أخر الاخبار

رواية ما وراء الستار الفصل التاسع9بقلم اشرقت احمد



رواية  #ما_وراء_الستار


#الجزء_التاسع


ما اصعب ان تكون شخصاً وحيداً في عالم ملئ بالبشر ، تائهه 


بين الحق والباطل ، الصدق والكذب ،  ليس لديك وجهه وبلا 


دليل ، وبرغم من ذلك ليس عليك سوي الانتظار .


في المستشفي

تنقلت نهاد في الغرفه بصعوبه باحثه عن ذلك الدفتر فلم تجد 

شئ ، فجلست علي الكرسي المجاور للسرير بوهن ، لم تعلم 


كيف حدث هذا ؟ كانت تخبر حالها ان كل ذلك مجرد صدفه 


لكنها الان موقنه بأن هناك شئ ما ، شئ لاتعلم ماهيته ، وما 

اهميه تلك الدفتر للفاعل لايوجد به معلومات سوي القليل جداً 


معلومات لم تعلم صحتها من خطأها فهي مجرد اقاويل ليس 


إلا ، لكنها ايقنت انها تواجهه خطر لكنه خطر من نوع خاص ، خطر مجهول الهويه .

وتردد صوت هبه في أذنيها (وفي نوع تالت خالص النوع ده 


مش هتلاقيه كتير ، وده بقي يوم ما بيعرف الحقيقه بتكون 


بدايه نهايته ) وتحدثت بصوت مسموع مصاحبه ضحكه سخريه ، واضح اني هكون من النوع ده . 

ظلت مستيقظه طوال الليل تفكر فيما حدث لم تستطيع النوم 

كانت قد اعتادت علي ذلك في الاونه الاخيره ولكن الليله مختلفه عن غيرها .

فماذا ينتظرها ؟ 

وما القادم؟


في صباح يوم جديد في فيلا الأنصاري .

حيث استيقظ نادر باكراً عن موعده ووجد يوسف مازال نائماً فتركه وتوجه الي الحمام ثم خرج بعد عده دقائق متجها إلي غرفه الملابس استعداداً للخروج . وفي تلك الأثناء استيقظ يوسف وهب واقفاً وقال : بابا انا هاتي محاك .

نادر متحدثاً إليه بود : حبيب بابا طب مش تقول صباح الخير الاول .

يوسف : صباح الخيي .

نادر ضاحكاً : صباح النور يا حبيبي وحك لحيته قائلاً : اممممم بص بقي يا بطل احنا هنتق مع بعض اتفاق ، انا للاسف مشغول جداً انهارده ومش هعرف اخدك معايا فأنت بقي يا بطل هتقعد هنا انا جهزت ليك الاكل اهو وأشار بيده الي الطعام هتاكل وتلعب في الاوضه لحد اما اخلص وانا مش هتاخر عليك اتفقنا .

يوسف بحزن : بث انا حايز اثوف ماما .

نادر : انهارده بس علشان مشغول وبكره ان شاء الله هنروح سوا ، تمام .

يوسف بطاعه : تمام .

وخرج نادر متوجها إلى الشركه.


في المستشفي 

في غرفه نهاد حيث دلفت هبه إلي الغرفه فوجدت نهاد جالسه علي الكرسي تفاجئت من المنظر التي رأتها عليه فقد تحسنت في الاونه الاخيره بشكل سريع .

هبه بابتسامة : يا صباح الجمال انا مش مصدقه بجد عملتي كده ازاي ؟

نهاد تبادلها الابتسامه : صباح النور مفيش بس قولت أجرب والحمد لله قدرت وعملتها .

هبه بتساؤل : نهاد انتي كويسه ؟

نهاد بحيره : مش عارفه !

هبه : انتي منمتيش مش كده ؟

نهاد : وايه الجديد ما انتي عارفه ده الطبيعي بتاع كل يوم .

هبه بتساؤل : سمعتي الصوت تاني ؟

نهاد مجيبه : مش بس صوت ده كمان الدفتر اختفي .

هبه بخضه : ايه ، ازاي ده حصل ؟

نهاد وقد قصت عليها كل ما حدث بالأمس .

هبه بارتباك : انتي شوفتيه ؟

نهاد : لأ للاسف .

هبه بتساؤل : طب مش يمكن تهيؤات .

نهاد بتعجب : تهيؤات في الصوت وكمان الدفتر .

ظلت هبه صامته فتحدثت نهاد قائله باستسلام : هاتي الدواء .

تناولت الدواء وعادت الي سريرها مره اخري . 


علي صعيد آخر في شقه المعادي

حيث استيقظت هند بعد ان ظلت مستيقظه طوال الليل علي امل منها ان يعود مره اخري ولكن بلا جدوي ، توجهت الي الحمام  وخرجت لترتدي ملابسها استعداداً للذهاب إلي عملها وعند خروجها داهمها دوار مصاحبه غثيان فذهب مسرعه الي الحمام مره آخري وخرجت بعد عده دقائق وجلست علي الكرسي لبعض الوقت إلا أن شعرت بتحسن فوقفت مره آخري استعداداً للخروج.


في شركه الانصاري

نادر بعمليه متحدثاً في الهاتف : هند لسه مجتش.

مريم بتوتر : لسه يا فندم .

نادر بعصبيه : أول ما تيجي ابعتيهالي حالا.

مريم : حاضر يا بشمهندس .

مريم محدثه نفسها : ايه اللي اخرها كده يا تري في ايه .

بعد مرور نصف ساعه وصلت هند إلي العمل وكانت تبدو عليها علامات الوهن .

عندما رأتها مريم ذهبت نحوها وهي تركض  مسرعه قائله : ايه اللي اخرك كده يا هند ؟

هند بتعب قد حاولت اخفاؤه : معلش بس الطريق كان زحمه شويه. 

مريم : طب يلا بسرعه روحي للبشمهندس ده سأل عليكي اكتر من ٥مرات .

هند بخضه : وواقفه تكلميني اوعي من وشي .

وذهبت مسرعه  الي غرفه مكتبه الخاصه وطرقت الباب عده طرقات حتي أتاها صوته يأمرها بالدخول ، دخلت وهي ترتجف وقد تضاعفت خفقات قلبها فهي تعرفه في غصبه يستطيع ان يقضي على الأخضر واليابس في آن واحد .

تقدمت بمهل وتحدث قائله : مريم بلغتني ان حضرتك طلبتني .

ترك الاوراق من يده ورفع نظره إليها متحدثاً بغصب : الساعه كام دلوقتي؟

هند مبرره : والله يا بشمهندس ان..

قاطعها بصوته الجهوري : كل واحد بيشتغل هنا ملزوم بمعاد بيجي فيه وبيمشي فيه احترامك لمعاد شغلك راجع لاحترامك لنفسك .

هند بعدم فهم مردده : احترامي لنفسي !

نادر مؤكدا : طبعاً لأن لما تيجي في معادك هتوفري علي نفسك انك توقفي قدامي الوقفه اللي انتي وقفاها دلوقتي ولا حضرتك ليكي راي تاني .

هند بخجل وقد تضاعفت خفقات قلبها وتوردت وجنتيها : انا اسفه يا بشمهندس.

نادر بثبات : بعد ربع ساعه هتنزلي معاهم الموقع وهتكبلي تقرير يومي بكل اللي بيحصل هناك وورق المشروع الجديد عايز منه نسخه تانيه .

هند بطاعه : امرك يا فندم .

نادر بتجاهل : اتفضلي علي شغلك .

خرجت هند من الغرفه وتوجهت إلي غرفتها الخاصه تعبها قد ازداد ولكنها تتحامل علي نفسها كي تبدو قويه . وبالفعل ذهب إلي الموقع ولكنها لم تتحمل التعب واثناء عملها سقطت مغشيا عليها .


في المستشفي 

في غرفه نهاد حيث دلف إليها نادر كما اعتاد ان يذهب إليها في ذلك الوقت ولكنها كانت مستيقظه علي غير العاده اقترب منها نادر متحدثا بابتسامة : ازيك النهارده.

نهاد مجيبه وهي تبادله الابتسامه : الحمد لله احسن من الاول .

نادر باستغراب : غريبه يعني اول مره تكوني صاحيه .

نهاد : كنت نايمه وصحيت من شويه ، واكملت بتساؤل وهي تنظر إلي باب الغرفه : فين يوسف ؟

نادر مجيبا : للأسف يوسف مجاش معايا انهارده انا كنت مشغول جداً وكان صعب اجيبه الصبح ، واكمل قائلاً بس ان شاء الله هجيبه معايا بكره .

نهاد بنظره تحدي : لأ ، مفيش بكره .

نادر باستفهام : يعني ايه ؟

وقبل أن تكمل حديثها استوقفها دخول الطبيب المعالج .

دكتور ادهم بابتسامة : صباح الخير .

اجاب نادر و نهاد معا : صباح النور .

استطلع الدكتور الفحص الخاص بنهاد المعلق بطرف سريرها الخاص. 

واستطرد قائلاً بعمليه : الحاله في تحسن الحمد لله.

نهاد : انا عايزه اخرج انهارده يا دكتور.

نظر كل من الطيب ونادر إلي نهاد وتحدث نادر قائلاً : نهاد انتي لسه مخلصتيش علاج و لس....

قاطعته نهاد قائله : كل ده ممكن يخلص في البيت انا الحمد لله بقيت بقدر اتحرك احسن من الاول وزي ما سمعت الدكتور قال في تحسن يبقي ايه اللي يخليني افضل هنا .

نادر بهدوء: ايوه بس ده مش كفايه .

نهاد بتحدي : وانا عايزه ارجع البيت.

نظر نادر للطبيب المعالج قائلاً : لو سمحت يا دكتور ادهم عايز اعرف ايه اللازم علشان هنرجع البيت.

الدكتور : انا هكتبلها الدوا اللي تمشي عليه والجلسات ممكن تاخدها في البيت مفيش مشكله بس الخروج هيكون علي مسؤلية حضرتك الشخصيه .

نادر مجيبا : مفيش مشكله ثم نظر إلي نهاد مره اخري مبتسماً واكمل المهم تكون مرتاحه .

بعد انهاء الإجراءات استقلت نهاد السياره بصحبه نادر ، وظل الصمت حليفهم وبعد مرور عده دقائق وصلا إلي الفيلا استوقف السياره ونزل نادر مصطحبا معه نهاد .

نزلت نهاد من السياره وظلت تنظر إلي الفيلا وكأنها تراها لاول مره شعرت برهبه غريبه اعتلت قلبها لم تكن تتوقع ان يكون ذلك الشعور مصاحب لها وهي في منزلها اي انه من المفرض ان يكون اقرب مكان الي قلبها ، فقد كانت الفيلا في مكان شبه مهجور لم يكن بجواره اي منشآت آخري ولا يوجد احد بالمنطقه بأكملها فهي شبه نائيه ظلت واقفه عده دقايق اقترب منها نادر قائلاً بتساؤل : نهاد انتي كويسه ؟

 نهاد وهي تهز رأسها بنعم : اه اه انا كويسه.

نادر وهو يحثها للدخول : طب يلا ندخل .

دلفا الإثنان معا واغلق الباب فأصدر صوتاً اخرج نهاد من تفكيرها منتفضه من اثر الخضه .

نادر وهو يقترب منها قائلاً بهدوء : ايه يا نهاد مالك ده صوت الباب بس ، تعالي متخافيش .

قال ذلك وهو يسندها وقفت نهاد قائله: هو البيت ليه كده ؟

نادر بعدم فهم : كده ازاي يعني ؟

نهاد : وهي تنظر حولها بعيد جداً مفيش حواليه اي حاجه ولا في ناس ده مكان شبه مهجور.

نادر بتعجب : غريبه البيت ده كان اختيارك انتي .

نهاد غير مصدقة : معقول ، معقول ده كان اختياري انا .

نادر مجيبا : أيوه ده انا طلعت عيني لحد ما لقيت الفيلا دي وده طبعاً لانك مش بتحبي الاختلاط ولا الزحمه .

نادر: تحبي اوريكي الفيلا دلوقتي .

نهاد وقد داهمها الصداع المعتاد : لأ ممكن نأجلها وقت تاني لاني محتاجه انام دلوقتي  واكملت بتساؤل : هي فين الاوضه  .

نظر إليها نادر لبرهه وكأنه يفكر في شئ ما ثم نظر إلي تجاه غرفه بالاعلي مشيراً إليها وقال : الاوضه فوق .

صعدا إلي الاعلي وسبقها بعده خطوات وتوجهه نحو الغرفه وامسك بمقبض الحجره وقبل ان يفتح الباب سمع صوت صرخه شقت سكون المكان و هزت أرجاء الفيلا .



                        الفصل العاشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-