أخر الاخبار

رواية ما وراء الستار الفصل الحادى عشر11بقلم اشرقت احمد



رواية #ما_وراء_الستار


#الجزء_الحادي_عشر


في فيلا الأنصاري 


تنهد نادر ومسح علي وجهه بكفيه لا يعلم بماذا يبدأ حديثه سكت لعده لحظات كان يحاول استعاده ذكريات مر عليها العديد من الوقت ثم تحدث بصوت هادئ .

من حوالي ٩سنين كنتي طالبه في أولي صيدله ، ثم ابتسم ابتسامه خفيفه واكمل كانت اول مره اشوفك فيها او بمعني اصح كانت اول تعارف بينا شوفتك وانتي محتاره مش عارفه تروحي فين وقتها استنتجت انك سنه أولي مكنتيش عارفه حاجه لسه وبرغم اني كنت لسه في اعدادي هندسه إلا أني كنت عارف الجامعه كويس بحكم شغل والدي لانه كان دكتور هناك وقتها حاولت اكلمك واعرض عليكي المساعده لكن انتي رفضتي وقتها وضحك ضحكه كشفت عن ثغره فكرتيني بعاكسك وسبتيني ومشيتي وقتها معرفش ايه اللي شدني ليكي يمكن علشان دي اول مره اقابل بنت تقولي لأ او ترفض حتي تتكلم معايا ، فضلت متابعك يوميها لحد ما عرفت انك في صيدله ومن هنا بدأت الحكايه وسكت لبرهه واكمل كان ليا واحد صاحبي في صيدله كنت بروح هناك دايما بحجه اني اشوفه بس الحقيقه انا كنت بروح علشانك انتي ، حاولت كتير اتقرب ليكي لكن زي كل مره مش بقابل منك غير الرفض لحد ما في يوم شوفت واحد كان بيضايقك وكنتي واقفه بتعيطي في الوقت ده كان لازم ادخل عمري ما نسيت نظرتك ليا في اليوم ده ونظر إليها بحب كانت احلي لحظه في حياتي كلها لاني قدرت اتعرف عليكي بعد ما طلعتي عيني سنه كامله ، ومع الوقت انتي كمان حبتيني ، كنت عايز اتقدم ليكي في اسرع وقت بس للاسف مكنش ينفع ،واكمل بصوت مخنوق ، والدي كان رافض ده وبشده وهددني اني لو منستش الموضوع ده هيحرمني من الميراث برغم من اني ابنه الوحيد بس عمري ما حسيت بحنيته عليا كان دايما يبعد عني اي حاجه بحبها او اتعلق بيها ، كان بيتعامل معايا بمنتهي القسوه لدرجه اني كتير اتمنيت الموت وخصوصاً بعد وفاه أمي .

مكنش قدامي حل غير البعد لحد اما اقدر ابني نفسي بنفسي مكنتش محتاج منه حاجه ولا عايز منه حاجه ، فضلت بعيد عنك لفتره بس كنت بتابع كل اخبارك من بعيد لحد ما اتخرجنا سوا وبعدها قررت ابعد واسيب البيت ودورت علي شغل وبدات من الصفر وجيت اتقدمتلك كنتي في الاول رافضه اننا نرجع وكنتي شايفه اني ندل واتخليت عن حبي ليكي لكن انا عمري ما نسيتك لحظه ، كنتي بنسبالي هدف وحلم لازم احققه ، مكنش في حاجه في حياتي حلوه غير وجودك فيها مكنتش هقدر اتحمل بعدك عني ، او انك تكوني لحد غيري ، وبعد محاولات كتير اتخطبنا سنه وبعدها اتجوزنا  ، في الوقت ده والدي خسر صفقه مهمه جدا اتسببت في تعبه لفتره مقدرش ابعد عنه وهو في المحنه دي مسكت الشركه الفتره دي وكنت ببلغه الاخبار اول بأول والحمد لله في الفتره دي الوضع اتحسن كتير وبابا كمان صحته اتحسنت بعدها رجعت بعدت تاني بس كنت بطمن عليه كل فتره لحد ما في يوم جالي وطلب مني اني ارجع الفيلا وامسك معاه الشغل ، في البدايه انا رفضت بس هو صمم وكأنه كان عايز يعوضني عن اللي حصل بينا زمان ، وبالفعل رجعنا وبعدها ربنا كمل فرحتنا بوجود يوسف ، كنت حاسس اني ملكت الدنيا بوجوده معانا ، وقررت اني عمري ما هكون زي بابا بالرغم اللي حصل بس انا مقدرتش انسي ، بس بردوا مقدرش انكر ان الوضع اللي حطني فيه ده خلاني راجل اقدر اعتمد علي نفسي ، بعدها بفتره مش كبيره بابا مات وبقيت انا الوريث الشرعي لكل ممتلكات احمد الانصاري .

وسكت لبرهه ونظر إلي نهاد مره آخري وقال : وبرغم من كل اللي مرينا بيه إلا ان حبنا لبعض كان بيهون علينا حاجات كتير ، لكن مكنتش اعرف ان القدر مخبي لينا حاجه تانيه وسعادتنا مكملتش ،حياتنا كلها اتقلبت زي ما تكون وسكت لبرهه واكمل بصوت يشبه الهمس لعنه .


في شقه مصر الجديده 

بعد سقوطها جلس بجوارها وتحدث بصوت مهموس أنتي اللي اجبرتيني اعمل كده ، مكنتش عايز ااذيكي  لكن انتي اللي وصلتينا لكده اقترب منها ومسح علي راسها وقال بهمس ابقي سلميلي عليها واستقام في وقفته مره اخري وذهب واخذ الهاتف خاصتها واغلقه ووضعه في جيب بنطاله وازال بصماته الخاصه وخرج مسرعاً واتجه إلي سيارته الخاصه حيث كانت علي الجانب الآخر ، استقلها ورحل .


في شركه الانصاري

كانت تجلس مستكينه علي غير عادتها كانت تفكر فيما حدث وكيف ستواجهه مصيرها ، ماذا لو اصر علي رأيه ، هل ستنجب الطفل ويكون دون هويه

 كيف سيواجهه المجتمع ؟

 كيف سيعيش بين الناس ؟

كانت دموعها تتساقط دون ان تشعر اقتربت منها مريم بهدوء وجلست بجوارها وسألتها بخفوت ممزوج بالدهشه : هند انتي بتعيطي .

انتبهت هند لوجود مريم ونظرت إليها وأجابت بهدوء  : أنا مالي ، انا كويسه .

نظرت مريم إليها مره أخري ومدت يدها لتمسح دمعه كانت متساقطه للتؤ وحملتها علي اصبع السبابه وقالت لهند وهي تنظر إليها : آمال ايه ده ؟

ابتعدت هند بوجهها وهي تنظر إلي الناحيه الآخري وهي تتحدث بغضب : يووووووووه بقي ما تخليكي في حالك انتي مواركيش حد غيري ولا ايه ، واكملت وهي تنظر إليها مره أخري ، انا ماشيه وسيبهالك علشان ترتاحي .

وتركتها وغادرت المكان .

مريم لنفسها : ياتري فيكي ايه يا هند ؟

وذهبت مره آخري لمكتبها لتكمل ما بدأته من عمل .


في فيلا الأنصاري

تحدثت نهاد بخفوت يصاحبه تساؤل : لعنه ايه ؟

نظر إليها نادر وكأنه يحاول إيجاد اجابه في عينيها ثم وقف موليا إليها ظهره وتحدث بخفوت قائلاً : من حوالي سنه ونص كل حاجه في حياتنا اتغيرت ، بقت حياتنا زي الكابوس ، كابوس مش عايز يخلص وكل ده كان بسببك انتي .

جحظت عين نهاد وهي تقول بتساؤل مررده كلامه : بسببي انا ؟

نظر إليها نادر مره آخري بعين مليئه بالدموع لكنها تابي السقوط : ايوه بسببك انتي يا نهاد ، بسبب شكك ومعاملتك اللي اتغيرت وأسلوبك وبعدك وحاجات كتير ، كنتي بتسمعي اكتر ما بتفهمي ، مكنش عدنك اي مجال للتفكير كنتي دايما شيفاني خاين وحقير كنت بالنسبالك الزوج الخاين اللي مش مقدر وجودك وحبك في حياته .

نهاد باستنكار وكأنها تشعر انه يتحدث عن شخص آخر : انا !

نادر بتأكيد : ايوه انتي .

وسكت لبرهه واكمل 

 كان بيجيلك مكالمات من ناس حقيره يقولولك كلام مبيحصلش وبدل ما تكدبيهم ، كنتي بتصدقي كلامهم قدروا يوقعوا ما بينا زرعوا الشك وعدم الثقه جواكي نحيتي وقبل كل ده زرعوها فيكي انتي شخصياً حولوكي لواحده كل مهمتها في الحياه انها تدور وراء جوزها وعايشه بس علشان تشك فيه ، مبقاش عندك ثقه في نفسك ولا في حبي ليكي ، كل الذكريات الجميلة اللي ما بينا نستيها وكل اما احاول اثبت ليكي عكس ده كنتي بتتهميني اني بعمل كده من إحساسي بالذنب نحيتك ، حولتي حياتنا لجحيم ، خناقات علي طول ، وبعد وجفا ، اوقات كتير كنت بسال نفسي انا استاهل منك كده ، معقول معقول تكون الحاجه الوحيده الحلوه في حياتي تتحول بالشكل ده ، كنت بقول لنفسي اكيد ده من حبك ليا ، بس كنت برجع أسأل نفسي هو اللي بيحب حد يشك فيه كده ، يعيشه في جحيم ليل ونهار ، كنت في الاول بقول فتره وهتعدي لكني كنت غلطان ، كل مدي الموضوع كان بيزيد كل يوم اكتر من اللي قبله ، لدرجه وصلت بيكي انك تتجسسي عليا في مكتبي وتحطيلي كاميرات مراقبه ، انتي متخيله انتي وصلتينا لفين ، في الفتره دي قررت ابعد بجد لان خلاص مكنتش قادر اتحمل ضغوطات منك اكتر من كده حتي مع الوقت مبقتش الاقي اعذار وحجج زي زمان ، تعبت وطاقتي خلصت ، ومع الوقت شكك فيا اتحول لحقيقه .

كانت دموعها تتساقط نظرت إليه نظره يأس وقالت بخفوت : خونتني ؟


اولاها ظهره مره اخري وكأنه يهرب من نظراتها : لما بعدت في الاول كنت واخد منك موقف بس علشان تصلحي من تصرفاتك قولت يمكن لو عملت كده ترجعي عن طريقه تفكيرك دي لكن وضحك ضحكه استهزاء للأسف لقيتني حولت الشك لحقيقه ، سكت لبرهه واكمل بصوت حزين ،لما بعدت كنت فاكر اني بعاقبك مكنتش اعرف ان العقاب هيكون عليا انا كمان ، كان ليا واحد صاحبي من ايام الدراسه ، بس طبعاً بحكم الشغل والضغوط اللي كنت فيها بعدت عنه فتره ، لكن رجعت اتواصل معاه من تاني بعد ما سبت البيت وكنا بنخرج كل يوم نسهر بره ، وفي مره كلمته قالي انه مش نازل في اليوم ده ، قررت انزل انا وفعلاً روحت اسهر في المكان اللي اتعودنا عليه وفي اليوم ده اتعرفت عليها ، سكت لبرهه واكمل ظهرت في فتره انا كنت ضعيف جدا فيها مكنتش عارف انا بتصرف ازاي ولا بعمل ايه،واكمل في خفوت كانت غريبه جدا لدرجه شدتني ليها حسيتها مختلفه حسيت وقتها إحساس مختلف ، احساس بالقرب والبعد في وقت واحد ، كنت عايز ابعد ، بس وقتها افتكرت كلامك وكل اللي كان بيحصل بينا ، مر عليا كأنه شريط ، قولت لنفسي انا كده كده في نظرك خاين مش هتفرق كتير ، لما كنت بقولك الحقيقه كنتي بتكذبيني ، مبقاش فارق معايا ساعتها ايه اللي ممكن يحصل لو عرفتي وشكك اتحول لحقيقه  ، حسيت اني هاخد حقي بيها ، معرفش وقتها انا ليه عملت كده يمكن كنت واخدها عند ، صدقيني مش عارف ، عرضت عليها الجواز وبالفعل اتجوزنا رسمي بس في السر ، وبردوا مش عارف انا ليه عملت كده مع اني كنت عايزك تعرفي ، بس في نفس الوقت خوفت ، خوفت قوي اني اخسرك للأبد ، وبعدها بفتره اطلقنا بعد وسكت لبرهه واكمل بصوت هامس : بعد الحادثه بتاعتك بأسبوع .

نهاد بتساؤل بصوت مرتعش : حبيتها ؟

نادر وقد عاد بنظره إليها مره أخري واقرب منها الي حد لفحت انفاسه وجهها وتحدث بصوته الهادئ : انا محبتش غيرك انتي ، انا ندمت علي كل لحظه بعدت فيها عنك ، بس انتي كنتي السبب ، انا مش ببر لنفسي اللي عملته انا عارف اني غلطان وغلطتي كبيره قوي ، بس بردوا ارجع واقول انتي السبب ، شكك وعدم ثقتك هما اللي وصلونا لده ، انتي جنيتي علي اللي كان ما بينا وانا كمان جنيت عليها .

نهاد بتساؤل : جنيت عليها إزاي؟

نادر :كنت عارف انها بتحبني واستغليت ده فيها ، كانت مستعده تضحي علشاني بحاجات كتير ، لأ هي بالفعل ضحت بحاجات كتير ، مكنتش تستاهل مني ده انا مقدرتش احبها وحاولت اعوضوها بالفلوس بس عارف اني مهما دفعت هي دفعت قصداه كتير قوي . 

وفي تلك الأثناء سمعا صوت يوسف وهو ينادي علي والدته .

تحدث نادر بعمليه وقال : يوسف صحي.

ونظر إلي ساعه الحائط فوجدها الحاديه عشر ، تحدث بانتباه قائلاً : يااااه الوقت جري بسرعه نهاد انا اسف ، بس عندي شغل ضروري هخلصه واجي علي طول ، لو احتاجتي حاجه كلميني ، انا مش هتاخر عليكي .

وتوجهه ناحيه الباب وقبل ان يفتح باب الغرفه استوقفته نهاد متحدثه : شمس .

وقف نادر لعده دقائق دون حركه وكأنه يحاول ان يستوعب ما تفوهت به نهاد للتو.

وعاد إليها مره أخري متسائلاً عن ما سمعه للتو قائلاً : انتي قولتي ايه ؟

نظرت إليه نهاد بتحدي وقالت بثقه : اسمها شمس



               الفصل الثانى عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-