أخر الاخبار

رواية ما وراء الستار الفصل السادس عشر 16بقلم اشرقت احمد



رواية  #ما_وراء_الستار


#الجزء_السادس_عشر


في فيلا الأنصاري


كانت تجلس بجوار الصغير داخل غرفتهم الخاصه تنظر إليه وهو نائم كالملاك الصغير ، بعدما مر وقت طويل وهو ينتظر قدوم والده تعب الصغير وغلبه النعاس ، نظرت نهاد إلي الهاتف خاصتها واعادت اتصالها به مره آخري ، وسمعت ذلك الرد السخيف الذي يعلن عن إغلاق الهاتف كما المرات السابقه ، اطاحت بالهاتف بعيداً ، واستقامت في وقفتها لاتعلم ماذا يحدث ؟

هي حقا مازالت لاتفهمه يحدثها وكأنها العالم بالنسبه إليه ، ويعاملها بجفاء شديد .

أيعقل أن يكون ذلك بسبب بعدها عنه ولكن فماذا عنه هو ، هو حتي لايحاول اذابه الجليد الذي بينهم ، وكأنه اعتاد علي ذلك .

تبا له ولأفعاله .

في تلك الأثناء سمعت صوت قدوم سيارته اتجهت ناحيه نافذه الغرفه وازاحت الستار لتراه ، ظلت تنتظر خروجه منها لكنه لم يخرج ، ذلك الأمر الذي زاد من حيرتها ، قررت ان تنزل هي إلي أسفل لكي تري ماذا يحدث ، خرجت من الغرفه وتوجهت إلي أسفل ولكنها لم تراه قط ، اين ذهب ؟

وقبل ان تدلف إلي الداخل مره اخري رأت خيال شخص من بعيد ، دب الرعب في اواصلها ولكنها اقترب اكثر حتي راته بوضوح كان نادر يقف امام تلك الغرفه المغلقه ، اقتربت منه ببطئ اكثر حتي راته مغمض العينين ، وما ان لمست احدي منكبيه حتي انتفض مذعورا مما جعلها تنتفض هي الآخري أثر ذلك الحدث .

استدار بجسده نحوها ونظر إليها بقلق بادي علي وجهه متحدثاً بصوت أجش: أنتي بتعملي أيه هنا ؟

اهتزت مقلتيها وتحدثت بثبات : سمعت صوت العربيه ولقيتك اتاخرت في الدخول فنزلت اشوفك ، وسككت لبرهه ونظرت إليه واكملت بتساؤل : أنت جاي هنا ليه ؟

نظر إلي الغرفه واعاد ببصره إليها مره اخري متحدثاً بلامبالاه : انا تعبان وعايز انام .

وتركها بمفردها ودلف إلي الداخل .


في مكتب عمر المرشدي

تامر بدهشه : التقرير بياكد انها ماتت بالرصاصه الأول وعمليه الدبح تمت بعدها بساعتين تقريباً ، بالاضافه ان مفيش اي اثار لضرب او اعتداء جسدي .

عمر مؤكداً على حديثه : بالظبط.

تامر مكملاً حديثه : والشقه مفيهاش اي أثر للسرقه الدهب والفلوس وكل حاجه موجوده ، معني كده ان القاتل كان هدفه الاساسي الانتقام .

عمر مصححا : ممكن وممكن بردوا يكون خايف من حاجه ، عايز يخفي سر مثلاً ، او معلومات كانت القتيله عرفاها عنه .

تامر مكملاً :والباب مفيش فيه اي آثار محاوله فتح خارجي مفتوح بشكل طبيعي ، وده معناه ان القتليه كانت عارفه القاتل وكانت علي صله بيه ، يعني ممكن تكون هي اللي فاتحه الباب ، واحتمال انه كان معاه نسخه تانيه من المفتاح .

عمر مجيبا : لحد دلوقتي مظهرش غير النسخه اللي كانت مع عوض حتي مراته متعرفش انه كان معاه نسخه ولما ندهت عليه كان بهدف انه يكسر الباب .

تامر : طب مش يمكن يكون عوض ومراته دول هما اللي وراها ؟

عمر : ملهمش مصلحه في قتلها ولو كانوا هيقتلوها هيكون بغرض السرقه ومفيش اي واقعه بثبت حاله السرقه وغير كل ده انا عيني عليهم وتحت المراقبه ٢٤ساعه واكيد لو في حاجه هيبان .

واكمل باهتمام : انا السؤال اللي فعلاً محريني ، ليه اتقتلت بالشكل ده؟

ولو كان القاتل نفس الشخص، هيدبحها كده ده ليه مهي خلاص كانت ميته فعلاً .

تامر بتساؤل : قصدك انهم شخصين مش واحد بس ؟

عمر : احتمال خصوصا ان في فرق في التوقيت ، تقرير المعمل الجنائى مقدرش يحدد الساعه بالظبط بس اللي اكده فرق الساعتين بين عمليه الطلق الناري وعمليه الدبح .

تامر : طب وكاميرات المراقبه ؟

عمر : الكاميرات في الشارع بس ، وللاسف بايظه بقالها فتره انا استخدمتها كوسيله ضغط علي نادر مش اكتر ، بس هي مش هتفيدنا في اي حاجه .

تامر : انت ليه سبت نادر يمشي .

سكت عمر لبرهه واستقام فجأة وتحدث بجديه قائلاً : انت خدت الصوره من الصحفي ؟

تامر مجيبا : اه معايا ، في المكتب .

عمر أمرا اياه : روح هاتها فوراً .

ذهب تامر وبعد عده دقائق دلف إلي مكتب عمر مره آخري وبيديه ظرف كبير ، أخد عمر منه الظرف وفتحه وظل ينظر إلي الصوره عده دقائق وتحدث بعمليه قائلاً : بص كده للصوره وركز شويه .

تامر بعد ان نظر اليها عده دقائق تحدث قائلاً : مالها ؟

عمر مجيبا: التقرير بيقول ان عمليه الدبح تمت بشكل حرفي كبير و دقيق جداً وده معناه ان القاتل حد عارف وفاهم كويس هو بيعمل ايه ، ده غير انك لو ركزت شويه في الصوره هتعرف ان طريقه الدبح والزاويه اللي متاخده منها بتأكد ان القاتل اشول .

تامر مؤكداً علي كلامه : اه فعلاً عندك حق ، واكمل قائلاً : انت شاكك في حد معين .

نظر عمر إليه نظره مطوله وتحدث قائلاً : كل اللي اتحقق معاهم محطوطين تحت المراقبه ، انا عايز اكبر كميه معلومات عن شمس دي في خلال ٢٤ساعه اكيد هيظهر حد احنا منعرفوش كان ليه علاقه بيها ، روح أسأل علي المكان اللي كانت ساكنه فيه قبل كده دور في اي مكان اشتغلت فيه اتصرف ، المهم تكون المعلومات عندي بأسرع وقت .

تامر بطاعه: تمام .


في فيلا الانصاري 

توجهت نهاد هي الآخري إلي الداخل واغلقت الباب بعنف كانت تشتاظ غضبا من أثر معاملته لها بتلك الطريقه ، صعدت إلي اعلي وفتحت باب الغرفه خاصته ولأول مرة تدخل دون استئذان وما ان دلفت إلي   الداخل حتي راته يبدل ملابسه كان قد تخلص من قميصه كاشفاً عن صدره ومازال يرتدي بنطاله وما ان رأته بذلك الشكل حتي اصدرت شهقه عاليه واغمضت عينيها بشده تحدثت بجزع وهي تعود بادراجها الي الخلف : آسفه ، آسفه .

وخرجت مسرعه عائده إلي غرفتها مره آخري تلعن غبائها علي ذلك الفعل الهوجاء .

ولكنها توقفت للحظه تتحدث وكأنه هو فقط المذنب ، أليست تفعل الآن مثلما يفعل هو ، تخشاه بشده ولا تعلم ما السبب تشعر وكأنه شخص آخر وليس زوجها ، لا تعلم ماذا دهاها أليس من المفترض ان تكون بجانبه ، تعامله كشخص غريب عنها ، غريب تماماً ، كانت تود ان تعود إليه مره اخري وتعتذر منه ولكنها لم تستطيع ، توقفت للحظه لاتعلم ماذا عليها ان تفعل الآن، إلي أن سمعت صوت باب غرفته يغلق مره آخري ، ظلت عده دقائق لكي تستطيع لمام شتاتها وخرجت مره أخري نزلت إلي أسفل فوجدته يجلس علي الاريكه اقتربت منه وجلست علي الكرسي المقابل له وقبل ان تتفوه بكلمه واحده وجدته ينظر إليها نظره لم تستطيع ان تفسر معناها قائلا بألم : شمس اتقتلت .


في منزل عمر المرشدي 

كانت تجلس علي الاريكه منتظره عودته  وما ان سمعت صوت انغلاق الباب فعلمت بعودته حتي استقامت من جلستها وذهبت إليه مسرعه تقول بابتسامتها المعتاده : كل ده يا عمر قلقتني عليك يا ابني ومبتردش علي تليفونك ليه ، ولا انت غاوي تقلقني عليك كده !

نظر إليها بابتسامة وهو يقبل جبينها قائلاً بمحبه : انا اقدر يا ست الكل ، وبعدين ما انتي عارفه ان شغلي ملوش مواعيد والتليفون فصل شحن ، كل مره اقولك كده وبردوا بتقلقي ، نفسي تبطلي قلقك ده بقي.

سلوي بحنان : مش بمزاجي هفضل اقلق عليك كده ، لحد ما تريح قلبي وتتجوز بقي ، واطمن عليك انك مبقتش لوحدك .

 عمر وقد فهم ما تلمح إليه والدته قائلاً بطاعه : اللي عايزه ربنا هيكون .

سلوي بمحبه : ان شاء الله يا حبيبي ، يلا روح غير هدومك وخد دوش لحد ما احضرلك الاكل .

عمر بتعب : لأ انا مش جعان ، انا عايز انام عندي شغل بدري وقضيه مهمه وعايزه تركيز .

سلوي بجزع : هو لا فطار ولا عشاء واكيد مبتاكلش هناك ، يا ابني كده هتقع من طولك ، وبعدين الأكل ده كله انا عملاه لمين والله العظيم لو م....   

وقبل ان تكمل حديثها تحدث عمر مسرعاً : حضريلي الاكل حالا ثواني واكون عندك .

ابتسمت سلوي قائله بمزاح : ناس متجيش إلا بالعين الحمراء .


في فيلا الأنصاري

نهاد بصدمه : انت قولت ايه ؟

نادر مرددا كلامه : بقولك شمس اتقتلت ، وكأنوا بيحققوا معايا انهارده في القضيه .

تحدثت نهاد في خفوت : وعرفوا مين القاتل ؟

تحدث نادر بصوت اجش : لسه بيحققوا .

تسألت نهاد بخفوت : الكلام ده من امتي ؟

نظر إليها نادر عده لحظات وتحدث قائلاً : اتقتلت امبارح .

ظلت نهاد صامته ونظرت إلي نادر نظره مطوله تتذكر ليله أمس عند عودته الي المنزل كان في حاله لايرثي لها ، تقلصت ملامح وجهها بشده لم تستطيع التفوه بكلمه واحده ، تخشي ان تتحقق ظنونها ، لاتعلم ممن عليها ان تحذر ، شعرت بدوار وحاله من الغثيان قد اعترتها استقامت مسرعه متجهه الي الحمام وما ان انتهت غسلت وجهها عده مرات ونظرت الي حالها في المراه ، شعرت وكأنها شخص آخر شخص لم تعلمه ، ايعقل ان يكون نادر هو القاتل ؟ تخشي التحدث اليه ، تخشي الافصاح عن ما بداخها ، تذكرت أمر الدفتر مره اخري ، وتذكرت وجوده منذ لحظات امام تلك الغرفه ، نادر ، نادر من فعل ذلك ، شعرت بصداع يكاد ان يفتك برأسها ذهبت الي غرفتها مره اخري واخدت دوائها واحتضنت الصغير بقوه وكأنها تستمد منه قوتها واغمضمت عينيها بشده   وكأنها تحاول الهروب من الواقع وما هي إلا لحظات حتي ذهبت في سبات عميق .


ظل جالساً في مكانه بعدما تركته وصعدت إلي اعلي ، ابتسم ابتسامه سخريه علي حاله الذي اصبح عليه الآن تظن انه القاتل ، لم تتفوه بكلمه ولم يخبره حال لسانها لكنه رأي ذلك بوضوح رآه في نظره عينيها ، لم يستطيع تقبل الأمر أليس من المفترض ان تكون هي الشخص الذي يسانده في ظرف كهذا ؟ ان تكون واثقه به ، واذا كانت تراه مجرم فكيف بنظره الآخرين إليه ؟

تمدد علي الاريكه واسند رأسه إلي الوساده وظل ينظر الي الفراغ لايعلم ماذا عليه ان يفعل ؟ لكنه اصبح علي يقين تام انها بدايه للنهايه الحقيقيه .


اشرقت الشمس معلنه عن قدوم يوم جديد 

استيقظ علي صوت قدوم رساله تملل في الفراش و امسك بالهاتف خاصته وما ان فتحتها وقرا محتواها حتي استقام في جلسته ونظر بجانبه فوجده مازال نائما اقترب منه متحدثا بصوت ناعس : اصحي يا مصطفي .

تممل مصطفي هو الآخر وتحدث بصوت ناعس : عايز ايه علي الصبح ؟

جمال بتريقه : مش انا يا اخويا ده الباشا ، عايز يقابلنا بعد ساعه في المكان اياه علشان يدينا باقي الفلوس .

اهتزت اهدابه عده مرات حتي استطاع فتح عينيه وتحدث قائلاً بتساؤل : هي الساعه كام دلوقتي ؟

جمال : الساعه ٦ الصبح قوم بقي .

استقام مصطفي في جلسته متاففا وهو يقول : توب علينا بقي يارب.

تحدث جمال وهو متجها الي الحمام : طب يلا علشان نلحق انت عارف الطريق طويل .

مصطفي بتفهم : طيب خلاص .

وما ان دلف جمال إلي الحمام ، حتي توعد مصطفي قائلاً : بكره انا كمان هوريك النجوم في عز الظهر يا باشا .


علي نحو آخر في شقه عمر المرشدي كان قد تأهب استعداداً للذهاب إلي العمل وفي تلك الأثناء دلفت سلوي إلي الداخل حامله بيديها صنيه صغيره تحمل طعام الإفطار مع فنجان قهوه وتحدثت قائله : صباح الخير يا حبيبي ، يلا علشان تفطر ، جيباه لحد هنا اهو ملكش حجه .

عمر وهو علي عجله من امره : صباح النور يا ست الكل ، بس انا مستعجل قوي وكمان متاخر ، هاكل في الشغل .

سلوي بعتاب : تاني يا عمر كل يوم نفس الموال يا ابني .

قبل راسها واخذ الهاتف ومتعلقاته الشخصيه وهو يتوجهه الي الخارج قائلاً : معلش قضيه مهمه ولازم اخلصها ، ادعيلي بقي .

سلوي بمحبه : دعيالك يا حبيبي من كل قلبي .


في مكتب عمر المرشدي

وما ان وصل عمر ودلف الي مكتبه حتي لحق به تامر

وتحدث عمر قائلاً بعمليه : وصلت لاخبار؟

تامر بمزاح : طب قول صباح الخير الاول .

عمر مبتسماً: صباح الخير .

تامر وهو يرد اليه الابتسامه : صباح النور يا سيدي .

عمر بعمليه : ها وصلت لايه ؟

تامر : مفاجأة مكنتش متوقعه شمس طلع ليها اخت اصغر منها ب ٥ سنين بس مكانوش بيكلموا بعض كانت علاقتهم شبه مقطوعه .

عمر بتساؤل : ليه ؟

تامر مجيبا : محدش يعرف ايه السبب .

عمر بتساؤل: طب واختها دي فين ؟

تامر مجيبا : بردوا محدش يعرف عنها حاجه ؟

عمر بتساؤل : اسمها ايه ؟

تامر مجيبا : اسمها هند محمود البحراوي .



              الفصل السابع عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-