجش : اتغيرتي قوي ، واكمل باستهجان : لأ وكمان قلبك مات.

نظرت إليه وكانت المره الأولي التي تنظر فيها اليه منذ وقت قدومه وتحدثت بتحدي : فعلاً مات ، مات من يوم ما عرفتك .

جذبها من شعرها فصرخت بألم وتحدث قائلاً : صدقيني انتي لسه مشوفتيش شري .

تاوهت وتحدثت بألم : انت الشر نفسه .

ترك شعرها ومسح علي رأسها بحنان مصطنع وتحدث بهدوء : ليه كده يا هند !

وفجاءه لطمها علي وجنتها فسقطت علي الارض من أثر الضربه وتساقطت قطرات الدماء من انفها .

تحاملت علي نفسها ووقفت قائله بثقه : عارف انا كنت زمان بخاف ، بس كنت بخاف علي زعلك ، مش منك ، لكن دلوقتي مبقتش اخاف لا من زعلك ولا حتي خايفه منك .

ضحك ضحكه صاخبه وكانها ضحكه شيطانيه ونظر إليها بغضب : بلاش تقولي كلام انتي مش قده .

واكمل قائلاً : كان غيرك اشطر يا هند .

اغمضت عينيها لعده دقائق تود لو تقتله لكن هيهات لم تستطيع فهي اجبن من ان تقدم علي فعل شئ كهذا .

حاولت ان تجمع شتات نفسها وتحدثت قائله : ٢٥٠

المجهول : ٢٥٠ ايه ؟

تحدثت بثقه : عايزه ٢٥٠الف ، فلوس العمليه .

المجهول بصدمه : نعععععععم يا اختي !

هند بإصرار :اللي سمعته ، ده تعويض .

المجهول مرددا : تعويض .

هند بإصرار اكبر : دي اقل حاجه واصلا مفيش حاجه تعوض كل اللي حصلي واللي شوفته بسببك ، واللي لسه هشوفه ، ده حقي ، هنزل الطفل وأبدأ من جديد بعيد عنك ، ومش عايزه اعرفك تاني .

المجهول وهو يمسح علي رأسه ونظر إليها قائلاً : طيب اديني فرصه يومين اجهز المبلغ ، وارد عليكي ، واكمل بهدوء عايزه حاجه تانيه .

ردت باقتضاب : لأ.

تركها ورحل مره آخري ودلفت هي إلي الحمام وغسلت وجهها وخرجت لتأخذ حقيبتها لكن استوقفها شئ ما ، اقتربت اكثر وامسكت ذلك الهاتف لتتفحصه ، وما ان فتحته فنظرت بصدمه وجحظت عينيها وقالت : مستحيل .


في فيلا نادر الأنصاري

بعد ان تناولا الطعام سويا وجلسوا معا وتحدثوا ثلاثتهم عن أحداث اليوم واخبر يوسف والده ماحدث في الصباح ، ذهب كل منهم إلي غرفته ذهبت نهاد هي الآخري إلي غرفتها وبعد ان تأكدت من نوم يوسف ذهبت وجلبت الصندوق مره آخري ، فتحته ونظرت إلي المذكرات   والمفتاح ، ايقنت ان لهم علاقه مترابطه لا تعلم ماهي ، وتذكرت امر تلك الغرفه لاتعلم لماذا تذكرتها في ذلك الوقت أيعقل أن يكون ذلك المفتاح خاصتها ، ولما لا تجرب ذلك ، اخذت المفتاح والهاتف خاصتها ونزلت بهدوء إلي تلك الغرفه كانت الساعه قد تجاوزت الحاديه عشر مساءا كان المكان مظلم للغايه والمكان شبيه بالبيت المهجور ، اقتربت نهاد من الغرفه رغم الرعب الذي كان يعتريها ، وفتحت الباب بيد مرتعشه ازدادت خفقات قلبها عندما سمعت صرير الباب تشعر بالخوف الشديد ، سعلت بشده من أثر الرائحه الكريهه ، وشعرت بالدوار مصاحبه غثيان ، كادت ان تغلق الباب وتعود بادراجها مره اخري لكنها لم تستطيع  ، تحاملت علي نفسها ودلفت إلي الداخل لكنها لم تري أي شئ سوي الظلام ، استعانت بالهاتف خاصتها لاناره الغرفه ، حتي رأت الزر الخاص باناره الغرفه فضغطت عليه ،

لم تتوقع ما رأت حيوانات ميته موضوعه في معلبات صغيره ، ورأت مواد آخري ذات رائحه كريهه لم تستطيع التعرف عليها ، كانت متراصه بجانب بعضها علي حامل ، غرفه خاصه بالمواد التحليليه ، ولكن مهلا ماذا يوجد هناك اقتربت أكثر حتي رأت الدفتر خاصتها كانت قد فقدته في المستشفي ونسيت امره تماماً اقتربت منه واخدته لتتفحصه اكثر عن كثب لم تكن تصدق ما رأت للتو ولكن كيف حدث ذلك ؟

كيف وصل إلي هنا ؟

ومن الذي اتي به ؟ 

اخذته نهاد وغادرت الغرفه مره اخري وصعدت الي أعلي ، اخذت تفكر فيما حدث ، تريد ان تتحدث ولكن لاتعلم ماذا تقول ، تشعر وكأنها مصابه بالجنون ، هل تخبر نادر بذلك ؟

وقف تفكريها لعده لحظات محدثه نفسها ، معقول معقول يكون نادر هو اللي بيعمل كده ؟

ولو كان هو ايه مصلحته في ده ؟

لاتريد ان تخبره لا لا لم تفعل ، ولكن ماذا عليها ان تفعل ، اخفت المذكرات خاصتها في ذلك الصندوق وابعدته عن الأنظار ، وعادت مره اخري الي فراشها لم تستطيع النوم عادت كما السابق وكأن السهر اصبح حليفها .


اشرقت الشمس تعلن عن قدوم يوم جديد 

كان نائماً في غرفته الخاصه دلفت سلوي الي الداخل قائله بحنان : اصحي بقي يا عمر ، شغلك يا حبيبي كده هتتاخر .

تملل في الفراش وفتح عينيه ببطئ وجلس علي الفراش وتحدث بحب : صباح الخير يا حبيبتي .

سلوي : صباح النور يا حبيبي ،يلا قوم حضرتلك الفطار .

نظر الي الساعه بجواره واستقام في جلسته وهو يقول : لأ مش هلحق انا يدوبك اجهز علشان الشغل .

شهقت سلوي بجزع وقالت : ليه يا ابني ده الساعه لسه ٦الصبح .

قبل يد والدته قائلاً : معلش يا ست الكل انتي عارفه ، هفطر في المكتب ان شاء الله .

ودلف الي الحمام التابع للغرفه خاصته. 

تحدثت سلوي بسخط : هو يعني مفيش غيرك ، هقول ايه ما انت طالع لابوك .

وبعد عده دقائق خرج وبدأ يرتدي ملابسه استعدادا للذهاب ونظر الي نفسه في المراه راضياً عن حاله انه عمر سيف المرشدي يبلغ من العمر ٢٩عاما ظابط برتبه مقدم، طويل القامه ، عريض المنكبين ، لديه شعر بني حريري ، وعيون عسليه ، وذقن منمقه ، ذات طباع خاصه .

انهي عمر تجهيزاته استعداداً للعمل ونزل إلي أسفل ، استوقفته سلوي بتساؤل : هتتاخر انهارده؟

عمر بمحبه : ما انتي عارفه يا امي انا مليش مواعيد.

سلوي بحب : طب خلي بالك من نفسك .

عمر بابتسامة : حاضر ياست الكل ، دعواتك انتي بس .

سلوي : بدعيلك والله في كل صلاه .

عمر :لا اله الا الله.

سلوي : محمد رسول الله ، في حفظ الله يا حبيبي .

ذهب عمر إلي مكتبه الخاص وما ان دلف الي الداخل حتي وجد صديقه في العمل ويدعي تامر يدلف إليه قائلاً : في حاله قتل بلغونا بيها من شويه. 

عمر بتنهد : هو يوم باين من اوله ، يلا بينا .

نظر تامر إلي القهوه التي بجانبه قائلاً : والقهوه .

عمر : هشربها في العربيه هي دي اول مره يعني .

وذهبا الإثنان معا إلي مكان الحادث .

صعدا سويا وما ان دلفا إلي الداخل ونظر الي الجثه الملقاه علي الارض فوجدها مصابه بطلق ناري اضافه الي عمليه ذبح تكاد تكون الراس مفصوله عن الجثه .



                    الفصل الرابع عشر من هنا 


لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-