رواية جحيم حياتى الفصل الاول1الثانى2بقلم عائشه محمد

رواية جحيم حياتى الفصل الاول1الثانى2بقلم عائشه محمد 



كان يجلس ع فراشة وهو يمسك بإحدي الصور لها ، صغيرتة التي احبها بصدق ومازال ، أبتسم وقال

-وحشتيني يا فريدة ، اخيرا بكرة هشوفك ، بعد 7 سنين هشوفك تاني ، ياتري هتبقي كبرتي وملامحك اتغيرت ؟ ياتري هعرفك لما أشوفك بكرة ؟ 

تنهد هذا الشاب ووضع صورتها بالقرب من قلبة وهو مبتسم ، حك الشاب ذقنة ليبتسم وهو يتحسس أثر هذا الجرح التي كانت صغيرتة السبب به ، تذكر ما حدث قبل 8 سنوات 

*****فلاش باك*****

كان يدور حول نفسة في غرفتة ، كيف فعل هذا ؟ هي لا تحق له حتي يفعل هذا ، زفر بشدة وقال 

-أنا لازم ابعد عنها ، هي لسة صغيرة ، طفلة عندها 15 سنة ، أنا اه بحبها بس أنا مكنش ينفع أقرب منها بالشكل ده ، اوووف استغفر الله العظيم ، يارب


 سامحني مكنتش اقصد ، جمالها وبرائتها وصلوني لدرجة إني كنت سكران ومكنتش عارف أنا بعمل ايه ، أنا خلاص لازم ابعد ، فريدة صغيرة ، هرجع تاني 


ليها بس لما تكبر علشان ابقي قادر حتي إني اتجوزها لكن دلوقتي! اكيد محدش هيفهم إني بحب طفلة 

أمسك هاتفه وبعث لها رسالة والذي كان محتواها 

"فريدة أنا بعتذر لك ع إلي حصل امبارح تاني ، عارف إن إلي حصل غلط بس صدقيني أنتِ بتخطفيني لما بشوفك ، فريدة أنا لسة عند كلامي أنا بحبك يا فريدة ، عارف أنك لسة صغيرة علشان كده أنا هبعد عنك ، بحبك يا فريدة 🖤"

بعد قليل من الوقت وصلت له رسالتها والذي كان محتواها 

"جاسم متبعدش عني ، أنا كمان بحبك يا جاسم ، بحبك يا جاسم"

شعر جاسم بالسعادة ولكن مهلا!! تنهد جاسم وبعث لها رسالة مدونا بها  

"أنتِ لسة صغيرة يا فريدة وأكيد لما هتكبري مشاعرك ليا هتتغير ، مش عايزة اربط حياتك بيا يا فريدة واظلمك ، أنا لازم ابعد لأن قربي منك بقي خطر عليا أنا بقيت بتنفسك يا فريدة 🖤"

*****عودة للواقع****

تنهد وقال مبتسما 

-هشوفك يا فريدة تاني ، بقي عندك دلوقتي 23 سنة ، ياتري هتقبلي حبي ؟؟

_______________________________

في الصباح ، تسللت الشمس إلي إحدي الغرف بالمنزل الملحق بإحدي العمارات الكبيرة ، كانت تنام ع السرير فتاة يغطي شعرها البني وجهها ، نهضت هذه الفتاة مفزوعة ع صوت رنين هاتفها ، هدأت الفتاة قليلا وقالت بحزن 

-كالعادة زي كل يوم بحلم باليوم ده  

*****فلاش باك*****

كانت تجلس ع فراشها وهي تتذكر ما حدث معها امس في منزل روان ، أعلن هاتفها عن أستقبال رسالة من أحد ، أخذت فريدة هاتفها وقرأت الرسالة 

-فريدة أنا بعتذر لك ع إلي حصل امبارح تاني ، عارف إن إلي حصل غلط بس صدقيني أنتِ بتخطفيني لما بشوفك ، فريدة أنا لسة عند كلامي أنا بحبك يا فريدة ، عارف أنك لسة صغيرة علشان كده أنا هبعد عنك ولو جيتي في اي يوم عندنا علشان تقعدي مع روان اوعدك إنك مش هتشوفيني ، بحبك يا فريدة

تجمعت الدموع بعيونها وقالت 

-لا يا جاسم متبعدش عني ، أنا كمان بحبك يا جاسم ، أنا كنت بتلكك علشان نتجمع عند روان علشان أشوفك يا جاسم  

أخذت تنقر ع هاتفها وهي تبكي قائلة 

"جاسم متبعدش عني ، أنا كمان بحبك يا جاسم ، بحبك يا جاسم"

بعثت هذه الرسالة له ونامت ع فراشها وهي تبكي بشدة مرددة 

-أنا كمان بحبك يا جاسم متبعدش عني 

لحظات ووجدت هاتفها يعلن عن وصول رسالة مرة اخري منه ، قرأت رسالتة لتقذف الهاتف قائلة 

-غبي ، مين قاله إن مشاعري هتتغير من ناحيتة ، أنا بحبه بجد 

أخذت تبكي فريدة بشدة ع تفكيرة الغبي ولأنها لن تراه مرة أخري 

*****عودة للواقع*****

شعرت فريدة بالحزن ولكن قطع كل هذا رنين هاتفها المزعج ، أمسكت فريدة هاتفها من جانبها تسب وتلعن من يتصل بها ليوقظها هكذا من نوم هنيئ ، أجابت قائلة بتذمر

-افندم

جائها صوت غاضب قائلا

-إنتِ لسة نايمة يا فريدة

أبعدت فريدة شعرها عن عيونها لتري كم الساعة لتظهر عيونها البندقية الواسعة ورموشها السوداء الكثيفة والطويلة ، رمشت فريدة عدة مرات تحاول أستيعاب أن الوقت تأخر لتنهض مسرعة قائلة لصديقتها 

-أنا اسفة يا روان ، ٥ دقايق بالظبط وهنزل

أغلقت فريدة الهاتف ودخلت للمرحاض مسرعة لتتمتع بالشاور الصباحي لها 

★فريدة.....فتاة تبلغ من العمر 23 عام ، مرحة تحب الجميع ، اجتماعية جدا ، لا تستطيع الحضور بموعدها دائما تتأخر في اي موعد ، في السنة الخامسة و الاخيرة في كلية طب ،  قصيرة القامة والكل يلقبها ب(اوزعة) ، تمتلك عيون واسعة بالون البندقي ورموشها الطويلة والكثيفة تزين جفنيها ، تمتلك شعر بالون نحاسي طويل ، صاحبة القوام المشقوق ، شفتيها منتفختين وبلون الكرز ، بشرتها قمحية قليلا

_______________________________

***في مكان ما***

كانت تجلس فتاتان معا لتهتف واحدة قائلة

-تفتكري يابت يا روان فريدة هتاخد ٥ دقايق بس وهتنزل!!

ضحكت روان بسخرية قائلة

-ايه يا شهد أنتِ متعرفيش فريدة ولا ايه ؟ طبعا لا يا روحي ، ٥ دقايق ايه إلي تخلص فيهم لبس ، ده لسة لما تاخد شاور وتخرج تشوف هتلبس ايه ، عيب عليكي لما تكوني صاحبتها من أبتدائي ومحفظتيهاش

ضحكت شهد وقالت

-أنا بقول يعني يمكن تكون أتغيرت

ضحكت روان وقالت

-لا متقلقيش فريدة مريضة بمرض أسمة التأخير وعمرها ما هتخف

ضحكت شهد واومأت برأسها مؤيدة كلامها

★روان.....فتاة تبلغ من العمر 23 ، فتاة رزينة ، مرحة ، صديقة فريدة وشهد من المرحلة الابتدائية ، صاحبه العيون البنيه ، والشعر البني القصير ، وتمتلك بشرة قمحيه

★شهد.....فتاة تبلغ من العمر 23 ، انطوائية قليلا ، وحساسة للغاية ، اصبحت صديقة لروان وفريدة بعد فترة طويلة وهم معا في المرحلة الابتدائية ، ليس لها اصدقاء غيرهم ، يتيمة الأب والأم ، تعيش بمفردها بمنزل صغير وتعمل في إحدي الكافيهات بعد الجامعة لتكفي نفسها واحتياجتها ، تمتلك عيون رمادية ، وشعر اسود طويل ، وبشرة بيضاء 

_______________________________

*في منزل فريدة*

كانت فريدة تقف أمام المرآه تعدل حجابها ثم أمسكت بقلم الكحل الخاص بها وبدأت برسم عيونها لتبرز جمالهم ، اوقعت فريدة بالكحل عندما وجدت من يفزعها قائلا

-بخ

صرخت فريدة صرخة مكتومة لتسمع صوت ضحكات شقيقتها التي تعرفها جيدا ، نظرت لها فريدة لتقول

-وبعدين بقي يا ريم ، مش هتعقلي ابدا ، بقيتي شحطة عندك ١٧ سنة اهو ولسة بتحبي تخضي الناس زي العيال الصغيرة

قالت ريم وهي تقف بجانبها 

-مش 17 بقبت 18 يا روحي ، تصدقي فعلا أنا بقيت شحطة ، ده حتي الناس بيفتكروني أختك الكبيرة علشان أطول منك يا اوزعة

★ريم.....فتاة تبلغ من العمر 18 عام ، الأخت الصغيرة لفريدة ، هي الصديقة الأولي لفريدة ف هم علاقتهم قوية للغاية ، تشعر فريدة أحيانا أن ريم أبنتها الصغيرة ، ريم صاحبة الشعر البني والعيون البنية ، ملامح وجهها بريئة ولكنها جذابة 

دفعتها فريدة قائلة بغيظ

-طب يلا من هنا يا ست النخله ، وبعدين أنتِ صاحيه بدري ليه يا زفتة انتِ ، ايه نويتي تروحي المدرسة

قالت ريم بأشمئزاز

-مدرسة ايه يا ماما ، أنا ثانوية عامة ومبروحش الأماكن دي ، أنا بس صاحيه بدري علشان اذاكر

أتسعت عيون فريدة ووضعت يدها ع جبين ريم لتعقد ريم حاجبيها ، جذبت فريدة ريم تعانقها وهتفت قائلة  

-أنتِ كويسة يابنتي 

دفعتها ريم بأشمئزاز وقالت

-ظريفة اووي ع فكره 

ضحكت فريدة وعادت تنظر لمرآتها لتتفحص هيئتها قائلة

-ما الصراحة يا ريم أنتِ لأول مرة تصحي بدري علشان تذاكري ، أنا اول مرة اصلا أسمعك بتقولي هتذاكري اصلا

ضحكت ريم بسخرية وقالت

-ملكيش فيه ، كلي عيش ، أنا غلطانة إني جاية اصبح عليكي قبل ما تمشي

خرجت ريم وخرجت ورائها فريدة لتجد والدتها تضع الطعام ع الطاولة ووالدها يقرأ الجريدة ، أقتربت فريدة من والدها تحتضنة من الخلف قائلة

-صباح الخير ع احلي أب

قبلتة فريدة من وجنتة وابتسم هو ثم ركضت لوالدتها تعانقها قائلة

-صباح الخير ع أحلي أم

قبلتها فريدة فأبتسمت والدتها قائلة

-صباح النور ، يلا اقعدي افطري 

أخذت فريدة قطعة من البطاطس المقلية لتضعها بفمها وتمضغها قائلة

-مش هينفع يا بيبو ، روان وشهد هيقتلوني لو أتأخرت أكتر من كده

قال عزيز والد فريدة بمزاح

-وإنتِ من امتي بتروحي بدري يعني !!

ضحكت فريدة وقالت

-والله عندك حق يا زيزو ، يلا أنا هنزل ، سلام

نزلت فريدة تركض لتقابل اصدقائها وبعد قليل وصلت لهم قائلة 

-أنا أسفة يا بنات والله ع التأخير

ضحكت شهد وقالت 

-ولا يهمك ، إنتِ لو في يوم متأخرتيش نقلق عليكي 

ضحكت فريدة وروان وهتفت روان قائلة 

-يلا علشان نركب 

استقلت فريدة وصديقاتها إحدي سيارات الأجرة ، بعد قليل وصلوا الثلاثة الي جامعتهم ودلفوا للداخل ، جلسوا ع إحدي المقاعد التي توجد بالجامعة وهتفت فريدة قائلة بسعادة 

-بجد يا بنات أنا مش مصدقة إننا بقينا في السنة الأخيرة 

قالت شهد بمزاح

-ياختي دول كانوا اربع سنين ما يعلم بيهم الا ربنا الحمدلله أنهم غاروا و عقبال ما السنة دي كمان تغور ونخلص بقي 

ضحكوا الفتيات وقالت روان

-بقولكوا ايه حد يجي معايا نشوف المدرج إلي هناخد فيه المحاضرة 

قالت فريدة وهي تريح جسدها للخلف وتغلق عيونها

-كان ع عيني بس أنا تعبانة شوية ، قومي يا شهد روحي معاها

قالت روان بمزاح

-كسولة بتتكلم أنا اول مرة اشوف كسولة بتتكلم ، خليكي هنا ياست اوزعة انتي ، هتيجي ولا لا يا شهد ؟

-جاية اهو ، يلا بينا

-متتأخروش 

هتفت بها فريدة وظلت تتابعهم إلي أن أختفوا ، أمسكت فريدة هاتفها وأتصلت عن شقيقتها ، نهضت فريدة وهي تنتظر أن تجيب 

-الو يا ريم 

-الو يا اوزعة ، وصلتي

أبتسمت فريدة وقالت

-اه وصلت 

قالت ريم بأطمئنان

-حمد لله ع سلامتك 

-الله يسلمك يا ريم ، بتعملي ايه ؟

قالت ريم بتأفف 

-بتنيل اذاكر وزهقت

ضحكت فريدة وقالت

-لحقتي تزهقي يا ريم 

-خلقي ضيق ، أنا بقول اقوم أخد بريك كده وارجع أكل تاني 

-تقومي ايه قامت قيامتك يا شيخة ده إنتِ ملحقتيش تكملي ساعة ، ريم يا حبيبتي اقعدي ذاكري وأنا هجبلك شوكلاتة وأنا راجعة

صرخت ريم قائلة 

-بجد يا دودو  

أبعدت فريدة الهاتف عن اذنها وقالت

-منك لله خرمتي ودني وبعدين دلوقتي بقيت دودو ، مصلحجية حقيرة ، يلا يا بت سلام غوري ذاكري 

ضحكت ريم وقالت

-طب والشكولاتة

-ابقي خلي حد تاني يجيبها ليكي ، سلام 

أغلقت فريدة الهاتف وهي تبتسم والتفتت لتنصدم بشاب ومن أثر انصدامهم ارتد الشاب للخلف ووقع ع ظهره متألما ، أقتربت منه فريدة وقالت وهي تراه نائم ع الارض 

-أنت كويس ، أنا اسفة 

شعر بأنه يعرف هذه العيون ، لم تكن غريبة بالنسبة له وشعرت هي بأنه تعرفة ، لمحت شئ في ذقنة ولكنه نهض سريعا قائلا بغضب وهو يرتب مظهره 

-إنتِ غبية يابت إنتِ وبعدين هما ازاي يدخلوا عيال صغيرة الكلية كده...فين أختك ولا اخوكي ، إنتِ جاية مع مين 

-أنا غبية!! ده أنت الي غبي و ماشي تخبط في خلق ربنا ، أنت متخلف اصلا وبعدين ما أنا اعتذرتلك 

أقترب منها وقال بحدة 

-أنا متخلف وغبي!! 

قالت فريدة بغضب 

-ايوة 

كان سيرد عليها ولكن قاطعه رنين هاتفه لينظر لهاتفه ثم ينظر لها قائلا 

-إنتِ اترحمتي مني ع فكرة ، بس أكيد هنتقابل تاني وأنا ليا كلام مع الطالب او الطالبة إلي إنتِ جاية معاهم وليا كلام مع مسئول الأمن وأنه ازاي يسمح لعيلة صغيرة زيك  تدخل الجامعة  

ذهب الشاب وهي تقف مصدومة ، نعم لا تنكر أنه لا يوجد أحد يعترف أنها أصبحت في المرحلة الجامعية بسبب طولها وهيئتها ولكن هذا الابله الطويل ضايقها بشدة ، كانت واقفة تتحدث مع نفسها وهي غاضبة 

-بقي أنا يشتمني كده وفاكرني عيلة صغيرة واختي جيباني معاها الجامعة 

-فريدة إنتِ أتجننتي!! إنتِ واقفة تكلمي نفسك في نص الكلية 

نظرت فريدة بغضب لروان وقالت

-الحيوان فاكرني عيلة صغيرة 

نظرت لشهد لروان وقالت بعدم فهم 

-الحيوان مين ؟؟

قالت فريدة بضيق 

-معرفش...غالبا واحد معانا في الدفعة او ممكن يكون اصغر مننا معرفش...حقيقي أتمني مقابلش المتخلف ده تاني ولا قسما بالله هزعلة مني 

قالت روان وهي تهدأها 

-خلاص بقي يا قلبي حقك علي ، ويلا بينا علشان المحاضرة هتبدأ 

ذهبت الفتيات معا لحضور محاضراتهم ، جلست الفتيات جانبا وبدون قصد استمعوا لبعض كلام الفتيات الذين يجلسون امامهم 

-بيقولوا الدكتور الي هيدينا مز اووي يا بت يا نيرة

-بجد يا نور....طب عامل ازاي ؟ واسمه ايه ؟

-اسمه جاسم 

أنتبهت للأسم وحزنت بشدة ، كم تمنت أن يكون جاسم هذا هو الذي أحبتة ولكن ما الذي سيجلبة لهنا كما أنه تخلي عن حبه لها هذا الغبي ، أنتبهت لباقي حديثهم 

-بصي مبدأيا كده مش مرتبط ولا بيحب ، سينجل وده اهم حاجة ثانيا بقي بيقولوا عليه حته جسم ياخرااابي ، عضلات ايه وجمال ايه ، ولا عنيه يابت يا نيرة ، بيقولوا عنيه تسحر بلد بحالها مع أنها بني بس جذابة اووي ، و بيقولوا أنه طويل اووي ، هيييح يا نيرة 

-ياااه يا نور لو حب واحدة مننا

نظرت الثلاث فتيات لبعضهم وقالت فريدة بسخرية

-ودول اتنين جايين يشقطوا مش يتعلموا 

ضحكت روان وشهد ولكن توقفوا عند الضحك عندما علموا بحضور الدكتور ، أتسعت عيونها بشدة عندما وجدتة هو ، هو من كانت تسبه وتلعنة منذ قليل ، كانت تجلس فريدة في المنتصف فأمسكت روان التي كانت مصدومة هي الاخري وأمسكت شهد وقالت بهمس 

-ادعوا معايا الارض تنشق وتبلعني والنبي ، لو شافني هيعمل مني بتاتس محمرة 

همست شهد قائلة 

-في ايه يا فريدة ، إنتِ وشك مالوا جاب الوان كده ليه 

أبتلعت فريدة غصة بحلقها وقالت

-ده الحيوان...الي اتخانقت أنا وهو من شوية بره

شعرت بقلبها يقفز من مكانه عندما نظر لها ، تبادلت نظراتهم قليلا ، أبعد جاسم نظره عنها وأبتسم قائلا بهمس

-فريدة !! ازاي معرفتهاش ، لازم العب بأعصابها شوية 

لمس جاسم ذقنة وهو يستشعر هذا الجرح التي كانت هي السبب بها ثم رفع رأسة وأشار عليها قائلا 

-إنتِ يا أنسه 

كانت تشعر فريدة أنها سيغمي عليها عندما أشار إليها ، فنهضت وهي متوترة ، كان يتمني أن يضحك كثيرا علي هيئتها التي تشبه الفأر المبلول ولكنه قال بصرامة وحده 

-أتفضلي بره مش عايزك تحضري المحاضرة دي وكمان علشان تبقي تتعلمي ازاي تتعاملي مع الدكتور بتاعك بعد كده 

أخذت فريدة نفسا عميقا ثم قالت بكبرياء

-يعني حضرتك تغلط فيا بعد ما اعتذرت لحضرتك وعايزني اسكت ، ع العموم أنا مش عايزة احضر لحضرتك محاضرات تاني اصلا ، ولو عايز تسقطني....اتفضل

حملت حقيبتها وخرجت وكان الجميع مذهول من ردة فعلها ولكن هو كان يتوقع منها شيئا كهذا فهو يعلمها جيدا 

_______________________________

كانت تجلس بالكافيتريا الخاصة بالكلية وتأكل بشراهه حتي أنتهت المحاضرة ووجدت شهد و روان يجلسون بجانبها ، هتفت شهد قائلة 

-أكيد إنتِ قاعدة من ساعة ما خرجتي بتاكلي 

-شوفتوا الحيوان ده عمل ايه...يرضيكوا يا بنات كده!!

-لا طبعا ده دكتور مهزق ، بس إنتِ متزعليش نفسك يا حبيبتي 

لاحظت فريدة هدوء روان فسألتها قائلا

-مالك يا رورو ، من ساعة ما برضوا شوفتي الدكتور الي ما يتسمي ده وأنتي مبلمة كده

نظرت لهم روان وقالت 

-بنات في حاجة عايزة اقولهالكوا 

قالت شهد بقلق

-في ايه يا روان قلقتينا 

-اخويا 

قالت فريدة بضيق 

-أمير 

-لا التاني ، جاسم يا فريدة 

شعرت بنبضات قلبها تتصارع وتذكرت ما حدث قبل 7 سنوات 

 *****فلاش باك*****

في أحد المنازل الفخمة وخصوصا في إحدي الغرف كانت تجلس فريدة وروان وشهد ، هتفت روان قائلة بسعادة

-نخلص مذاكرة ونخربها ، بابا وماما مسافرين ، وجاسم كمان مش هنا 

ثم قالت بحزن 

-وأمير زي ما أنتوا عارفين مش عايش معانا 

شعرت بنبضات قلبها تتسارع عندما قالت روان أسمه (جاسم) ، بالرغم من صغر سنها الا أنها أحبتة ، لم تخبر أي أحد سوي أختها الصغيرة ريم فهي مخزن أسرارها ، بالرغم من صغر سن ريم فهي تبلغ من العمر 10 سنوات الا أنها تحتفظ بأسرار فريدة ، لا أحد أخر يعلم عن هذا العشق الذي تحتفظ به لجاسم بقلبها حتي صديقاتها 

في الخارج ، دلف جاسم للفيلا برفقة 4 من زملائه ، لم يكن يعلم إن روان أخته ستجلب أصدقائها ، ضحك جاسم وقال 

-البيت فاضي يا رجالة وهنخربها ، مفيش بس الا روان ومش هتزعجنا ، هتلاقيها قاعدة في اوضتها بتذاكر اصلا ، بلاي ستيشن بقي وغداء واحلي يوم عليكوا 

بعد مرور بعض الساعات 

هتفت فريدة بضيق قائلة

-لا بقي ، ناخد بريك الله يخليكم 

قالت روان وهو تحاول تشجيعها

-خلاص يا فريدة ، فاضل حبة صغيرين في الدرس وبعدين نقعد براحتنا ونعمل إلي عايزينه

قالت فريدة بتذمر طفولي

-لا ياستي وبعدين احنا 3 اعدادي مش 3 ثانوي علشان نقعد الوقت ده كله نذاكر

قالت شهد وهي تؤيد فريدة

-فريدة كلامها صح ، احنا ناخد بريك شوية وبعدين نبقي نكمل 

أسندت روان جسدها للخلف وقالت

-والله عندكوا حق أنا كمان مش قادرة

أبتسمت فريدة وقالت 

-ايوة كده يا رورو 

أخرجت فريدة هاتفها لتقول 

-مفيش شبكة هنا!!

قالت روان مؤكده

-ايوة ساعات مبيبقاش في شبكة ، انزلي تحت او في الجنينة

قالت فريدة بقلق 

-متأكدة إن أخواتك مش هنا ؟ البس الطرحة ولا ايه ؟

-يابنتي متخافيش جاسم مش هنا ولا حتي بابا ولا ماما ، جاسم كان قال أنه هيخرج هو واصحابة انهاردة وامير أنتِ عارفة أنه مشي خالص  

وضعت فريدة حجابها ع رأسها بأهمال ولكن لم يخفي الكثير من شعرها ، فشعرها البني الفاتح كان منسدلا ع كتفيها ، خرجت فريدة وأتصلت بوالدتها لتطمئنها عليها ، كان يجلس جاسم مع أصدقائة يلعبون العاب الفيديو ، همس أحد اصدقاء جاسم بأذنة قائلا بأعجاب 

-البنت دي مش روان.... هو أنتوا جبتوا خدامة جديدة ؟ بس مزة اووي يا جاسم ، يابختك يا عم 

لم يفهم جاسم ما يقول لينظر إلي المكان الذي يتطلع إليه صديقة لينصدم بشدة ، هذه صغيرتة!! 

أكمل صديقة قائلا 

-يخربيت جمالها ، ايه الشعر ده ؟ يالهووي ع القمر 

نظر له جاسم بحدة وقد أصبحت عيونة حمراء بشدة وكان صوت أنفاسة تتعالي بقوة وقال بصوت فحيح الأفعي 

-حسابك معايا بعدين 

خاف صديقة وقال بتوتر

-أيه يا عم أنا بهزر 

نهض جاسم بغضب وقال 

-بعد أذنكوا هروح أعمل حاجة وهاجي 

أتجه جاسم لها وهو غاضبا بشدة ، شعرت فريدة بقبضة أحدهم ع يدها بقوة وسحبها ورائه ، علمت فريدة أنه جاسم فشهقت قائلة 

-جاسم أنت بتعمل ايه هنا ؟ سيب إيدي 

وصلوا أمام غرفتة وأخذها بقوة للداخل ثم أغلق الباب قائلا بغضب 

-أنتِ ازاي تنزلي وشعرك باين كده 

أحكمت فريدة حجابها لتخفي شعرها قائلة بتوتر 

-أنا مكنتش أعرف أنك موجود...روان قالت إن محدش موجود 

هدر غاضبا بها

-مش أنا لوحدي إلي شوفتك كده ، صحابي تحت في واحد منهم شافك وقعد يعاكسك قدامي 

قالت غاضبة هي الأخري 

-بقولك ايه أنا أكيد لو أعرف أنك موجود أنت وصحابك مكنتش نزلت وأنا مش لابسة الطرحة ، وبعدين مالك متضايق ليه ؟!

أمسك جاسم كتفيها بغضب وصدمها بهذا الحائط الذي ورائها وقال 

-علشان بحبك 

رمشت بعيونها عدة مرات وهي تحاول أن تستوعب ما قاله الأن ، أسكرتة بجمالها وبرائتها فأقترب منها وهو يقول 

-بحبك يا فريدة

 وضع شفتية ع وجنتها لتتسع عينها بصدمة من جرئتة وبعدها وضع اصبعة ع شفتيها وأقترب بشدة منها لتتعالي صوت نبضاتها بشدة 

_______________________________

-روان هي مش فريدة اتأخرت؟؟

نظرت روان للساعة قائلة 

-ايوة فعلا بقالها نص ساعة وأكتر 

-طب ما تيجي نشوفها يا روان

-يلا 

نهضوا ذاهبين ليبحثوا عنها 

_______________________________

مازال يقترب منها وهو كالمغيب تماما وهي مازالت تقف مصدومة ، بداخلها مشاعر مضطربة هي سعيدة لأنه يحبها كما تحبة كما أنها حزينة لأنه يقترب منها الان بشدة ويبدو أنه...!!! ، لم تشعر بنفسها الا عندما رفعت يدها ونزلت بها ع وجنتة لتصفعة بقوة قائلة 

-أنت ازاي تتجرأ وتبوسني من خدي وكمان كنت عايز...... 

وضعت يدها ع شفتيها ثم أكملت بغضب 

-كده عيب وحرام ، أنا لا أختك ولا مراتك علشان تعمل كده 

لاحظت هذه الدماء التي تنزف من ذقنة لتنظر ليدها وتتذكر هذا الخاتم الذي ارتدتة بالعكس كما أنه كان به بروز حاد وهذا ما جرح ذقنة ، شعرت فريدة بمقبض الباب يتحرك لتدخل روان قائلة 

-جاسم أنت هنا ، مشوفتش فري....

عقدت حاجبيها عندما وجدت فريدة 

-فريدة أنتِ هنا ؟

لاحظت روان هذه الدماء التي تسيل من ذقن جاسم لتقول بهلع 

-جاسم حبيبي ايه إلي حصل 

قالت فريدة بتوتر 

-كنت فاكرة إن محدش هيكون في البيت زي ما أنتِ قولتيلي و علشان كده ملفتش الطرحة اوي وهو كان متجمع مع اصحابة وشافني وقعد يزعقلي   علشان شعري كان باين وأنا والله مكنتش أعرف إن حد هيبقي موجود ، كلامة نرفزني فضربتة بالقلم ، مكنتش أعرف إن الخاتم مقلوب ، أنا هروح 

ركضت فريدة سريعا وهي بداخلها العديد من المشاعر 

*****عودة للواقع*****

تذكرت فريدة كيف تخلي عن حبه لها وأبتعد عنها ، غبي لم يكن يعلم أنها تحبه هي ايضا 

قالت فريدة بضيق

-ايه السيرة الزفت دي ، مالوا ؟

-هو إنتِ مأخدتيش بالك إن الدكتور اسمه جاسم ع أسم أخويا..؟!

-عادي يعني يا رورو تشابهه اسم.....

نظرت فريدة لروان لتهتف بحنق 

-يعني جاسم ده هو جاسم ده ، علشان كده ، علشان كده أنا مطقتهوش برضوا لله في لله لما شوفته الصبح

قالت شهد متسائلة 

-ثانية يا جماعة بس أنا أخر حاجة كنت عرفاها إن جاسم بيشتغل دكتور اه بس في جامعة ***** 

نظرت لهم روان ببراءة وقالت

-حصل ، بس هو السنادي قال أنه هينقل جامعة تانية ، والله العظيم مكنتش أعرف أنها هتكون جامعتنا 

نهضت فريدة بغضب وقالت 

-أنا ريحاله 

كانت غاضبة لا تعلم هل هي غاضبة من ما فعله منذ سنوات وعن تخليه عن حبه لها أم كانت غاضبة بسبب ما فعلة منذ قليل ، ذهبت فريدة وهي تبحث عن مكتبة حتي وجدتة ودخلت بغضب شديد ليقول جاسم ببرود 

-كنت مستنيكي علشان كنت عارف أنك هتيجي ، أتأخرتي ليه ؟

-أنت عايز مني ايه 

قالتها بغضب ليقول هو ببرود وبأبتسامة 

-أنا مش عايز حاجة أنتِ إلي جيالي..!! و ع فكرة أنا مكنش قصدي إنك متحضريش محاضراتي تاني ع فكرة أنا بس كنت بعلمك درس علشان إلي عملتية أنهاردة ده

-أنت أنسان بارد ومتخلف ، أنا كنت ناقصة قرف

تحركت فريدة لتخرج ولكنه قال 

-فريدة 

نظرت له ليقول بحب وهو يقف أمامها 

-احضري يا فريدة المحاضرة بتاعتي علشان أنا عايز أشوفك 

وقفت قليلا مصدومة ترمش بعيونها فقال جاسم وهو يقترب منها 

-أخر مرة كنتي واقفة بنفس الطريقة دي ومصدومة وبوستك في خدك وكنت هتهور وابوسك من....

نظر لشفتيها وأكمل بخبث وهو يقترب منها أكثر

-عيزاني اكمل إلي عملتة زمان أنا موافق  

شهقت فريدة وقالت 

-أنت سافل وقليل الأدب 

خرجت فريدة مسرعة بعد أن أصبح وجهها باللون الأحمر القاني وكان جاسم يقف يضحك عليها 

★جاسم....شاب يبلغ من العمر 28 عام ، شاب طموح وأجتماعي ، مرح للغاية ، يحب فريدة بصدق ويراها صغيرتة ، يمتلك عيون بنيه وشعر بني ناعم ، جسدة رياضي وطويل للغاية

وجدت فريدة روان وشهد ينتظروها فقالت بضيق

-اخوكي بارد وقليل الأدب ع فكرة 

ضحكت روان وقالت 

-ميرسي ربنا يخليكي يا فريدة 

قالت فريدة متسائلة 

-هو احنا عندنا حاجة تاني 

-كان في محاضرة تانية بس الدكتورة لغت ، يلا علشان نروح 

قالتها شهد لتقول روان وهي متجهه لجاسم 

-طب ثواني وجاية يا بنات 

دخلت روان وأبتسمت قائلة 

-كده يا جاسم متقوليش أنك جاي عندنا الجامعة 

عانقها جاسم قائلا 

-حبيت أعملهالك مفاجأة 

نظرت روان له بخبث وقالت 

-ليا أنا برضوا..!! 

ثم أكملت بحنان 

-جاسم أنا الوحيدة إلي اعرف أن أنت بتحب فريدة وأنها كمان بتحبك 

-ايوة انا اضطريت أقولك من سبع سنين علشان تبقي جنبها 

-يعني أنت كنت عارف أنها هتتكسر يا جاسم 

-ايوة ، مكنتش عايزة ابوظلها حياتها وهي لسة صغيرة 

ضحكت بسخرية وقالت

-وأنت كده مثلا مبوظتش حياتها بالي عملتة ، اضطريت أقول لشهد ساعتها علشان نبقي جنبها ، كنا شايفينها وهي مكسورة وحزينة ، فريدة كانت بتحبك   بجد مش مجرد اعجاب يا جاسم ، فريدة لسة لحد دلوقتي لما بتسمع سيرتك بتسرح وبنشوف أنا وشهد الحزن في عنيها ، أنت كسرتها اووي 

تنهد جاسم وقال 

-قصدك إن طريقي صعب!!

-طبعا صعب ، فريدة ممكن تكون فاكرة بنسبة كبيرة أنك تكون أتخليت عن حبها ، أنا فهماها وعارفة هي بتفكر ازاي وبتحس بأيه ، مهما كان دي عشرة عمر ، براحة عليها علشان هي هتبقي مصدومة دلوقتي ، الله   اعلم هتبقي بتفكر في ايه ، مش بعيد تكون فاكرة أنك بتلعب بيها وبمشاعرها ، تقولها أنك بتحبها وفجأة تختفي وبعدين ترجع وتظهر حبك تاني ، فريدة انصدمت صدمة عمرها لما اختفيت يا جاسم 

أكملت روان بمزاح 

-وع فكرة بقي أنت معندكش بربع جنيه احساس 

-طب اطلعي برة بقي بدل ما اقوملك

ضحكت روان وقالت 

-لا يا راجل يا طيب خليك قاعد أنا همشي بكرامتي أحسن 

خرجت روان لتقول فريدة بغضب 

-جرا ايه يا روان ، ع فكرة بتقابلوا بعض في البيت ، يلا علشان أنا عايزة اروح 

قالت روان بحنان 

-أنا اسفة يا فريدة ، يلا بينا 

اتجهوا للخارج لتعود كل منهم لمنزلهم 

_______________________________

كانت تجلس ع فراشها تبكي بشدة ، فها هو عاد مجددا ، عاد من أحبتة ولم تتخلي عن حبه بل أصبح حبه كبير في قلبها ، دخلت ريم بالصدفة قائلة بمزاح

-أنتِ يا اوزعة أنتِ جيتي ودخلتي ع أوضتك كده ليه 

حاولت فريدة مسح دموعها بسرعة وقالت 

-مفيش يا ريم بس اليوم كان متعب شوية 

جلست ريم بجانبها وقالت 

-ده ع اساس أنك مكنتيش قاعدة بتعيطي دلوقتي..! مالك يا فريدة ده أنا ريم 

رمت فريدة نفسها بين يد ريم لتعانقها وأخذت تبكي بحزن قائلة 

-رجع يا ريم رجع 

سريعا علمت ريم أنه هو ، جاسم 

-ازاي ؟

أبتعدت عنها ومسحت دموعها قائلة بحزن

-طلع دكتور هيدينا مادة في الجامعة ، من أول ما شوفتة وأنا كنت حاسة أني أعرفة ، أنا فعلا    نسيت ملامحه وكمان ملامحة اتغيرت ، لما عرفت أنه جاسم... قلبي حسيت أنه فرح ، قالي أنه عايزني احضر المحاضرات بتاعته علشان يشوفني ، هو فاكر ايه ؟ فاكرني لعبة ؟؟ يقولي بحبك من 7 سنين وبعدين يقولي هبعد بعد ما عرف أنه   بحبه ، اتخلي عن حبي يا ريم ، ودلوقتي راجع يحيي في قلبي الوجع والكسرة إلي هو كسرهالي لا وكمان بيتعامل ولا كأن في اي حاجة حصلت ولسة نظرات الحب شوفتها في عينه ، بيلعب بيا يا ريم وبمشاعري 

أنهت جملتها وعادت تبكي بشدة لتعانقها ريم بحنان قائلة 

-فريدة حبيبتي اهدي علشان خاطري 

-أنا لسة بحبه يا ريم ، للأسف لسه بحبه بس حتي لو هو لسة 



بيحبني أنا مش عايزة ابقي مع واحد اتخلي عن حبي 



الفصل الثانى 




قراءة ممتعة 🖤🥀

_______________________________

خرجت من هذا السنتر الذي تأخذ به درسها وأتجهت لمنزلها ، وجدتة يقف أمامها كالعادة ، زفرت ريم بضيق وقالت 

-افندم يا أمير ، هو شغلانة كل يوم 

خلع نظراتة وأبتسم قائلا 

-عنيفة بس بحبك 

★أمير....الأخ الأكبر لجاسم وروان ، مُعقد نفسي ، والده ووالدتة لم يعاملونة جيدا ، كانوا يعاملون جاسم أفضل منه ، كان يري والداه وهما يفضلون  أخيه الأصغر عليه ، كانوا يلقبونة بالفاشل كثيرا حتي أصبح فاشل بالفعل وأصبح زير نساء ، يريد فريدة بأي شكل ويضايقها وأصبح يضايق ريم ليضغط علي فريدة 

أبتسمت ريم ابتسامة صفراء وجاءت لتتحرك ليضع يده أمامها لتقول بغضب 

-أبعد ايدك بدل ما أقطعهالك 

ضحك أمير ليستفزها قائلا 

-تصدقي خوفت ، قولي لأختك أنها في دماغي وأني هاخد إلي أنا عايزة منها بمزاجها او غصب عنها 

قالت ريم بأشمئزاز

-أنت حرفيا سافل وقليل الادب ، أتقي الله ده أنت عندك أخت قد فريدة ، أشكال تقرف

أمسك أمير يدها بقوة لتتألم هي قائلا 

-بقولك ايه يابت أنتِ أحترمي نفسك ولمي لسانك أنا ساكتلك من الصبح ، متنسيش أنا مين 

تجمعت الدموع بعيونها من شدة الألم فصرخت بقوة قائلة 

-الحقووني ، بيعاكسني ، الحقووني 

في ذلك الوقت كان هناك اربعة شباب لاحظوا صراخها فذهبوا ليساعدوها ولكن سبها أمير وركض سريعا وركض ورائة ثلاث شباب وظل واحد مع ريم ، أقترب منها الشاب قائلا 

-أنتِ كويسة يا أنسة ؟

أبتسمت ريم وقال بأمتنان 

-اه كويسة ، أنا متشكرة جداا 

-العفو احنا معملناش حاجة ، هو هرب اصلا قبل ما نمسكة 

-كفاية أنكوا ساعدتوني وخلتوه يسيبني ويبعد عني ، بعد أذنك ومتشكرة تاني

ذهبت ريم تمشي سريعا بخطوات اشبه بالركض لتذهب لمنزلها ، لا تعلم هل تخبر فريدة أم لا 

_______________________________

كانت تقدم القهوة له بعد أن طلبها ولكن لا تعرف ماذا حدث ، تعثرت قدمها وأوقعت القهوة عليه ، شهقت بفزع وخوف لتقول 

-أنا أسفة ، صدقني مكنش قصدي 

نهض هذا الشاب قائلا بغضب 

-أنتِ حمارة ، ايه مبتشوفيش 

كانت تقف خائفة ليكمل قائلا بغضب 

-ازاي يوظفوا ناس مهملة كده ، نظرك ضعيف تروحي تعملي نضارة لكن تمشي توقعي الطلبات ع الزباين ، أنتِ واحدة غبية 

لا تعلم كيف جائتها هذه الشجاعة لترد قائلة 

-وحضرتك قليل الذوق ، مكنش قصدي أتكعبلت ، أكيد مش قصدي أوقعها عليك 

نظر لها بعيونة السوداء بحدة قائلا 

-أنتِ ليكي عين تردي ، فين المدير هنا ؟ أنا هرفدك حالا

قالت شهد برجاء وقد امتلأت الدموع بعيونها 

-ارجوك ارحمني ، أنا اسفة تاني ، متقطعش عيشي بالله عليك 

شعر بألم في قلبة من هيئتها المكسورة هذه بالرغم من شجاعتها المزيفة منذ دقائق ، يبدو أنها تحتاج لهذا العمل ، جاء المدير ليقول بغضب 

-ايه إلي أنتِ عملتية ده 

بكت شهد خائفة ، فالمال الذي تأخذة من هذا العمل هو ما تعيش به ، قال الشاب بهدوء

-خلاص يا استاذ حسام محصلش حاجة ، أنا سامحتها 

نظرت له شهد ، شعر الشاب بألم عندما وجد الدموع تنساب من عيونها الرمادية التي تخطف عقل اي شخص  وأصبحت عيونها حمراء كما أن الحزن يتملك عيونها ، قال المدير بغضب 

-اعتذري حالا 

نظرت له طويلا وهي تبكي ، أخفضت عيناها للأرض وجاءت لتتحدث ليقاطعها الشاب قائلا 

-لا أنا مسامحها من غير ما تعتذر ، مفيش حاجة خلاص 

قال المدير بغضب 

-يلا غوري من هنا 

ذهبت شهد وهي تشعر بالحزن ع حالها وكان هذا الشاب يشعر بالحزن عليها لا يعلم لماذا 

_______________________________

كانت تجلس ريم تذاكر ، دخلت فريدة لها وهي تحمل لها كوب عصير بأبتسامة كاذبة ، فهي تحاول أن تكون بخير ، أبتسمت ريم لرؤيتها ، وضعت فريدة كوب العصير بجانبها قائلة 

-بالهنا والشفا ليكي ، ذاكري كويس يا أم طويلة 

ضحكت ريم ومعها فريدة ولكن شعرت ريم بأختفاء الضحكة من ع وجه فريدة ببطء وهي تنظر ليد ريم ، نظرت ريم علي يدها لتجدها زرقاء بسبب أمير ، توترت ريم وقالت 

-ا..اا...أنا وقعت وإيدي عملت كده 

أمسكت فريدة يدها وقالت 

-الكلام ده تضحكي بيه ع ماما وبابا إنما أنا لا ، إيدك كأن حد كان ماسكها جامد 

توترت ريم بشدة فهي لا تريد أخبارها لتنشغل فريدة بهذا الموضوع فيكفي ما تمر به الأن ، قالت ريم بسرعة 

-أنا وواحدة صاحبتي كنا بنهزر ومسكتني من إيدي جامد عادي يعني 

نظرت لها فريدة بشك وقالت

-صاحبتك ولا....أمير!!؟

تنهدت ريم وقالت 

-أمير يا فريدة استريحتي 

قالت فريد

-هو الحيوان ده لسة بيجيلك ؟

-كان بقالة فترة مظهرش بس لقيتة موجود انهاردة 

قصت عليها ريم كل ما حدث لتشعر فريدة بالغضب بشدة قائلة 

-الواد ده لازم يتحطلة حد ، كفاية اووي لحد هنا إلي بيعمله ده ، ده مجنون 

جاءت لتذهب لتمسكها ريم قائلة بخوف

-هتعملي ايه ؟ فريدة أنا خايفة منه اووي 

-متخافيش يا ريم أنا هحاول اتصرف

ثم أبتسمت بحنان وقالت 

-ركزي أنتِ في مذاكرتك ومتشليش هم يا عمري 

بادلتها ريم الأبتسامة وذهبت فريدة لغرفتها غاضبة من هذا الحقير ، أمسكت فريدة هاتفها وأتصلت به ، كانت تجلس غاضبة تنتظر أن يجيب ، وبعد ثواني وجدتة يجيب قائلا 

-حبيبتي 

-حبك برص وعشرة خرس ، بقولك ايه يا أمير هو أنت فاكرني ساكتة علشان حابة إلي أنت بتعمله ده ف أنت تبقي بتحلم ، أنا ساكتة علشان خايفة الموضوع   ده يأثر ع علاقتي بأختك روان بس خلاص أنا زهقت منك ومن تصرفاتك ، وصلت بيك البجاحة أنك تمسك إيد أختي بالشكل ده وتخوفها كده تبقي أنت مش راجل اصلا 

قال أمير بخبث 

-طب وافقي أنتِ بس تبقي ليا وأنا هعرفك إني راجل 

قالت فريدة بغضب

-الرجولة مش بالقذارة الي في دماغك ، أنت واحد حقير ومشوفتش ربع ساعة تربية وأنا عمري ما هبقي ليك ولا حتي أفكر أبتسم في وشك 

أغلقت الهاتف بوجهه وأخذت تتنفس بقوة 

_______________________________

في منزل خالد والد جاسم ، كانوا يجلسون معا ع الطاولة يتناولون طعامهم ، رن هاتف روان لتجدها فريدة ، أجابت روان قائلة بأبتسامة

-الو يا فريدة....مالك يا فريدة اهدي 

عقد جاسم حاجبية فصوت فريدة كان عالي 

-ايوة يا فريدة بابا وماما هنا....طب ثواني هفتح الأسبيكر 

فتحت روان مكبر الصوت وقالت 

-فتحتة يا فريدة 

-أنا بعتذر لو كنت ضايقتكوا بس في موضوع مهم عايزة أتكلم فيه ، أنا بقالي كتيير ساكتة علشان مش عايزة اي مشاكل تحصل بيني وبين روان ، أنا بعتبر روان أختي ، بس خلاص الموضوع مينفعش يتسكت عليه ، أبنكوا أمير أنا أسفة يعني مش محترم ، أمير عايزني....وأكيد حضراتكوا فاهمين قصدي عليه ، لا وكمان بقي بيضغط عليا بأختي ريم ، بيروح ليها قدام السنتر الي بتاخد فيه الدروس وبيخوفها علشان اوافق ع القرف إلي هو عاوزة ، أنا مش هسمحله يأذي أختي يا عمو خالد ولا حتي يمس شعره مني ، شوفوا ليه حل ، أمير مسبب الرعب لريم وليا أنا كمان ، أنا بقيت بخاف أخرج او أخلي ريم تخرج علشان متقابلهوش 

تحول صوتها لصوت باكي

-أنا خايفة يعمل حاجة فيها او فيا وساعتها أنا مش هسامحة ولا هسامحكوا ، أبعدوه عني لو سمحتوا ، أنا لو قولت لبابا وماما مش بعيد يخلوني أقطع علاقتي بروان وأنا مش عايزة كده ، لو سمحتوا 

قال خالد بأسف 

-أنا أسف يا فريدة يابنتي ، صدقيني هعمل كل إلي في إيدي علشان أبعده عنك 

قالت وهي تبكي بشدة 

-أنا خايفة ع أختي وخايفة ع نفسي منه ، أبنكوا يخوف 

كان جالسا يقبض يده بشدة ، ظهرت عروقة بشدة من شدة الغضب ، نهض جاسم وأخذ هاتف أخته وذهب بعيدا 

-فريدة 

سمعت صوتة فقالت بضعف 

-جاسم 

-متخافيش يا فريدة أنا مش هخليه يلمس شعره منك لا أنتِ ولا أختك ، خليكي واثقة فيا ، أنا جنبك و مستحيل أخليه يأذيكي 

سمع صوت بكائها ليشعر بغصة في قلبة 

-فريدة أمسحي دموعك ، فريدة إلي أعرفها مش ضعيفة كده 

سمع صوتها أخيرا قائلة 

-تعبت يا جاسم ، بقالة كتير بيهددني وبيهدد أختي يا جاسم ، أنا خايفة 

-متخافيش يا فريدة أنا معاكي وهفضل معاكي 

-بس أنا خايفة تمشي وتسبني زي ما عملت قبل كده 

كانت كلماتها ثقيلة جداا بالنسبة له فقال مطمئنا 

-لا يا فريدة أطمني أنا مش هسيبك تاني خلاص ، أمسحي دموعك بقي وأبتسمي ، أنا بحبك 

أبتسمت فريدة بتلقائيه وقالت 

-حاضر ، أنا هقفل بقي ، أنا بعتذر لو ضايقت مامتك وباباك 

-بطلي هبل أنتِ كان لازم تعملي كده علشان نحط حد لأمير ونفكر في حل 

-تمام يا جاسم سلام 

أبتسم جاسم وقال 

-سلام يا حبيبي 

أغلقت فريدة وهي سعيدة ، هل قال لها حبيبي ، ضربت فريدة رأسها قائلة 

-تاني يا فريدة تاني أنتِ مبتحرميش ، هترجعي تحبيه تاني ويرجع يلعب بيكي تاني ، لازم اربيه علشان مشي وسابني ، فاكر مشاعري لعبة والله لأوريه 

_______________________________

خرج جاسم وجلس معهم قائلا بأسف

-أمير بقي كده بسببكوا ، عاجبكوا حالوا كده ، كنتوا بتعاملوني أنا وروان كويس وهو ولا كأنه أخونا ، كرهتوه في نفسه ومليتوا عقلة بكلمة أنت فاشل وفضلتوني عليه، كنتوا دايما بتقعدوا تقارنوه بينا وأن احنا أحسن منه ، مفكرتوش لحظة إن ده هيأثر عليه...!! 

قال والده بحزن 

-كنا فاكرين أننا كده بنشجعة أنه يبقي أحسن

-ازاي ؟! بأنكوا تتجاهلوه وتعاملوة وحش وكأنه منبوذ ، اهو سابنا خالص وبعد عننا وراح قعد لوحدة ومشي في طريق وحش ومنعرفش عنه حاجة اهو وكمان بيرفض يقابلنا ، هنتصرف ازاي في إلي بيعمله مع فريدة وإلي أكيد بيعمله مع مليون بنت تانية..؟!

قالت روان مقترحة 

-ممكن تسفروة يتعالج عند دكتور نفسي كويس وشاطر ، أمير ببساطة بقي مُعقد بسبب إلي حصله 

قالت جميلة والدتهم 

-تفتكروا هيرضي ؟ 

قال خالد بحده

-حتي لو هنسفره بالغصب ، الولد ده لازم يبعد ، فريدة أعصابها تعبانة جداا وأنا الي متمنهوش لبنتي متمنهوش لحد تاني وأنا اصلا بعتبر فريدة زي بنتي ، يمكن غلطنا وأحنا إلي وصلناه للحالة دي بس لازم نصلح إلي عملناه ، هيسافر بمزاجة او غصب عنه لازم يتعالج ويرجع سوي 

قال جاسم نافيا 

-بلاش بالغصب ، أنت كده يا بابا هتعقد الدنيا أكتر ، سيب ليا أنا وروان الموضوع 

_______________________________

في صباح اليوم التالي ، طرق ع باب المنزل عدة طرقات ليفتح له أمير وهو نائم ، كانت رائحة المنزل تفوح بكل ما حرمة الله 

-نعم مين حضرتك ؟

أبتسم جاسم وقال

-عندك حق متعرفنيش ما أنت كنت دايما بترفض تقابلني 

علم أمير بهويتة ، أغلق أمير الباب بغضب ولكن وضع جاسم قدمة قائلا 

-أمير أسمعني 

قال أمير بغضب

-جاي ليه ؟ جاي تقولي إني فاشل ، جاي تقولي أنك أحسن مني ، جاي تكمل إلي أبوك و أمك عملوه فيا ، ايوة أنا فاشل وأنت وروان أحسن مني ، حلو كده!؟

أبتسم جاسم وأقترب منه يعانقة ، شعر أمير بمشاعر مضطربة....الأخوة ، هذا الشعور لم يشعره منذ سنوات 

-وحشتني يا أمير ، أنا أخوك الصغير 

قال أمير بسخرية 

-وإلي أحسن مني..!!

أبتعد عنه جاسم وقال 

-مفيش حد أحسن من حد يا جاسم 

زفر أمير وقال 

-عايز ايه يا جاسم

أبتسم جاسم وقال بحنان

-جاي أقعد ما أخويا شوية ينفع؟

لأول مرة منذ سنوات يقتنع أمير ويفتح له الباب ، فهو كان يأتي كثيرا ولكن في كل مرة كان يطردة أمير ، دخل جاسم ليجد الكثير من أنواع الخمور ، تنهد جاسم ع حال أخيه ، جلس جاسم وجلس أمير ، أبتسم جاسم وقال 

-اخبارك ايه بقي يا ميرو 

أبتسم أمير بسخرية وقال وهو ينظر حولة

-زي ما أنت شايف 

-أمير أنا عارف إن إلي ماما وبابا عملوه معاك مينفعش يتبرر ، بس صدقني أنا وروان عمرنا ما رضينا بالي هما كانوا بيعملوه وكنا بنحاول كتيير نخليهم يبطلوا إلي هما بيعملوه ، كانوا فاكرين أنهم لما يعملوا كده    حالك هيتصلح لكن العكس أنت حالك اتدهور أكتر من الأول ، فاكر يا أمير أنا كام مرة من ساعة ما مشيت انا وروان نحاول نكلمك او نجيلك كنت بتعمل ايه ، أمير أنت أخونا الكبير وأحنا بنحبك وبابا وماما حسوا بالذنب بسبب الي عملوه 

-لا خالد بقي ابويا ولا جميلة بقت أمي ، دول اذوني نفسيا وجسديا ، خلوني انسان حقير ، انا بستحقر نفسي من إلي بعمله ده ، الشرب والسهر    والبنات وعلاقات مقرفة وحرام ، أنا زاني يا جاسم فاهم يعني ايه ، أنا اتبريت منهم 

-طب وأحنا ؟ انت أخونا وعايزينك ترجع تعيش معانا ، عايزينك تبقي أنسان كويس ، مش أنت بتقول أنك مستحقر نفسك ، صدقني يا أمير أنا و روان هنقف في ضهرك علشان تبقي أنسان كويس ، أحنا سند بعض في الحياة 

نهض جاسم قائلا بأبتسامة 

-فكر يا أمير ، أنا مادد ليك إيدي علشان أساعدك وهفضل علشان أنت أخويا ، واه صحيح بليل هعدي عليك أنا وروان علشان نتغدا سوا ، عازمينك في مطعم ايه هتاكل صوابعك بعد الأكل بتاعهم ، سلام 

ذهب جاسم وأبتسم أمير بخبث قائلا 

-انا هوافق مش علشان خاطر جمال عنيك ، أنا هوافق علشان أنا عايز فلوس ، هقرب منكوا وأستغلكوا وأخد فلوس منكوا ، فاكر إني هنسي إلي عملوه فيا يبقي بتحلم 

أنهي كاماتة وضحك بخبث وهو يفكر بالقادم 

_______________________________

أنهوا محاضرتهم اليوم وقالت روان وهي تبكي 

-فريدة أنا أسفة بجد ، أنا مش قادرة أتعامل معاكي عادي ، أنا أسفة علي الي أمير ، صدقيني هنحاول نعمل كل حاجة علشان نبعده عنك أنتِ وريم 

عانقتها فريدة قائلة 

-أنتِ عبيطة ، علشان كده كنتي زعلانة كل ده 

-ايوة أنا مكسوفة منك 

قالت شهد مؤكده 

-لما اتقابلت أنا وهي حكتلي كل حاجة وكانت عمالة تعيط ومتضايقة

ضحكت فريدة وقالت 

-روان والله العظيم أنتِ هبلة ، أنتِ مالك أنتِ بالحوار ده ، وبعدين أنا عارفة إن أمير مريض نفسي وعنده عُقدة بس أنا تعبت من إلي بيعمله وأنا مقولتش حاجة ليكي ، امسحي دموعك يا هبلة 

هدأت روان ومسحت دموعها قائلة بأبتسامة

-بحبك يا جدع 

ضحكت فريدة وقالت 

-وأنا كمان يسطا 

ضحكت فريدة وروان ولكنهم وجدوا شهد تبكي بشدة ، قالت فريدة بضحك 

-لمؤاخذة في السؤال ، لمؤاخذة ايه..؟! في السؤال ، ايه النكد ده منك ليها ؟ مالك أنتِ كمان يا شهد 

-حصلي موقف وحش امبارح في الكافية 

قالت روان بعتاب 

-شهد احنا فضلنا نقولك ومازلنا ع فكرة ، بلاش شغل وأنا وفريدة هنبعتلك كل شهر فلوس تكفيكي ، بابا وماما وبابا وماما فريدة هما إلي مقترحين الفكرة دي علينا علشان نقولك ، وافقي يا شهد وريحي نفسك من الشغل ده وأحنا أخوات يا شهد 

-لا ازاي لازم تعند ، روان عندها حق يا شهد أحنا أخواتك ، أنتِ لو طلبتي عنينا هنديهالك 

عانقتهم شهد قائلة 

-أنا بجد بحمد ربنا أنكوا في حياتي ، أنتوا عوضتوني عن موت بابا وماما ، أنا اسفة بس أنا برضوا مش موافقة 

قالت روان بضيق 

-كالعادة ، كنا متوقعين اساسا 

تنهدت فريدة ثم قالت 

-طب ايه إلي حصل أمبارح ؟

تذكرت شهد ما حدث وقصت عليهم كل شئ ، لتقول فريدة بغضب

-ده أهبل وإنسان قليل الذوق.... 

قاطعتها روان وهي تضع يدها ع فمها وهي تضحك قائلة

-براحة براحة يا مدفع الشتايم أنتِ ، لسانك ما شاء الله عايز القص 

أكملت روان قائلة بتفكير 

-امره غريب بس يمكن تكوني صعبتي عليه 

قالت شهد 

-ده مش يمكن ده أكيد ، بس أنا مضايقة علشان قعد يشتمني 

قالت فريدة متسائلة 

-القهوة كانت سخنة ؟؟

-اه 

-ووقعت ازاي ؟

-ع كتفة وصدرة 

قالت فريدة بضحك وهي تدفعها أمامها 

-منك لله سلختي الراجل ، كويس أنه مجابكيش من شعرك وطردك 

ضحكت الفتيات معا وذهبوا لتعود كل منهم لمنزلها 

_______________________________

دلفت للمنزل وكانت تبحث عنه ، تريد أن تعلم ماذا حدث ، وقفت أمام غرفتة وطرقت الباب ليقول بصوتة الرجولي

-ادخل 

دخلت روان قائلة بأبتسامة 

-عامل ايه يسطا 

-يسطا..!! تمام يا باشا 

ضحكت روان ثم اردفت قائلة 

-عملت ايه ؟

تنهد جاسم وقال 

-أمير ضايع ، لأول مرة بعد سنين يرضي يخليني اقعد معاه ويوافق كمان اننا نعزمة ع الغدا ، لازم نقف جنبه ونحسسه بحبنا ليه وساعتها هو إلي هيبقي عايز يتعالج ويرجع أنسان طبيعي ويجي يعيش معانا كمان 

-إن شاء الله يا جاسم اتمني ، تمام أنا هدخل اجهز بقي علشان ابقي جاهزة 

أبتسم وقال 

-ماشي يا حبيبتي 

سمعت صوتة يوقفها بعد أن كانت أمام الباب ، التفتت له قائلة بخبث 

-كنت عارفة أنك مش هتخليني أمشي من قبل ما تطمن عليها ، هي كويسة وزي القردة 

ضحك جاسم وقذفها بالوسادة لتخرج 

_______________________________

كانت تجلس معهم يشاهدون أحد الأفلام الكوميدية ، أصدر هاتفها رنينا معلنا عن وصول رسالة لها ع تطبيق الواتس اب ، فتحت هاتفها ورأت الرسالة لتبتسم بتلقائية 

"عاملة ايه يا طفلتي❤"

كان يلقبها بهذا الأسم في الماضي ، هل مازال متذكر!! ولكن سرعان ما أختفت أبتسامتها عندما تذكرت هذا اليوم الذي أخبرها بأبتعاده عنها ، لقد كسر قلبها بشدة وجعلها تعيش بحزن واكتئاب غير مناسب لفتاة في مثل عمرها ، ترددت كثيرا ، هل ترد عليه أم تتركة ولكنها حزمت أمرها سريعا ع الرد برسالة محتواها 

"خير!! ناوي تقولي هبعد ؟ اصل أنت برضوا زمان لما اعترفتلي بحبك قررت تبعد عني بعدها بيوم"

"ع كل حال أنا مش بحبك ومش عايزة احبك تاني ، كفاية المرة الي كسرت فيها قلبي ، عارفة إني كنت صغيرة وأكيد أنا مكنتش اتمني اي حاجة غير أنك تبقي جنبي ، ع العموم براحتك اعمل الي أنت عايزة لأني مبقتش بحبك" 

أغلقت هاتفها ووضعتة جانبها تشعر بالغضب منه فكيف له أن يعود ويراها ويعترف بحبه وكأن شيئا لم يكن!! 

بعد دقائق وصلتها رسالة منه لتفتح هاتفها وتري الرسالة 

"ولما أنتِ مبقتيش بتحبيني يا فريدة ليه لسة مضايقة من إلي عملتة زمان ، المفروض أنك    مبقتيش بتحبيني والمفروض أنك تكوني نسيتي كل حاجة متعلقة بيا ، مظنش أنك بطلتي تحبيني يا طفلتي😉❤"

شعرت بالغضب أكثر ، نعم هي مازالت تحبه ولكن تخاف أن ينكسر قلبها كالسابق كما أنها لا تريد أن تضعف بسهولة ، تريد أن تلقنة درسا جيدا 

كتبت رسالة له قائلة 

"كسرة قلبي صعب انساها يا جاسم"

"وبعدين متقلقش أنا نسيت حبي ليك ، مش أنت إلي قولتلي إني لسة صغيرة وإني لما هكبر أكيد مشاعري تجاهك هتتغير!! ده إلي حصل فعلا وبالرغم    من قلبي إلي أتكسر زمان بسببك الا إني بشكرك علشان بعدت عني علشان أقدر أفهم إني مشاعري تجاهك كانت مجرد لعب عيال ☺"

تركت هاتفها تبتسم بأنتصار ، فهي قد أصابت هدفها ، بعد هذه الرسالة ستجعله يجن معتقدا أنها لم تعد تحبه 

_______________________________

كما توقعت ، كان يدور بالغرفة كالثور الهائج ، هل فعلا لم تعد تحبه ؟ 

هل حبها له بالماضي كانت مجرد مشاعر اعجاب ؟

جلس ع فراشة بيأس وتنهد قائلا بحزن

-طب لو طلع ده بجد أنا هعمل ايه ؟ أنا لسة بحبها ، قلبي ده بينبض بأسمها ، دلوقتي بس أنا حسيت بيها لما قررت إني أبعد عنها من 7 سنين 

زفر جاسم بقوة وغضب ونظر مرة اخري لهاتفه ليري رسالتها التي أثارت جنونة ، قاطع غضبة صوت أخته وهي تطرق الباب قائلة 

-جاسم 

-ادخلي يا روان

دلفت روان قائلة بأبتسامة 

-أنت ايه يسطا لسة مخلصتش ، أول مرة البس قبلك والمفروض نسجلها في التاريخ 

لاحظت روان حزنة لتسألة قائلة

-مالك يا جاسم ؟

نظر لها وقال بحزن 

-هو ممكن فريدة تكون بطلت تحبني ؟ او مشاعرها تجاهي كانت مجرد مشاعر اعجاب وبس وحبي ليها كان من طرف واحد ؟

جلست روان بجانبة قائلة بحنان

-ليه بتقول كده يا جاسم ؟

أعطاها هاتفه لتقرأ الرسالة ثم نظرت له قائلة بجدية 

-بص يا جاسم أحتمال أنها فعلا مبقتش تحبك لأن زي ما أنت عارف وكلنا عارفين أن الفترة إلي أحنا كنا فيها وقتها كانت فترة مراهقة 

نظر لها بضعف وقال بحزن 

-معني كده أنها عمرها ما هتكون ليا ؟؟ مفيش الا حل إني اخليها تحبني بالغصب أو حتي تتقبلني واتجوزها غصب عنها وده مستحيل ، مرضاش إني أتجوز واحدة مبتحبنيش وأخليها تعيش مع واحد مش حباه 

-يعني هتتخلي عنها ؟؟

قال مسرعا 

-لا....اه....مش عارف ، مش عارف يا روان 

نهضت روان قائلة بجدية وثقة

-لا أنت مش هتتخلي عنها 

رفع رأسة متسائلا 

-وجبتي الثقة دي كلها منين ؟

أبتسمت روان بثقة وقالت

-علشان فريدة لسة بتحبك 

ضحك جاسم بسخرية وقال

-روان أنتِ لسة شايفة الرسالة بتاعتها 

ضحكت روان وقالت 

-عرفت تضحك عليك يا معلم ، وبعدين ما أنت لو تسبني أخلص أحتمالاتي كنت فهمت ، إلي أنا قولتهولك من شوية ده أحتمال ضعيف جداا ، لكن    بصفتي صاحبتها من زمان اووي بقولك أن في احتمال تاني وده أنه واثقة أنه صح ، فريدة بتعمل كده لعبة منها ، فريدة بتلعب ع اعصابك بحيث أنها تعلمك درس محترم علشان إلي عملته زمان 

نظر لها بنصف عين قائلا 

-يعني لسة بتحبني!؟

-أحتمال كبير ، وبعدين أنت في كلا الحالتين تبقي حمار لو مفضلتش جنبها ، خليك جنبها حسسها بحبك ، أهتم بيها يا حمار 

أمسكها جاسم من ملابسها كالأرنب قائلا بحدة

-لسانك ده عايز القص 

قالت وهي تحاول الأفلات منه 

-ياعم دي مجرد كلمة ، متبوظش الهدوم بقي 

دفعها جاسم بخفة قائلا

-طب يلا من غير مطرود علشان أكمل لبس 

تحركت روان لتخرج وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة فقال جاسم بصوت عالي

-متبرطميش

التفتت له قائلة بغضب 

-براحتي ع فكرة 

قذفها جاسم بالوسادة لتهرب سريعا من الغرفة 

_______________________________

في أحد المطاعم ، كانوا يجلسون سويا لتهتف روان قائلة بسعادة حقيقة 

-أنا فرحانة إن أحنا التلاتة مع بعض 

وضعت يدها ع يد أمير وقالت بحب 

-وحشتنا قعدتنا معاك يا أمير 

أبتسم أمير وقال 

-وأنتوا كمان وحشتوني ، أحلويتي يا روان 

قالت روان بغرور 

-أنا طول عمري حلوة 

ضحك جاسم وأمير ليقول جاسم 

-أعرفك دي روان المغرورة

ضحكت روان لتقول 

-في شوية غرور كده مدكناه للحبايب 

ضحكوا معا لتهتف روان قائلة بحماس 

-الله ، الكابلز بيرقصوا ، جاسم... أمير حد منكوا يجي يرقص معايا علشان خاطري 

قال أمير وهو يرفع يده بأستسلام 

-صدقيني مبعرفش ارقص ، قوم يا جاسم 

ضحك جاسم وقال 

-يارب صبرني ع البلوة دي 

قالت روان بغضب 

-أنا بلوة يا جاسم!!!

قال جاسم ضاحكا 

-فشر يا روحي ، قومي يا أخرة صبري 

ضحكت روان بسعادة وحماس وقالت لأمير 

-مش هنتأخر 

قبلتة قبلة هوائية وأمسكت يد جاسم كالأطفال وذهبوا سويا ليرقصوا ، كل هذا وكان هناك من يراقب روان بأعجاب وهناك عيون أخري تتابعها بخبث 

كان أمير يجلس يبتسم بخبث قائلا 

-أغبية اووي بس حلو كده ، الضحك عليهم هيكون سهل 

نظر لهم يشاهدهم ، كانت روان تقف أمام جاسم بهذا الكعب العالي ، جيد أنها ارتدتة   حتي تصل إلي كتفة ، كان يضع إحدي يداه ع خصرها واليد الأخري يمسك بها يدها وهي تضع يدها ع كتفة قائلة بأبتسامة 

-أنا فرحانة إن أمير معانا 

أبتسم جاسم وقال 

-وأنا كمان ، أنا من زمان وبتمني إني حتي أتكلم معاه ، شعور إن يبقي ليك أخ أكبر منك ده حلو اووي 

أبتسمت روان وقالت بحنان

-أنا بقي عندي أخين أكبر مني بحبهم اووي ، هو صحيح كان نفسي في أخت بنت بس فريدة وشهد بقوا هما اخواتي 

وضعت روان رأسها ع كتفة قائلا 

-ربنا يخليك ليا أنت وأمير 

قبل رأسها قائلا بمزاح 

-ويخليكي لينا يا هبلة 

_______________________________

-يابنتي ادخلي ذاكري وبطلي ترخمي ع أهلي بقي 

ضحكت ريم قائلة 

-لا أنا قاعدة شوية ع قلبك 

ضحكت فريدة وقالت

-لا أنا انسحب...الغي رحلتشي يا ريم مش فايقة

نهضت ريم وهي تتأفف بضجر قائلة 

-أنتِ لا يمكن تكوني اختي 

-ايوة أنا بنت الجيران 

أكملت ريم وهي تغني بصوتها البشع 

-شغلالي أنا عنيا وأنا في المكان في خلق حواليا...بهواااياااا.....

قذفتها فريدة بالوسادة قائلة 

-يا شيخة حرام عليكي ارحمي ودني ، ودني نزفت بسببك ، اخرجي برة 

ذهبت ريم سريعا و ضحكت فريدة ع أختها المجنونة ، داهم أفكارها سريعا فزفرت قائلة 

-هيفضل يجي في بالي كده ، استغفر الله العظيم 

_______________________________

أنتهت رقصتهم وتوجه جاسم إلي الطاولة بدونها وهي ذهبت إلي المرحاض ، كان هناك من يتبعها ولكنها لم تلاحظ ، ولكن فجأة شعرت روان بأحد ورائها ويكمم فمها بيده و يسحبها ، كان هناك باب خلفي للمطعم    في حالات الطوارئ ، سحبها هذا الشخص إلي الخارج ، كان متجها بها إلي سيارتة ، كانت تحاول الصراخ والأفلات ولكنه كان يسيطر عليها جيدا ، كان يلمس جسدها بطريقة بشعة ، حاول أدخالها سيارتة قائلا بغضب 

-ادخلي يا حلوة 

كانت هي تتحرك بعنف بين يده ولا تريد الدخول للسيارة ، سمعت روان صوت اصطدام ليتأوة هذا الشخص الذي كان يمسكها ويبتعد عنها ممسكا    رأسة ، أستدارت وهي تلتقط أنفاسها لتجد هذا الشخص الذي أنقذها يمسك من كان يحاول أختطافها من ياقة قميصة ويضربة بشدة ، فقد من كان يحاول الأعتداء عليها الوعي وركض الشخص الذي أنقذها إليها بلهفة قائلا 

-أنتِ كويسة 

كانت هي بعالم أخر ، كل ما حدث الأن حدث بدقائق معدودة ، ماذا كان سيحدث لو لم يأتي    هذا الشخص بالوقت المناسب ؟ ماذا كان سيفعل بها هذا   الحقير ؟ تجمعت الدموع بعيونها وهي تتخيل ما كان سيحدث ، كان يريد هذا الحقير الأعتداء عليها ، وقعت هي الأخري ع الأرض فاقدة وعيها ، جلس الشاب بجانبها يقول بخوف 

-يا أنسة ، يا أنسة 

كان يضربها علي وجنتيها بخفة ولكن لم تستعيد وعيها 

                    الفصل الثالث من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



<>