رواية جحيم حياتى الفصل الثالث عشر13بقلم عائشه محمد



(((((13)))))



رواية جحيم حياتي



الفصل الثالث عشر 


قراءة ممتعة 🖤🥀 

_______________________________

في الصباح أنتهي يومهم الدراسي وكانت شهد كما هي لا 


تتحدث ، لا تبتسم ، لا تفعل اي شئ ، كانت صامتة شاردة ، 


كانت كلا من فريدة وروان يشعرون بالحزن من اجلها ، عانقتها فريدة قائلة 

-شهد ، حبيبتي بالله عليكي أنا و روان مش قادرين نشوفك كده وفي نفس الوقت مش عارفين نعملك حاجة 

-تحدثت روان قائلة 

-عارفين إن الموضوع صعب بس زي ما عديتي حاجات كتير في حياتك هتقدري تعدي ده كمان ، زي ما بيقولوا الوقت دواء لكل شئ ، وصدقيني أحنا معاكي يا شهد و آسر كمان 

-سمعت اسمي!!

نظروا خلفهم ليجدوا آسر يقف بجانب دراجتة النارية يضم يده لصدره ومبتسم ، أقترب آسر منهم قائلا 

-اذيكوا عاملين ايه ، اذيك يا شهد 

أبتسمت شهد بخفة وقالت 

-كويسة 

قال آسر وهو يمسك يدها ويجذبها له قائلا 

-بعد اذنكوا هخطف منكوا القمر دي 

نظر لهم آسر وأبتسم لهم بخفة كأنه يطمئنهم ويخبرهم أنه سيعتني بها ، أبتسمت روان وفريدة له وظلوا يتابعوهم ، نظرت شهد لآسر قائلة 

-أنت عارف يا آسر أنا بخاف من......

جذبها آسر لتصعد قائلا 

-متخافيش طول ما أنا معاكي وبعدين يلا علشان منتأخرش 

صعدت شهد خلفة بحذر ، وضعت يدها ع كتفه قائلة 

-أنا خايفة يا آسر 

أبتسم آسر قائلا 

--حلو....خايفة! يبقي نتجنن وتجربي حاجة بتخافي منها 

أنهي جملتة لينطلق بدراجتة وتتمسك هي به بشده ، نظرت فريدة لروان قائلة بمزاح

-ربنا يسعدهم ، مش كانوا ياخدونا معاهم 

ضحكت روان وقالت وهي تنظر خلف فريدة 

-مفيش داعي اهو جه إلي هياخدك 

عقدت فريدة حاجبيها و نظرت خلفها لتجد جاسم يقترب منهم 

-واقفين كده ليه وفين شهد ؟ هي مجتش ؟

أجابت فريدة قائلة 

-لا جت بس آسر لسة حالا واخدها وماشي 

-كويس ، أنتِ عاملة ايه يا قطتي 

قالت روان مقاطعة 

-طيب اطير أنا 

تحدث جاسم متسائلا 

-هتروحي فين ؟

-يعني هكون هروح فين ؟ هروح 

-طيب استني هنروح فريدة وبعدين نروح أنا وأنتِ 

قالت روان معترضة 

-لا مش عايزة أكون زي العزول بينكوا ، متخافش عليا أنا عارفة الطريق ومش عيله صغيرة 

قالت فريدة متفقة مع جاسم 

-يابنتي استني متروحيش لوحدك ما اخوكي موجود 

قالت روان وهي تسير

-أنا مشيت اصلا ، باي 

قال جاسم بسخرية  

-عندية وبهيمة ، ها تحبي نروح نتغدا فين سوا ؟

رفعت فريدة حاجبيها قائلة 

-غدا ايه ؟ اكيد مش هخرج معاك من روا اهلي ، تمام كاتبين كتابنا وكل حاجة بس برضوا لا 

أمسك جاسم يدها قائلا 

-متخافيش ، اتصلت بعمي وهو وافق ، طالما أنتِ يا فريدة لسة في بيت اهلك تأكدي إني مش هخرج معاكي ولا هقابلك الا بعلم باباكي وموافقتة ، ممكن يلا بقي علشان هموت من الجوع 

أبتسمت فريدة قائلة وهي تمسكه من وجنتة كالأطفال قائلة 

-بعيد الشر عنك يا قطتي 

أبعد جاسم يدها قائلا 

-امشي قدامي يا فريدة بالله عليكي 

ضحكت فريدة وساروا سويا 

_______________________________

رن هاتفها فأخرجته روان لتجده مروان ، أجابت روان قائلة 

-حبيبي 

أبتسم مروان قائلا 

-عاملة ايه 

-الحمدلله بخير ، وأنت 

-الحمدلله يا حبيبتي ، أنا قلقان يا روان ، خايف ابقي بوهم نفسي ، مش عايز اروح اجيب نتيجة التحليل

قالت روان بعدم فهم 

--لا ثواني كده! هو أنت هتروح لوحدك ؟

-ايوة!

هتفت روان بحزم 

-مفيش الكلام ده ، أنا رجلي علي رجلك يا مروان ، مش هتروح لوحدك 

-بس.....

قاطعتة قائلة بتذمر

-مفيش بس ، أنا هاجي يعني هاجي ، بالله عليك يا مروان خدني معاك 

ضحك مروان قائلا بمشاكسة 

-بكلم بنت اختي ياربي! طب يا ستي هاخدك معايا حلو كده

صاحت روان بسعادة قائلة 

--هيييه ، أنا بحبك اوي 

قال مروان بصوت شارد 

-وأنا كمان يا روان 

قالت روان وهي تطمئنة 

-متخافش يا مروان ، أنا معاك ، وإن شاء الله خير 

تنهد قائلا

-يارب يا روان 

_______________________________ 

كانوا يجلسون معا في إحدي المطاعم يأكلون سويا ، كانت تنظر له فريدة بتمعن فقال جاسم 

-مالك مبحلقة فيا كده ليه 

-اصل أنت مخفف دقنك و الجرح باين 

وضع جاسم يده ع ذقنة وأبتسم قائلا 

-الجرح ده علي قلبي زي العسل 

ضحكت فريدة قائلة بندم

-والله كان غصب عني ، اصل الخاتم كان واسع وكان بيلف في صباعي ، وبعدين أنت تستاهل ، حد قالك بوسني من خدي 

نظر لها جاسم بنصف عين قائلا بخبث 

-يعني هي المشكلة في خدك! لو كنت.....

قاطعتة وهي تضربه علي يده قائلة بخجل

-اتلم ، مش ده قصدي طبعا 

ضحك جاسم وقال وهي يتذكر الماضي 

-كنت اتضايقت اوي لما صاحبي اتكلم عليكي بشكل مش كويس وأتجننت عليكي اكتر ، ومقدرتش أمسك نفسي أكتر قدامك وحدث ما حدث ، بس عارفة الحرج ده أنا بحبه جدا بجد ، يعني كفاية أنه منك ، بس ليه ذكري مش عارف جميلة ولا لا بس هي ذكري 

أبتسمت فريدة وقالت بسعادة 

-الأيام إلي جاية كتير وهيبقي في ذكريات كتير بينا 

_______________________________

كانوا يسيرون في طريق غريب لا تعرف إلي اين سيذهبون ولكنها كانت صامتة تغمض عيونها وتستمتع بهذا الهواء الذي يلفح وجهها ، تركت كل شئ خلف ظهرها مستمتعة بهذه اللحظة وهذا الهواء وهذا اليوم الذي ستقضية مع آسر ، لا يهمها اين سيذهبوا يكفي أنها معه فهو أمانها الأن....

بعد وقت طويل أتسعت عيونها عندما وجدت أنهم يقتربون من مدينة الالعاب (دريم بارك) ، ضحكت شهد بقوة قائلة وهي غير مصدقة 

-دريم بارك!!

توقف آسر ونزل قائلا 

-الصراحة ملقتش مكان احسن من ده وتطلعي فيه كل الطاقة السلبية الي جواكي 

ضحكت شهد بسعادة قائلة 

-ده أنا هصوت للصبح هنا 

أمسك يدها وهو ينظر لها قائلا 

-طب يلا بينا 

نظرت ليده التي تحتضن كفها الصغير ثم نظرت له قائلة 

-شكرا 

أبتسم آسر قائلا 

-أنتِ هبلة! بتشكريني علي ايه يا شهد ؟ بطلي هبل و يلا بقي علشان اليوم ميضعش علينا 

ساروا سويا ذاهبين لداخل المدينة مستعدين لقضاء بعض الوقت في سعادة و شغف متناسيين كل شئ يحزنهم 

_______________________________

كانت تجلس مع والدتها ووالدها ، شعرت روان بدوران خفيف فنهضت قائلة بتعب

-أنا هطلع اريح شوية علشان حاسة إني تعبانة 

نظرت لها والدتها قائلة 

-مالك يا روان ، وشك اصفر كده ليه ؟ 

-مفيش أنا كويسة هطلع بس استريح شوية 

سارت روان ولكن شعرت أن كل ما حولها يهتز ، لم تعد تري بوضوح ، شعرت بنفسها وهي تسقط وبعدها أغلقت عيونها مستسلمة فاقدة الوعي ، ركض خالد و جميلة إليها سريعا يحاولون أفاقتها ولكن لا فائدة ، حملها والدها وركض بها للخارج واضعا روان بالسيارة وصعد هو ووالدتها و ذهب سريعا للمشفي 

_______________________________

كانت تجلس بغرفتها ترسم ، فقد ملت من المذاكرة فقررت الترفيه عن نفسها قليلا ، كانت شاردة ولكنها كانت مازالت ترسم ، كانت تتذكر صاحب العيون الخضراء وتفكر به ، رن هاتف ريم فعادت لوعيها ونهضت ممسكة بهاتفها لتجيب ع صديقتها ، نهضت وهي لا تدري أنها قد رسمته  ، لقد رسمت هذا صاحب العيون الخضراء بدقة ، رسمت تقاسيم وجهه ، رسمت عيونة التي تشبه عيون الصقر ، لقد كانت ملامحة محفورة بذاكرتها بدقة شديدة ....

_______________________________ 

-اطمنوا يا جماعة مفيش حاجة تقلق ، حصلها هبوط ومع الوقت والرعاية هتتحسن 

تنهد خالد براحة قائلا 

-الحمدلله يارب ، طب ينفع ندخلها ؟

-ايوة ، هي لسة مفاقتش لكن شوية وتفوق 

قالت جميلة بأمتنان 

-شكرا يا دكتور 

دخل خالد وجميلة لروان النائمة ع الفراش وفجأة وجدوا مروان يهرول سريعا إليهم قائلا وهو يلهث

-في ايه ؟ مالها ايه إلي حصلها ؟

قال خالد بهدوء 

-اهدي يابني مفيش حاجة ، هي حصلها هبوط و اغمي عليها لكن هتبقي كويسة 

قالت جميلة مستأذنة 

-بعد اذنكوا هتصل بجاسم اقوله

وقف مروان بجانب روان وأمسك يدها قائلا بحب

-الف سلامة عليكي 

نظر بتمعن لملامحها التي بات يعشقها بشده فأبتسم قائلا بهمس

-ملاكي 

_______________________________

أنتهت جلستهم سويا ، فقال جاسم وهو ينهض 

-يلا بينا علشان باباكي ميقلقش عليكي 

أبتسمت فريدة ونهضت قائلة 

-يلا 

خرجوا سويا ودلفوا للسيارة ، رن هاتف جاسم ليجدها والدتة فأجاب قائلا 

-الو يا ماما 

-الو يا حبيبي أنت فين ؟

-هوصل فريدة وهاجي ع البيت ، عايزين حاجة ؟

-أحنا مش في البيت ، روان تعبت واغمي عليها وأحنا في المستشفي ******

قالت جاسم بقلق 

-ايه! طب و روان عاملة ايه ؟

قالت والدتة وهي تطمئنه

-اهدي يا جاسم ، روان بخير بس هي لسة مفاقتش ، حصلها هبوط 

-طيب طيب أنا جاي 

أغلق معها جاسم لتقول فريدة بقلق 

-في ايه ؟ مالها روان ؟

-اغمي عليها وهي في المستشفي ، أنا هوصلك وهروح.....

قاطعتة فريدة قائلة 

-اطلع علي المستشفي بسرعة 

نظر لها جاسم وكاد يتحدث وهو معترضا فقالت بعند 

-مش هروح يا جاسم الا لما اطمن علي روان 

تنهد جاسم وقال 

-طيب

_______________________________

كانوا معا يستمتعون بوقتهم معا ، كانوا يركضون ويلعبون كأطفال لم يتعدي عمرهم العاشرة ، كان آسر سعيد برؤية هذه الأبتسامة ع وجهه شهد ، كم تجعله أبتسامتها سعيد ، لم يكن يعلم أنه يعشقها هكذا 

_______________________________

ذهبوا للمشفي ودخلوا ليطمئنوا ع روان ، قالت روان بسعادة 

-فريدة 

أقتربت منها فريدة وعانقنها قائلة 

-الف سلامة عليكي 

قال جاسم بتذمر 

-يا سلام وبالنسبة لأخوكي الي كان قلقان عليكي برضوا عادي!

ضحكت روان و أبتعدت فريدة عنها لتعانق جاسم قائلة 

-متقلقش يا جدع انا زي الفل 

بعد قليل رن هاتف فريدة لتنهض قائلة 

-أنا اطمنت عليكي يا قلبي ، همشي أنا بقي علشان أنا أتأخرت

نهض جاسم قائلا 

-طيب هوصلها وهاجي 

ذهبت فريدة وجاسم وقالت روان بتأفف 

-بابا ، مروان....بالله عليكوا طلعوني من هنا ، أنا كويسة والله ، يا ماما قولي حاجة ، اقوم اعملكوا قردة علشان تصدقوا إني كويسة 

نظر مروان لوالدها ثم قال والدها مستسلما

-خلاص أنا هقوم اظبط الدنيا وهنخرجك ياستي 

قالت جميلة والدتها 

-هاجي معاك....يلا 

خرج والدها ووالدتها ليبقي مروان وروان سويا ، نظر لها مروان قائلا 

-كده تخضيني عليكي 

أبتسمت روان و أمسكت يده قائلة 

-متخافش عليا أنا كويسة ، متنساش تقول لبابا أننا هنخرج سوا بليل علشان نروح نجيب التحليل 

قالت مروان معترضا 

-تؤ تؤ تؤ ، أنا هروح لوحدي وأنتِ هتقعدي في البيت تستريحي وأنا هبقي أقولك

قالت روان بطفولية 

-لا بالله عليك ، علشان خاطري أنا عايزة اروح معاك

-لا يا روان ، أنتِ هتروحي تستريحي وأنا هبقي أقولك ، متتكلميش كتير بقي علشان أنا مش هرجع في كلامي 

تذمرت روان وزفرت بضيق قائلة 

-أنت ظالم 

ضحك مروان بشدة وقبل جبهتها قائلا 

-لو هبقي ظالم علشان خايف عليكي فأنا موافق ، اضحكي بقي متزعليش والله هقولك 

أبتسمت روان وقالت 

-خلاص مش زعلانة 

_______________________________

عادت فريدة لمنزلها مع جاسم وصعدت للأعلي ، رأت والدها ووالدتها وتحدثت معهم قليلا ثم دخلت غرفة ريم وهي تصيح بأسمها 

-ريم ، ريم 

قالت حبيبة بصوت عالي لتسمعه فريدة 

-ريم في الدرس يا فريدة 

أستدارت فريدة لتخرج ولكن لفت نظرها شئ ما ع طاولة ريم ، أقتربت فريدة فوجدت ريم قد رسمت أحد الأشخاص ، ولكنها كانت مرسومة وكأنها حقيقية  ، أبتسمت فريدة قائلة 

-والله البت دي هتبقي رسامة قد الدنيا ، بتذهلني كل مرة برسوماتها ، ربنا يسعدها يارب 

_______________________________

في المساء ، توجه مروان لمختبر التحاليل ، وأخذ مروان النتيجة ، كان مترددا في البداية حتي يفتح الورقة ولكنه تشجع وقام بفتح النتيجة لتظهر علامات الصدمة ع وجهه وتتجمع الدموع بعنيه ، شعر أن قدمه لم تعد تستطيع حمله فجلس ع إحدي الكراسي وهو مصدوم....

_______________________________

كانت تسير عائدة لمنزلها لتسمع صوت خلفها قائلا 

-يا انسه ، يا انسه 

أسرعت خطواتها وهي تتردد قائلة 

-مش قصده عليا ولو قصده عليا مش هرد

شعرت به يزيد معها سرعة خطواتة قائلا بصوت أعلي 

-يا انسه ، يا انسه 

تنهدت ريم قائلة 

-مفيش فايدة ، أنا هتصرف 

أوقعت من يدها مفتاح منزلها فأنحنت قليلا  لتجلبه ثم قامت بملئ يدها بالتراب ونهضت مستديرة لتقذف هذا التراب عليه وهي تصرخ قائلة 

-بيعاكسني ، الحقوني بيعاكسني 

تألم أنس قائلا  

-منك لله ، منك لله ، بقي ده اخره إن حد يعمل خير 

أنصدمت ريم عندما وجدتة هذا الفتي صاحب العيون الخضراء ، تكلم أنس مكملا 

-في فلوس وقعت منك ، أنا غلطان كنت أخدتها

كان مازال يفرك بعينة ، أقتربت ريم منه قائلة بندم 

-أنا اسفة ، اسفة والله كنت فاكرة أنك بتعاكسني ، طيب أنت كويس ؟

قال أنس بسخرية 

-ده أنا كويس لدرجة إني مش قادر أفتح عيني 

قالت ريم بسرعة 

-ثواني أنا معايا ازازة ماية 

أخرجت ريم زجاجتها وفتحتها ثم سكبت الماء بشدة علي وجهه ليقول انس بغضب 

-أنت غبية يا بت 

قالت ريم بغضب 

-أنا مسمحلكش تشتمني ، أنا عايزة أساعدك

أستطاع أنس أن يفتح عينه بعد أن شعر أن هذا الصوت سمعه من قبل ، أندهش أنس قائلا 

-أنتِ تاني

مد أنس يده بالمال قائلا 

-اتفضلي فلوسك وامشي بدل ما تعميني 

أخذت ريم مالها فقال أنس بسخرية 

-هو في حد يبقي عايز يساعد حد يغرقة بالماية كده ، تبقي أستخدمي عقلك بالله عليكي بعد كده 

تضايقت ريم وقالت بضيق 

-احترم نفسك بقي ، عارف برضوا مش هعرف ارد عليك لأنك تاني مرة تساعدني ، شكرا 

ذهبت ريم سريعا وهي تشعر بخفقان قلبها بشده وهو وقف يشاهدها حتي أختفت وكان ع ثغره شبح أبتسامة وهو يتابعها بعينه

_______________________________

بعد يوم طويل كانوا معا فيه ، لقد قضوا يوم رائعا سويا ، كانوا يقفون أمام منزلها يتحدثون بسعادة 

-أنا فرحانة اوي يا آسر ، أول مرة اروح ملاهي ، مروحتش من ساعة ما كنت صغيرة ، اول مرة اجري والعب واضحك من قلبي ، ربنا يخليك ليا 

أبتسم آسر وقال 

-ويخليكي ليا يا شهد ، أنا ببقي فرحان لما أنتِ بتكوني فرحانة ، أنتِ عندي بالدنيا كلها 

أبتسمت شهد فقال آسر بأبتسامة 

-يلا اطلعي ونامي ومتفكريش في اي حاجة ، اصلا الواحد مفيهوش دماغ يفكر في حاجة بعد اللعب الي احنا لعبناه انهاردة ولا كأننا عيال صغيرة ، تصبحي ع خير 

-تصبح ع خير

دلفت شهد لمنزلها وأطمئن هو عليها ثم ذهب 

_______________________________

عادت ريم وكانت تجلس بغرفتها تتذكر صاحب العيون الخضراء ، لا تعلم لما تفكر به هكذا ، زفرت ريم قائلة وهي تضرب رأسها 

-اطلع من دماغي بقي 

-هو مين ؟

أستدارت ريم لتجد فريدة تقف أمام الباب فأرتبكت ريم وقالت بأرتباك

-محدش ، اقصد يعني إني عماله افكر في الامتحانات وكده 

قالت فريدة بحنان 

-متخافيش يا ريمو ، إن شاء الله خير ، اعملي أنتِ بس إلي عليكي 

أبتسمت ريم بأرتباك وهزت رأسها ، نظرت فريدة لمكتبها وأخذت هذه الرسمة قائلة 

-ع فكرة الرسمة دي عجبتني اوي 

أتسعت عين ريم وهي تري هذه الرسمة ، صاحب العيون الخضراء ، كيف ومتي رسمتة ، أقتربت ريم من فريدة و أخذت الرسمة سريعا قائلة بأرتباك

-آآ..شكرا...

عقدت فريدة حاجبيها قائلة

-مالك ارتبكتي كده ليه ؟ وبعدين مين بقي إلي أنتِ رسماه ده ؟

ازداد أرتباكها و لم تستطيع أن تتحدث وكأن لسانها قد أنعقد وبشدة ، قالت فريدة متسائلة 

-مالك يا ريم ، أحكيلي لو مخبيه عني حاجة ، أنتِ مبتعرفيش تخبي عني حاجة يا ريم ، بس علي كل حال أنا هسيبك براحتك 

أبتعدت فريدة لتخرج فأوقفتها ريم قائلة 

-ده الشاب إلي أنا قولتلك عليه ، إلي انقذني قبل ما العربية تخبطني ، من اليوم ده وهو في بالي 

نظرت ريم لرسمتها وقالت 

-مكنتش عارفة إن ملامحة اتحفرت في عقلي من مقابلة واحدة لدرجة إن ارسمة كده ، أنا رسماه وكأني بشوفه كل يوم ، مش عارفة ليه من ساعة ما قابلتة وأنا بفكر فيه....مش عارفة يا فريدة وهتجنن ، و انهاردة شوفتة تاني ، وقع مني فلوس وهو وقفني علشان اخدها ، أنا اتصدمت لما شوفتة وفي نفس الوقت فرحت ، مش عارفة ليه فرحت و قلبي بقيت حاسة أنه بيطبل 

أندهشت فريدة قائلة 

-أنتِ حبتيه!!

قالت ريم نافية 

-لا لا ، أكيد محبتهوش من قابلة واحدة يا فريدة بس...بس ممكن أكون معجبة بيه ، أتشديت ليه ، يعني حاجة كده 

جلست ريم ع فراشها قائلة بحزن 

-بصي مش عارفة بقي 

جلست فريدة بجانبها وعانقتها قائلة 

-أنا كنت بحس بكده برضوا وقت ما كنت لسة معجبة بجاسم .....شايفة حالي يا ريم ؟ فضلت احب شخص لسنين وأنا متأكدة أنه عمره ما هيكون ليا بس سبحان الله ، أحنا الاتنين بقينا لبعض دلوقتي وهنعيش عمرنا كله مع بعض بإذن الله ، بس أنا برضوا مش عيزاكي تبقي زيي ، مش عيزاكي تعيشي إلي أنا عيشتة يا ريم ، حاولي تشغلي نفسك ، ذاكري واجتهدي علشان تخلصي السنة دي وأنتِ فرحانة ، مش هقولك متفكريش فيه كتير لأن ده مش بإيدك بس حاولي تركنية شوية علي جنب وتفكري في السنة إلي أنتِ فيها دي ، ماشي يا حبيبتي ، وإن شا الله ربنا هيحلها 

أبتسمت ريم وقالت 

-حاضر يا فريدة ، أنا بحسد نفسي إن عندي أخت زيك ، ربنا يخليكي ليا 

_______________________________

كانت تجلس تنتظر خبر منه ، كانت قلقة عليه بشدة ، رن هاتفها الذي كان في يدها وعندما وجدتة هو أجابت سريعا قائلة 

-كده يا مروان كل ده ، طمني

ظل صامتا لثواني لتقلق روان وتقول بخوف 

-مروان متخوفنيش ، في ايه ؟

أستطاع أن يتحدث قائلا بحزن 

-مش اختي يا روان 

تجمعت الدموع بعيونها و قالت بحزن 

-حقك عليا يا مروان ، أنا اسفة ، أنا إلي اديتك أمل علي الفاضي 

-أنتِ ملكيش ذنب يا روان 

مسحت روان دموعها وقالت 

-بس متخافش أحنا هندور علي أختك وأكيد.....

قاطعها مروان قائلا بصوت يائس

-لا يا روان خلاص ، كفاية وجع قلب ، أنا أختي ماتت يا روان ، اختي ماتت .....فضلت عايش ع أنها ميتة ولما حسيت أنها عايشة وإن ممكن شهد تكون اختي طلع إحساسي غلط ، أنا تعبت يا روان ، طول عمري عايش لوحدي في الملجأ ولما كبرت كنت لوحدي 

قال أخر كلماتة وهي يبكي لتحزن روان عليه قائلة 

-أنت مش لوحدك يا مروان ، أنا موجودة وبابا موجود وماما موجودة وجاسم موجود ، أنت مبتقش لوحدك من ساعة ما دخلت البيت ده يا مروان 

قال مروان بضعف

-ممكن أنام....بس أنتِ تفضلي معايا لغاية ما أنام 

بكت روان قائلة بسرعة 

-طبعا طبعا يا مروان ، كنت عايزة أقولك تاني يا مروان إني مش هبقي مراتك بس ، أنا هبقي مامتك وأختك و حبيبتك وبنتك كمان 

-عارفة...أنا أول مرة أظهر ضعفي لحد يا روان ، أول مرة ابقي مسكور وضعيف كده قدام حد ، دايما كانت كل حاجة بكتمها جوايا ، مكنتش بسمح لحد يشوف ضعفي وكنت بحاول أشغل نفسي في شغلي دايما.....تسمحيلي اشاركك ضعفي دايما 

-دي حاجة تسعدني يا مروان وبعدين أنت اصلا لازم تعمل كده لأن أنا كل حاجة ليك من ساعة ما كتبنا كتابنا ، مش صح ولا ايه ؟....أنا هبقي معاك في كل أوقاتك واشاركك في كل حاجة وهعوضك عن كل حاجة 

قال مروان بحب

-وأنا كمان يا روان ، أنا بوعدك إني هعمل كل حاجة علشان أشوفك سعيدة ، أنا بحبك اوي يا روان 

أبتسمت روان قائلة 

-وأنا كمان يا حبيبي 

_______________________________

كان جاسم وفريدة يتحدثون معا 

-أختي شكلها هتعيد قصتي تاني 

قال جاسم وهو لا يفهم 

-يعني ايه ؟

قالت فريدة وهي تفكر بأختها 

-واضح إن أختي معجبة بحد ، حد قابلتة مرتين بس في حياتها والمرتين كانوا صدف ، حاسة إن حياتي هتتكرر تاني فيها ، أنا خايفة عليها 

-وتخافي عليها لية يا فريدة ، وبعدين مالها حياتك ، ما هي زي الفل اهي ، اينعم أنا وانتي تعبنا اوي زمان بس شوفي القدر ، دلوقتي أنا وأنتِ سوا وهنفضل سوا بإذن الله ، وحبه كده وهتبقي مراتي ، متخافيش عليها كل واحد هيعيش إلي مكتوبله ، وبعدين لازم الواحد يتعب علشان يفرح في الأخر ، مش كده ولا ايه يا الي عذبتيني 

ضحكت فريدة قائلة ببراءة 

-أنا عذبتك ، ده أنا نسمة 

قال جاسم بمزاح

-طبعا...اومال

ضحكت فريدة وقال جاسم بسعادة 

-نفسي أشوفك بالفستان الأبيض او بالبالطو الأبيض ، نفسي أشوف يوم تخرجك ويوم فرحنا 

أبتسمت فريدة وقالت بسعادة 

-أحنا صبرنا كتير اوي ولسنين طويلة ، مش قادر تصبر شوية كمان 

قال جاسم بخبث 

-لو بعد الصبر ده هاخد إلي عايزة أنا موافق 

قالت فريدة بمزاح 

-عليا الطلاج بالتلاتة أنت قليل الادب 

ضحك جاسم ثم قال 

-يارب الأيام تعدي بسرعة بقي 

-يابني بقي ، يابني بقي هتعدي والله بس أنت اصبر يا عديم الصبر أنت 

ضحك جاسم وظلوا يتحدثون و يمزحون ويضحكون سويا 

                الفصل الرابع عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>