رواية حكاية سعاد بنت الغلابه الفصل الثانى2 بقلم نور الهدي عبد الرحمن



رواية حكاية سعاد بنت الغلابه 


الفصل الثانى 


بقلم نور الهدى


 استلمت الشغل في المكتبة .. وبعدها بإسبوعين ابتدت الدراسة في الجامعه .. 

نظمت وقتي وكنت كل يوم أصحي بدري اذاكر شوية وبعدها أجهز الفطار مع امي وبعد كده اتوكل علي الله واروح الشغل .. 

كنت بخرج من البيت الساعه ٩ ونص . عقبال ما اتمشي واركب مواصلة واوصل المكتبه تكون الساعه جات ١١ إلا ..  وادخل المكتبة والقي صاحب المكتبه قاعد علي كرسيه مستنيني.. 

ببتدي يومي .. انضف المكتبة واحط كل حاجه ف مكانها ولو في ورق متنتور هنا ولا هناك برتبه .. والورق اللي المفروض يتكتب ع الكمبيوتر بكتبه وبطبعه عشان لما صاحبه ييجي يلاقيه مكتوب وجاهز ..  وكل ده بعمله وانا عيني ع الساعه لحسن تفوتني معاد المحاضرة .. ولما بتيجي معادها كنت بسيب اللي ف إيدي واستأذن من صاحب المكتبه أروح احضرها 

ساعتها كان بيوافق ويقولي بوش بشوش : ماشي يا دكتورة .. روحي .. ربنا يوفقك !!

كان راجل ذوق جدا ربنا يباركله.. عمره ما ناداني باسمي أبدا وكان بيقولي دايما يا دكتورة .. ومن معاملته ليا قصاد الزباين كانوا بيحسبوني بنته وقاعده ف المكتبة معاه عشان بساعده في الشغل .. واوقات كانوا بيسألوه ويقولوله دي بنتك يا حاج .. ساعتها كان بيرد عليهم ويقولهم ياريتها بنتي .. اصلها بنت حلال وجدعه ..

كان محسسني دايما ان المكان مكاني مش مجرد واحده بتشتغل فيه وخلاص .. 

من ضمن المواقف الجميله اللي لسه فاكرهاله لحد دلوقت .. في يوم من الأيام جه زبون وطلب مني اكتبله ورقة علي الكمبيوتر وبعد كده ابعتهاله فاكس .. قولتله حاضر مع اني كان المفروض في الوقت ده اجهز نفسي عشان اروح الجامعه والحق معاد المحاضرة .. فاضطريت اقعد لحد ما اخلص طلبات الزبون .. وطار الوقت .. وضاعت مني المحاضرة .. فاتضايقت وفضلت طول اليوم مكشرة ومبوزة.. وصاحب المكتبه مستغرب من تكشيرتي وكل شوية بيسألني مالك .  

وانا كنت برد عليه واقوله مفيش .. لكن صمم يعرف سبب تكشيرتي طول اليوم  .. فحكيتله اللي حصل وقولتله متضايقه لأن فاتتني محاضرة مهمه بسبب زبون كان عاوز يكتب ورقه ع الكمبيوتر

فأتضايق وقالي : طب مقولتليش ليه .. وانا كنت هشوف طلباته وامشيكي تحضري محاضرتك قبل ما تفوتك ..

رديت عليه وانا مكشرة : بصراحه اتحرجت .. وكنت خايفه تكسفني قصاد الزبون.. 

اتضايق من ردي وقالي : انا عمري كسفتك قدام حد قبل كده يا سعاد .. بالعكس يا بنتي .. كنت هقولك روحي وانا هتصرف معاه .. تسمحي بقي تديني جدول محاضراتك 

استغربت وقولتله  : ليه .. !!

رد وهو متضايق وقالي : اهو كده وخلاص .. 

انا في الوقت ده كنت خلاص ابتديت افوك .. وانسي الزعل .. فابتسمت وقولتله وانا بهزر : ليه هتروح مكاني ..

فرد عليا وهو متضايق برده : انا مش بهزر علي فكرة .. هاتي جدول محاضراتك عشان اعرف مواعيدك وافكرك بيها ..

صمم ياخد جدول المحاضرات مني .. وانا اديتهاله لما لقيته مصمم ياخدها.. فحطها تحت ازاز مكتبه .. عشان تبقي قصاد عينه .. ومن يومها مفاتنيش ولا محاضرة .. 

الراجل ده من الناس النادرة أوي اللي قابلتها ف حياتي .. صعب اوي تلاقي حد في الزمن ده يخاف علي مصلحتك .. ويحب لك الخير ..ويتقي ربنا فيك  .. بجد ربنا يجازيه كل خير علي كل اللي عمله معايا .. 

في الجامعه .. كنت بروح و احضر المحاضرة اللي عليا .. ولو عندي محاضرتين ورا بعض ما بينهم ربع ساعه مثلا او نص ساعه كنت بقضيهم في مكتبة الجامعه وادور علي الكتب اللي ممكن تفيدني في مجال دراستي واقراها عقبال ما تبتدي المحاضرة التانيه .. 

كنت بعيدة عن جو الصحاب والشلة واللمة .. لان لا ظروفي ولا وقتي يسمحوا اضيع وقتي في التهريج مع الصحاب ولا قعده الكافيهات ولا العزومات ولا الكلام ده خالص .. كنت واخده الموضوع بجد وبصراحه انا كنت مرتاحه كده وكنت حابة قعدتي لوحدي في المكتبة وسط مراجعي وابحاثي لانها هي اللي هتنفعني بعدين .. والحمد لله كنت دايما بطلع من الأوائل .

 زمايلي في الكلية بقي .. كانوا عارفين اني مجرد بنت غلبانه .. بشتغل بياعه في مكتبه جنب الجامعه.. وكانوا بييجوا يشتروا مني اللي هما عاوزينه ويخرجوا ..ويبصولي علي اني اقل منهم .. واحيانا بيعاملوني معامله جافه .. !! 

لكن مكنش بيهمني لاني عارفه قيمة نفسي كويس .. !!

عارفه قيمة نفسي .. برغم الكلام اللي كنت بسمعه منهم بوداني واعمل نفسي ولا سامعه حاجه .. كنت بسمع تريقتهم علي لبسي .. لأني مكنش معايا فلوس اشتري بيها لبس زيهم وفلوسي اللي بقبضها من الشغل كانت بتضيع علي الكتب ومصاريفي الشخصية وانا بره البيت .

فساتيني اللي بلبسها كانت فساتين بسيطه جدا .. بتفصلها امي علي مكنة الخياطة .. وانا كنت بشوفها حلوة اوي وف منتهي الشياكه ..وكفاية انها من عمايل إيديها ..

كنت بروح البيت كل يوم علي الساعه ٦ .. واول ما بدخل البيت بترمي علي السرير من كتر التعب .. لكن بتصعب عليا امي اللي واقفه في المطبخ لوحدها .. وكنت بحاول أساعدها في شغل البيت علي قد ما اقدر .. لكن هي ف اغلب الاوقات مش بترضي تخليني ادخل المطبخ وتقولي : روحي ريحي شوية .. وملكيش دعوة بشغل البيت خالص .. ركزي في علامك وشغلك وانا ربنا هيقدرني .. 

اما ابويا .. كان قلقان عليا ف الأول .. ونفسه يعرف انا عامله ايه ف الشغل .. والراجل اللي بشتغل عنده كويس ولا لا .. ؟! 

فاجئني بزيارته ليا ف المكتبه عشان يطمن عليا  .. ولما عرفت صاحب المكتبه عليه رحب بيه جدا وسلم عليه وكأنه يعرفه من زمان .. ومدح فيا وف أخلاقي... فانبسط ابويا وارتاحله .. وحس ان مفيش قلق من ناحية شغلي .. لاني بشتغل عند راجل زوق ومحترم .. 

واتغيرت معاملته ليا .. وبقي يشجعني أكمل وانجح .. وكنت مبسوطة أوي بتشجيعه ليا ..

لكن .. علي ما وصلت لسنه رابعه .. حسيت نفسي ...........

                      الفصل الثالث من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



<>