رواية سندريلا فى بيتى الحلقه الخامسة عشر15بقلم مني احمد حافظ


 

رواية #سندريلا_في_بيتى


الحلقه *الخامسة عشر*


بقلم منى احمد


هدنة لجميع الاطراف

🍂🍂🍂🍂🍂🍂


انتفضت تولين بذعر والتفتت تحدق بباب الشقة الذى انهالت فوقه طرقات غاضبة وعادت بعيناها إلى آلاء التى رمقتها بنظرة تحذيرية لتناسيها وجود نبيل معهم فعقد نبيل حاجبيه وترك مقعده واتجه الى الباب ليتفاجىء بأندفاع والد آلاء شقيقيها وخلفه والده وشقيقه يرافقهم رجلا أخر , فأعترض نبيل طريقهم وقال بحدة :


ايه على فين العزم .


صيحة خجل غادرت تولين وهى تفر إلى غرفتها وتبعتها آلاء وولجت إلى غرفتها هى الاخرى فالتفت نبيل نحو والده وقال :


كان المفروض تتصلوا قبل ما تيجى مش دى الأصول يا جويد باشا .


اجابه محمود بعدما أشار إلى جويد بالصمت وقال:


المرة الجاية لما نبقى نيجى ضيوف يا أستاذ نبيل ودلوقتى اتفضل هات بطاقتك وبطاقة آلاء وتعالى.


مرر نبيل كفه فوق وجهه وهو يحدق بالجميع بسخط وقال:


وحضرتك عاوز البطايق ليه .


أهمل محمود نبيل واتجه صوب الاريكة ونظر الى الرجل الذى رافقهم وقال:


حضر القسايم يا شيخنا على ما يجيب البطايق.


وأشار محمود إلى آنس بأن يسلمه بطاقته كما فعل مع بهير حينها أدرك نبيل ما يدور فأتجه صوب محمود ووقف أمام المأذون وقال:


هو حضرتك جاى وجايب المأذون معاك ليه.


رمقه محمود بحدة ووقف وقال:


جايبه علشان يصلح المايلة يا بية ولا انت فاكر انى هسيب بنتى معاك من غير ما تكون متجوزها رسمى . بقلمى منى أحمد حافظ 


رفع نبيل حاجبه بسخرية وهم بالاعتراض ولكنه أجفل حين صاح محمود ومنعه من الحديث وقال:


اسمعى كويس يا ابن جويد انت يا تكتب عليها رسمى يا هاخدها وامشى انما المهزلة اللى بينكم دى أنا مش هعدى عليها ليلة تانية ودلوقتى اتفضل نفذ اللى طلبته .


انصاع نبيل ومد يده الى حافظة نقوده وسحب منها بطاقته ومد يده بها الى محمود وغادرهم واتجه الى غرفة آلاء التى وقفت خلف باب غرفتها ترتجف فوالدها باغتها وسحب البساط من اسفلها , اجفلت آلاء حين سمعت طرقات نبيل على بابها وصوته يناديها فأبعدت توترها عنها وهى تفتح له الباب ووقفت امامه عاقدة لساعديها وقالت:


نعم خير عاوز حاجة .


استند نبيل على حافة باب الغرفة ونظر لها بسخرية وقال:


لو عليا فأنا مش عاوز لكن والدك هو اللى عاوز البطاقة بتاعتك يا عروسة.


همت آلاء بالاعتراض ولكن نظرات نبيل اللاهية أمامها جعلتها تتمالك نفسها فاستدارت عنه واتجهت الى حقيبتها وسحبت منها بطاقتها والتفتت لتتفاجىء به يقف خلفها فتراجعت خطوة للخلف فابتسم نبيل لادراكه انها تخشاه ومال برأسه تجاهها وقال بصوت هامس :


كلها ربع ساعة وهيبقى من حقى انام فالاوضة هنا .


دفعته آلاء بعدما أغضبها قوله وقالت:


تبقى بتحلم يا نبيل .


طوقها بذراعه فجأة وقربها منه وقال:


هو انتى متعرفيش انى دايما بحقق احلامى يا لولو المهم على ما المأذون يخلص كتب الكتاب عاوزك تشوفى حاجة من حاجات الدلع اللى جايبها لتولى و تلبسيهالى عاوزك بقى تدلعينى يا لولو و.


ثنت آلاء ركبتها ورفعتها بعنف وضربته بين ساقيه فأنحنى نبيل وهو يتألم فتحررت آلاء منه وقالت:


دا الدلع اللى هتشوفه منى لو قربت تانى يا بلبل.


حاول نبيل تناسى ألمه وأعتدل ورمقها بنظرات نارية وقال:


هنشوف يا آلاء يا أنا يا أنتى .


غادرها نبيل فأسرعت واغلقت الباب لتقفز بسعادة وقلبها يعلنها لعقلها بانه اخيرا سيصبح لها.


انتهى عقد القران وغادر المأذون فوقف محمود واتجه الى نبيل وابتعد به عن السمع وقال:


آلاء بنتى أمانة عندك يا نبيل تربيها او هى اللى تربيك انتم احرار فبعض لكن خلى بالك يا نبيل اياك تفكر انك تكسر بنتى لان لو حصل صدقنى وقتها لو الكون كله وقف جانبك مش هخليك تطولها ولو زحفت على ايديك ورجليك .


اومأ نبيل برأسه ومد يده وصافح محمود وقال:


اتفقنا يا عمى .


ربت محمود على كتف نبيل واشار الى ابنائه وانصرف وتبعه جويد الذى توقف امام ابنه وقال :


مش ناوى ترجع بيتك يا نبيل.


اشاح نبيل بعيناه وقال:


انا هنا فبيتى يا بابا .


هز جويد رأسه بأسى وغادر واتجه بهير الى شقيقه و ربت على كتفه بوجه متجهم وقال:


مبروك يا بلبل .


أوصد نبيل الباب وهو لا يصدق أنها باتت زوجته حقا فلمعت عيناه بسعادة وقال:


والله واللعب هيحلو معاكى يا لولو ..


اتجه نبيل إلى الاريكة وجلس فوقها وصاح بصوت جهورى مناديا تولين وآلاء فغادرتا غرفتيهما واتجهن إليه فرفعت آلاء حاجبها بسخرية حين رأته يضع ساقا فوق الاخرى فأبتسمت وقالت بتهكم :


ناديت عليا يا سى نبيل..


بادلها نبيل النظرات وأشار الى قدميه فمطت آلاء شفتيها وحكت رأسها وقالت :


مش فاهمة انت عاوز ايه.


اراح نبيل ظهره الى الاريكة وقال:


هاتى مية سخنة بملح وتعالى دلكى لى رجليا يا لولو .


ثم وجه حديثه الى تولين وقال:


وانتى تعالى دلكى لى كتافى أحسن أنا حاسس إنهم مشدودين شوية .


التفتت تولين تحدق بوجه آلاء وحين عبست فى وجهها إزداد خوفها لتجفل كلاتهما حين صاح نبيل وقال:


ايه هو كلامى مش هيتسمع ولا ايه معقول ابقى متجوز اتنين وابقى مش مرتاح الظاهر كدا انى لازم ادخل عليكم بالتالتة علشان تتأدبوا.


ضربت آلاء الأرض بقدمها واسرعت إلى المرحاض لتنصاع تولين وتتجه اليه ووقفت خلفه وأخذت تدلك كتفيه بخوف فهى تخشى غضب آلاء لتراها وهى تحمل سطل الماء وتجلس أرضا امام نبيل ومدت يدها وسحبت قدمه ووضعهما فى الماء الأمر الذى زاد من دهشة نبيل فهو ظن ان كبريائها سيمنعها من الجلوس أسفل قدميه وتبددت أفكار نبيل حين شعر بالنعاس يتسلل اليه بعدما أخذ التدليك منه مأخذه وحين تأكدت آلاء من نومه وقفت ومددت ساقه فوق الاريكة فتبعتها تولين إلى المرحاض وقالت:


انتى غريبة اوى يا آلاء انا لما سمعته بيقولك هاتى مية صدقينى كل اللى قدرت أفكر فيه انك هتكبى المية فوق راسه لكن متخيلتش ابدا انك تنفذى كلامه . الموناليزا 


تنهدت آلاء وهى تغادر المرحاض ووقفت تحدق بنبيل النائم بأرتياح فوق الاريكة وقالت :


تصدقينى لو قولت لك انى كنت فرحانة يا تولى أصل أنا كبرت وكنت بشوف ماما الله يرحمها أول ما كان بابا يوصل البيت تروح تجيب بنفسها المية و تدلك له رجله ولما سئلتها مرة ليه بتعمل كدا قالت لى حقه يا بنتى مش كفايا انه بيشقى طول النهار حتى لو كان قاعد ورا مكتب وحضنتى وكملت كلامها وقالت بكرة لما تكبرى وتتجوزى لما هتشوفى جوزك وهو راجل من الشغل بعد ساعات طويلة هتفهمنى كلامى بس أوعى وقتها تتكبرى يا آلاء على تعب جوزك وتبصى لها إن مينفعش تقعد تحت رجلين جوزك.


مسحت آلاء دمعتها التى فرت منها واردفت وقالت:


مقدرتش معملهاش لانى حابة احس الاحساس دا علشان اعرف ماما كان معاها حق ولا لاء.


ارتبكت تولين وزفرت بحزن فالتفتت آلاء اليها وربتت على كتفها وقالت:


انا عارفة انك متضايقة من الوضع كله بس انا محتاجة اسئلك على حاجة ولازم تجاوبينى عليها بصراحة يا تولين .


نظرت تولين اليها بحيرة فتبدلت ملامح آلاء للحزن وهى تقول:


هو انتى محبتيش نبيل لحد دلوقتى ليه رغم انك كنتى عاوزة تتجوزيه .


مطت تولين شفتيها وقالت :


تقدرى تقولى انى لما نبيل غصبنى وقعدت معاه محستهوش غير اخويا وبس يعنى الهالة اللى كنت بشوفها حواليه وانا بعيد لما قربت منه راحت ومعدتش بشوفه غير انه ينفع الاخ اللى كان نفسى يكون لى انما زوج لا يا آلاء تخيلى بقى ان مش نبيل اللى بتمناه يبقى زوج ليا بس للاسف بسبب اللى عمله معايا كتفنى ومنعنى انى اقول للى حسيته انى بحبه لانى لو صارحته وانا على ذمة نبيل حتى لو جوازنا على الورق هبقى خاينة وانا استحالة اخون نفسى .


احتضنتها آلاء ولم تدرى أيا منهما بأن هناك من أنصت وبقوة الى حديثهما الصريح.


🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂


ودعت آلاء وتولين بسمة وهنادى وتينا ولاحظت آلاء تجهم وجه تولين وتحاشيها الحديث معها وحين عادتا الى منزلهما أسرعت تولين وولجت الى غرفتها واوصدت بابها خلفها تبكى وازدادت حيرة آلاء لرفض تولين الاجابة على ندائها فاتجهت الى غرفتها تفكر فى أمر هنادى التى عارضت فى البداية خطتها لتوافق فى النهاية على مضض ومضت الايام بين شد وجذب بين نبيل وآلاء تعانده ويصبر عليها ,يحاصرها فتفر منه وبداخلها يقين أنها سقطت فى حبه مرة تلو الاخرى وتعجبت آلاء لتقبل نبيل كافة افعالها به ومشاكستها معه لتقف أمامه فى النهاية تشعر بتعاظم الاسئله بداخلها فهدأت أفعالها تماما واحس نبيل انها قررت ان تهادنه فتقبل هدنتها التى اراد استغلالها ليقربها منه ويجعلها تراه كما يتمنى . الموناليزا 


🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂


له عدة أيام يراقبها ولا يتحدث معها يبتعد عنها ويرفض ان تساعده فى شىء حتى ادرك انها اوشكت اخيرا على الانفجار فاستدعاها جويد الى مكتبه وما ان دلفت اليه طالبها بغلق الباب واشار اليها لتجلس امامه فجلست تحدق به بحيرة وغضب لاهماله لها طوال الايام الماضية فقالت:


خير يا جويد ايه اخيرا افتكرتنى وحسيت انى موجودة فحياتك ولا أتفكرتنى لما حسيت انك عاوزنى و. بقلمى منى أحمد حافظ 


رمقها جويد بحدة وزفر بضيق حينما لمس منها العناد فعبس بوجهها وقال:


تفتكرى انى بتاع الكلام دا يا شويكار انى اناديلك بس علشان عاوزك فاوضتنا .


شعرت شويكار بالحرج فخفضت عيناها ارضا فتابع جويد حديثه وقال:


انا ناديت لك يا شويكار علشان انا تعبت من الوضع دا تعبت من انى استنى ردك على طلبى اننا نعلن جوازنا وتطلعى تعيشى معايا فاوضتى ويبقى ليكى كل الحق فيا مش نشوف بعض بالسرقة زى المراهقين .


ارتبكت شويكار وازدردت لعابها ونظرت الى وجه جويد الحزين وقالت:


انا عارفة انى زودتها معاك بس يا جويد انا ليا اسبابى انا لو عليا فانا عاوزة الدنيا كلها تعرف انى مراتك واخرج معاك وانا ايدى فايدك وانام فحضنك زى اى اتنين متجوزين بس انا خايفة عليك يا جويد منى لما الناس تعرف انك اتجوز شويكار صدقنى هيبقى موقفك صعب وهتحس بالخجل منى و.


ضرب جويد بغضب على سطح مكتبه وصاح بعصبية وقال:


شويكار انتى ازاى تقولى الكلام دا ازاى انا مش مصدق ودانى بقى انا هخجل منك طيب ازاى وانا بتمنى ان اديلك حقك ومكانك اللى تستحقيه .


ابتعد جويد عن مكتبه والتف حوله وجذبها ضاما اياها الى صدره وقبل جبهتها وقال:


يا شويكار انا جوازى منك مش نزوة ولا عطف الراجل الغنى على مديرة بيته لا انا اتجوزتك علشان حسيت انى محتاج لك معايا  وجانبى ولاقيت معاكى المودة والحنان لما لاقيتك بتعاملينى زى ما كانت المرحومة ام نبيل بتعاملنى ويمكن اكتر كمان فازاى تشكى لحظة انى لما اقول انك مراتى هخجل منك .


تنهدت شويكار وحاولت الابتعاد عنه فهى تعلم علم اليقين ان اسبابها واهية وان خوفها الاساسى هو من نهاد زوجته التى لن تتقبلها ابدا , تابعها جويد بعيناه وقلبه وادرك ان هناك ما تخفيه شويكار عنه فمد يده ورفع وجهها لتواجهه عيناها وقال:


انتى مخبية عنى ايه اتكلمى .


اشاحت شويكار بوجهها وقالت :


مش مخبية اى حاجة لكن .


عقد جويد حاجبيه وقال:


لكن ايه ما تقولى اللى جواكى ولا انا هفضل اسحب منك الكلام .


زفرت شويكار حزنها وجلست امامه وقالت:


نهاد يا جويد انت معملتش حساب نهاد لما تعرف اننا متجوزين. الموناليزا 


حدق بها جويد لوهله لا يعى حديثها لتتلاشى حيرته ويبتسم بسخرية ويجذبها لتقف امامه من جديد ويقول:


بقى كل دا علشان نهاد يااه يا شوشو وانا اللى افتكرتك مبقتيش تحبينى .


شهقت شويكار وحدقت به بعتاب وقالت:


كدا بردوا يا جويد بقى مش بحبك طيب ازاى وانا حياتى كلها ليك وبيك .


قبل جويد يداها وقال:


طالما كدا يبقى متشغليش دماغك باى حاجة وسيبى نهاد عليا اساسا نهاد كل اللى يهمها الفلوس .


تنهد جويد واردف :


يا شويكار هو انتى فاكرة ان كل الستات زيك كدا بتحب للحب لا يا شويكار دلوقتى بقت الفلوس قبل الحب .


🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂


تلافى آسر شقيقه وابتعد عنه فهو ومنذ علم بأمر طلب بهير الزواج من هنادى وقد تبدل حاله وأصبح لا يطاق من شدة عصبيته وغضبه المستمر ولكنه مرغم على تنفيذ الخطوة الثانية التى أمرته بها آلاء تكفيرا عن مساعدته لنبيل فوقف أمام غرفة آنس يتنفس بقوة ويستجمع شجاعته وولج اليه فتلقى من شقيقة نظرات جحيمية غض آسر الطرف عنها وأهملها وتقدم من آنس مادا يده بهاتفه ألأيه ليريه تلك الصورة التى التقطتها آلاء لبهير وهنادى فحدق بها آنس يكاد يفقد عقله بسبب نظرات هنادى التى بدت له وكانها عاشقة فكاد يحطم هاتف شقيقه فأسرع آسر واختطف هاتفه من يد شقيقه وقال ببرود ليزيد من هياجه :


اهدى يا آنس وخلى بالك على الموبايل ايه يا عم خلاص مش هنعرف نجيب حاجات حلوة كدا تانى بعد ما الادريسى باشا لاغى كل الامتيازات مننا ورفع ايده عنا.


رمقه آنس بحدة وقال:


هو دا كل اللى همك وبتفكر فيه الامتيازات والفلوس يا اخى انت جايب البرود دا منين بقى انا واقف اتحرق ادامك علشان هنادى اللى اتخطبت لبهير و حاسس انى هتشل وانت بتكلمنى عن الشركة اه ما انت ضامن حبيبة القلب معاك وليك وعارف كويس ان بأشارة منك بتيجى زاحفة و.


اسرع آسر ومد يده وكمم فم شقيقه وقال:


ايه يا آنس انت هتقر عليا يا اخى علشان ربنا كرمنى بواحدة فهمانى وعارفة انى عمرى ما هفكر فغيرك ولا اظلمها وبعدين انتى ليه بتقارن بينى و بينك يا آنس واحنا الاتنين عاملين زى الشرق والغرب يا آنس بدل ما انت واقف تحرق فنفسك كنت حاول ترجعها ليك انما انت استسهلت ما صدقت رمتلك الدبلة فديرت وشك عنها ومحاولتش تثبت لها ان تفكيرها فيك غلط تسمح تقولى انت ليه زعلان ان هنادى اتخطبت لبهير وانت محاولتش حتى تعتذر لها.


حدق آنس بشقيقه وألمته كلماته فحملق به وقال:


بقى انا استسهلت يا آسر  ومحاولتش ارجعها.


ازدادت شفقة آسر لشقيقه فربت على كتفه وقال:


متزعلش منى يا آنس بس أنت فعلا محاربتش علشان هنادى ومحاولتش تفهم اللى جواها واعتبرت ان مجرد موافقتها عليها انها كدا فتحت صفحة جديدة كان لازم تحس بيها يا آنس من اول مرة خافت تقعد جانبك او رفضت انك تقرب منها او تلمس حتى ايديها كان لازم قلبك يحس بيها ويعرف ان هنادى الصورة الحلوة اللى كلنا شيفينها جواها مكسور ولسه مصلحش. بقلمى منى أحمد حافظ 


أومأ آنس براسه فهو لا يستطيع الانكار اكثر لانه هو من تسبب فى كل هذا وخسر هنادى بارادته , تنهد آنس واتجه نحو باب الغرفة ليغادر فاوقفه صوت آسر يقول:


هتهرب بردوا يا آنس وتسيبها لغيرك ولا هتحارب علشان وتثبت لها انك فعلا بتحبها وانك ندمان على اللى عملته.


وقفت تينا بالخارج تستمع للحوار الدائر بين آسر وآنس وتنهدت بأرتياح لالتزام آسر بالخطة كما هى وفجأة أجفلت حين سقطت على كتفها يد فالتفتت بذعر لترى محمود يقبض على ملابسها فهمت بالاعتراض فاشار اليها لتلزم الصمت وسحبها الى غرفته , وقفت تينا تحدق به بضيق وقالت:


ممكن اعرف جايبنى اوضتك ليه .


غمزها محمود وقال:


هيكون ليه دا بردوا سؤال يا تينا ما انتى عارفة اوض النوم معموله ليه يا حبيبتى.


رفعت تينا حاجبها ولوحت باصبعها امام وجهه وقالت:


محمود اعقل كدا واياك تتهور وبعدين عيب اوى لما تجيبنى اوضة نومك .


ابتسم محمود لاضطرابها ليتذكر انه عزم على مواجهتها فزفر وهو يجبر نفسه لسؤالها وهو يدعو الا تفر منه كعادتها فقال :


الا يا تينا هو انتى ليه متجوزتيش قبل كدا .


شهقت تينا ولم تدرى كيف تجيب سؤاله ,تابعها محمود بعيناه وشعر بحيرتها فاقترب منها وقال:


نفسى تقولى لى انك كنتى مستنيانى .


نظرت له تينا بقلق وازدادت حالتها توترا لشعورها بقربه منها ولكلماته التى القاها عليها بتمنى ورجاء فابتعدت عنه وقالت لتبدد امانيه :


لا طبعا انا مكنتش مستنياك وبعدين عدم جوازى عادى على فكرة يعنى فى بنات كتير مش بيبقى فدماغها الجواز وانت عارف انا عشت حياتى لنفسى ما بين السفر والشغل ومحرمتش نفسى من حاجة .


حملق محمود فى وجهها لا يصدق قولها فقال بعدما تملكت منه رغبته فى أيامها.:


ههه متاكدة انك محرمتيش نفسك من حاجة ولا حتى ان يكون لك ولاد .


تأكدت تينا انه اتخذ منها موقف الهجوم فهزت تينا رأسها بالنفى وقالت:


لا يا محمود انا محرمتش نفسى من حاجة لانى عشت امومتى مع ولادك وساعدت اختى فتربيتهم انما لو كلامك تقصد بيه انى اتحرمت من وجود الراجل فحياتى فاسمح لى اقولك انى لو كنت اتجوزت مكنتش عملت اى حاجة من اللى عملتها يعنى لا كنت هلف العالم واجرب الغطس والقفز والصيد واتعلم الرماية لانى كنت هبقى موقفة حياتى على الراجل اللى هتبقى كل احلامى بالنسبة له مجرد كلام بيتقال بالليل ننساه اول ما نصحى الصبح ونشيل مسئولية البيت والمصاريف والشغل والاولاد .


تبدلت نظرات محمود واحس انه امام امرأة مختلفة كليا عن توأمتها التى كرست كل حياتها من اجله و أغدقت عليها بالحب و الدفء فحك ذقنه وقال:


يعنى انتى مش ندمانة يا تينا انك متجوزتيش .


نفت تينا بهزها لرأسها يمينا ويسارا وقالت:


الحمد لله يا محمود انا محستش بالندم فحياتى لان كل حاجة عملتها واتعلمتها اضافت ليا مش نقصت منى والحمد لله لان ربنا ادانى بدل الابن تلاتة وعوضنى بيهم عن فقدانى لاختى.


أومأ محمود وعاد لسؤاله الدائم وهو يدرك انها ستتهرب من الاجابة عليه وقال:


اومال هربتى منى ليه يا تينا لما طلبت منك اننا نتجوز.


حاصرها فى الزاوية التى تخشاها ولكنها شعرت انها سئمت الفرار فثبتت تينا عيناها على عينا محمود وقالت:


هربت منك لانى وقتها خوفت لتكون طلبت تتجوزنى لمجرد انى نسخة من اختى فهمت .


اجابها محمود بشرود : 


فهمت وعرفت انك لايمكن تكونى نسخة عن اختك ابدا بس انا جوايا سؤال محيرنى يا تينا وعاوز اعرف اجابته منك. الموناليزا 


ارتبكت تينا وخفق قلبها بقوة فازدردت لعابها وقالت:


سؤال ايه تانى يا محمود مش كفايا اسئلة وتسبنى اشوف آنس ناوى يصلح من نفسه ازاى.


أقترب منها محمود وقال وهو ينظر داخل عيناها :


سيبك من آنس وخليكى معايا وجاوبينى بصراحة انتى محبتيش قبل كدا يا تينا.


ابتعدت عنه واولته ظهرها تفرك كفيها سويا فالتف محمود ليواجهها واردف:


بتهربى ليه هو سؤالى صعب ولا عيب.


اجابته بأرتباك وقد تلون وجهها بحمرة خفيفة :


لا مش عيب وو مش صعب بس أصل .


لمعت عينا محمود لرؤيته خجلها فمد يده ولمس وجنتها وقال:


كسوفك دا مخلينى أحس إنك حبتينى أنا يا تينا و. 


شهقة تسللت منها ليدرك محمود انها احبته لتفاجئه بأندفاع دموعها فشعر بالندم لخوضه ذلك الحديث معها تركته تينا وغادرت الغرفة فجلس محمود على طرف فراشه وقال:


طلعت بتحبك يا محمود وشكلها كدا بتحبك من زمان .


🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂


حاولت آلاء اخراج تولين من عزلتها ولكنها لم تستطع فتولين نجحت فى اعتزالها هى ونبيل حتى تناول الطعام معهم رفضته فجلست أمام نبيل تلهو بطعامها وعقلها يبحث عن سر تغير تولين هكذا منذ اجتمعت مع الفتيات وأتصلت ببهير وهنا تيقظ عقل آلاء فهبت من مقعدها ووقفت تنهر نفسها لعدم ادراكها للسبب سابقا وهمست أيوة هى متغيرتش وقفلت على نفسها إلا من وقت ما عرفت ان بهير هو اللى هيساعدنى علشان نحسس آنس انه هيخسر هنادى, أتسعت عينا آلاء وقالت:


يعنى هو دا اللى حبته تولين واللى مينفعش تخون نفسها بسببه لانه أخو نبيل لا دا كدا المواضيع بدأت تدخل فبعضها و تتعقد تولين بتحب بهير وبهير أول ما كلمته حسيت انه ماصدق ينفذ زى ما يكون . بقلمى منى أحمد حافظ 


صمتت آلاء وهى تعود الى مقعدها من جديد وهزت رأسها واردفت:


بهير ما صدق ورحب مش علشان يساعدنى لا دا علشان يغيظ تولين ,


ضربت آلاء جبهتها وقالت:


أنا ازاى منتبهتش من الاول لا انا كدا لازم اعيد كل حاجة من اول وجديد لانى مقدرش اتحمل اشوفها مكسورة كدا ايوة صح كفايا عليها كسرتها فسفرها وشغلها وخالتها و.


عادت آلاء إلى واقعها سريعا حين تفاجأت بنبيل يهزها ويقول :


ماشاء الله بقيتى كمان بتكلمى نفسك كدا كملت.


ابتعدت آلاء عنه وقالت بحرج:


معلش مأخدتش بالى انك جيت اصل دا مش ميعاد رجعوك .


زفر نبيل واستدار عنها وبحث بعيناه عن تولين وقال:


تولين فين هى خرجت ولا ايه.


نفت آلاء وقالت:


لا هى فاوضتها من الصبح مخرجتش منها .. الموناليزا 


ابتعد نبيل عنها واتجه صوب غرفة تولين وقال:


طيب على ما اتكلم مع تولين شوية ياريتك تحضرى حالك علشان إحنا هنرجع الفيلا عند بابا فى حاجات هناك حصلت ولازم أبقى موجود. 


أضطربت ملامح آلاء وأحست أن هناك أمر يشغل بال نبيل وحين ولج إلى غرفة تولين أمتلأت نفس آلاء بالغيرة فتحركت لتتوجه إلى غرفتها حتى ترتب حقيبتها و لكنها توقفت أمام غرفة تولين متجمدا و شعرت بقلبها ينزف لرؤيتها نبيل يحتضن تولين ويداها تلتف حول خصره و يقبلها حينها دوى صوت عقلها  يصيح بعذاب أن كل تفكيرها بشأن من تحبه تولين خاطيء فاهى تقف مسكينه تتبادل القبل مع نبيل رغم نفيها حبه، فأستدارت آلاء و أتجهت إلى غرفتها تشعر بأن نصل الخيانة تلك المرة 


                 الحلقه السادسة عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>