أخر الاخبار

رواية ما وراء الستار الفصل الثامن عشر18بقلم اشرقت احمد



رواية #ما_وراء_الستار

#الجزء_الثامن_عشر

بقلم اشرقت احمد

ما اصعب ان تكون شخصاً وحيداً في عالم ملئ بالبشر ، تائهه بين الحق و الباطل ، الصدق والكذب ، ليس لديك وجهه وبلا دليل وبرغم من ذلك ليس عليك سوي الانتظار.


في فيلا نادر الأنصاري

كانت تجلس بجوار الصغير بعدما ذهب في ثبات عميق وما ان تأكدت من ذلك حتي نزلت إلي أسفل وجلست علي الاريكه تشاهد التلفاز بعقل شارد تماماً عن كل ما حوله ، وفي نفس التوقيت كان عائداً من عمله دلف إلي الداخل فوجدها تجلس ولكن حالها يوحي بأنها في عالم آخر ، اقترب منها ببطئ وجلس بجوارها وما ان جلس حتي انتبهت لوجوده في ذلك الوقت ، نظرت إليه وتحدثت بتساؤل : انت كويس ؟! شكلك تعبان قوي .

تحدث ببرود قائلاً : متشغليش بالك .

استقامت من جلستلها وتحدثت بضجر وعلامات الضيق باديه علي وجهها : انت ليه بتعمل كده ؟! 

نظر إليها وتحدث ببرود قائلاً : بعمل أيه ؟!

نظرت إليه بغضب وقبل ان تتفوه بكلمه واحده سمعت صوت الجرس يعلن عن قدوم احد اليهم ، انتبهت للباب ونظرت اليه في قلق لم يأتي اليهم احد منذ مجيئها إلي ذلك المنزل ، تحدث بقلق موجهه حديثها إلي نادر : انت مستني حد ؟!

تحدث إليها بعمليه : لأ .

واتجهه ناحيه الباب وفتحه فكانا عمر وتامر ، نظر اليهم بتعجب و سمح لهم بالدخول ، وظلت نهاد واقفه تنظر اليهم ووتابع ما يحدث عن بعد ، حتي جلسا كلا من عمر وتامر بعدما سمح لهم نادر بالجلوس قائلاً :اتفضلوا .

تحدث نادر بتساؤل : خير في حاجه بخصوص القضيه ؟! 

تحدث عمر بعمليه : احنا جاين انهارده بخصوص هند ، معلوماتنا اكدت انها بتشتغل في الشركه بتاعتك .

نظر نادر اليهم بعد فهم وتحدث متعجباً : هند السكرتيرة الخاصه بيا ، وسكت لبرهه وتحدث بتساؤل : بس دي ايه علاقتها بالقضية ؟

تحدث تامر مجيبا : هند محمود البحراوي تبقي اخت شمس محمود البحراوي الصغيره .

نظر اليهم نادر وكأنه يحاول استيعاب ما سمعه للتو وتحدث مرددا بزهول :اختها !

تحدث عمر باستغراب : ليه عايز تحسسنا انك متفاجئ وكأنك متعرفش حاجه عن الموضوع ده .

نادر مجيبا بصرامه : انا فعلاً اول مره اعرف انهم اخوات .

تامر متعجباً : غريبه لما تبقي مراتك واختها ومش عارف حاجه زي كده عنهم يعني حتي الاسم ملفتش انتباهك .

نادر بصرامه محاولا ان ينفي التهمه الموجهه إليه : انا فعلا اول مره اعرف حاجه زي كده ، وبعدين موضوع الاسماء ده مخطرش في بالي ابدا وحتي لو كان لفت انتباهي كنت هقول انه مجرد تشابهه اسماء مش اكتر .

عمر بتساؤل : هند فين ؟

نادر بتحدي : اكيد بالمعلومات اللي حضرتك وصلت ليها دي عرفت انها مختفيه من امبارح ومحدش يعرف عنها حاجه .

عمر بصرامه :يعني ايه هي مش السكرتيرة بتاعتك ، ازاي متعرفش عنها حاجه ؟

نادر مجيبا : والله انا مش مسؤول عن حاجه زي دي ، هي زيها زي اي حد في الشركه ، ومش معني انها بتشتغل عندي ، اني اكون عارف سبب اختفائها ، ونظر اليهم بتحدي ولا اني اكون سبب فيه .

عمر بصرامه : يعني عايز تفهمنا انها مكانتش عارفه انك جوز اختها ؟ولا اختها عارفه انها بتشتغل عندك ؟

نادر مجيبا : معرفش ولو تعرف انا مش هخاف انا معملتش حاجه غلط واحده اتجوزتها علي سنه الله ورسوله و طلقتها بالقانون ، اظن اني مغلطتش في شئ ، ولا دي تهمه جديده بردوا متوجهه ليا .

عمر بصرامه : احنا بنحقق في قضيه وجريمه قتل ودي مش لعبه  .

نادر بتحدي : وانا مش متهم علشان تكلمني بالاسلوب ده ، ولو في دليل واحد ضدي واجهني بيه .

نظر عمر وتامر إلي بعضهما البعض ونظر عمر الي نادر وتحدث بتحدي: قريب قوي كل واحد هيتحاسب علي افعاله .

قال جملته الاخيره وتوجهه إلي الخارج بصحبه تامر .


استقام نادر من جلسته وما ان استدار حتي وجد نهاد تنظر إليه نظرات تحمل في طياتها الكثير من المعاني وتحدثت بتساؤل :هند مين ؟

نظر نادر اليها وتحدث بتهكم : مدام عرفتي اسمها يبقي سمعتي الكلام كله وعرفتي هي مين ، بتسألي ليه بقي ، وسكت لبرهه واقترب منها حتي لفحت انفاسه وجهها وقال بتساؤل : ولا ده اتهام جديد ؟!

ابتعدت عده خطوات حتي اصطدمت بالحائط خلفها مما جعله يضع كلتا يداه علي الحائط مستندا عليه و محاصرا لها ابتلعت ريقها ورمشت باهدابها عده مرات وتحدثت بتوتر : انا ، انا متهمتكش بحاجه ؟!

نظر إليها مليا وكأنه يحفظ ملامحها عن كثب وتحدث بتساؤل : متأكده .

ظلت تنظر اليه دون اجابه كانت تخشي التحدث ، لسانها لم يقوي علي الكذب ، تعلم انها تكذب فهي حقا تخشاه وبشده لا تعلم لماذا ؟ طال صمتها لعده دقائق واغمضت عينيها بشده لتحجب عيناها عن نظراته المتفحصه ، وما ان فعلت ذلك حتي ابتسم بتهكم وابتعد عنها قائلاً : اجابتك وصلت ، وصلت من زمان .

وتركها وذهب مجددا حتي سمعت صوت انغلاق الباب بشده .


في مكتب عمر المرشدي

تحدث تامر بتساؤل : تفتكر هند هي اللي قتلتها ؟

عمر مجيبا : احتمال وسكت لبرهه واكمل،  علاقته هند بالمجني عليها كانت شبه مقطوعه ايه اللي يخليها تعمل كده بعد السنين دي كلها ، ولو مش هي يبقي ليه اختفت في الوقت ده بالتحديد ، السر عندها احنا لو وصلنا ليها اللغز ده هيتحل .

تامر  بتساؤل : طب ونادر هنعمل معاه ايه؟

عمر وهو يمسد انفه : هيفضل تحت المراقبه زي ما هو ، اكيد هيظهر عليه حاجه .


في فيلا نادر الأنصاري


كانت تجلس علي الاريكه تبكي بصمت سابحه في دوامات افاكرها ، ولوهله تذكرت حديثها معها ، صديقتها الوحيده لاتعلم كيف غفت عنها تريد التحدث وبشده بحثت عن الهاتف خاصتها لكي تحادثها ، تشعر وكأنها تائهه تريد من يدلها كطفل صغير فقد امه في متاهه ظلت تبحث في الاسماء وما ان وجدت اسمها تهللت اساريرها وضغطت علي الزر الخاص بالاتصال وما ان سمعت صوتها يأتي علي الناحيه الأخري تحدثت بلهفه :هبه ، ازيك يا هبه ؟

هبه بمحبه : الحمد لله بخير يا نهاد ، طمنيني عليكي انتي اخبارك ايه ؟

ظلت صامته لعده دقائق وتحدثت بألم : انا تعبانه قوي يا هبه ، حاسه اني بموت بالبطئ ، واكلمت ببكاء ، بموت من الحسره ، ومن الألم ، ومن قله الحيله ، ومش عارفه اعمل ايه ؟

هبه بجزع : اهدي يا نهاد ، انا مش فاهمه منك حاجه ؟

نهاد ببكاء : كل حاجه حواليا كدب في كدب ، حاولت أبدا من جديد بس مش عارفه ولا قادره ، انا مبقتش عارفه انا صح ولا غلط ، انا ظالمه ولا مظلومه ، انا تايهه يا هبه ، وخايفه من اللي جاي .

هبه بحسره : ايه اللي حصل يا نهاد ؟

نهاد بصوت متقطع من البكاء : المشكله اني مش عارفه اقولك ايه ، انا بقيت بشك في كل حاجه حواليا ، مبقاش عندي ثقه في حد ، مبقتش عارفه مين الصادق ومين الكذاب ؟

تنهدت هبه بتثاقل وتحدثت بخفوت : نهاد انا عايزه اقولك علي حاجه ، انا حاولت اسكت وقولت خلاص هنسي اللي حصل بس مش قادره ، بس قبل ما اتكلم عيزاكي تسامحيني .

انتبهت نهاد للحديث وسكت صوت بكائها لتحثها علي الكلام .

تحدثت هبه قائله بهدوؤ : فاكره لما قولتلك اكتبي كل حاجه هتعرفيها عنك علشان تساعدك انك تفتكري  واديتك الدفتر علشان تعملي كده ، انا كنت بحاول اساعدك علشان توصلي للحقيقه لاني مكنتش هقدر اتكلم ولما كنت بقولك دي تهيؤات كنت بكدب عليكي ، علشان كنت خايفه ، وسكتت لبرهه واكملت، خوفت علي ولادي خوفت يحصلي حاجه واسيبهم لوحدهم هما ملهومش حد غيري ، انا اسفه يا نهاد سامحيني ، واكملت بصوت باكي كنت بشوفه وهو جايلك الاوضه كل يوم ، كان بيستني لما كل الاوضاع تهدي ويظهر علشان يبان امر عادي ولما تتكلمي محدش يصدقك ، ويوم ما الدفتر اختفي كنت عارفه ان هو اللي عمل كده ، بس مقدرتش اتكلم .

ظلت نهاد صامته حتي ظنت هبه انها اغلقت الخط فتحدثت بتساؤل : نهاد ، نهاد انتي سمعاني ؟ انتي كويسه ؟

تحدثت نهاد بلهفه بصوت مبحوح أثر البكاء: مين ده ؟ وليه بيعمل كده ؟

انتظرت الاجابه ولكن لم يأتيها رد فتحدثت قاله : الو ، هبه ، هبه ردي عليا ، هبه انتي سمعاني ؟ هبه .

وسمعت صوت اغلاق الخط ، اعادت الاتصال مرات عديده ولكن بلا فائده فكلما اعادت الإتصال يأتيها نفس الرد بأن الهاتف مغلق .


في منزل عمر المرشدي

حيث دلف عمر إلي الداخل فوجد والدته نائمه على الاريكه ، يعلم انها كانت في انتظاره اقترب منها ببطئ شديد وربط علي كتفها بهدوء متحدثاً بنبره حانيه :ماما اصحي .

استيقظت الام أثر ذلك وجلست علي الاريكه وهي تفرك بعينيها وتحدثت بتساؤل : عمر يا حبييي انت جيب ؟

تحدث عمر بمزاح : لأ لسه .

ضربته بخفه علي يديه متحدثه بزعل مصطنع : بقي كده يا عمر .

قهقه عمر بصوت عالي وتحدث بجديه قائلا: ليه نايمه كده يا ماما ؟

سلوي بمحبه: كنت مستنياك لقيتك اتاخرت كالعاده .

عمر بأسف : معلش يا ماما مشغول الفتره دي في قضيه مهمه ، ادعيلي كتير قوي .

سلوي بحنان : بدعيلك في كل صلاه ، يلا بقي اما اقوم علشان احضرلك الاكل .

عمر بخفوت : انا جعان نوم .

سلوي بانتباه: بتقول حاجه يا عمر ؟

عمر بابتسامة : بقول تسلم ايدك يا ست الكل .

سلوي بمحبه : طب يلا .

بعد ان انتهي عمر من تناول طعامه صعد إلي غرفته وبدل ملابسه وذهب في ثبات عميق .


في فيلا الأنصاري

ظلت نهاد تفكر فيما حدث لم تستطيع النوم وظلت منتظره عودته ولكن لم يأتي ، ظلت تفكر في كلام هبه ، كانت قد نسيت امر المستشفي في كثره تلك الاحداث ، وفي تلك الاثناء سمعت أذان الفجر ، شعرت و كأن قلبها ينتفض من مكانه استقامت واقفه وذهبت إلي الحمام وبعد عده دقائق خرجت وارتدت ملابس الصلاه الخاصه بها وظلت تبكي وتبكي تشكوا حالها إلي ربها فلا احد يستطيع ان يخرجها من تلك الدوامه سواه (سبحانك ربي ما اعظمك )

ظلت تدعوا وتدعوا وتذكرت دعاء سيدنا ايوب ( ربي أني مسني الضر وانت ارحم الراحمين ). وما ان انتهت حتي شعرت براحه لم تشعر بها من قبل ، وتوجهت إلي غرفتها وغفت بجانب الصغير


في منزل عمر المرشدي

في صباح يوم اليوم التالي حيث استيقظ عمر في معاده المعتاد ودلف إلي الحمام وخرج بعدها بعده دقائق ارتدي ملابسه 



استعداداً للذهاب إلى العمل وما ان دلف إلي المكتب خاصته حتي وجد تامر يخبره بآخر الاخبار



 قائلاً :في حالتين قتل جداد واخده لشاب علي الطريق ميت بالرصاص والتانيه لممرضه في مستشفي ..... لقوها مدبوحه .



                الفصل التاسع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-