أخر الاخبار

رواية ما وراء الستار الفصل العاشر10بقلم اشرقت احمد


 

رواية #ما_واء_الستار



#الجزء_العاشر


أيها الماضي رفقا بي 

فأنا مازلت أعاني

من مراره فقدانك


صعدا إلي الأعلي وسبقها بعده خطوات وتوجهه نحو الغرفه وامسك بمقبض الحجره وقبل أن يفتح الباب سمع صوت صرخه شقت سكون المكان وهزت أرجاء الفيلا كانت صرخه يوسف نظر نادر إلي الخلف فلم يجد نهاد فتوجهه نحو مصدر الصوت فوجد نهاد بصحبه يوسف وهو يحتضنها ويبدو علي وجهه علامات الفرح

نادر بلوم : انتي هنا يانهاد ثم نظر ليوسف قائلاً وانت ايه اللي مصحيك لحد دلوقتي يا يوسف .

يوسف بفرحه : ثوفت يابابا ماما هنا واكمل حديثه وهو ينظر إلي نهاد : انا تونت هاديلت انهالده بث معلفتش .

نهاد وهي تنظر اليه ضاحكه : اهو انا اللي جيتلك اهو يا بطل .

نادر بتعجب : انتي عرفتي مكان الاوضه ازاي !

نهاد : سمعت صوت جوه وكمان دي اقرب اوضه مفيش بينها وبين الاوضه اللي شاورتلي عليها مسافه كبيره زي الباقيين ، فعرفت انها اوضته .

نادر بتفهم : طب كويس ، ثم نظر ليوسف واكمل قائلاً يوسف حبيبي براحه علي ماما هي لسه تعبانه .

يوسف : حاتل .

نظرت نهاد إلي الصغير بمحبه وهي تمسح علي رأسه وقالت : يوسف حبيبي انا هروح انام دلوقتي علشان تعبانه وبكره هنقعد مع بعض اتفقنا .

يوسف بتساؤل : هتلوحي فين ؟

نهاد مجيبه :هروح انام في الاوضه بتاعتي يا حبيبي . 

يوسف متعجباً : ماما انتي بتنامي حنا مث حناك ، حناك حشان بابا بث .

نظرت نهاد لنادر وكأنها تحثه علي التحدث لكنه لم يجيب واكتفي بنظره لم تفهم معناها ثم تحدث قائلاً : انا هروح انام لو احتاجتوا حاجه صحوني ، تصبحوا علي خير .

رد عليه يوسف بينما ظلت نهاد صامته حتي غادر الغرفه وسمعت صوت انغلاق باب الغرفه الآخري .

ظل يوسف يتحدث ويتحدث وهي لم تجب كانت شارده تفكر فيما حدث للتو ولكن يوسف قطع شرودها حيث وجدت يده تمسك بيدها قائلاً : ماما مث حتنامي مث قولتي انت تحباته .

نظرت إليه نهاد بود قائله حاضر يا حبيبي وامسكت بعكازها وتوجهت إلي الحمام وبعده عده دقائق خرجت وتحدثت إلي يوسف قائله : هروح اجيب هدومي من هناك واجي .

استوقفها يوسف قائلاً : حدومت حنا وأشار إلى الغرفه الخاصه بالملابس .

نظرت اليه نهاد بصمت لم تستطيع التحدث .

وتوجهت إلي الغرفه وبدلت ملابسها وعادت إلي يوسف مره آخري لكي تنام ولاول مره منذ ان فاقت من تلك الغيبوبه اللعينه تستطيع النوم ليلاً فهي الآن بجانب صغيرها قطعه من روحها .


علي نحو آخر في غرفه نادر حيث ظل مستيقظا لم يستطيع النوم كان يظن ان كل شئ قد انتهي وان الماضي قد رحل ، لكن هيهات فهو الآن أيقن ان لامفر فلا يوجد امامه سوي المواجهه.

 


في شقه المعادي

كان يوماً عصيب بكل ما تحمله الكلمه من معني كانت تشعر بفرحه يصاحبها خوف خوف من القادم وخوف منه أيضاً فهي تعلمه جيداً لم يرضخ إلي هذا الوضع مطلقاً، فقدكانت حذره اكثر مما يجب لكنها قدره الله عز وجل نظرت إلي ساعه الحائط فكانت الحاديه عشر ليلاً كانت تنتظره فقد حدثته بالهاتف بأن هناك أمر طارئ وعليه الحضور في اسرع وقت هبت واقفه ما ان سمعت صوت الباب يغلق فعلمت بحضوره وخرجت إليه مسرعه .

المجهول  : افندم يا استاذه هند ايه الموضوع المهم اللي عيزاني فيه .

هند : انا ، اصل انا تعبت شويه انهارده في الشغل و اغمي عليا .

المجهول باستهتار : نعم يا اختي ، وهو ده الموضوع المهم اللي جيباني علشانه .

هند وقد زادات خفقات قلبها وتوردت وجنتيها من شده التوتر تحدثت بخفوت : انا حامل .

اقترب منها بهدوء ونظر إليها بغضب وقال بحده :انتي قولتي ايه .

هند بتردد : حامل .

نظر إليها قائلاً بلا مبالاه : وايه المطلوب مني.

نظرت إليه بصدمه قائله : ايه المطلوب منك يعني ايه انت ابوه .

انتقض عليها كالاسد الذي ينقض علي فريسته وامسك ذراعيها بشده وقال بصوته الرخيم : انتي اللي عملتي كده مش كان في ما بينا اتفاق ان مفيش اطفال دلوقتي جايه تقوليلي انك حامل والمطلوب ايه بقي اتجوزك مش كده .

كانت تتأوه من شده الألم تشعر وكأن ذراعيها قد بترت حاولت التخلص منه لكن بلا جدوي فقوته تزيد قوتها أضعافاً لم تستطيع مقاومته بجسدها النحيل تحدث بألم : والله العظيم انا مظلومه انا اتحطيت في الموقف ده زيك بالظبط ، واكملت بتحدي برغم ألمها ، وفيها ايه لما نتجوز مهو ده الطبيعي اللي لازم يحصل .

ازداد ضغطه علي ذراعيها أضعافاً وقال بصوته الجهوري : الطبيعي ده عندك انتي ، ناقص كمان تقوليلي اعترف بيه .

صرخت في وجهه قائله : انت بتقول ايه .

اجابها ومازلت نظرات الشر تتطاير من عيناه : اللي سمعتيه انا ايه اللي يضمنلي انه ابني .

نظرت اليه بصدمه وهبت صراخه في وجهه : انت حقير .

تحدث بنبره حاده : اخرك معايا فلوس تخديها علشان تنزلي الزفت اللي في بطنك ده غير كده تبقي انتي الجانيه علي نفسك وده اخر كلام عندي .

ثم تركها بعنف مما ادي إلي سقوطها أرضا وتركها ورحل .


ظلت تبكي وتنعي حالها لما وصلت إليه الان لم تكن تدرك انه بتلك الحقاره كانت تحبه إلي اقصي حد لم تستطيع ان تتقبل فكره تركها اليه يوما ، ولكن ماذا عنه هو تركها وبكل سهوله وكأنها لا شئ ، تحسست بطنها بيدها وظلت تبكي وتكبي الي ان فقدت الوعي مره آخري . 


في صباح اليوم التالي في شقه بمصر الجديدة

كانت نائمه وهي محتضنه صوره نادر كما اعتادت علي ذلك من يوم فراقهم استيقظت علي صوت الهاتف يعلن عن قدوم مكالمه وارده تمللت في فراشها والتقطت الهاتف وضغطت علي الزر الخاص بالإجابة فأتاها ذلك الصوت علي الجهه الآخري.

المجهول : صحي النوم .

شمس وهي مازلات ناعسه : خير ، عايز ايه تاني .

المجهول بغصب : من امتي وانتي بتتكلمي معايا كده ؟ انتي نسيتي نفسك ولا ايه يا شمس .

شمس بتأفف وهو تفرك عيناها : انا تعبانه ومش ناقصه قولي عايز ايه وخلصني .

المجهول بنبره تحمل في طياتها التهديد : لما اجيلك هتعرفي . 

حدثت نفسها قائله كان يوم اسود يوم ما عرفتك .

واحتضنت الصوره مره آخري وعادت إلي نومها .


في فيلا الأنصاري

 استيقظت نهاد ونظرت الي يوسف النائم بجوارها فابتسمت كانت تود ان توقظه ولكن الوقت مازال باكراً فقررت ان تتركه إلي أن يستيقظ من حال نفسه وفي تلك الأثناء سمعت صوت باب الغرفه المجاوره يغلق فعلمت انه استيقظ هو الآخر فتحركت بهدوء كي لاتزعج الصغير مستنده الي عكازها الي ان وصلت إلى الحمام وخرجت بعد عده دقائق وابدلت ملابسها ثم خرجت حتي وصلت إلي غرفه نادر  طرقتها عده مرات ولكن لأ اجابه ففتحت الباب بهدوء ونظرت بالداخل فلم تجده هل يعقل ان يكون ذهب إلى العمل ؟ مازال الوقت باكراً  .

نزلت إلي أسفل فوجدت اناره تأتي من احدي الغرف فاقتربت منها وطرقت الباب عده طرقات فعلم انها هي فهب واقفاً وفتح الباب ويعلو وجهه ابتسامته المعتاده قائلاً : صباح الخير يا نهاد .

نهاد وهي تبادله الابتسامه : صباح النور .

ثم نظرت إلي الغرفه والأوراق التي تعلو المكتب وقالت: انا عطلتك عن شغلك.

تحدث نادر مستنكراً : شغل ايه بس فداكي الدنيا كلها .

نظرت إليه نظره تحمل في طياتها العتاب ثم قالت : ممكن اتكلم معاك شويه .

تحدث نادر بابتسامة كشفت عن ثغرة قائلاً : اكيد طبعاً .

ثم اسندها حتي وصلت إلى احدي كراسي الغرفه وجلست وذهب ليغلق الباب وعاد إليها مره آخري وجلس علي الكرسي المقابل لها .

نظرت نهاد إليه دون ان تتفوه بكلمه واحده لاتعلم كيف تبدأ حديثها ، قطع حاله الصمت وبدأ بالحديث قائلاً : اتكلمي يا نهاد انا سمعك .

نظرت إلي الغرفه وقالت : دي اوضه مكتبك ، وسكتت لبرهه وقالت ذوقها حلو  .

ابتسم نادر فهو يعلم انها لم تأتي لتتحدث في ذلك الأمر وتحدث قائلاً : متشكر جدا بس دي زوقك انتي علي فكره ، ومش الاوضه دي بس الفيلا كلها .

نظرت نهاد إلي الفراغ فتحدث نادر قائلاً : بس اكيد انتي مش جايه علشان تقولي كده  وبس.

تحدثت نهاد تلك المره قائله بتردد : انا انا جيت علشان الكلام اللي قاله يوسف امبارح .

هز نادر رأسه قائلاً بهدوء : انا كنت ناوي اكلمك في الموضوع ده ، بس مكنش الوقت سامح ليا بده يمكن اكون خبيت عنك الحقيقه بس عايزك تصدقيني في كل كلمه هقولهالك لان دي الحقيقه بجد .

نهاد بفضول : حقيقه ايه ؟

نادر بتردد : حقيقه جوازنا .


علي نحو آخر في شقه المعادي 

كانت تصدر انينا خافتا من شده الوهن تحاملت علي نفسها وتشبثت بأحدي ساقي الفوتيه لكي تستطيع الوقوف وبالفعل نجحت كانت تترنح من شده الدوران حتي وصلت إلي الحمام دلفت إلي الداخل ونظرت إلي حال نفسها في المراه مسحت علي جبينها وغسلت وجهها ثم نظرت إلي بطنها وتحسستها بحب وقالت وهي تبتسم وتتساقط من عينيها الدموع في آن واحد : متخافش انا مش هتخلي عنك انت اللي هتبقي سندي ، انت اللي هتحميني ، مش هسيبك مش هسيبك مهما حصل .


في شقه مصر الجديده 

بعد ان استيقظت مره أخري دلفت الي الحمام استعداداً لحضور ذلك المتعجرف .

وخرجت بعد مرور بعض الوقت ارتدت ثيابها ونظرت إلي نفسها في المراه راضيه عن مظهرها وتذكرت نادر .

فلاش باك 

شمس :نادر يا نادر .

نادر بعدم تركيز : ها بتقولي أيه ؟

شمس بغصب مصطنع : لأ ده انت مش معايا خالص ، ايه اللي شاغل بالك كده وواخد عقلك .

نادر مبتسماً : ابدا بس شويه مشاكل في الشغل .

شمس غامزه اياه بأحدي عينيها : سيبلي نفسك بس وانا انسيك الدنيا كلها .

نادر ضاحكاً : اكتر من كده همشي اكلم نفسي .

وضحكا الاثنان سويا .

خرجت من شرودها علي صوت جرس الباب فذهبت لاستقباله علي مضض.

دلف إلي الداخل .

وهو ينظر إليها بإعجاب بادئ علي وجهه قائلاً : عندهم حق. 

نظرت إليه بعدم فهم قائله : هما مين ؟

المجهول مجيبا : هما مش بيقولوا ان اللي بيفركش بيحلو ، اظن مفيش احلى من كده .

شمس باستنكار : ده لو كان حد يستاهل انه يتساب ، واكملت بحزن لكن نادر لأ لو كان عليا كنت اتمني افضل طول عمري معاه بس للأسف الاختيار مكنش بايدي .

المجهول : انك تبعدي !

شمس مصححه : في الاتنين القرب والبعد انت خلتني اقرب منه غصب عني وهو خلاني ابعد بروا غصب عني ، ثم نظرت اليه واكلمت ، انا مكنش ليا اي اختيار .

المجهول بتساؤل : انتي حبيتيه ولا ايه ؟

شمس بتحدي : ومحبوش ليه شخص نضيف و جدع وراجل يوم ما قولتله نتصاحب رفض حسسني اني بني ادمه ، هو اللي عرض عليا الجواز رسمي واحد بيتقي الله و بيصون وبيقدر و بيكرهه الحرام  وبرغم انه وسكتت لبرهه وتساقطت من عينيها الدموع ، برغم انه بيحب مراته اكتر حد وبيحترمها بس كان بيعدل بينا انا كنت اوقات كتير بحسدها علي حبه ليها اتمنيت كتير اكون مكانها احس بحبه ليا انا عملت المستحيل عشان اوصل لده بس معرفتش ، وبرغم كل ده عمره ما ظلمني حتي لما انفصلنا اداني كل حقوقي ، كنت بحاول احسسه بالندم علي خسارته ليا بس في الحقيقه أنا اللي طلعت خسرانه ، يمكن الحاجه الوحيده اللي اخترتها بإرادتي هي اني حبيته ، ومش ندمانه علي ده ، عندي امل انه يكون ليا ، انه يرجعلي تاني في يوم من الايام. 

المجهول بغصب : هو ضحك عليكي بالشويتين بتوعه ، وانتي ما صدقتي فكراه عدل ده احقر واحد ممكن تقابله في حياتك.

استدارت للخلف وجلست علي الكرسي المقابل له ونظرت إليه بلا اكتراث وكأنه كان يحدث نفسه للتو ، وامسكت الهاتف الخاص بها تعبث به بلا جدوي ، فهب واقفاً من جلسته وتقدم إليها حتي اصبح مواجها إليها تماماً و اخد منها الهاتف بحده قاذفا إياه بعيداً وتحدث بصوته الجهوري قائلاً : لما اكون بكلمك تردي عليا.

نظرت إليه بغضب كان يعتريها منذ ان تحدث إليها صباح اليوم وهبت واقفه هي الآخري وصاحت بوجهه قائله : أنت عايز ايه مش خلاص نفذت الإتفاق اللي ما بينا.

نظر إليها بحده قائلاً بصوت رخيم : وياتري المكالمه اللي دارت ما بينكم كانت من ضمن الاتفاق بردوا وانا معرفش.

نظرت إليه بصدمه قائله : أنت عرفت منين؟ وسكتت لبرهه ، انت بتراقبني .

نظر إليها بغضب قائلاً بحده : أنتي عارفه أن دي خيانه مش كده وسكت لبرهه ،واكمل وهو يحك لحيته وتمن الخيانه ايه ؟

واقترب منها أكثر حتي لفحت انفاسه وجهها وتحدث في اذنها بصوت يشبه فحيح الأفاعي قائلاً : الموت.

انهي عبارته وهو يخرج سلاح من جيب بنطاله مشيراً به إلي منتصف جبهتها واطلق عليها الرصاص فسقط الدم علي وجهها وسقطت صريعه في الحال 


                   الفصل الحادى عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-